قد نلتقي يوما

الشمس تتوسط كبد السماء
بالرغم من أن الليل يرتدي معطفه الاسود منذ ساعات
ونسائم باردة تداعب وجنتاي
بالرغم من أن حرارة الصيف قتلت ورود حديقتي
وابتسامة مشرقة ترتسم على وجهي
بالرغم من أنني كسرت المرآة منذ زمن ونسيت ملامحي ..
فراشات ملونة تحلق فوق سريري البالي
بالرغم من أن سقف غرفتي شاحب كما هو قلبي
ألف ألف لحن عذب يداعب أذناي
بالرغم من أنها نسيت منذ زمن الفرق بين النحيب والضحك ..
أنا ما عدت أنا
وغرفتي ما عادت غرفتي
وقلبي ذلك البائس ابتسم ولأول مرة
ليعلن للعالم انتصارك أنت وأنت فقط ..
هكذا يصبح عالمي حين تسافر حروفك عبر المجهول الي ..
هذا ما تفعله كلماتك الممزوجة بالصدق الى اللاحد
وبالنقاء الى اللابعد
كالتفاحة تبدو رسالتك
يميل غصنها فتتدحرج فوق سطح القلب
لتستقر تحت أنامل عصفور حب رقيق يرتشف رحيقها فيسكر ..
كقطع التلج تبدو رسالتك
تتساقط فوق سطح القلب فتكسو الجراح العارية بياضا ...
أما أنا
فقلبي كبحر بلا أمواج
فجاءت حروفك كالحجارة التي تعبث بسطح الماء الراكد
فتشكل دوائر كبيرة باتساع الجرح
قلبي أنا كشجرة عارية بلا أغصان
وجاءت حروفك لتكسوها ثمرا ثقيلا يؤلم حين يغادر أغصانها ..
قلبي كالمقاتل الجريح
يجلس على شاطيء البحر
ليداوي جراحة فيزيدها الماء المالح تأججا ونزفا ...
قلبي فراشة احترقت حين حاولت أن تحلق بالقرب من ضوء السعادة ..
قلبي يا سيدي بائس
وحروف رسائلك تهديه وردة
وبصيص أمل ..
لأول مرة أعترف لقلبك علنا أمام قلبي
بأن شيئا ما يحملني رغما عني لتصفح رسالاتك مرة بعد مرة ..
لا أعرف عنك الا أنت
ولا أرىمنك الا حروفك وبياض قلبك
وبالرغم من ذلك أجد نفسي أشكرك مع كل كلمة ...
ربما لا أعرفك وربما أعرفك ..
ربما مررت بالقرب منك ذات يوم ..
ربما صافحت عيناك ذات حلم ..
ربما طرقت باب منزلك ذات جنون ..
ربما وقفت سيارتي قرب سيارتك ذات اشارة حمراء في شارع يخنقه الزحام
ربما
وربما
وربما ..
قد نلتقي لا أعرف متى وكيف ولكن قد نلتقي ..
علمتني الحياة أننا في آخر كل طريق نجد شيئا للذكرى


ومع كل صديق تترك قلوبنا بعضا منها لنتعارف
ذات يوم ..
ذات شهر
ذات سنه
وذات عالم آخر لا أعرفه ..
ولكن ما أدركه الآن هو أن قلبي يهديك السلام
ويرسل الى قلبك باقة ورد بلون الغمام ..
لها سحر كلماتك وشذى مشاعرك ..
قد تكون هذه آخر كلماتي
قد أغيب عن الوجود ربما ..
لذلك أنا هنا يا صديقي
كنت أتمنى أن أخبرك الكثير والكثير
ولكن يبدو أن المشوار انتهى هنا ..
ويبدو أن حروفي ما عادت ترغب في معانقة أفكاري المرهقة حد الجنون ..
يبدو أن الضعف بدأ يتلبسني وأكيدة أنا بأنك تراه بين سطوري كما كنت تفعل دائما ..
أعذرني يا صديقي
لأول مرة أكتب رسالة سطورها متخالفة
وكلماتها متنافرة
وبعضها لا يشبه بعضها ..
ولكنك تفهمني أعرف بأنك تفهمني ..
اترك لي في قلبك ذكرى
وبصيص أمل بلقاء مهما طال الأمد
لك
ولقلبك
عقدا من نجوم سماء قلبي
وباقة ورد بيضاء من حديقة روحي
الشاكرة لك
ولك وحدك ...

تقبلو تحياتي...مما راق لي