عندما اتجه باريمال بانديا، مستشار الشبكة في شركة «أي تي أند تي» ،32 عاما، الى مكتب المبيعات في ليبرتي هاربر، كان بناء واجهة امامية متنوعة الاستخدام يستمر في جيرسي سيتي، وشرع وكيل المبيعات في التفكير بالتصميمات واللمسات الأخيرة والمنافع.
ولم يكن بانديا يصغي. وقال «كنت افكر بأنني سمعت هذا مليون مرة. ثم لاحظت ان ستائر النوافذ تصعد وتهبط، وفكرت: من يتحكم بهذا ؟ اريد أن اعرف المزيد عن ذلك».
وما اجتذب انتباه بانديا نظام «الأتمتة» في البيت. فالسكان المقيمون في ليبرتي هاربر، وهم 10 آلاف في 250 بناية عندما يشيد المجمع بالكامل خلال فترة تتراوح بين 10 الى 15 عاما، سيكونون قادرين على القيام بهذا من شاشات اللمس في شققهم او من أي كومبيوتر تتوفر فيه امكانية الدخول الى الانترنت، مما يمكنهم من اجراء التعديلات والتكييفات من على بعد أميال.
قد يبدو الأمر عصرا فضائيا، ولكن تكنولوجيا البيوت الذكية المتطورة متيسرة على نحو متزايد وتشتمل على انظمة «الأتمتة» التي توفر للمقيمين التحكم بالنور ورفع وخفض ظلال النوافذ وتغيير مناخ الغرفة عبر الكومبيوترات. وفي أمثلة كثيرة يمكنهم أن يستثمروا طائفة من الوظائف السمعية والبصرية، مما يسمح للمستخدمين بالاصغاء الى أنواع مختلفة من الموسيقى في غرف مختلفة أو نقل فيلم من جهاز تلفزيون ذي شاشة «بلازما» الى جهاز تلفزيون آخر.
وفي بنايات الشقق يمكن لأنظمة «الأتمتة» ان ترتبط بالعاملين في مجال خدمات البناية، مما يمكن المقيمين من طلب وجبات من المطعم أو او حجز سيارة بدون رفع سماعة الهاتف. وتوفر الانظمة المعززة ذات التلفزيونات المتكاملة الدائرة المغلقة للمقيمين رؤية ما يجري داخل وخارج بيوتهم من موقع آخر. ومثل هذه الوسائل الأمنية توفر الراحة أيضا. ويمكن للراغبين في تناول الطعام رؤية ما اذا كان هناك مجال في المطعم الموجود في أسفل البناية، ويمكن للآباء ان يتسلموا رسائل نصية بالهاتف عندما يصل ابناؤهم الى البيت، كما يمكن للمديرين أن يطلبوا مصلحين الى بيوتهم عبر الهواتف الخليوية.
وفي بعض البنايات يمكن للمقيمين أن يتصفحوا الانترنت ليروا ما اذا كانت هناك غسالات ملابس متيسرة في غرفة الغسيل. وقد يكون هذا النوع من التكنولوجيا مألوفا أكثر لمشتري البيوت الجديدة في الضواحي، ولكنه يصبح الآن الضرورة الأخيرة في وسائل الراحة في الشقق ذات السعر المناسب التي تبنى في او حول نيويورك سيتي.
بعض المواقع الاخرى التي استخدمت بها نظم «الأتمتة» تشتمل على 995 فيفث آفينيو في الشارع 81، وهو الموقع المعروف سابقا بـ«ستانهوب». الشاشات التي تعمل بنظام اللمس تسمح للسكان بالتحكم في التدفئة والتكييف والحجز في المطاعم وطلب توصيل السيارات من ورش الصيانة. الشقق السكنية ببناية «آيكون» مزودة بأجهزة تسمح للسكان بالاتصال بالزائر ورؤيته على شاشة. هناك ايضا تحديثات اختيارية تتراوح تكلفتها بين 3000 و18000 دولار او اكثر، وهي تتضمن تحديثات على التحكم في اجهزة التدفئة والتكييف والصوت وكاميرا داخلية تسمح للوالدين بمراقبة ما يجري في المنزل. وكما قال هوسر، الذي يعمل في «ميدتاون تكنولوجيز»، ان عمل كل شيء يعتمد على برامج الكمبيوتر التي تحتوي على حلول للمشاكل التي تحدث، إذ ان تصحيح أي مشكلة عادة ما يكون مسألة إعادة تحميل البرنامج او العثور على فيروس كمبيوتر. أي انه لا يكون هناك عادة ما يستدعي هدم الجدار. تسمح التكنولوجيا الحديثة بتحسين النظم الأمنية في البنايات الجديدة، بما في ذلك الدخول بدون مفتاح وأنظمة المراقبة الرقمية والبيانات الشخصية مستقبلا ضمن نظام تستخدم فيه كاميرات تستخدم في مداخل البنايات تتعرف على ملامح أوجه سكان البناية. يقول جون ايكر، رئيس شركة «بيس اوف مايند» بمانهاتن، ان جميع المقاولين يفضلون استخدام التكنولوجيا الحديثة في المباني الجديدة. وأضاف قائلا ان المشترين عندما يعلمون بوجود نظام دخول بدون استخدام مفاتيح او عن طريق جهاز الدخول المزود بفيديو، إذ ان هذه التقنيات بات ينظر اليها كونها من مميزات خاصة بالمباني الحديثة. وقال دان فيفر، رئيس شركة «ميدتاون ايكويتيز» ان بنايات «ريتز-كارلتون» في نورث هيلز بمنطقة لونغ ايلاند ستزود بعدة ابتكارات تكنولوجية حديثة. وأضاف قائلا انه جمع طاقم عمل واسع الاطلاع على الجديد في عالم التكنولوجيا وذلك قبل بدء عمل الشركة، كما أوضح ايضا انهم بدأوا بمناقشة الأشياء المسببة للضيق والقلق في الحياة اليومية، وأضاف قائلا انهم تناولوا هذه المشاكل وحاولوا التوصل الى حلول بشأنها. من ضمن هذه المشاكل، كما يقول فيفر، الانتظار المستمر لفتح البوابات الرئيسية، وهذه من الأشياء التي لن تحدث في بنايات «ريتز-كارلتون» الجديدة. وأضاف فيفر قائلا انه لا يوجد سبب للانتظار لأنهم سيزودون السكان بجهاز ورقاقة في يمكن الاحتفاظ بها في السيارة، إذ كلما اقترب الشخص من المدخل وأبطأ السرعة يتم تقدير المسافة بواسطة الرقاقة ويفتح المدخل مع الوصول اليه. ولدى مرور سكان البناية عبر البوابة يتم إخطار الحارس تلقائيا ليقابل الشخص الداخل ويكون بصحبته البواب للمساعدة اذا كانت هناك حاجة لذلك. وبدخول السكان الى البناية ينتظر المصعد لأخذهم الى الطابق الذي يسكنون دون حاجة الى الدوس على زر. يقول فيفر ان هذه التقنيات تميز بين منتجاتهم والمنتجات الاخرى المتوفرة في السوق، وأوضح قائلا ان الأمر لم يعد متعلقا بشكل وهيئة المكان فقط، إذ انهم كمقاولين، كما يقول، يمضون الكثير من الوقت في تصميم الوحدات السكنية، كما أكد ايضا انهم يخصصون وقتا كبيرا في تصميم التكنولوجيا المستخدمة في عقاراتهم. مراكز البيع ايضا مزودة بتقنيات متقدمة. إذ ان مركز بيع «ريتز-كارلتون»، المزمع افتتاحه قريبا في نورث هيلز، يقدم خدمة تعديل الغرف على اساس الخيارات المفضلة للمشتري فيما يتعلق بجوانب مثل نمط الموسيقى ودرجة الحرارة والضوء والبرامج المفضلة للمشاهدة. ثمة مميزات اخرى في وحدات سكنية حديثة مثل غرفة غسل الملابس المزودة بتقنيات متقدمة يمكن من خلالها إخطار الشخص عن طريق البريد الالكتروني او رسائل الجوال المكتوبة عند انتهاء الغسيل او التنشيف. على الرغم من ان مثل هذه التكنولوجيا تبدو حديثة ومتقدمة ومتعلقة بالمناطق الحضرية، فإنها قد نمت اصلا ضمن ظاهرة ريفية. وفي هذا السياق قال كونال شاه، نائب رئيس قسم المبيعات في «كلاريو نيتويركس»، انهم لاحظوا ان السكان من جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية عندما يبيعون منازلهم الريفية يطلبون نفس مميزاتها في المنازل التي يشترونها في المدن، مثل بانديا، الذي اشترى منزلا في ليبرتي هاربر. إذ ان منزله الحالي في برينستون مزود بنظام تحكم عن بعد في درجة الحرارة، فضلا عن اجهزة تلفزيون بشاشات بلازما وإطارات صور رقمية، موصلة مع شبكة الانترنت ويمكن «اوتوماتيكيا» تجديدها بصور جديدة من الاصدقاء وأفراد العائلة. وأضاف قائلا انه يريد سكنا تتوفر فيه الوضع المناسب الذي تتميز به المناطق الريفية مع نمط الحياة المدينية في نفس الوقت.
--------------------------------------------------------------------------------