ذا كانت الأمومة بالنسبة لبعض النساء أمرا فطريا وغريزيا، فإنه بالنسبة للبعض بمثابة مشروع يحتاج إلى تفكير واستعداد نفسي كبير.
وحسب بعض الباحثين فإن الأمومة ليست كما يعتقد العديد من الناس إلى شعور
غريزي فحسب، بل هي إحساس يختلف من امرأة إلى اخرى حسب الظروف والبيئة التي
تعيش فيها وطريقة نشأتها، ويقسمون النساء إلى ستة أنواع: المرأة التي تعرف
تماما ماذا تريد، فهي تفكر وتخطط متى وكيف تصبح أما، و، مقابل المرأة التي
تترك الأمر للظروف، ولا تخطط لأي شيء وتتقبل الأمر عند وقوعه كأمر حتمي
ومكتوب على الجبين.
المرأة التي تستعمل الأمومة كوسيلة للحصول على شيء معين، فهذا النوع يستغل
الأمومة لغرض دفين قد يكون الحفاظ على الزوج وتقييده، أو فقط ترك العمل
لأنها تكون غير سعيدة فيه، ولأنها تتحرج من ان تبوح بالسبب الحقيقي فهي
تفضل ان تتحجج بالتفرغ للاهتمام بالطفل والاسرة.
المرأة التي تنتمي إلى أسرة كبيرة، ويمثل الإنجاب بالنسبة لها أمرا طبيعيا
كونه سنة الحياة، وعادة ما يقتدي هذا النوع بأمهاتهن وينجبن عدة أطفال،
وينظرن إلى الأمومة كأهم رسالة في الحياة، ، زوجة نجم الروك أند رول مايك
جاغر، التي تأتي من أسرة مؤلفة من عدة أفراد وأنجبت بدورها اربعة أطفال.
النوع الذي يرى أن الأمومة جزء مهم من استقرار العلاقة الزوجية، وأن تكوين
اسرة كبيرة أمر طبيعي ولا علاقة له بتقليد أمهاتهن، أي انه امر لا بد منه،
الأطفال بالنسبة لهذا النوع هم عمود الحياة الفقري ويأتي بنفس أهمية
الحصول على بيت كبير وزوج في وظيفة مستقرة ويتقاضى راتبا ثابثا، كما لا
يعتقد هذا النوع أن الأمومة خيار، بل امر طبيعي وحتمي.
النوع العملي، ويتكون في الغالب من نساء عاملات ومحترفات، من الطبقة
الوسطى، ويتمتعن بنظرة متفائلة تجاه الحمل والإنجاب، على شرط أن يكون ضمن
خطة وضعن لها استراتيجية محكمة تأخذ بعين الاعتبار عملهن، مركزهن
الاجتماعي وتأثير الإنجاب على إمكاناتهن المادية وحياتهن، وهذا النوع قد
يشعر بالكثير من الضغط النفسي عندما يصل إلى سن معينة من دون زواج لأنهن
يخططن لكل شيء حتى الأمومة وبالتالي فهن لا يردن أن يفشلن في تحقيق ذلك،
النوع غير المبالي أو الجاهل، وهذا النوع عادة ليس له ثقافة جنسية وينتمي
إلى طبقة محرومة، وبالتالي لا يفكر في الإنجاب أو عدمه، بل يأخذ الأمر
ببساطة ولا يهتم بالنتائج أو يفكر بها، وغالبا ما ينجب الكثير من الأطفال
على اساس ان كل طفل يولد ومع رزقه.
بما أن الأطفال لا يملكون النضج العاطفي أو المهارات الشفوية لإخبارك متى
تعرضوا للأذى، الخوف أو الحرج أو الوحدة أو الحزن فيجب أن تكوني "مخبرة
لأحاسيسهم". الأطفال يبكون، يعبسون، يضربون ويستعملون أشكال أخرى من
التعابير الطبيعية عندما يشعرون بالغضب، التعب، أو الانزعاج. في أغلب
الأحيان عندما يكون الطفل غير متعاون أو قلق، أو يصرخ، أو يبكي، أو يئن،
أو غير قادرا على الجلوس بهدوء، فقد تكون هذه إشارة على أن الطفل يعاني من
حاجات تم إهمالها أو بأنّه لا يعرف كيف يعبر عن شعوره. وإليك بعض الطرق
التي يمكنك من خلالها مساعدة طفلك على البوح ما يجري داخله.
النصائح:
1. امنحي طفلك انتباهك الكامل. تتصاعد العديد من المشاكل بسبب سوء التواصل
بين الأهل والطفل أو لأن الأهل لا يستغرقون وقتا كافيا لفهم ما يشعر أو
يفكر به الطفل. عندما يشعر الطفل بالانزعاج، فأنه لا بشك يحتاج لانتباهك.
2. عندما يشعر الطفل بالانزعاج، فأنه يريد منك أن تفهمي سبب انزعاجه. ذلك
لأنه يملك سببا للشعور بالانزعاج، وإذا فهمه شخص ما فعلى الأقل لن يشعر
بالوحدة.
3. تنمية الإحساس بطفلك تتضمن لعبة اكتشاف ما يزعج طفلك عن طريق الأسئلة
الذكية. على سبيل المثال، "هل شعرت بالتعب أو الاستياء من اللعب في
الحديقة؟ "
4. عندما يكون الطفل منزعجا بدلا من أن تقول " لا يوجد شيء يشعرك
بالانزعاج، يمكن أن تحاولي تهدئة الموضوع بالتحدث معه، "لا بد أن يومك كان
سيئا."
5. قدري مشاعر الطفل في الظروف الطبيعية. أبدا لا تسخري منه، أو تنتقديه
أو تحبطيه* مثلا قولي له "أفهم بأنّك تنزعج. لا بأس، كلنا ننزعج أحيانا."
6. علميه الطريقة الصحيحة للإفصاح عن مشاعره. يحتاج الأطفال لتعلّم تلك
المشاعر الطبيعية والحاجة لتعلّم الطرق الصحّية لإبداء هذه المشاعر أيضا.
يجب أن تكوني مستشارة، ومخبرة، ومدربة أيضا