دبي: فاطمة الجمالي
أكدت دراسات متخصصة قامت بها أستاذة علم النفس الأميركية «ديانا هلبيرن» أن النساء يتفوقن على الرجال في استخدام اللغة، فالبنات يبدأن الكلام قبل الأولاد، ويستخدمن مفردات لغوية أكثر منهم، وهن الأقدر على تكوين جمل صحيحة كاملة.
إلا أن المرأة في مرحلة معينة، تحديدًا في سن الأربعين تحتاج من الرجل التفوق في هذا المجال، فكثيرًا ما ترغب الزوجات، في هذه السن، في سماع كلمات الغزل العذبة من أزواجهن، والزيادة في جرعات الحب والمشاعر الدافقة وعبارات الإطراء والهدايا الجميلة.
إن طريقة التفكير وما تلعبه التأثيرات الثقافية والاجتماعية بالنسبة للنظرة للنساء اللاتي تخطين سن الأربعين بأنهن منتهيات الصلاحية خطأ اجتماعي فادح، لأن المرأة في سن الأربعين تكون أكثر جاذبية وأنوثة منها في سن العشرين، وهو ما أكده محسن، عراقي، 35 سنة، صاحب مشروع تجاري، قائلاً: "أفضل أن أطري على المرأة بعد الأربعين، لأنها تكون مكتملة العقل وأنضج، وذات خبرة أكبر من بنت العشرين، وليس فقط في هذه السن تحتاج إلى الإطراء، وإنما في كل مراحل عمرها، والأمر سيان بالنسبة للرجل".
أما عبد الرحمن داوود، فلسطيني، 55 سنة، مهندس تقني، فيرى أن حاجة المرأة للإطراء في هذه السن تزداد بحكم التغيرات النفسية والجسمية الحاصلة لها، لذلك فإنها تبدأ بالشعور بفقدانها ونقصانها لشيء، ومن هنا يعتبر عبد الرحمن أن إطراء المرأة نوع من المراعاة لها!
شعور بالنقص
في المقابل فإن الإطراء يجب أن يكون متبادلاً بين الزوجين، فكلاهما يحتاج إلى أن يسمع عبارات الثناء والإطراء والحب مهما كبرا سنًّا أو مقامًا، لذلك يعلّق جمال شامي، سوري، 50 سنة، طبيب أسنان، قائلاً: «نحن مجبرون على إطراء المرأة في هذه السن، لأنها مرحلة حساسة تقل فيها الرغبة عندها، فيصبح حب الاستماع للمديح والثناء -خاصة فيما يتعلق بجمالها ومظهرها- حاجة ملحة تسعى من خلالها لإشباع هذه الغريزة»، ويستطرد جمال:"المرأة رغم رغبتها في سماع الإطراء فإنها لا تقبله من غير زوجها، لأننا نعيش في مجتمع عربي محافظ، ومع ذلك أستغرب اعتناء المرأة في هذه السن بجمالها ليس بالضرورة لأجل زوجها، بل لتشعر أن الزمن أضفى عليها بعض الجمال الأنثوي الناضج والمميز، والذي يجعلها محط إعجاب الآخرين، فأتساءل: ممن تريد الإطراء في الحقيقة"؟
أعراض جانبية
إيمان، 44 سنة، عراقية، موظفة في شركة طيران، تؤكد أن المرأة إذا نظرت لنفسها، ورأت أنها في حالة جيدة من صحة وتناسق في الشكل الحسن، هذا يجعلها تشعر بالرضا والارتياح عن نفسها، وليس بالضرورة من أجل زوجها، لأن الرجل، برأيها، أحيانًا لا يطري على زوجته إلا من باب الكذب أو الواجب تجاهها، وهذا يؤدي إلى شرخ عاطفي بين الزوجين، وتتابع إيمان: "النتيجة أن المرأة تشعر بثقل المسؤولية عليها، وتحجم عن الاهتمام بنفسها وزينتها، وهو السبب نفسه الذي يجعل الرجل يغرق نفسه بالعمل والعلاقات الاجتماعية خارج البيت، بل ربما ينزلق في علاقات غرامية محرمة أو يفكر في الزواج بأخرى".
وتطالب إيمان الرجال بأن يزيدوا الإطراء على زوجاتهم في هذه السن؛ لأن الصغيرة لا تحتاج للإطراء طالما تعلم أنها في مقتبل العمر ومرغوبة، لكن سن الأربعين هو بداية خريف العمر، فتحتاج فيه المرأة أن تعوض هذا النقص بالكلام الطيب.
في حين أن غادة، سعودية، 39 سنة، ترى الموضوع يتعلق بشخصية المرأة وثقتها في نفسها، كما تؤكد أن الإطراء مطلوب بين فترة وأخرى، على ألا يتحول إلى هاجس وحاجة ملحة، وتنصح غادة السيدات قائلة: "لا تجعلي زوجك محور حياتك، فعليكِ أن تركزي اهتمامك بنفسك صحيًّا ونفسيًّا".
حتى في السبعين
ميساء السلكاوي، صحفية مصرية، كان لها رأي مماثل لبقية السيدات بأن سن الأربعين من السنوات الحساسة للمرأة، لذا فإنها تحتاج فيه للإطراء بجرعات أكبر من قبل، فهو يسعد حواء ويسحرها، خاصة إذا صدر من زوجها، وفي المقابل فإن عدم اهتمام الرجل بذلك يشكل أول مظاهر السقوط والفتور في العلاقة الزوجية، فتصبح المرأة مستعدة لتقبل الإطراء من غير زوجها.
وفيما يخص مدى استعداد المرأة لتقبل الإطراء والغزل من رجل غريب فإن نجلاء، مصرية، 37 سنة، إدارية، ترى أن الأمر أخلاقيًّا يثير الخجل، إلا إذا كان الإطراء يتمثل في كلمات مدح تخص رجاحة العقل والتفكير، فإنه تقدير يشجع على العطاء، وتعقب قائلة: «الإطراء من طرف الزوج مطلوب جدًّا، خاصة في فترة الأربعين، وذلك للتجديد حتى لا يصل إلى مستوى التجمد العاطفي، بل تظل العلاقة في مستوى حرارتها وحيويتها كما كانت في مرحلة الأربعين.
والكلمات لا تحتاج إلى مجهود خارق كي يبلغها أحد الطرفين، ولكنني أحذر السيدات في هذه المرحلة ألا يعتنين بأنفسهن لأجل أنفسهن فحسب، لأنهن سيدخلن في دائرة الأنانية وهذه قمة النهاية أو أن يقمن بكل الوسائل والطرق بجذب انتباه الآخرين، فإن في ذلك التصابي الذي لا يتلاءم مع هذه المرحلة العمرية، والتي من المفترض أن تكون مرحلة النضج الفكري والجسدي.
بينما مصطفى الشريف، يعترف أنه لا يزال يغازل زوجته رغم أنه في سن الـ 68، لذلك يقول لبقية الرجال:"إذا أحسستم أن الزوجة -وبالذات لو كانت في سن الأربعين- بدأت تشعر بالنقص في بيتها، فإنها وبالتأكيد ستسعى لإكمال هذا النقص من خارجه، لذا سارعوا وابذلوا جهدًا مضاعفًا، و يقولها ضاحكًا «حتى لو كان تمثيلاً قل لها أنت قمر".
حسب ثقافتها
الدكتورة منى عبد القادر، اختصاصية نفسية، أكدت أن الإطراء يتحول عند المرأة في سن الأربعين من رغبة إلى حاجة، وذلك أمر طبيعي، نظرًا للتغييرات التي تطرأ عليها، فهي ستدخل فيما يسمى مرحلة سن اليأس، وازدياد الالتزامات والمسؤوليات في البيت أو في العمل، وتغيرات جسدية ناتجة عن الحمل والولادة.. فتكبر خلال فترة وجيزة، وكثير من النساء يصبن بالإحباط والاكتئاب بعد الأربعين، ومن هنا تتضاعف حاجتهن للإطراء وسماع الكلمات العذبة والغزل، ويبقى الأمر المتعلق بنفسية المرأة وثقافتها وثقتها بأن سن الأربعين ليس شيخوخة أو كبرًا في السن وإنما سن النضج. وبهذا التفكير والرضا عن النفس تكون المرأة أكثر صحة نفسية، وتقل نسبة الاكتئاب عندها من تلك غير الراضية عن شكلها.
وتتابع الدكتورة منى: «جاءتني حالات تحول فيها طلب الإطراء من الزوج إلى حالة مرضية، ولكن الأمر المتفق عليه هو أن كلا الطرفين رجلاً أو امرأة يحتاجانه ويتقبلانه، ولو من أشخاص آخرين، فلا الرجل يستمتع بكونه «أبو العيال»، ولا المرأة تستمتع بكونها «أم العيال » فقط.. فهو يريد أن يكون فارس الأحلام الدائم، وهي تهوى أن تكون فتاة الأحلام مهما شابت وتجعدت».
الأربعاء 6 سبتمبر 2023 - 16:25 من طرف 
موضوع: لماذا تحتاج المرأة في الأربعين إلى الإطراء؟ 
وزوجي بيقول اننا كبرنا 
وان لازم نتفرغ للاولاد وبس
وممكن انزل العب كمان 
******************ه
