| موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| موضوع: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:22 | |
| فكرة إنشاء موسوعة حول الشخصيات السياسية التي تركت بصماتها في تاريخنا المعاصر
حتى يتسنى لأي متصفح أن يجد من يبحث عنه هنا , فأرجو منكم المبادره للإضافة وشكرا
ملاحظة: سيتم حذف كل مداخلة بالشكر فقط
أرجو التواصل وإثراء الموضوع
المواضيع من تجميعي
عدل سابقا من قبل joud في الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:53 عدل 1 مرات | |
|
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:30 | |
| أبدأ بشيخ الشهداء في ذكرى وفاته اليوم
عمر المختار (20 أغسطس 1861 - 16 سبتمبر 1931) الملقب بشيخ الشهداء أو أسد الصحراء قائد أدوار السنوسية في برقة في ليبيا.[1]
مقاوم ليبي حارب قوات الغزو الايطالية منذ دخولها أرض ليبيا إلى عام 1931. حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاماً لأكثر من عشرين عاما في أكثر من ألف معركة، واستشهد باعدامه شنقاً وتوفي عن عمر يناهز 73 عاما. وقد صرح القائد الإيطالي "أن المعارك التي حصلت بين جيوشه وبين السيد عمر المختار 263 معركة، في مدة لا تتجاوز 20 شهرا فقط".
نسبه هو عمر المختار محمد فرحات ابريدان امحمد مومن بوهديمه عبد الله – علم مناف بن محسن بن حسن بن عكرمه بن الوتاج بن سفيان بن خالد بن الجوشافي بن طاهر بن الأرقع بن سعيد بن عويده بن الجارح بن خافي (الموصوف بالعروه) بن هشام بن مناف الكبير، من كبار قبائل قريش.[2]
من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة أو المنيف والتي ترجع إلى قبائل بني مناف بن هلال بن عامر أولى القبائل الهلالية التي دخلت برقة. أمه عائشة بنت محارب.
مولده ونشأته
ولد عمر المختار يوم 20 أغسطس عام 1861 م في قرية جنزور الشرقية منطقة بنر الأشهب شرق طبرق في بادية البطنان في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا.
تربى يتيما، لذلك كان كفله حسين الغرياني، عم الشارف الغرياني حيث وافت المنية والده المختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة وكانت بصحبته زوجته عائشة.
تلقى تعليمه الأول في زاوية جنزور على يد امام الزاوية الشيخ العلامه عبد القادر بوديه العكرمي أحد مشايخ الحركه السنوسية، ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام محمد المهدي السنوسي قطب الحركة السنوسية، فدرس علوم اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.
ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم". لثقة السنوسيين به ولوه شيخا على زاوية القصور بالجبل الاخضر.
اختاره السيد المهدي السنوسي رفيقا له إلى السودان الأوسط (تشاد) عند انتقال قيادة الزاوية السنوسية إليها فسافر سنة 1317 هـ. وقد شارك عمر المختار فترة بقائه بتشاد في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي،تشاد) وحول واداي. وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً، ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلكه) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية. بقي هناك إلى ان عاد إلى برقة سنة 1321 هـ واسندت اليه مشيخة زاوية القصور للمرة الثانية.
معلم يتحول إلى مجاهد عاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم، فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية في 29 سبتمبر 1911م، وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي، درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس، كان عمر المختار في تلك الأثناء مقيما في جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل أحمد الشريف السنوسي، وعندما علم بالغزو الإيطالي فيما عرف بالحرب العثمانية الإيطالية سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً من الكفرة. وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب العثمانيين من ليبيا سنة 1912م وتوقيعهم "معاهدة لوزان" التي بموجبها حصلت إيطاليا ليبيا، أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي، منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو 1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستين جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم، ومعركة بو شمال عن عين ماره في 6 أكتوبر 1913، وعشرات المعارك الأخرى.
وحينما عين أميليو حاكماً عسكريا لبرقة، رأى أن يعمل على ثلاث محاور:
الأول: قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في منطقة مرمريكا. الثاني: قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه والمخيلي الثالث: قتال المجاهدين في مسوس واجدابيا. لكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م، ولتتواصل حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى.
الفاشية والمجاهد
ونبعد الانقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922، وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي، واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.
بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد، وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين، فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور الحاسة، وتولى هو القيادة العامة.
بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية، أصبحت كل المواثيق والمعاهدات لاغية، وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر مثل وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والانضواء تحت قيادة عمر المختار، كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح، وعندما ضاق الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد المجاهدين، أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1926م، وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين وعلى رأسهم عمر المختار، ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال.
لاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الاستيلاء على منطقة فزان لقطع الإمدادات على المجاهدين، فخرجت حملة في يناير 1928م، ولم تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غاليا. ورغم حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم، إلا أن الأحداث لم تنل منهم وتثبط من عزمهم، والدليل على ذلك معركة يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين، انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتادا كثيرا.
مفاوضات السلام في سيدي ارحومة
توالت الانتصارات، الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة، فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية، حيث عين بادوليو حاكماً عسكريا على ليبيا في يناير 1929م، ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الإيطالين والمجاهدين.
تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده، وطلب مفاوضة عمر المختار، تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل 1929م،
استجاب الشيخ لنداء السلام وحاول التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار ورفاقه القادة في 19 يونيو 1929م في سيدي ارحومه. ورأس الوفد الإيطالي بادوليو نفسه، الرجل الثاني بعد بنيتو موسليني، ونائبه سيشليانو، ولكن لم يكن الغرض هو التفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله.
عندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز أو مصر أو البقاء في برقة وانهاء الجهاد والاستسلام مقابل الأموال والإغراءات، رفض كل تلك العروض، وكبطل شريف ومجاهد عظيم عمد إلى الاختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة.
تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم، ففي 20 أكتوبر 1929م وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أمام ألاعيب الغزاة. صحت توقعات عمر المختار، ففي 16 يناير 1930م ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين.
غرتسياني
دفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرتسياني وهو أكثر جنرالات الجيش وحشية ودموية. ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها غرسياني في كتابه "برقة المهدأة":
1.- قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر. 2.- إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل 1930م. 3.- فتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة. 4.- تخصيص مواقع العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة والمقرون وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الاعتقال والنفي والتشريد. 5.- العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة. إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان باحتلال مرزق وغات في شهري يناير وفبراير 1930م ثم عمدوا إلى الإشباك مع المجاهدين في معارك فاصلة، وفي 26 أغسطس 1930م ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف والتاج، وفي نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من اجدابيا إلى جالو إلى بئر زيغن إلى الجوف، وفي 28 يناير 1931م سقطت الكفرة في أيدي الغزاة، وكان لسقوط الكفرة آثار كبيرة على حركة الجهاد والمقاومة.
المختار في الأسرفي معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".
وفي 11 سبتمبر من عام 1931م توجه عمر المختار بصحبة عدد صغير من رفاقه، لزيارة ضريح الصحابى الجليل رويفع بن ثابت بمدينة البيضاء. وكان أن شاهدتهم وحدة استطلاع إيطالية، وأبلغت حامية قرية اسلنطة التى أبرقت إلى قيادة الجبل باللاسلكى، فحرّكت فصائل من الليبيين والإرتريين لمطاردتهم . وإثر اشتباك في أحد الوديان قرب عين اللفو، جرح حصان عمر المختار فسقط إلى الأرض. وتعرّف عليه في الحال أحد الجنود المرتزقة الليبيين الذى صاح: "سيدى عمر .. سيدى عمر"! فغمغم الفارس: "إجْعنك من شرّ لشرّ"! نقلت برقية من موريتي، النبأ إلى كل من وزير المستعمرات دي بونو ووالي ليبيا بادوليو والجنرال غراتسياني، جاء فيها: "تم القبض على عمر المختار .. في عملية تطويق بوادي بوطاقة جنوب البيضاء. وقد وصل مساء الأمس إلى سوسة الكومنداتور دودياتشي الذي تعرف عليه ووجده هادئ البال ومطمئنا لمصيره، الخسائر التي تكبدها المتمردون هي 14 قتيلا".[3]
وتم استدعاء أحد القادة الطليان، متصرف الجبل الأخضر دودياتشى الذي سبق أن فاوض عمر المختار للتثبت من هوية الأسير. وبعد أن التقطت الصور مع البطل الأسير، نقل عمر المختار إلى مبنى بلدية سوسة، ومن هناك على ظهر طراد بحري إلى سجن بنغازى.
وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في الجبل الاخضر في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته و سرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه في الجبل الاخضر ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.
كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني لم يصدّق ذلك في بادئ الأمر، وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في الجبل الأخضر، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وفي حينها تلقى برقية مستعجلة من بنغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه.
الأسد أسيرا المحكمة لم يصدق وزير المستعمرات الخبر في البداية. وغراتسيانى الذى كان متوجها إلى باريس نزل من قطاره ليعود مسرعًا إلى بنغازى. ثم انقلبت دهشتهم إلى فرح هستيرى، والإصرار على "محاكمة فورية والإعدام بصورة صاخبة ومثيرة" كما جاء في برقية دى بونو وزير المستعمرات إلى بادوليو حاكم ليبيا. لكن ما فاجأ الطليان حقا، هو هدوء الأسير وصراحته المذهلة في الرد على أسئلة المحققين، بثبات تام ودون مراوغة: "نعم قاتلت ضد الحكومة الايطالية، لم أستسلم قط. لم تخطر ببالى قط فكرة الهرب عبر الحدود. منذ عشر سنوات تقريبا وأنا رئيس المحافظية. اشتركت في معارك كثيرة لا أستطيع تحديدها. لا فائدة من سؤالى عن وقائع منفردة. وما وقَع ضد إيطاليا والطليان، منذ عشر سنوات وحتى الآن كان بإرادتي وإذني. كانت الغارات تنفذ بأمري، وبعضها قمت به أنا بنفسي. الحرب هى الحرب. أعترف بأنه قبض علىّ والسلاح بيدى، أمام الزاوية البيضاء(مدينة البيضاء) ، في غوط اللفو، هل تتصورون أن أبقى واقفا دون إطلاق النار أثناء القتال؟ ولا أشعر بالندم عما قمت به."[4] كما يذكر غرسياني في كتابه، وصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م، وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار، يذكر غرسياني في كتابه (برقة المهدأة):
"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل، رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة، وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه (بالَجَرِدْ) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر، وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر، ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح."
غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟ أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني. غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟ فأجاب الشيخ: لا شيء إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله. غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟. فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شيء … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح… ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للانصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد، فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء، وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."
عدل سابقا من قبل joud في الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 14:28 عدل 1 مرات | |
|
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:37 | |
| | |
|
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:39 | |
| المحاكمة
عقدت للشيخ الشهيد محكمة صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م، وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت،
عندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف... إنا لله وإناإليه راجعون".
وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية:
إنه في سنة ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر، ببنغازي، وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة بالدفاع عن أمن الدولة، والمؤلفة من السادة :
- المقدم الكواليير اوبيرتو فانتيري مارينوني، رئيسا بالوكالة، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع.
- المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر).
- الرائد الكاواليير قوناريو ديليتلو (مستشار، أصيل).
- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير جوفاني منزوني، مستشار أصيل).
- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا، مستشار أصيل)، والرئيس بالنيابة عن الرئيس الأصيل، الغائب بعذر مشروع.
- بمساعدة الملازم بسلاح المشاة، ايدواردو ديه كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة).
للنظر في القضية المرفوعة ضد: عمر المختار، بن عائشة بنت محارب، البالغ من العمر 73 سنة، والمولود بدفنة، قبيلة منفة، عائلة بريدان، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد، يعرف القراءة والكتابة، وليست له سوابق جنائية، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر 1931.
المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد 284-285-286-575-576 (3)، والمادة 26، البنود: 2 - 4 - 6 - 10، وذلك أنه قام، منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة جنوب الجبل الاخضر في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية، داخل أراضي المستعمرة، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش، وأعمال البطش والتنكيل، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم.
بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات، بينما جلس المتهم في المكان المخصص للمتهمين، تحت حراسة عسكرية، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع.
كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو، كمدعي عسكري، والمكلف بالدفاع عن المتهم، المحامي، النقيب في سلاح المدفعية، روبيرتو لونتانو.
يعلن الرئيس افتتاح الجلسة. فيحضر أيضا المترجم السيد نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب:
- نصري هرمس، ابن المتوفى ميشيل، وعمري 53 سنة، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين (العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة.
يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة، بعد تحذيره حسبما هو مقرر، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية: (أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق، وبأن أنقل الردود بأمانة).
فيوجه الرئيس، عن طريق الترجمان، أسئلة للمتهم حول هويته، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع. وعند هذه النقطة، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس، المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م، ومهنته صناعي.
فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة، بعد تحذيره نظاميا؛ يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى، وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه؛ فيرد عليها، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها.
يثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة.
وردا عن سؤال، يجيب: منذ عشر سنوات، تقريبا، وأنا رئيس المحافظية. ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها، بقوله: (لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين، منذ عشر سنوات وحتى الآن، كان بإرادتي وإذني، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها).
وردا عن سؤال، يجيب: (كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي). يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة: بعد أن تناول الكلمة، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب.
ينهي الدفاع بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم. وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر المتحدثين، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة لتحديد الحكم. عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات؛ لينطق الرئيس بصوت عال بالحكم بالإدانة، بحضور جميع الأطراف المعنية. فيقوم الترجمان بترجمة منطوق الحكم. أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي وقع عليه: كاتب المحكمة العسكري.
الإمضاء: ادواردو ديه كريستوفانو، الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي). كاتب المحكمة العسكرية، الإمضاء: ادواردوديه كريستوفاني (Edoardo De Cristofano). الرئيس: (المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني) الإمضاء: أومبيرتو مانزوني (Umberto Marinoni). كاتب المحكمة العسكرية بالنيابة
اعدام الشيخ في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 1931 الأول من شهر جمادى الأول من عام 1350 هـ، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر، وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم،
في تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تتمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية.
سبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما علا الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت".
اخر كلمات الشهيدكانت اخر كلمات عمر المختار قبل اعدامه:
"نحن لا نستسلم... ننتصر أو نموت.... وهذه ليست النهاية... بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والاجيال التي تليه... اما أنا... فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي."
المختار في الشعر والادبعمـــر المختـــــار
للشاعر المرحوم الشيخ حسين الاحلافي
عنـــدما نشرت صورة الشهيد عمرالمختار وهو مكبل
بالحـديد ليدفع إلى الجلاد بقرية " سلوق "، وقد ظهر
بالصورة ضباط الطليــان يبدو على وجوههم السرور
بهــــذا الانتصـــار والقضــاء على المقـاومــة، رأيت أن أعبـّر عمــّـا يجيــش بنفســي مـن شعـور
ونظمت هذه الأبيات.
يــا للوقــاحة صــــوروك مكبـــّلا واستحقـــروك وأنـــت أعظـــم شـــانا
وقفوا إزائــك مظهــرين سرورهم فــي موقــــف يستجلــــــب الأحــزانا
أمنــوا يمينـــك وهي موثقــة ولـو طلقــــت يمينـــك وامتطيــــت حصانا
ورأوا سلاحك مصلتــا لتأخـّـــروا وتهيّبــوك وغـــــادروا الميـــــــــدانا
كالليث تسحــب في حديــدك بينهم ولأنــــــت أثبــــت في اللقـــــاء جنانا
كم مــرة زحفـــوا عليـــك بجحفل يكســــو الجبــــال ويمــــــلأ الوديــانا
فـفللــت جيشهــــم العظيـــم بقـــوة جبــــّارة لا تعـــــــــرف الإذعــــــانا
يا عصبـة الطليـــان مهـــلا إننــــا عـــــرب كـــــــرام لـــن تضيـع دمانا
لن تستريحـــوا بثأرنــا أبـــدا ولن ننـــــسى وإن طــــال الزمـــان حمانا
سليمان العيسى يمدح المختار في مهرجان بنغازي لاتحاد المؤرخين العرب عام 1979 م
دمك الطريق، وما يزال بعيدا علق برمحك فجرنا الموعودا
دمك الطريق ولو حملنا وهجه أغنى وأرهب عدة وعديدا
دمك الطريق فما تقول قصيدة أنت الذي نسج الخلود قصيدا
شيخ الرمال يهزهن عروبة وعقيدة تسع الوجود وجودا
اضرب بحافر مهرك النير الذي ما زال في أعماقنا مشدودا
جئت القبور ونحن في أعماقها فأريتها المتحدي الصنديدا
وفتحت باب الخالدين فمن يشأ صنع الحياة مقاتلا وشهيدا
انزل على المختار في شهقاته واحمل بقية نزعه تصعيدا
انزل على دمه ستعرف مرة درب الخلاص الأحمر المنشودا
أحمد شوقي ينعى عمر المختار:
ركزوا رفاتك في الرمال لواء يستنهض الوادي صـباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم يوحي إلى جيـل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد بين الشعوب مودة وإخاء
جرح يصيح على المدى وضحية تتلمس الحـرية الحمراء
يأيها السيف المجرَّد بالفلا يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحارى غمد كل مهند أبلى فأحسن في العدو بلاء
وقبور موتى من شـباب أمية وكهولهم لم يبرحوا أحياء
لو لاذ بالجـوزاء منهم معقل دخلوا على أبـراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهـوله وجباله وتوغلوا فاستعمروا الخضراء
وبنوا حضارتهم فطاول ركنها دار السلام وجلّق الشماء
خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت مـن الظما ليس البطولة أن تعـب الماء
أفريقيا مهد الأسود ولحدها ضجت عليك أراجلا ونساء
والمسلمون على اختلاف ديارهم لا يملكون مع المصاب عزاء
والجاهلية مـن وراء قبورهم يبكون زيد الخيل والفلحاء
فــي ذِمَّــة اللهِ الكريمِ وحفظِـه جَسَــدٌ ببرْقة وُسِّــدَ الصحراءَ
لـم تُبْـقِ منـه رَحَى الوقائِع أَعظُمًا تَبْلَى، ولم تُبْـقِ الرِّماحُ دِمـاءَ
كَرُفاتِ نَسْرٍ أَو بَقِيَّةِ ضَيْغَـمٍ باتا وراءَ السَّـافياتِ هَباءَ
بطـلُ البَداوةِ لم يكن يَغْـزو على "تَنْكٍ"، ولم يَـكُ يركبُ الأَجواءَ
لكـنْ أَخو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِها وأَدَارَ من أَعرافها الهيجاءَ
لَبَّـى قضاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ لم تخْـشَ إِلاَّ للسماءِ قَضاءَ
وافاهُ مَرْفوعَ الجبينِ كأَنه سُـقْراطُ جَـرَّ إِلى القُضاةِ رِداءَ
شَــيْخٌ تَمالَكَ سِـنَّهُ لم ينفجرْ كالطفل مـن خوفِ العِقابِ بُكاءَ
وأَخـو أُمورٍ عاشَ فـي سَـرَّائها فتغيَّرَتْ، فتـوقَّع الضَّراءَ
الأُسْـدُ تزأَرُ في الحديدِ ولن ترى في السِّجنِ ضِرْغامًا بكى اسْتِـخْذاءَ
وأَتى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْلَ حَـديدِهِ أَسَدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّـةً رَقْطاءَ
عَضَّـتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلم يَنُؤْ ومَشَـتْ بهَيْكله السّنون فناءَ
تِسْعُونَ لو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ شاهقٍ لترجَّلَتْ هَضَباتُه إِعياءَ
خَـفِيَتْ عـن القاضي، وفات نَصِيبُها مـن رِفْق جُـنْدٍ قادةً نُبَلاءَ
والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ عَـرَفَ الجُدودَ، وأَدرَكَ الآباءَ
دفعوا إِلى الجـلاَّدِ أَغلَبَ ماجدًا يأْسُو الجِراحَ، ويُطلِق الأُسَراءَ
ويُشاطرُ الأَقرانَ ذُخْرَ سِـلاحِهِ ويَصُـفُّ حَوْلَ خِوانِه الأَعداءَ
وتخيَّروا الحبلَ المَهينَ مَنيّـةً للَّيْـثِ يلفِظ حَوْلَهُ الحَوْباءَ
حَرموا المماتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْلاءَ
إِنـي رأَيتُ يَدَ الحضارةِ أُولِعَـتْ بالحقِّ هَدْما تارةً وبِناءَ
شرَعَتْ حُـقوقَ الناسِ فـي أَوطانِهم إِلاَّ أُباةَ الضَّيْمِ والضُّعَفاءَ
يا أَيُّهَا الشـعبُ القريبُ، أَسـامعٌ فأَصوغَ في عُمَرَ الشَّهِيدِ رِثاءَ
أَم أَلْجَـمَتْ فاكَ الخُطوبُ وحَـرَّمت أُذنَيْـكَ حينَ تُخاطِبُ الإِصْغاءَ?
ذهـب الزعيمُ وأَنـتَ باقٍ خـالدٌ فانقُد رِجالَك، واخْـتَرِ الزُّعَماءَ
وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكاليفِ الوَغَى واحْـمِلْ عـلى فِتْيانِكَ الأَعْباءَ
المختار في السينما فيلم أسد الصحراء لمصطفى العقاد أنتج في عام 1981 م من بطولة الفنان العالمي أنتوني كوين. في دور عمر المختار، وأليفر ريد بدور غرتسياني. وقام الفنان عبد الله غيث بدبلجة صوت المختار في النسخة العربية
| |
|
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| |
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| |
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:45 | |
| | |
|
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| |
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| |
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:48 | |
| نجم الدين أربكان..
فقدت الأمة الإسلامية هذه الأيام أحد نجوم عالم السياسة، وقطبا من أقطاب الحركة الإسلامية في العالم عامة وفي تركيا خاصة.. إنه "نجم الدين" أربكان, الذي صنع للإسلام السياسي في تركيا تاريخا لا يمكن نسيانه, بل يجب التعرف عليه هذا من أجل المستقبل. ارتقى نجم الدين أربكان، مؤسس الحركة الإسلامية السياسية في تركيا ورئيس الوزراء السابق، أول أمس الأحد، عن عمر يناهز 84 عاما بعد صراع طويل مع المرض, ليفقد العالم أحد أعظم قادته, كما قال ياسين خطيب أوغلو للصحفيين في مستشفى جوفين الخاصة, حيث كان يتلقى أربكان علاجه منذ أوائل يناير. وفور تسريب خبر وفاته تدفق الآلاف من مؤيدي الرجل الذي يعرف بـ "المعلم أربكان" إلى المستشفى ومقر حزب السعادة, وهو آخر حزب رأسه قبل وفاته. اسمه نجم الدين أربكان, ولد عام 1926 في مدينة تركية على ساحل البحر الأسود, وأنهى دراسته الثانوية عام 1943م والتحق بكلية الهندسة قسم الميكا###ا في استانبول وتخرج منها في سنة 1948م وكان ترتيبه الأول على دفعته, لذلك تم تعيينه معيدا. بعد ذلك, أرسلته الجامعة في بعثة علمية إلى جامعة ألمانية، التي ابتكر فيها عدة ابتكارات أثناء دراسته مثل تطوير محركات الدبابات, بعدها عاد إلى وطنه تركيا وقد أصبح بروفيسور ( أعلى درجة علمية لأستاذ الجامعة) وعمره لم يتجاوز 29 عاما. حياته السياسية والتحق أربكان بالحياة السياسية فور تخرجه من كلية الهندسة، وقام بتأسيس عدة أحزاب إسلامية في تركيا، كان أولها "حزب النظام الوطني" عام 1970، لكن بعد صدور حكم بحله، قام بتأسيس آخر باسم "حزب السلامة الوطني" في عام 1972, والذي شارك به في الانتخابات العامة وفاز بخمسين مقعدا وانضم إلى حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري. وفي هذه الحكومة تولى أربكان منصب نائب رئيس الوزراء, وكانت مشاركته رئيس الحكومة وقتئذ بولنت أجاويد اتخاذ القرار بشأن التدخل في قبرص بمثابة تحقيق مكاسب كبيرة لتيار الإسلام السياسي؛ من أهمها الاعتراف بهذا التيار وأهميته في الساحة السياسية. وخلال وجوده بالحكومة قام بتقديم مشروع قرار للبرلمان بتحريم الماسونية في تركيا وإغلاق محافلها، وأسهم في تطوير العلاقات مع العالم العربي، وأظهر أكثر من موقف مؤيد صراحة للشعب الفلسطيني ومعاد لإسرائيل. قام أربكان في عام 1984 بتأسيس حزب الرفاة الوطني, عقب خروجه من السجن بعد الانقلاب العسكري الذي قام به قائد الجيش التركي على الحكومة الائتلافية, والذي شارك في الانتخابات ولم يحصل سوى على 1.5% من الأصوات. لكن لأنه لا يعرف اليأس، واصل جهوده السياسية حتى حصد الفوز بالأغلبية في عام 1996, وقام بتشكيل حكومة ائتلافية. وخلال هذه الفترة التي أمضاها أربكان في رئاسة الوزراء, واجهت الحكومة الائتلافية التي يقودها الإسلاميون توترات كبيرة مع الجيش التركي والأوساط العلمانية في البلاد, حيث استخدم الجيش خطابا مناهضا للعلمانية خلال احتفالات "يوم القدس" التي أقيمت في إحدى ضواحي أنقرة كذريعة لإرسال الدبابات في استعراض للترهيب وقاموا بتقديم مجموعة طلبات بغرض تنفيذها على الفور تتضمن ما وصفوه بمكافحة الرجعية وتستهدف وقف كل مظاهر النشاط الإسلامي في البلاد سياسيا كان أم تعليميا أم عباديا، الأمر الذي أجبر أربكان على الاستقالة من منصبه لمنع تطور الأحداث إلى انقلاب عسكري في اليوم الذي عرف بـ"انقلاب ما بعد الحداثة". شهادات تلامذته "نحن في حزن كبير على فقدان رجل الدولة ورجل السياسة والعلم" هكذا رثى الرئيس عبد الله جول في بيان مكتوب أربكان عقب إعلان وفاته. ولا غروَ فـ جول ورئيس وزراءه إردوجان، بالإضافة إلى نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج وعشرات من السياسيين الحاليين، كانوا تلامذة أربكان، وإليه يعود الفضل في تقديمهم إلى الساحة السياسية. وخلال اتصال هاتفي قال فاتح أربكان, نجل الفقيد: "إن نجم الدين أربكان، الذي سعدت بالعمل معه لفترة طويلة وكان لي شرف معرفته عن كثب، ترك بصماته على صفحات التاريخ", أما إردوجان فقال, في خطاب ألقاه باسطنبول: "أود أن أعرب عن أننا سنظل دوما نتحدث بامتنان عنه وعن تعاليمه وشخصيته المقاتلة, لأنه قدم مثالا جيدا للغاية للأجيال الشابة التالية فيما يتعلق بمبادئه كإنسان، وكما كان معلما وزعيما أرجوا أن تكون كذلك مكانته في الجنة". يُذكَر أن إردوجان قام باختصار زيارته لألمانيا للمشاركة في تشييع جنازة أربكان اليوم الثلاثاء بمشاركة عدد من قادة الحركة الإسلامية، مثل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بحسب مسئول في حزب السعادة. شهادات زملائه من جانبه قال رئيس الوزراء والرئيس التركي السابق سليمان ديميريل، والذي كان زميلا لأربكان في جامعة اسطنبول: إنه يشعر بالأسف العميق لفقدان زميل دراسة وصديق، ويرى أن البلاد فقدت رجل دولة من طراز خاص. تأتي هذه الشهادة رغم انتقاد أربكان الشديد لديميريل في 1997، بعدما لعب الأخير دورا حاسما في الضغط العسكري على أربكان لمغادرة الحكومة عندما كان رئيسا للبلاد. كما أعربت تانسو تشيلر، التي شاركت في حكومة ائتلاف أربكان، عن استيائها الشديد لفقدان أربكان, قائلة: "كان شخصية سياسية هامة للغاية, وكان رجل النضال والإيمان باستمرار، كما كان رجلا نبيلا في الوقت ذاته" مشيرة إلى أنها شهدت مقاومته وقوة إيمانه خلال فترة الانقلاب عليه عام 1997. كذلك أعرب كمال قليجدار اوغلو، زعيم المعارضة الرئيسي ورئيس حزب الشعب الجمهوري شعوره بالحزن والأسى لوفاة أربكان، قائلا: "لقد كان أحد الشخصيات الرئيسية في السياسة التركية, أشعر ببالغ الأسف لفقدانه ", كما قطع دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية حملته الانتخابية في منطقة بحر إيجة، وعاد إلى أنقرة للتعبير عن تعازيه لأسرة أربكان. أما نعمان كورتولموش، زعيم حزب صوت الشعب والذي انشق عن حزب السعادة بعدما فشل في منافسة أربكان على زعامة الحزب، فعبر هو الآخر عن أسفه الشديد لوفاة منافسه السياسي, قائلا "لقد تعلمنا منه الكثير, فقد ترك بصمته على التاريخ السياسي في تركيا". العمل للوطن يأتي ذلك بعدما ظن الجميع أن حياة أربكان السياسية انتهت بعد حظر حزب الرفاة عام 1998 والحكم عليه بعدم مزاولة السياسة لخمس سنوات, لكنه قام بتأسيس حزب آخر (حزب الفضيلة) بزعامة أحد معاونيه, ورغم تعرضه للحظر كذلك, قام بعد انتهاء الخمس سنوات بتأسيس حزب السعادة عام 2003 والذي فارق الحياة وهو رئيسا له. ويوارى جثمان الفقيد في ثرى اسطنبول اليوم الثلاثاء بعد إقامة مراسم الجنازة في مسجد الفاتح, حسب ما قاله مسئولو حزب السعادة وأفراد عائلة أربكان. فيما رفضت عائلته المقترحات التي تشير بإقامة احتفال رسمي في البرلمان, وهو ما ينطبق على جميع النواب والوزراء السابقين, حيث شغل أربكان منصب رئيس الوزراء بين عامي 1996و 1997، لأن الفقيد كان دوما ضد الاحتفالات المبهرجة، وكان دوما ينشد التواضع، بحسب ما أكده أوجزان اسيلتورك, المسئول في حزب السعادة, مضيفا: "لقد كانت آخر نصائحه: "عليكم بالعمل الجاد, فإن لم تعملوا بجد فلن يمكنكم مطلقا الارتفاع والحفاظ على هذا البلد". | |
|
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| |
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:48 | |
| يتبع
البيريسترويكا بالروسية: перестройка، وتعني «إعادة البناء» هي برنامج للإصلاحات الاقتصادية أطلقه رئيس للإتحاد السوفييتى، ميخائيل غورباتشوف وتشير إلى إعادة بناء اقتصاد الإتحاد السوفيتى. صاحبت البيريسترويكا سياسة الجلاسنوست والتي تعني الشفافية. أدت السياستان معا الي انهيار الأتحاد السوفييتي وتفككة سنة 1991. برنامج البيريسترويكا
خلال الفترة الأولى من وصول ميخائيل غورباتشوف إلى السلطة (1985 - 1987)، تحدث عن تعديل التخطيط المركزي، ولكنه لم يقم بأي تغيرات جذرية حقيقة (تسريع). بعدها قدم غورباتشوف وفريقه من المستشارين الاقتصاديين إصلاحات أكثر جذرية، عرفت باسم البيريسترويكا (إعادة الهيكلة الاقتصادية). في يونيو 1987 وفي الجلسة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي قدم غورباتشوف أطروحته الأساسية، التي قدمت القاعدة السياسية للإصلاح الاقتصادي للفترة المتبقية لوجود الإتحاد السوفييتي. في يوليو 1987، وافق "السوفييت الأعلى"، وهو أعلى هيئة تشريعية سوفييتية، على مشروع "التزام الدولة" أو "مقاولات الدولة". نص القانون على أن "التزام الدولة" لها حرية تحديد مستويات الإنتاج بناء على طلب المستهلكين من الأفراد ومن الالتزامات الأخرى. كانت الجهات الملتزمة عليها تطبيق أوامر الدولة، ولكن كان لها الحرية في تقرير مصير المنتج المتبقي. إشترت الالتزامات المواد والمؤون من الموردين بعقود بأسعار متفق عليها بين الطرفين. وبحسب القانون أصبحت مقاولات الدولة ذاتية التوليد لدخلها؛ فأصبح عليها تغطية التكاليف (الرواتب، الضرائب، المواد الأساسية، والقروض وفوائدها) من عائداتها. ولم تعد الحكومة تتدخل لإنقاذ الالتزامات التي لم تكن مربحة وواجهت خطر الإفلاس. وأخيرا، نقل القانون الجديد السيطرة على المقاولات من الوزارات إلى تجمعات عمّالية منتخبة. كانت مسؤوليات لجنة التخطيط الحكومي تنحصر في تحديد الخطوط العريضة والتوجيهات العامّة وأولويات الاستثمار القومي، وليس صياغة خطط الإنتاج التفصيلية. ربما كان قانون التعاونيات الذي سن في مايو 1988 أكثر الإصلاحات راديكالية خلال الفترة الأولى لحكم غورباتشوف. ولأول مرة منذ "سياسة لينين الاقتصادية الجديدة" سمح القانون بالملكية الخاصّة للمصالح في قطاعات الخدمات، التصنيع والتجارة الخارجية. فرض القانون في البدء ضرائب عالية وتحديدات للتوظيف، ولكن تلك تم مراجعتها لاحقا لتجنب تثبيط نشاط القطاع الخاص. وبموجب هذا المرسوم، أصبحت المطاعم التعاونية، الدكاكين والمصنعين سوفيتية شرعا!
جلب غورباتشوف إعادة الهيكلة لقطاع الاقتصاد الدولي في الإتحاد السوفييتي باستعدادات بدت جسورة للاقتصاديين السوفييت في ذلك الحين. قام برنامجه بإلغاء احتكار وزارة التجارة الخارجية للعمليات التجارية. وسمح لوزارات الفروع الاقتصادية والزراعية المتنوعة بأداء عمليات تجارية خارجية في القطاعات التابعة لها بدل ما كانت عليه الحال من تواصل غير مباشر عبر بيروقراطية مؤسسات وزارة التجارة. بالإضافة إلى ذلك، أصبح بإمكان ملتزمو الدولة من الجهات المناطقية والمحلية وحتى الأفراد القيام بعمليات تجارية خارجية. هذا التغيير كان محاولة لتقليل القصور في نظام التجارة الخارجية السوفييتية: انعدام التواصل بين المستهلك السوفييتي والمورد وبين شريكهم الأجنبي-الخارجي. التعديل الأكثر تأثيرا الذي أدخله غورباتشوف على قطاع الاقتصاد الخارجي سمح للأجانب بالاستثمار في الإتحاد السوفييتي على شكل مشاريع مشتركة مع الوزارات السوفييتية ومع ملتزمو الدولة والتعاونيات. النسخة الأصلية من من قانون المشاريع السوفييتي، والذي دخل حيز التنفيذ في يونيو 1987، حدد نسبة مشاركة الأجانب بما لا يزيد عن 49 بالمئة وإشترط أن يشغل مواطنون سوفييت مواقع الرئاسة والإدارة العامة لهذه المشاريع. ولكن تذمر شركاء غربيين محتملين من هذه الشروط دفع الحكومة لمراجعة الشروط والسماح بملكية أغلبية المشروع والسيطرة لجهات أجنبية. وبموجب بنود قانون المشاريع المشتركة، قدم الشركاء السوفييت القوى العاملة، البنية التحتية وأسواق محلية محتملة كبيرة. وقدم الشركاء الأجانب رأس المال، التكنولوجيا، الخبرات الالتزامية، وفي كثير من الحالات، منتجات وخدمات بجودة تنافس عالميا. لم تفعل التغييرات الاقتصادية التي أدخلها غورباتشوف الكثير لإعادة تنشيط اقتصاد الدولة المتلبد في نهاية الثمانيات. قللت الإصلاحات من المركزية إلى حد ما، لكن بقي التحكم بالأسعار قائما، وكذلك عدم إمكانية تحويل الروبل، وبقيت معظم سيطرة الحكومة على وسائل الإنتاج. بحلول 1990 كانت الحكومة قد خسرت السيطرة على الظروف الاقتصادية. إزدادت نفقات الدولة بحدة بسبب ازدياد عدد المقاولات الخاسرة التي إحتاجت لمعونة الدولة وإستمر دعم البضائع للمستهلكين. إنخفضت عائدات الضرائب بسبب امتناع سلطات الجمهوريات والسلطات المحلية عن تقديمها للحكومة المركزية بسبب روح الحكم الذاتي المناطقي المتنامية. وبسبب إنهاء السيطرة المركزية على قرارات الإنتاج، وخاصة في قطاع البضائع الاستهلاكية، كسرت علاقة العرض والطلب التقليدية، دون المساهمة في بناء علاقة عرض وطلب جديدة! وبالتالي، بدل أن تؤدي سياسات اللامركزية التي قدمها غورباتشوف إلى سلاسة النظام الاقتصادي، خلقت هذه السياسات معيقات إنتاجية جديدة. | |
|
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:49 | |
| يتبع
ميخائيل جورباتشوف يكتب : البروسترويكا المفقودة
ظلت البروسترويكا، وهى سلسلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية التى اضطلعتُ بها فى الاتحاد السوفييتى عام 1985، محل جدل محتدم منذ ذلك الحين. واليوم، اتخذ الجدل أهمية جديدة، وهو ما لا يعود فحسب إلى حلول الذكرى الخامسة والعشرين للبروسترويكا، بل لأن روسيا باتت تواجه مجددا تحدى التغيير. وفى لحظات كهذه، يصبح من الملائم والضرورى أن نعود بالنظر إلى الوراء، ونتذكر ما جرى.
لقد أدخلنا البروسترويكا لأن شعبنا وقادة بلدنا أدركوا أنه لم يكن بوسعنا الاستمرار فيما كنا فيه. ذلك أن النظام السوفييتى القائم على مبادئ الاشتراكية وفى ظل جهود وتضحيات عظيمة، جعل من بلدنا قوة كبيرة ذات قاعدة صناعية قوية. لكن بالرغم من أن الاتحاد السوفييتى كان قويا فى حالات الطوارئ، فإنه فى الظروف العادية حكم علينا نظامنا بأن نكون فى وضع الدونية، مما شكل معضلة حقيقية.
وكان ذلك واضحا بالنسبة لى وللآخرين ممن ينتمون إلى الجيل الجديد من القادة، مثلما كان واضحا بالنسبة لأعضاء الحرس القديم الذين كانوا مهتمين بمستقبل البلاد. وأتذكر حوارى مع وزير الخارجية أندريه جروميكو قبل سويعات من اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعى التى اختارتنى لمنصب السكرتير العام الجديد للحزب فى مارس 1985. واتفق جروميكو معى على الحاجة إلى إحداث تغيير جذرى، أيا كان حجم المخاطر التى تكتنف ذلك.
وعادة ما يسألوننى عما إذا كنت أدرك وزملائى من قادة البروسترويكا تماما حدود ما كنا نقوم به. وكانت الإجابة بنعم ولا ــ أى ليس كلية، ولا فورية. كانت الأشياء التى نرغب فى التخلص منها واضحة تمامًا: النظام الأيديولوجى والسياسى والاقتصادى الصارم، والمواجهة مع الكثير من دول العالم، وسباق التسلح الجامح. وفى رفضنا لهذه الأشياء، حصلنا على الدعم الكامل من جانب الشعب. واضطر المسئولون الذين بدا أنهم ستالينيون متشددون إلى التزام الصمت بل والإذعان.
ولعل ما كان أصعب كثيرا هو الإجابة عن السؤال الذى يتلو ذلك: ما هى أهدافنا، وما الذى كنا نريد تحقيقه؟ لقد قطعنا طريقا طويلا فى وقت قصير ــ حيث انتقلنا من محاولة السعى إلى إصلاح النظام القائم إلى الإقرار بالحاجة إلى استبداله. لكننى كنت دائما منتميا لخيار التغيير التدريجى عبر التحرك بتروٍ حتى لا نكسر ظهر الشعب والبلاد، وكى نتجنب سفك الدماء.
وبينما كان الراديكاليون يدعوننا للتحرك بطريقة أسرع، كان المحافظون يهاجموننا. ولابد أن يتحمل كل منهم معظم اللوم على ما حدث بعد ذلك. كما أننى أقبل أن أتحمل نصيبى من المسئولية. فقد ارتكبنا، نحن الإصلاحيين أخطاء كلفتنا وبلدنا الكثير.
وكان خطأنا الأساسى هو التأخر الشديد فى محاولة إصلاح الحزب الشيوعى من الداخل. وبالرغم من أن الحزب كان هو من أطلق البروسترويكا، فإنه سرعان ما أصبح عقبة فى وجه المضى إلى الأمام. وقد نظمت البيروقراطية العليا للحزب محاولة انقلابية فى شهر أغسطس من عام 1991، وهو ما أحبط الإصلاحات.
كما أننا تأخرنا بشدة فى إصلاح اتحاد الجمهوريات السوفييتية، وهو الاتحاد الذى قطع طريقا طويلا عندما كان يمثل كيانا مشتركا. فقد كان الأعضاء قد أصبحوا دولا حقيقية، ذات اقتصاديات ونخب خاصة بها. وكان لابد لنا من إيجاد طريقة تسمح لهم بأن يكونوا دولا ذات سيادة فى داخل اتحاد ديمقراطى لا مركزى. وفى استفتاء مارس 1991 الذى أجرى على مستوى البلاد كلها، أيد 70% من الناخبين فكرة إقامة اتحاد جديد من الجمهوريات المستقلة. غير أن المحاولة الانقلابية فى أغسطس أضعفت وضعى كرئيس، مما جعل هذا الأمل مستحيلا.
كما أننا قد ارتكبنا أخطاء أخرى. ففى ذروة المعارك السياسية، أغفلنا الاقتصاد، ولم يسامحنا الشعب قط على نقص الاحتياجات اليومية والطوابير من أجل الحصول على السلع الأساسية.
ومع ذلك، فلا يمكن إنكار إنجازات البروسترويكا. فقد كانت بمثابة انطلاقة نحو الحرية والديمقراطية. واليوم تؤكد استطلاعات الرأى أنه حتى أولئك الذين انتقدوا البروسترويكا وقادتها يقدرون المكاسب التى أتاحتها: رفض النظام السلطوى، وحرية التعبير، والتجمع والاعتقاد الدينى والحركة، والتعددية السياسية والاقتصادية.
وبعد تفكيك الاتحاد السوفييتى، اختار القادة الروس نسخة إصلاحية أكثر جذرية. وكان «العلاج بالصدمة»، الذى تبنوه أسوأ من المرض نفسه. فقد انزلق الكثيرون إلى هوة الفقر، وتزايدت الفجوة بين الدخول بدرجة هائلة.. وتعرض التعليم والصحة والثقافة إلى ضربات موجعة. وبدأت روسيا تفقد قاعدتها الصناعية، وأصبح اقتصادها معتمدا بشدة على صادرات النفط والغاز الطبيعى فقط.
وبحلول نهاية القرن الماضى، كان البلد قد أصبح نصف مدمر وكنا نواجه فوضى. وباتت الديمقراطية عرضة للخطر. وكانت عملية إعادة انتخاب الرئيس بوريس يلتسين فى عام 1996، ثم انتقال السلطة إلى وريثه المعين فلاديمير بوتين فى عام 2000، مجرد إجراءات ديمقراطية من حيث الشكل، لا الجوهر. وكان ذلك ما جعلنى أبدأ فى الشعور بالقلق بشأن مستقبل الديمقراطية فى روسيا.
أفهم أنه عندما يكون وجود روسيا ذاته عرضة للخطر، فإنه لا يكون فى الإمكان دائما التصرف «كما يقول الكتاب» أو تبعا للنمط المتكرر. ففى تلك الأوقات، قد تتولد الحاجة إلى الحسم والإجراءات الصارمة، بل واستخدام عناصر من الاستبداد، وهو ما جعلنى أؤيد الخطوات، التى اتخذها السيد بوتين فى فترة رئاسته الأولى. ولم أكن وحيدا فى ذلك، لأن نحو 70% ــ 80% من السكان أيدوه آنذاك.
غير أن تحقيق الاستقرار لا يمكن أن يكون الهدف الوحيد ولا النهائى لنا، حيث تحتاج روسيا إلى التنمية والتحديث، كى تصبح قائدا فى عالم يقوم على الاعتماد المتبادل. غير أن بلدنا لم يقترب من هذا الهدف فى الأعوام القليلة الماضية، بالرغم من أننا قد استفدنا خلال عقد من الزمن من ارتفاع أسعار صادراتنا الأساسية من النفط والغاز. لقد أضرت الأزمة العالمية بروسيا أكثر مما أضرت بالكثير من البلدان الأخرى، ولا يجب أن نلوم سوى أنفسنا على ذلك.
لن تتقدم روسيا بثقة إلا عندما تسير فى طريق الديمقراطية. ومؤخرا، حدث عدد من النكسات التى تكررت فى هذا الصدد. فعلى سبيل المثال، أصبحت السلطة التنفيذية تتخذ جميع القرارات المهمة، بينما يصدق البرلمان رسميا عليها من دون مناقشة فعلية. وقد أصبحت استقلالية المحاكم محل مساءلة. وليس لدينا نظام حزبى يمكن الأغلبية الحقيقية من الفوز، وفى الوقت نفسه يسمح بأن يؤخذ رأى الأقلية فى الاعتبار، وبأن توجد معارضة قوية. ويتزايد الشعور بأن الحكومة تخشى المجتمع المدنى وترغب فى السيطرة على الأمور كافة.
لقد كنا هناك، وفعلنا ذلك. هل نريد العودة؟ لا أعتقد أن أحدا يريد ذلك، ولا حتى قادتنا.
أشعر بالخطر فى كلمات الرئيس ديمترى ميدفيديف عندما تساءل: «هل يجب أن يصحبنا إلى المستقبل اقتصاد بدائى يرتكز على المواد الخام والفساد المزمن؟» كما حذر الرئيس من الشعور بالرضا عن الذات فى مجتمع تمثل فيه الحكومة «أكبر صاحب عمل، وأكبر ناشر، وأفضل منتج، وهى السلطة القضائية.. وفى نهاية المطاف، هى دولة فى حد ذاتها».
وأنا اتفق مع الرئيس.. واتفق مع هدفه بشأن التحديث. لكنه لن يتحقق إذا جرى تهميش الناس، وأصبحوا مثل بيادق الشطرنج. وإذا كان للناس أن يشعروا ويتصرفوا باعتبارهم مواطنين، فهناك وصفة واحدة هى الديمقراطية، بما فى ذلك حكم القانون وإقامة حوار مفتوح وصادق بين الحكومة والشعب.
إن الخوف هو الذى يعطل روسيا.. ذلك أنه يوجد شعور بالقلق لدى الشعب والسلطات على حد سواء من أن جولة جديدة من التحديث قد تؤدى إلى اهتزاز الاستقرار، بل والفوضى. وفيما يخص السياسة، يمثل الخوف مرشدا سيئا، ويجب علينا أن نتجاوزه.
واليوم، لدى روسيا العديد من المواطنين ذوى التفكير الحر المستقل، ممن هم على استعداد لتحمل المسئولية وتعزيز الديمقراطية. لكن الكثير يتوقف على الطريقة التى سوف تتصرف بها الحكومة.
منقول | |
|
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:50 | |
| يتبع
ميخائيل غورباتشوف البطاقة الشخصية:
اسمه: ميخائيل سيرجيفيتش غورباتشوف. ولد: 2/3/1931 ف. مكان الولادة: قرية بريفولي في مقاطعة ستافروبوليا. اسم أمه: ماريا بانتيليفنا. الانحدار الطبقي : من عائلة فلاحية أب عن جد.
لم تسلط الأضواء كثيرا على حياة غورباتشوف أثناء طفولته ، ولم تتوفر الكثير من المعلومات عنها عدا بعض الكتابات التي صدرت بعد توليه السلطة ومنها كتاب زدينك مليناراج الذي اعتمدنا عليه للكتابة عن هذه الجزئية المتعلقة بمرحلة صباه. ولد غورباتشوف في بيت فلاحي فقير . كان جده اندريا (والد سيرجيفيتش) أول رئيس كولخوز في بريفولي، فهو فلاح وعضو في الحزب الشيوعي ، وهذا يعني الشيء الكثير في الاتحاد السوفيتي في ثلاثينيات القرن الماضي وفي المجتمع الريفي الروسي تحديدا. كان العمل في الحزب يتطلب الكثير من المجهودات الخاصة ببناء الكولخوزات والسوفخوزات ( مزارع الدولة والمزارع الجماعية) من خلال تدمير وتفكيك الملكيات الإقطاعية التي كانت سائدة، وهدم العادات والتقاليد المرتبطة بها. كان سيرجيفيتش –والد غورباتشوف – سائق تركتور في الكولخوز وعمره(22)عاما. التحق جد غورباتشوف بجبهات القتال ضد الألمان عام 1941 ، يومذاك كان غورباتشوف يبلغ من العمر عشر سنوات ونصف. وهذه النقطة يجب التوقف عندها قليلا، فان غورباتشوف يختلف عن كل أسلافه من قادة الكرملين إذ كان طفلا خلال الحرب العالمية الثانية، في حين أنهم (ماعدا لينين) قد ساهموا فعليا في تلك الحرب. وعندما عاد والد غورباتشوف من جبهات القتال لم يعمل بوظيفته السابقة كسائق تراكتور وإنما أصبح عاملا في محطة الصيانة ( ورشة تصليح التراكتورات في الكولخوز) . ونظرا لنشاطه في الحزب فقد تم منحه عدد من الأوسمة الحزبية، وهو الاسلوب المتبع لدى الشيوعيين في تكريم الحزبيين الناشطين ضمن نظام المحفزات. ومن ابرز الأوسمة التي حصل عليها سيرجيفيتش اللقب الفخري (مستشار اللجنة الحزبية للشؤون الاقتصادية) وهذا اللقب غالبا ما يمنح للحزبيين المحاربين القدامى. وتوفي والد غورباتشوف عام 1976. تقع القرية التي ولد فيها غورباتشوف (بريفولي) في سهل منبسط محصور بين اكبر نهرين في روسيا، هما نهرا الفولغا والدونا. ويعود تاريخ القرية إلى القرن الثامن عشر، وتتبع هذه القرية إداريا مدينة ستافروبلي التي يعود بناؤها إلى القرن الثامن عشر أيضا وهي بمثابة قلعة متقدمة لحماية الإمبراطورية الروسية من هجمات العثمانيين المستمرة ضد روسيا. كان غورباتشوف في المرحلة الابتدائية عندما هجمت ألمانيا الهتلرية على الاتحاد السوفيتي عام 1941. ووقعت كامل المنطقة في قبضة القوات الألمانية الغازية بما فيها مدينة ستافروبلي. وبذلك تحتم على جميع الشباب من الذكور الذهاب طوعا إلى الحرب لمقاومة القوات المحتلة. ومما يذكر أن اسم هذه المدينة قد تبدل في عهد ستالين عام 1934 من ستافروبلي إلى فوروشيكلوفسك ، وهو وزير دفاع سوفيتي وعضو مكتب سياسي في الحزب. وعندما احتل الألمان المدينة أعادوا إليها اسمها القديم ستافروبلي وبقي هذا الاسم إلى يومنا هذا. وبالرغم من تهجير السكان على يد القوات المحتلة إلا أن قيادة الحزب الشيوعي في المدينة تولت المقاومة بزعامة ميخائيل سوسولوف التي أصبحت على يده أكثر تنظيما ضمن حركة المقاومة(الأنصار) في شمال القوقاز. ومن الطبيعي أن غورباتشوف اخذ يسمع فيما بعد من كبار السن وهم يتحدثون عن سوسولوف ابن بلدتهم الذي بقي مرتبطا بقريته ومنطقته ولم ينقطع عنها بعد ذهابه إلى موسكو رغم مسؤولياته الحزبية الكبيرة هناك. ومعروف أن سوسولوف أصبح من أعضاء المكتب السياسي المخضرمين وكانت وسائل الإعلام تطلق عليه تسمية عرافة الأيديولوجية الماركسية. ويبدو أن تلك الخاصية لدى سوسولوف قد أثرت فيما بعد على غورباتشوف وبشكل لا إرادي لأن الأخير اخذ يتردد على منطقته وقريته باستمرار وخصوصا حضور عيد ميلاد أمه علما التي هي من مواليد عام 1905 أي أنها قد بلغت الثمانين من العمر عام 1985. وعلى العموم لم تتوفر معلومات رسمية عن ميخائيل غورباتشوف خلال تلك الفترة المتقدمة من حياته وكأن ذلك سر من أسرار الحزب والدولة، في حين كان العالم يريد معرفة المزيد عن سيد الكرملين الجديد. القي بعض الضوء على سيرة ميخائيل (الشاب) ولكن كل ما ذكر عنه كان بعد توليه السلطة وفي كتب قليلة جدا من أبرزها كتاب زدنيك مليناراج الذي كان زميله في الدراسة ويسكن معه في غرفة واحدة في القسم الداخلي للطلاب للفترة( 1950-1955) وهي الفترة التي قضاها غورباتشوف في موسكو أثناء دراسته الجامعية إلا أن المؤرخ السوفيتي مدفيديف يتشكك في صحة بعض المعلومات التي نشرت علنيا بعد انتخابه للرئاسة كما سنرى فيما بعد . وكتب عنه بأنه قبل أن ينهي سنوات دراسته الابتدائية العشر انتمى غورباتشوف إلى منظمة الشبيبة الشيوعية (الكومسمول) وهذا هو الطريق التقليدي الممهد للقبول في الحزب فيما بعد. وكان يخرج كبقية الصبيان أبناء الفلاحين إلى الحقل للعمل، وحسب نبذة حياته الرسمية التي نشرت بعد انتخابه، ذكرت بأن غورباتشوف كان ميكانيكيا يعمل في المحطة الميكانيكية الخاصة بتصليح التراكتورات . في حين أن المؤرخ مدفيديف يطعن بصحة تلك المعلومات الرسمية ويذكر أن غورباتشوف كان يعمل مساعد في حاصودة أو مساعد سائق تراكتور، وهي ليست وظيفة دائمة لان ذلك العمل يرتبط بمواسم الحصاد أو الحراثة. ويؤكد هذا المؤرخ بأن غورباتشوف لم يعمل قط في الكولخوز بالرغم من عيشه في بيئة زراعية، ولكن ربما كانت لديه نشاطات أخرى كالمشاركة في العمل التطوعي والحملات الجماعية وما يؤكد ذلك حصوله على وسام العمل(النجم الأحمر) وهذا اعتراف بنشاطه خلال تلك الفترة .
قرر غورباتشوف في عام 1950 ترك القرية والتوجه إلى موسكو للالتحاق بالدراسة الجامعية ضمن العام الدراسي 1950-1951 . ويبدو أن ثقافته العامة كانت جيدة بالنسبة لأقرانه وساعدته كذلك عوامل أخرى منها انحداره الطبقي الفلاحي ونشاط عائلته الشيوعي وعضويته في الكومسمول. إن هذه المواصفات مهدت له الطريق في القبول في جامعة لومونوسوف العريقة وفي كلية الحقوق تحديدا. وفي ذلك العام تم قبول مليون ومائتي طالب في الجامعات السوفيتية ،وقد قبلت كلية الحقوق بمفردها (45) ألف طالب كان ميخائيل واحدا منهم . ومن الطبيعي أن يجري التفاضل بين المتنافسين على القبول ،ضمن أعراف تلك الحقبة، على أساس قابلية الطالب العلمية ولكن الأهم من ذلك النظر إلى الجانب السياسي وما قدمه من خدمات عامة وانحداره الطبقي. وحسب تعبير ميدفيديف فان غورباتشوف منذ لحظة ذهابه لموسكو لغرض الدراسة قد قرر نفض ملابسه من تربة الأرض والابتعاد عن الفلاحة. في الحلقة القادمة (الخامسة) سنتناول أول حدث تاريخي في حياة غورباتشوف وهو حضوره لأول مرة المؤتمر (22) للحزب الشيوعي السوفيتي ذلك المؤتمر الذي يعد تاريخيا لان نيكيتا خروشوف ألقى فيه تقريره السري. وهي المرة الأولى التي يدخل فيها غورباتشوف قصر الكرملين وكان له من العمر(29)عاما.
لأول مرة يدخل غورباتشوف قصر الكرملين:
تعرف غورباتشوف خلال أعوام الدراسة الجامعية على طالبة وسيمة تدرس في قسم الفلسفة وبالضبط الفلسفة الماركسية-اللينينية واسمها رايتسا تينتور ، جاءت هي كذلك من ستافروبلي وأصبحت صديقته عدة سنوات إلى أن انتهت الصداقة بالزواج، فأصبح اسمها السيدة رايتسا غورباتشوف. رزقا بطفلة عام 1956 ( ايرينا) وهي حاليا طبيبة وقد تزوجت من طبيب ولديهما طفلة (أكسانا) وهذه الحفيدة غلبا ما كانت تظهر مع جدها غورباتشوف أثناء نشاطاته العامة بعدما أصبح رئيسا. أنهى غورباتشوف دراسته الجامعية في الوقت المحدد ،عام 1955 ولكنه لم يستطع الحصول على فرصة عمل في موسكو لأنه ليس من الأوائل أو المتفوقين البارزين في الدراسة. ومن المتعارف عليه أن الأوائل تضمن لهم الدولة العمل في موسكو، لذا كان لزاما عليه العودة بعد تخرجه إلى منطقته ستافروبلي. عاد غورباتشوف إلى مدينته وهو ليس ذلك القروي الذي خرج منها قبل خمس سنوات متوجها إلى موسكو وهو يحمل حقيبة بائسة واحدة، بل انه الآن أصبح حقوقيا وخريج موسكو فقد اطلع على التاريخ والنظرية الماركسية-اللينينية والحركة الشيوعية العالمية. ومن الطبيعي أن شابا بهذه المواصفات وبذلك الوقت يعني شيئا رائعا. سعى غورباتشوف بعد عودته من موسكو مباشرة للحصول على عمل ضمن اختصاصه كأن يصبح موظفا في محكمة ستافروبلي ولكن لسوء حظه لن يحصل على فرصة العمل تلك لتزامن عودته مع عودة ألوف العائلات التي كانت مبعدة من هذه المدينة إلى سيبريا منذ زمن ستالين. ولقد أعاد لهم نيكيتا خروشوف اعتبارهم وضمن عودتهم لديارهم وتشغيلهم. لم يجد غورباتشوف عملا وظيفيا فتوجه نحو العمل السياسي وأصبح رئيسا لمنظمة الطلبة(الكومسمول) في مدينته . ورغم أن هذا الموقع ليس بالشيء الكبير ولكنه خطوة أساسية للتسلق ضمن سلالم الصعود الحزبي. هناك شخصية حزبية لعبت دورا كبيرا في مسيرة صعود غورباتشوف زمان حكم خروتشوف انه فيودوركولاكوف مسؤول اللجنة الحزبية في ستافروبلي . فقد سحب كولاكوف لرئاسة الكومسمول على مستوى المقاطعة، وكان يومها غورباتشوف قد بلغ (29) سنة. واخذ غورباتشوف يطبق التوجيهات و التعليمات الحزبية بكل حماس عن طريق نشاطه في منظمة الشبيبة ، وسعى في تطبيق الشعار المركزي المطروح آنذاك: (( ينبغي على الكومسمول أن يساعد الحزب في قضية تربية الشبيبة بروح الشيوعية . ليست رئاسة الكومسمول موقعا يملك صلاحيات الأمر والنهي في المقاطعة، ولكن رئيس الكومسمول مرتبط ارتباطا مباشرا بهذا المسؤول الآمر الناهي موراخوفسكي إذ توطدت علاقة غورباتشوف معه منذ عام 1956 إلى أن جعله نائبا له عام 1970 – أي أن غورباتشوف أصبح نائب اللجنة الحزبية في ستافروبلي . وعندما نقل موراخوفسكي إلى موسكو حل بمحله غورباتشوف وذلك عام 1978 ف واستمرت صداقتهم فيما بعد. إن أول حدث تاريخي في حياة غورباتشوف كان حضوره لأول مرة المؤتمر (22) للحزب الشيوعي السوفيتي عام 1960 ،ذلك المؤتمر الذي ألقى فيه خروشوف تقريره السري . حضر غورباتشوف المؤتمر بصفته رئيسا للكومسمول في ستافروبلي وكان عدد الحضور في المؤتمر المذكور أكثر من (6) آلاف شخص ، وهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها غورباتشوف قصر الكرملين. كان نيكيتا خروشوف قد هز الحزب بنقده الستالينية التي أطلق عليها لفظ (الصنمية) وبذلك كسب خروشوف التأييد الحزبي والشعبي الكبير خصوصا بعد قراره بعودة كل المهجرين إلى ديارهم ومناطقهم ، أي أولئك الذين أبعدهم ستالين قسرا إلى سيبريا ، وكذلك التخلي عن مطاردة الشعراء الشباب من أمثال اوكوخاف ويفتيشنكو وفوزنسفكي وغيرهم. وما أن عاد غورباتشوف من المؤتمر فانه عقد العديد من الندوات في مدينته يشرح فيها لشباب منطقته ما حصل في قصر الكرملين. في عام 1964 وبينما كان غورباتشوف يقضي إجازته في منتجع على ضفاف البحر الأسود فقد دبرت عملية إزاحته وإجباره على تقديم استقالته، وذلك ليحل بمحله ليونيد بريجينيف الذي بقي ما يقارب العقدين من الزمن مسيطرا على الأمور في الاتحاد السوفيتي. وكعادة النظم الحزبية وخصوصا أنظمة الحزب الواحد فعندما يتبدل الرأس تجري عمليات تصفية الحسابات والتنقلات الرأسية الحزبية والإدارية ضمانا لاستمرار عملية التغيير. منذ الأشهر الأولى لتولي بريجنيف السلطة عام 1964 نقل غورباتشوف من الكومسمول ليصبح ((منظم الإنتاج الزراعي)) في المقاطعة. إن العمل في القطاع الزراعي كثيرا ما يقضي على الحياة السياسية للحزبيين الذين يعملون بهذا القطاع. وفي الحقيقة أن آخر ما يتمناه الكادر الحزبي في الاتحاد السوفيتي هو العمل في التنظيم الزراعي، لان القليل من يلمع في هذا القطاع وان الكثيرين هم الذين تحطم مستقبلهم السياسي بسبب العمل فيه. تألق غورباتشوف في ذلك العام - 1964 - ومن أسباب تألقه حرارة الإصلاح الخروشوفي والعوامل الجوية (المناخية) المتتعلقة بمصادفة نزول الامطار بتوقيتات وكميات مثالية فكان انتاج الاتحاد السوفيتي من الحبوب في ذلك العام بلغ رقما قياسيا(140) مليون طن . إذن لعبت الصدف في توجه الانظار إليه من قبل دوائر الحزب والدولة المسؤولة عن القطاع الزراعي. ومما ساعد على صعود نجمه ايضا طموحه في تطوير امكانياته العلمية إذ اقدم خلال تلك الفترة الى التسجيل في مدرسة الكادر الحزبي في ستافربلي ليصبح طالبا خارجيا ( غير نظامي) للحصول على شهادة في الاقتصاد الزراعي. وفي الفترة ذاتها انهت زوجته رايتسا دراستها العليا ونالت شهادة الدكتوراه في الفلسفة وتفرغت لمساعدته في اعداد البحوث لانشغاله الكبير بالعمل الحزبي . وقبل ان ينهي دراسته بمدرسة الكادر الحزبي بسنة واحدة تمت تصعيده الى درجة حزبية عالية ضمن منطقته إذ أصبح مسؤول الكادر في اللجنة الحزبية للمقاطعة، وبالرغم من انشغاله بمنصبه الجديد واصل دراسته بنشاط وحصل على شهادة التخرج عام 1967. واحتفظ غورباتشوف محتفظا بعلاقته مع كوكالوف حتى وصل كوكالوف –كما ذكرنا سابقا-الى منصب وزير الزراعة وعضو المكتب السياسي للحزب إذ بقي بهذين المنصبين حتى وفاته عام 1979. ولا ننسى بأنه عندما كان غورباتشوف مسؤول الكادر في المنطقة كان كوكالوف بنفس الوقت مسؤولا للجنة المركزية للحزب في المنطقة. وعلى هذا الأساس لايمكننا معرفة سر تقدم غورباتشوف وصعوده في سلالم الترقيات الحزبية دون معرفة العلاقات التي كانت تربطه بالمسؤولين الشيوعيين الكبار من ابناء منطقته مثل سوسولوف وهو الرقم الصعب في الحزب الشيوعي السوفيتي بالاضافة الى كوكالوف الذي كان له ضلع ومعرفة مسبقة بعملية تنحية خروشوف عام 1964 إذ كان الزعيم السوفيتي يقضي وقت استجمام وطلعة صيد قرب ستافربلي وقت كان كوكالوف مسؤول تلك المنطقة حزبيا. ويذكر المؤرخ ميدفيدف ان كوكالوف وحمايته كانوا بالقرب من المكان الذي تم فيه عزل خروشوف ، وكان باستطاعته ان يفشل مخطط عزل خروشوف ولكن واقع الحال يشير الى ان كوكالوف كان مشتركا في العملية فتمت السيطرة على الرجل ببساطة واجبر على تقديم استقالته ليرحل الى سيبريا ليقضي ما تبقى من حياته هناك.
فضل المياه المعدنية على غورباتشوف: تشتهر منطقة ستافروبلي بحماماتها المعروفة ومياهها المعدنية وينابيعها الغنية التي تستغل كمصحات يتردد عليها كل عام العديد من المسؤولين من أعلى المستويات في الحزب والدولة. ومن الطبيعي لا يفوت غورباتشوف فرصة الاستقبال والتوديع لمختلف المسؤولين القادمين من موسكو. وبالرغم من أن هذه اللقاءات غير رسمية إلا أنها تعد من الأمور المهمة وخصوصا في الأجواء التي يسود فيها نظام الحزب الواحد. ففي لقاءات كهذه تجري عمليات جس الأنباض بين الذين يلتقون وفي بعض الأحيان يجري اتخاذ قرارات كبيرة وهامة على صعيد الدولة خلال مثل تلك اللقاءات غير الرسمية. مثلا إن قرار عزل خروشوف وإجباره على الاستقالة قد تم اتخاذه خلال طلعة صيد قرب ستافروبلي وبحضور كولاكوف وحمايته-كما ذكرنا سابقا إذ كان وقتها مسؤول المنطقة حزبيا. قام غورباتشوف ببناء علاقات شخصية طيبة مع كبار رجال الدولة والعساكر والموظفين البارزين ورجال الكي جي بي ، وهو يحاول أن يكسب ثقتهم ويوطد علاقته بهم . واستمر على هذا الحال لمدة أربع سنوات. استدعي كولاكوف إلى موسكو فاحتل موقعه يفريموف فبنى غورباتشوف وبسرعة علاقات طيبة مع يفريموف . فأصبح فيما بعد غورباتشوف السكرتير الثاني للجنة الحزبية في المقاطعة و مسؤول الزراعة و مسؤول التوعية الثقافية. وصل اسم غورباتشوف خلال هذه الفترة إلى سجلات موسكو لأن العضوية في سكرتارية لجنة المقاطعة للحزب تتطلب موافقة اللجنة المركزية. وفي كل الأحوال لا توجد أية عوائق حول الموافقة وسرعة إنجازها لوجود تزكية كولاكوف وسوسولوف لانهما موجودان هناك في مركز اتخاذ القرار في موسكو. سجلت الزراعة رقما متدنيا عام 1969 ولربما كان مستقبل غورباتشوف السياسي على كف عفريت ولكنه نجا من المساءلة نظرا لترشيحه ضمن الوفد الحزبي الذي كلف بموجبه بالذهاب إلى براغ أي بعد التدخل العسكري السوفيتي في تشيكوسلوفاكيا. وهذا يعني أن المركز قد طرح به الثقة بالإضافة إلى أن سوسولوف هو الذي اختار أعضاء الوفد بصفته مسؤولا على قسم الايفادات للخارج. وهذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها غورباتشوف خارج بلاده وكان عمره (38) سنة. يقول المؤرخ مدفيديف ربما اختمرت في عقل غورباتشوف فكرة إعادة البناء (البيروسترويكا) على اثر التدخل السوفيتي في تشيكوسلوفاكيا . ولكنه يرجع فيقول كان غورباتشوف هادئا ووديا مع أعضاء الوفد وكان جديا في عمله مما يضمن له عملية الصعود الحزبي ،فهو يبتعد عن الخطأ ويساير الجو العام السائد حوله. تم تعيينه في عام 1970 وبعد رجوعه من تشيكوسلوفاكيا سكرتيرا أولا للحزب في ستافروبلي. وهذه هي الخطوة الجدية حقا باتجاه صعوده السلم الحزبي. إن مهمة السكرتير الأول للجنة الحزب في المقاطعة هي مسؤولية صعبة وكبيرة خصوصا في ظل عمليات الشد والجذب بين الحزب ومنظماته من جهة والدولة وأجهزتها ومؤسساتها البيروقراطية من جهة أخرى. وهذه سمة مميزة ومشتركة لأنظمة الحكم ذات الحزب الواحد. في عام 1971 ف وخلال المؤتمر (24) للحزب الشيوعي السوفيتي تم انتخاب غورباتشوف عضوا للجنة المركزية للحزب. وكان بريجينيف في تلك الفترة بأوج عظمته. ومن الطبيعي أن غورباتشوف كان بعيدا عن مصدر اتخاذ القرار لأن بريجينيف له بطانته الخاصة من الكهول ضمن الثلاثي المعروف هو و كوسيجين رئيس الوزراء وبودوغورني رئيس مجلس السوفيت الأعلى. وبصفته مسؤول الحزب في المنطقة وعضو لجنة مركزية ولصداقته الوطيدة مع سوسولوف وكولاكوف فانه قد تقرب أكثر من اليكسي كوسيجين. وبسبب نشاطه الحزبي ونجاح الخطة الزراعية في المقاطعة وتقدم السياحة فيها فقد سجل غورباتشوف تقدما آخر في مسيرته السياسية عندما رشح إلى مفوضية السوفيتات. شارك غورباتشوف في المؤتمر (25) للحزب الذي انعقد في النوار (فبراير) 1976 ف ولكنه لم ينطق بكلمة واحدة في هذا المؤتمر. وفي الحقيقة أن بريجينيف كان مسيطرا تماما على أعمال المؤتمر. وبشكل مفاجيء تتدهور صحته (صحة بريجينيف) فنصحه الأطباء بأخذ راحة طويلة أو اختصار وقت العمل. لقد اعتادت الناس على قراءة قرارات المكتب السياسي وهو أعلى سلطة في هيكلية الدولة السوفيتيبة، وغالبا ما تكون اجتماعاته اسبوعية ، فهو الجهة التي تتخذ قرارات في شتى المجالات تنشر في كل جمعة فهي تتناول مثلا تقرير حول إنتاج علب الكبريت بالبلاد أو خطة زيادة حليب الأبقار ...الخ وبذلك فان السكرتير العام للحزب جعل كل شيء في قبضته وهو مثقل بواجبات ومهام فرعية- فرعية في الوقت الذي تجري فيه الأيام وأعمار أعضاء القيادة تطعن السنين، فإذا تناولنا راس القيادة نجد أن اغلب أعضائها قد تقدموا بالسن. فهذا سوسولوف –رجل في الظل-اكبر سنا من بريجينيف ، أما كيريلينكو كان من أترابه فقد أبعده بسرعة ونفس الشيء حصل مع بودوغورني الذي حجم دوره بعد تقليده منصبا اسميا واعتباريا فقط(رئيس الدولة). كان فيودور كولاكوف ،في هذه الفترة، اصغر أعضاء القيادة السوفيتية سنا وقد صعد نجمه في الاتحاد السوفيتي بسبب موقعه باعتباره مسؤولا عن القطاع الزراعي على مستوى الدولة،وقد سجلت البلاد عام 1976 ف رقما قياسيا في إنتاج الحبوب (223) مليون طن. وبإيعاز من كولاكوف نشرت صحيفة البرافدا تجربة ستافروبلي الزراعية الناجحة وتم تسليط الضوء على قيادة الحزب فيها مع التركيز على أنها سلمت التقرير الخاص بالإنتاج السنوي قبل المدة المقررة بتسعة أيام. وقد ابلغ بريجنيف بذلك وصدر بعدها تعميم من اللجنة المركزية للحزب يحث بقية المقاطعات الإقتداء بتجربة ستافروبلي التي أنهت الحصاد في فترة قياسية. وبعد بضعة أيام نشرت البرافدا موضوعا يتعلق بدور مسؤول الحزب هناك ، ميخائيل غورباتشوف ، وبذلك انتشر اسمه لأول مرة في البلاد. مات فيودور كوكالوف في عام 1978 ف وهو سند كبير كان غورباتشوف يستند عليه في موسكو، ولكن هذا الحدث لم يؤثر على مسيرة غورباتشوف ، وعلى العكس من ذلك فان هذه المناسبة سنحت له الظهور لأول مرة على شاشة التلفزة ينعى فيها كولاكوف. ولأول مرة يشاهد المواطن السوفيتي شاب هاديء الطبع ضمن تشكيلة قيادة الدولة يظهر ينعى رفيقه، ولكن لم يخطر على خلد احد بان ذلك الشاب سيكون يوما سيد الكرملين. وكان موت كولاكوف قد فتح باب البحث عن بديل له في عضوية المكتب السياسي ووزارة الزراعة ومسؤولية قطاع الزراعة في المكتب السياسي . وكان رأي سوسولوف واندربوف وكوسيجين ان يقع الاختيار على ترشيح شاب للمكتب السياسي وتم ذكر ميخائيل غورباتشوف ، وواضح ان سوسولوف كان وقفا وراء هذا الترشيح وهو الذي اقنع اندربوف وكوسجين على فكرة ترشيحه لعدم وجود صلة قوية بين غورباتشوف من جهة وبين القائدين الشيوعيين المذكورين من جهة أخرى . ولكن بريجينيف حسم الموضوع في جلسة اللجنة المركزيه للحزب التي انعقدت في شهر الحرث (نوفمبر) حينما فضل ترشيح قسطنطين تشيرنينكو عضوا جديدا للمكتب السياسي ، وكان تشيرنينكو يشغل في ذلك الوقت منصب رئيس مكتب بريجينيف . والى جانب هذا تم اختيار شخص آخر كعضو مرشح لعضوية المكتب السياسي وهو نيكولاي تيخنوف الذي يبلغ من العمر (74) سنه . أي أن القيادة العليا بقيت متمركزة بيد كبار السن مع تفاقم مختلف الأزمات في الدولة السوفيتية . لقد جاء غورباتشوف للمرة الثانية إلى موسكو بعد (25) سنه من زيارته الأولى ولكن هذه المرة جاء كسياسي ينتمي إلى جيل الشباب ورجل أسهم في إنجاح الإنتاج الزراعي ، هذا القطاع الذي يبتعد عنه الجميع كما ذكرنا . لقد تم تعيين غورباتشوف عام 1978 مسؤولا عن مكتب قطاع الزراعة التابع للجنة المركزية للحزب .وهو قطاع واسع ولكن صلاحياته محدودة بسبب تشابك وتقاطع الأجهزة البيروقراطية الحزبية والحكومية ضمن ازدواجية واضحة للعيان . وفي نفس العام تم تعيين زوجته راييسا محاضره في كلية الفلسفة في موسكو وقبلت بنفس العام ايضا ابنته ايرينا بكلية الطب. يتبع
| |
|
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:50 | |
| في مثل هذا التاريخ 26\08\2011 منذ عشرين عاما، جرت وقائع أحد أهم فصول المأساة التي سرعان ما تحولت إلى ملهاة، بلغت ذروتها بانهيار واحدة من أشهر إمبراطوريات التاريخ المعاصر، وهي الإمبراطوريةالتي كان يعرفها العالم حتى الأمس القريب تحت اسم «الاتحاد السوفياتي». وها نحن اليوم، وبعد أن عاصرنا عن كثب مقدمات ونتائج ذلك الحدث التاريخي، نعاود متابعة ما يجري من محاولات تستهدف تحريف التاريخ من جانب من بقي من أبطال تلك الملهاة بمن في ذلك ميخائيل غورباتشوف الذي شاءت الأقدار أن يكون رغما عنه، أحد مدبري الانقلاب في نفس الوقت الذي كان فيه ضحيته الرئيسية، قبل أن يفيق من غفوته بمساعدة خصومه الذين هرعوا إلى إنقاذه ليس حبا فيه وتقديرا لإنجازاته، بقدر ما كان سعيا وراء استكمال خطة بعيدة المدى، عميقة المغزى، استهدفت بالدرجة الأولى التخلص منه ومن كل ما يطرحه من أفكار إصلاحية وحدوية.
أعلن ميخائيل غورباتشوف أكثر من مرة أنه لا يمكن تأكيد عدالة أي فكرة إلا في إطار القانون وبالطرق الديمقراطية السلمية، في إشارة إلى احتدام الصراع بين القوى الديمقراطية التي كانت شبت عن الطوق وأركان القوى المحافظة التي تزعم عدد من ممثليها الحركة الانقلابية في أغسطس (آب) 1991. ونذكر أن أندريه غراتشوف، آخر المتحدثين الرسميين باسم غورباتشوف، ذكر في مقدمة كتابه «الانقلاب» الذي ترجمته «الشرق الأوسط» ونشرته قبل أن يصدر لاحقا عن «الشركة السعودية للأبحاث والنشر»، أن المحاولات التي استهدفت الإطاحة بغورباتشوف كانت قبل انقلاب أغسطس كثيرة، من جانب رفاقه في المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي منذ إعلانه عن سياسات «البيريسترويكا» في عام 1985.
قال غراتشوف إنه كان يكفي آنذاك الإعلان عن اقتراع سري في النسق الأعلى للقيادة الحزبية لوقف عملية الإصلاحات دون الحاجة إلى دبابات. من هذا المنظور، ومن واقع شاهد عيان، يمكن القول إن القوى المحافظة تحولت إلى انتهاج أسلوب أغسطس، تحت تأثير تنامي نشاط القوى القومية الانفصالية التي حظيت داخل موسكو بدعم أبرز ممثليها، وعلى رأسهم بوريس يلتسين، بعد نجاح هذه القوى في تشكيل ما يسمى بمجموعة النواب الإقليمية التي سبق وقادت عملية إعلان استقلال وسيادة روسيا قبل انهيار الاتحاد السوفياتي بوقت طويل.
يذكر أيضا أن هذه المجموعة التي قادت حملة تأييد القوى الانفصالية في جمهوريات البلطيق كانت أول من وجه سهامه ضد غورباتشوف في محاولة للتخلص منه لتعود في أغسطس 1991 إلى محاولة أداء دور المنقذ الهمام. ولعل أحدا لا يستطيع اليوم إنكار أن العلاقات الشخصية التي احتدم أوارها بين غورباتشوف وبوريس يلتسين، منذ أطاح الأول بالثاني من عضوية المكتب السياسي في 1986، كانت في مقدمة أسباب تداعي أركان الدولة ثم انهيارها في أعقاب «المشاهد التراجيكوميدية» التي صاحبت عملية إنقاذ غورباتشوف من حصاره «المزعوم» في منتجع فوروس في شبه جزيرة القرم. من هنا تحديدا، يمكن الإشارة إلى أن تضارب الأقوال والاعترافات من جانب المشاركين في أحداث أغسطس يكشف ضمنا عن ارتباك القيادة وضبابية الرؤية تجاه سبل إنقاذ مسيرة إعادة بناء الدولة وتجاوز عثرات المرحلة. وكان غورباتشوف اضطر إلى الإعلان عن إجراء استفتاء شعبي عام في 17 مارس (آذار) 1991 حول الإبقاء على الاتحاد السوفياتي دولة اتحادية واحدة أسفر عن موافقة ما يزيد على 75 في المائة من المشاركين فيه على بقاء الدولة الاتحادية، أي بعد كان يلتسين ونجوم الحركة الديمقراطية سارعوا إلى تأييد إعلان رؤساء جمهوريات البلطيق في تالين عاصمة أستونيا في 14 يناير (كانون الثاني) من نفس العام حول استقلال هذه الجمهوريات عن الاتحاد السوفياتي، ناهيك عن الغزل المتواصل مع الحركات والتحركات القومية في الكثير من الجمهوريات الأخرى ومنها أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان. وقد أعلن يلتسين في وقت لاحق من تاريخ الاستفتاء عن أنه ورؤساء هذه الجمهوريات قرروا عقد اتفاق رباعي يقضي بخروجهم من الاتحاد وهو الاتفاق الذي عاد يلتسين ووقعه مع رئيسي أوكرانيا وبيلاروس في بيلوفيجسكويه بوشا في 8 ديسمبر (كانون الأول) 1991، ليضع بذلك الأساس القانوني لانفراط عقد الاتحاد السوفياتي على اعتبار أن الجمهوريات الثلاث هي التي أعلنت الاتحاد فيما بينها في عام 1924، ومن ثم يصبح من حقها قانونيا الإعلان عن الخروج منه وهو ما اعترف به يلتسين لاحقا في مذكراته التي نشرها غير مرة. إذا كان يلتسين من أوائل المبادرين إلى تأجيج الميول الانفصالية وتشجيع حركات استقلال الجمهوريات السوفياتية نكاية في غريمه التاريخي غورباتشوف، أي بما كان يعني أنه كان سببا من أسباب محاولة الانقلاب على غورباتشوف قبل أن يبادر في حركة استعراضية إلى تأكيد أنه صاحب الفضل في إنقاذه من محبسه في منتجع فوروس. ويذكر العالم كله جلسة السوفيات الأعلى لروسيا الاتحادية في 23 أغسطس يوم تعمد يلتسين إهانة غورباتشوف وإرغامه على الاعتراف بكل ما أصدره من قرارات تحمل الصفة الفيدرالية، وكان يلتسين رئيسا لروسيا الاتحادية فقط وليس كل الاتحاد السوفياتي، فضلا عن توقيع مرسوم ينص على حظر نشاط الحزب الشيوعي السوفياتي على مرأى ومسمع من متابعي وقائع الجلسة التاريخية للبرلمان الروسي وهو ما حرص غورباتشوف على الاعتراض عليه دون جدوى.
ومن اللافت أن الكثير من المراقبين أعادوا إلى الأذهان اعترافات عدد من أبطال الانقلاب حول أن غورباتشوف كان على علم بفكرة «الانقلاب» وأنه اختار الصمت إلى حين استيضاح مدى قدرة المجموعة الانقلابية على الإمساك بزمام الأمور في البلاد. وحين أدرك تعاظم المقاومة انحاز إلى المعارضين، وهو ما اضطر الرئيس الروسي الأسبق يلتسين إلى الاعتراف به في عام 2006، أي قبل وفاته بعام واحد. وقد انتقد غورباتشوف كل هذه الأقاويل التي كانت في معظمها حقا يراد به باطل، مشيرا إلى أن ما قاله يلتسين بهذا الصدد ليس سوى محاولة من جانبه لتبرير ما ارتكبه من أخطاء أسهمت إلى حد كبير في انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. وفي حديثه إلى القناة الثانية (القناة الرسمية) للتلفزيون الروسي بمناسبة الذكرى العشرين للانقلاب حرص غورباتشوف على إنكار ذلك في معرض رده على سؤال بهذا الصدد، مؤكدا ضمنا ما قاله الجنرال فالنتين فارينيكوف قائد القوات البرية السوفياتية في ذلك الحين حول أنه طالبه بتقديم استقالته أو العودة معهم على نفس الطائرة إلى موسكو في حال عدم موافقته على بيان «لجنة الطوارئ» (قيادة الانقلاب).
وإذا كان غورباتشوف لم يكشف صراحة عن أنه كان على علم مسبق بفكرة الانقلاب فانه اضطر إلى الاعتراف بأنه قال ردا على طلب وفد لجنة الطوارئ بتوقيع بيانهم «افعلوا ما تريدون.. والشيطان معكم» وهو ما يحتمل كل التأويلات.
يمكن القول، وبغض النظر عن معرفة أو عدم معرفة غورباتشوف بفكرة الانقلاب، أن ما اتخذه يلتسين من خطوات تالية كان الدافع الأكبر لجنوح الجمهوريات السوفياتية نحو إعلان استقلالها ما كان يعني في طياته أيضا احتجاجا ضمنيا على قرارات يلتسين التي حاول من خلالها فرض هيمنته على الفضاء السوفياتي. وكان يلتسين أقر في 22 أغسطس اعتماد علم روسيا القيصرية ذي الألوان الثلاثة علما لروسيا الاتحادية ورفعه في نفس اليوم على مقار المؤسسات الرسمية بديلا لعلم الاتحاد السوفياتي ذي المنجل والمطرقة. وقد استفزت هذه الخطوة ومعها ما أصدره يلتسين من مراسيم تحمل الصفة الفيدرالية القيادة الأوكرانية التي سارعت باستصدار مرسوم من السوفيات الأعلى للجمهورية ينص على استقلالية أوكرانيا وعدم اعترافها لاحقا بما يصدر عن موسكو من قوانين وتشريعات وهو ما كان مقدمة لمراسيم مماثلة صدرت عن بيلاروسيا في 25 أغسطس ثم مولدوفا وأذربيجان وقيرغيزيا وأوزبكستان وغيرها من الجمهوريات.
وكان ليونيد كرافتشوك رئيس أوكرانيا آنذاك، قال خلال أول لقاء معه في مكتبه في كييف بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تعليقا على خلافاته مع غورباتشوف ودور يلتسين في انهيار الاتحاد السوفياتي، إن يلتسين زاره في كييف في أعقاب مداولات صياغة المعاهدة الاتحادية التي كان من المفروض أن يوقعها رؤساء الجمهوريات السوفياتية عدا جمهوريات البلطيق وجورجيا ومولدوفا وأرمينيا. قال يلتسين إنه مكلف من جانب غورباتشوف بأن يعرض عليه، أي على كرافتشوك إدخال ما يراه مناسبا من تعديلات حتى يتسنى طرح المعاهدة للتوقيع. وكان ذلك قبل سفر غورباتشوف في إجازته السنوية في أغسطس 1991. وقال كرافتشوك إنه رد على يلتسين بقوله: «وما رأيك أنت في هذا؟ ». وحين أعلنه يلتسين بأنه سيوافق على ما يعلنه كرافتشوك من مواقف قال الرئيس الأوكراني إنه لن يوقع على أي معاهدات اتحادية وهو ما عقب عليه يلتسين بقوله: «وأنا أيضا لن أوقع مثل هذه المعاهدة». ومن هنا ولدت فكرة اللقاء الرباعي بين رؤساء روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان حول الخروج من الاتحاد السوفياتي وهي الفكرة التي تراجع عنها رئيس كازاخستان نور سلطان نزار باييف ونفذها رؤساء الجمهوريات الأخرى الثلاث بتوقيع معاهدة «بيلوفيجسكويه بوشا» في 8 1991.
وبالعودة إلى مشاهد الانقلاب، يمكن الاستشهاد بما قاله فلاديمير سيميتشاستني رئيس جهاز أمن الدولة (كي جي بي) الذي سبق وأشرف على تنفيذ الانقلاب الذي أطاح بالزعيم السوفياتي الأسبق نيكيتا خروشوف في أكتوبر (تشرين الأول) 1964. أشار سيميتشاستني في حديثه إلى «الشرق الأوسط» في أعقاب فشل الانقلاب إلى أن مثل هذه التصرفات تبدو أقرب إلى الصبيانية منها إلى عمل يستهدف إعادة بناء الدولة وتقويم توجهاتها. فكيف يمكن أن يفشل انقلاب يقف على رأسه وزراء الدفاع والداخلية والأمن والمخابرات إلى جانب نائب رئيس الدولة وزعماء الاتحادات النقابية ويحظى بدعم رئيس البرلمان؟. قالها سيميتشاستني ضاحكا معيدا إلى الأذهان بعض تفاصيل خطته التي أحكم بها تحركات خروشوف وكان يقضي أيضا إجازته على شاطئ البحر الأسود في بيتسوندا قبل عودته إلى موسكو لحضور الاجتماع الطارئ للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي التي اتخذت قرار إحالته إلى التقاعد. سخر «الثعلب العجوز» من انقلاب قال إنه لم يضع في حسبانه اعتقال الشخصية المحورية التي كان من المتوقع أن تلتف حولها الجماهير أي بوريس يلتسين فضلا عن إغفاله قطع الاتصالات والمواصلات. تساءل سيميتشاستني: «هل يعقل القيام بانقلاب في نفس الوقت الذي يتمتع فيه الجميع بما فيه الغرماء بحرية الانتقال والسفر والاتصال كيفما شاءوا؟».
ولعل ذلك هو ما دفع بوريس بوجو وزير الداخلية وفور علمه بنبأ فشل الانقلاب وقرار السلطات الأمنية حول اعتقاله، إلى الانتحار بعد إطلاق الرصاصة الأولى ضد زوجته في نفس الوقت الذي أعلن فيه آخرون من زملائه عدالة موقفهم ومشروعية ما قاموا به مثل الجنرال فارينيكوف الذي رفض قرار العفو البرلماني وأصر على استمرار محاكمته التي قطعت في نهاية المطاف بتبرئته من تهمة التآمر ومحاولة قلب نظام الحكم. على أنه يظل من سخرية الأقدار أن تجتمع الأضداد ويتفق الغرماء من أمثال غورباتشوف ويلتسين حول الوقوف جبهة واحدة أسهمت بخطواتها المحسوبة وغير المحسوبة في ظهور فكرة تدبير هذا الانقلاب الذي أسفرت نتائجه وبالدرجة الأولى عن انهيار الاتحاد السوفياتي. ومن هذا المنظور يمكن التوصل إلى استنتاج أن الخيانة حين تختلط بما قد يمكن وصفه بـ«السذاجة المهنية» لا بد أن تسفر عن أوضاع عبثية يصعب تقديرها ولا تخفف من وقعها تصريحات على غرار ما قاله غورباتشوف في حديثه بمناسبة الذكرى العشرين للانقلاب حول «أن مدبري هذا الانقلاب كانوا من المعتوهين والبلهاء»، معترفا في ذات الوقت أنه أيضا لم يكن بعيدا عنهم، حيث وصف نفسه بـ«شبه الأبله» لتجاهله تحذيرات الكثيرين من احتمالات الانقلاب ومنهم الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الذي كان أبلغه بذلك قبل وقوعه ببضعة أسابيع. ومع ذلك فقد أسهمت بعض إنجازات المرحلة ومنها انتشار الديمقراطية وتراجع مشاعر الخوف وانحسار الاستبداد الحزبي في فشل الحركة الانقلابية التي هبت أيضا لمواجهتها القيادة الروسية بزعامة بوريس يلتسين الذي رفض مجرد التفكير في اللجوء إلى السفارة الأميركية الكائنة على بعد أمتار معدودات من مقر السوفيات الأعلى لروسيا الاتحادية. وعلى الرغم من أن عددا من برلمانات الجمهوريات ذات الحكم الذاتي في روسيا الاتحادية بادرت بالإعلان عن تأييدها للانقلاب في ظل مباركة صامتة من جانب بعض الجمهوريات الاتحادية فقد وقف العالم الخارجي رافضا لهذه المغامرة غير المحسوبة وإن حظيت بتأييد كل من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والزعيم الليبي المخلوع أيضا معمر القذافي اللذين سارعا إلى إعلان مباركتهما لتحركات لجنة الطوارئ.
ويمكن التوقف في هذا الصدد عند ما يحاول إغفاله كثيرون ممن كانوا على مقربة من يلتسين وانقلبوا عليه معلنين عن قرار السوفيات الأعلى لروسيا بتنحيته من منصبه ما أسفر عن سابقة قصف البرلمان الروسي بالدبابات في الرابع من أكتوبر 1993 وهو نفس المبنى الذي كان يلتسين قد تخندق ورفاقه به في أغسطس 1991 في مواجهة دبابات الانقلابيين.
كان هؤلاء وفي مقدمتهم روسلان حسب اللاتوف رئيس السوفيات الأعلى لروسيا الاتحادية والكسندر روتسكوي نائب الرئيس يلتسين ومعهما رهط كبير من الشيوعيين المنشقين وقفوا إلى جانب يلتسين في مواجهته مع غورباتشوف نكاية في الزعيم السوفياتي الذي اتهموه بالتخلي عن الأفكار الاشتراكية وبيع الوطن والارتماء في أحضان الغرب. وفاز يلتسين برئاسة السوفيات الأعلى لروسيا الاتحادية في يونيو (حزيران) 1990 بفارق أربعة أصوات «شيوعية» في معركته مع إيفان بولوزكوف الأمين الأول للحزب الشيوعي الروسي عاد يلتسين وبأغلبية شيوعية في البرلمان الروسي ليملي إرادته على غورباتشوف ويطالبه بالتصديق على ما سبق واتخذه في غيابه خلال «فترة المعتقل» إبان أيام الانقلاب لثلاثة من مراسيم. وحين أدرك هؤلاء مغبة ما اقترفت أياديهم عادوا لينقلبوا على الزعيم بوريس يلتسين متخذين قرارهم حول العفو العام عن مجموعة مدبري انقلاب أغسطس وهو ما رد عليه يلتسين بقراره في 15 سبتمبر (أيلول) حول حل البرلمان والإعلان عن انتخابات مبكرة. وحين اتخذ البرلمان قراره حول تنحية يلتسين وإعلان نائبه روتسكوي قائما بأعمال الرئيس إلى حين الإعلان عن انتخابات عامة تصاعد الموقف وازداد تعقيدا إلى أن بلغ ذروته في المواجهة العسكرية في شوارع موسكو في 3 أكتوبر، والتي انتهت بقصف البرلمان في الرابع من أكتوبر واعتقال قيادته تحت سمع وبصر وبمباركة رؤساء الكثير من البلدان الغربية ممن كانوا يتابعون ما تنقله «سي إن إن » من أحداث على الهواء مباشرة من موسكو.
منقول
خرج آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي السابق عن صمته السياسي، ووجه انتقادات حادة للنظام الروسي الذي وصفه بأنه تقليد سيئ للحكم الديمقراطي، الذي كان هو شخصيا قد مهد لقيامه في روسيا خلال العقد الأخير من القرن الماضي.
فقد كال الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف -مهندس فكرة البروسترويكا (الإصلاح وإعادة البناء) وسياسة الغلاسنوست (الصراحة والشفافية)- انتقادات حادة للنظام الحاكم في روسيا الوريثة الشرعية للاتحاد السوفياتي، وذلك في مقابلة صحفية مع مجلة نوفايا غازييا التي يمتلك غورباتشوف أسهما فيها، وذلك بمناسبة عيد ميلاده الثمانين.
ووصف غورباتشوف النظام القائم في موسكو حاليا بأنه مجرد تقليد شكلي للديمقراطية، حيث يفتقد البرلمان والقضاء استقلاليتهما عن الحكومة، مشيرا إلى أن الحزب الموالي للكرملين ليس سوى نسخة سيئة عن الحزب الشيوعي الذي كان يهيمن على الحياة السياسية في عهد الاتحاد السوفياتي السابق.
ميدفيديف وبوتين
وفي معرض تعليقه على الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس وزرائه فلاديمير بوتين، وصف غورباتشوف الثاني بأنه "خديعة لا توصف"، مشيرا إلى أن الاثنين سيتفقان على هوية المرشح للانتخابات الرئاسية التي ستجري العام المقبل.
واتهم غورباتشوف رئيس الوزراء بوتين بإعادة البلاد إلى زمن حزب الدولة الواحد، واحتكار الانتخابات وتقييد الإعلام والتضييق على المعارضة، كاشفا بأن الكرملين أبلغه بطريقة غير مباشرة رفضه الترخيص لحزب كان ينوي تأسيسه.
وأضاف أنه كان يدرك جيدا -عبر سعيه لتحرير الحياة السياسية- أن هذا العمل يعني القضاء على سلطته، لكنه وفي نفس الوقت يساعد على إطلاق الإصلاحات الضرورية التي كانت بلاده بأمس الحاجة إليها، على الرغم من قدرته على البقاء في سدة الحكم متمتعا بالسلطة كأسلافه من قيادات الاتحاد السوفياتي، أو نظرائهم في روسيا الحالية.
عيد ميلاده وبمناسبة عيد ميلاده الثمانين الذي يوافق غدا الأربعاء، قال غورباتشوف إنه لا يشعر بأنه بلغ هذا العمر المتقدم، وأعرب عن أمله في ألا يشعر به لاحقا، متحاشيا الدخول في تفاصيل حياته الشخصية.
يشار إلى أن غورباتشوف كان -على مدى السنوات العشرين الأخيرة التي شهدت انهيار الاتحاد السوفياتي ووراءه الكتلة الشرقية على يديه- يمتنع عن الظهور الإعلامي في بلاده، على عكس ما يفعله في العالم الغربي الذي يحظى فيه بتقدير كبير، باعتباره "رجل الديمقراطية الأول في روسيا".
وعلى الرغم من ميراثه السياسي المثير للجدل حتى الآن، يبقى غورباتشوف -الذي تسلم رئاسة مجلس السوفيات الأعلى في سن الرابعة والخمسين وهي سن مبكرة مقارنة مع أسلافه- من رجال الدولة المقدرين في روسيا، حيث يُعرض في قاعة خاصة قرب الكرملين معرضا خاصا للصور الأرشيفية التي تلخص حياته الشخصية والسياسية.
| |
|
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| |
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:51 | |
| [size=25]حكاية يوغسلافيا يشكل إعلان برلمان كوسوفو الاستقلال يوم 17/2/2008م (الموافق 10/2/1429هـ) عن صربيا، المرحلة الأخيرة من تفكك جمهورية يوغسلافيا الاتحادية السابقة. كانت هذه الجمهورية الاتحادية التي قامت عام 1945م، تضم ست جمهوريات (هي: صربيا، الجبل الأسود (مونتنجرو) سلوفينيا، كرواتيا، البوسنة والهرسك، مقدونيا) إضافة إلى مقاطعتي كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية (المسلمة) وفوفودينا ذات الغالبية المجرية. ومعروف أن يوغسلافيا السابقة تقع في منطقة البلقان (جنوب شرق أوروبا) الشهيرة بتنوعها العرقي، وتنافر طوائفها، وقابلية هذه العرقيات للانفصال وتكوين دول ودويلات مستقلة، يضم كل منها غالبية عرقية معينة. فبالإضافة إلى عرقيات يوغسلافيا السابقة، توجد في منطقة البلقان أعراق وأقليات كثيرة مختلفة، منها: الإغريق، الإيطاليون، الأتراك، البلغار، الغجر، المجريون، الرومان، وغيرهم. حتى أصبحت لفظة (بلقنة) ـ في مجال السياسة ـ تعني: التنوع العرقي المائل للتنافر والتمزق والانفصال. وقد استطاع الحزب الشيوعي اليوغسلافي، بقيادة الجنرال الكرواتي (جوزيف بروز تيتو)، توحيد دولة يوغسلافيا في اتحاد فيدرالي.. ضم الأعراق المشار إليها آنفاً. ولكن اتسام حكم تيتو ـ الذي كان رئيساً ليوغسلافيا مدى الحياة ـ بالديكتاتورية (اقتصادياً وسياسياً) جعل الاتحاد اليوغسلافي يستمر على مضض فقط، وأحيانا بقوة الحديد والنار.. رغم تنافر وتناقض مكوناته. * * * وبعد انهيار حلف (وارسو) وزوال الاتحاد السوفيتي، في عام 1991م، اجتاحت أوروبا الشرقية والجنوبية موجة عارمة من الصراعات القومية، وسادت فيها رغبة جامحة نحو الانفصال و الاستقلال. ورغم أن يوغسلافيا السابقة لم تكن عضواً في حلف وارسو (وكانت على خلاف عقائدي مع الاتحاد السوفيتي السابق، رغم شيوعيتها المختلفة، التي يشار إليها بـ“التيتوية”) إلا أنها كانت - وما زالت - أكثر البلاد تأثراً بتلك الموجة، بعد الاتحاد السوفيتي نفسه، الذي تفكك إلى خمس عشرة جمهورية مستقلة، كما هو معروف. ولم تبقَ يوغسلافيا السابقة موحدة إلا القبضة الحديدية لتيتو، وحزبه الشيوعي. ولكن ومنذ وفاة ذلك الزعيم، يوم 4/5/1980م، بدأت مشاعر الانفصال تسود في مكونات يوغسلافيا.. رغم مقاومة "صربيا" لتلك المشاعر، رغبة منها في بقاء الدولة اليوغسلافية، التي تحظى فيها بسيطرة عرقية (وسياسية) نسبية واضحة. ولكن عقد هذه الدولة بدأ في الانفراط ـ حربا وسلماً ـ فور زوال المعسكر الشرقي. وهناك جمهوريات انفصلت بالقوة وسفك الدماء (منها البوسنة والهرسك) وهناك من تمكن من الانفصال سلماً بصفة أساسية (مقدونيا). كانت «سلوفينيا» أول من انفصل عن الاتحاد وأعلن استقلاله يوم 25/6/1991م، تلتها "مقدونيا" (يوم 15/9/1991م)، تلتهما «كرواتيا» (يوم 7/10/1991م)، ثم "البوسنة والهرسك"، بعد حرب ضروس، (يوم 5/4/1992م) ثم «الجبل الأسود» (يوم 3/6/2006م). ولم تبق غير "(صربيا) التي ما زالت تسمى جمهورية يوغسلافيا. وها هي "كوسوفو" تدق آخر مسمار في نعش جمهورية يوغسلافيا السابقة، إذ من غير المتوقع انفصال مقاطعة فوفودينا. * * * وتقدم الحالة اليوغسلافية دروسا سياسية مهمة عدة.. منها: أن ما حصل لها من اضطراب وتفكك يعزي (في الأساس) إلى أنها جمعت كل تلك الأعراق عنوة، وتسيد فيها "الحزب الشيوعي" اليوغسلافي (الذي كان يمثل أقلية محدودة من الشعوب اليوغسلافية) بينما كانت غالبية تلك الشعوب غير راضية (سياسياً واقتصادياً) بذلك "الاتحاد" (وبطريقة إدارته).. والذي سرعان ما انهار عندما تحررت الشعوب المكونة له من قبضة تيتو، وحزبه الشيوعي. وان الاتحادات (متعددة الأعراق) التي تبقى هي: غالباً الاتحادات القائمة على الديموقراطية والفيدرالية الحقيقيتين معا، اللتين تحققا (بصفة عامة) رضى مكوناتها (عبر الوسائل المعروفة) وان اختلفت قوميات وعرقيات ومذاهب تلك المكونات. ومن الأمثلة على "الاتحادات" التي يتوقع لها الاستمرارية نذكر كلاً من: سويسرا والهند. إن التطبيق السليم للديمقراطية والفيدرالية يعتبره علماء السياسة أفضل حل للإشكال العرقي المأساوى؛ الأولى شبه معروفة، أما الثانية فلا يدرك كنهها إلا قلة أقل من الناس، والمتخصصين. والفيدرالية السليمة لا يمكن أن تنجح إلا بالديمقراطية. وان نجحت، فإنها توحد ولا تفرق. ويقول اؤلئك العلماء: إن الفيدرالية هي «الصيغة السحرية» الأهم، القادرة على: خلق كيان واحد من عدة كيانات، أو عرقيات مختلفة. واهم «أسباب»تفكك يوغسلافيا هي: سوء تطبيق هذه الصيغة، وتدخل القوى الكبرى.. التي رأت أن لها مصلحة في تمزيق ذلك الكيان
تماسك البلدان الاشتراكية الشرقية بدأ بالتفكك عام 1948 عندما ندد الزعيم اليوغسلافي تيتو بهيمنة الزعيم السوفييتي ستالين على الكتلة الاشتراكية و أعلن عن تبني نهج مختلف في بناء المجتمع الاشتراكي اليوغسلافي .. ومع أن تيتو كان يتباهى بانشقاقه عن التحاد السوفييتي و إلا أن الوثائق و المراجع التاريخية تكشف عكس مزاعمهم تلك حيث كان ستالين هو الذين طرد تيتو عن الكتلة الاشتراكية .. في كتابه المعنون سقوط يوغسلافيا الصادر عام 1997 فسر المؤرخ الصربي ستفيتوزار سويانوفيتش أسباب الخلاف بين الزعيمين وقال إن تيتو كان واحدا من أكبر المؤيدين لفكرة تصدير الثورة الشيوعية إلى البلقان وكان يطالب ستالين بدعم العصابات الشيوعية اليونانية دون أن يعلم أن مطالبه كان في تناقض تام مع الاتفاق السري بين ستالين ورئيس الوزراء البريطاني وينستون تشيرتشيل الذي كان الزعيم السوفييتي قد تعهد بموجبه بالامتناع عن بسط نفوذه في منطقة البلقان وتركها في دائرة النفوذ الغربي .. فقد رأي ستالين في موقف تيتو ذلك خطرا على استقرار الكتلة الاشتراكية و قرر تهميشه وضعه على القائمة السوداء .. أما في يوغسلافيا فقد أثارت سياسة تيتو استياء البعض . وعندما بدأت حملة الاضطهاد هرب بعض المعارضين إلى الاتحاد السوفييتي و البلدان المجاورة للتخلص من تهمة الخيانة التي كانت تعرض حياتهم للخطر .. في ذلك العهد كان زعيم الحزب الشيوعي الروماني غورغي غورغيو ديج يقف إلى جانب الاتحاد السوفييتي و قرر استضافة المنشقين اليوغسلاف في رومانيا .. وفي ظل النزاع بين يوغسلافيا و الاتحاد السوفييتي تنوعت أشكال المجابهة بين الطرفية فاندلع الحرب عبر موجات الأثير .. في عام 1949 افتتح في بوخارست مكتب إذاعة يوغسلافيا الحرة وهي إذاعة سرية كانت أبان الحرب العالمية الثانية تبث برامجها من موسكو بهدف تعزيز حركة المقاومة اليوغسلافية .. وفي بوخارست كانت إذاعة يوغسلافيا الحرة تتكون من ثلاثة أقسام و هي : الصربية الكرواتية و السلوفينية و المقدونية وتمتثل للتعليمات السياسية القادمة من موسكو بواسطة مسؤول الصحافة في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروماني .. وكان ميلان بيتروفيتش نائب رئيس تحرير في إذاعة يوغسلافيا الحرة وفي عام 1999 تحدث إلى محرري المركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية عن تجنيده إلى العمل في مكتبها في بوخارست : "ذات يوم أخذوني بالسيارة إلى مكان مجهول وهناك قيل لي إنه تم تعييني محررا في محطة سرية لإذاعة يوغسلافيا الحرة تؤيد الحركة المناهضة لتيتو .. كان مقرها في منزل على ضفة بحيرة فولرياسكا شمال العاصمة الرومانية ولكن الإذاعة كانت تغير مقرها مرارا للحيلولة دون أية محاولة لكشف النقاب عن موقعها و هوية محرريها .. و الحقيقة أننا لم نكن نعلم أين يقع مقرها فكانت السيارة تأتي إلى منزلي في صبيحة كل يوم ثم تقطف ثلاثة محررين آخرين في الطريق و تطوف بنا في المدينة حوالي نصف الساعة بحيث كان يستحيل تحديد موقعنا" أما برامج إذاعة يوغسلافيا الحرة المناهضة لتيتو فقال ميلان بيتروفيتش: "كنا نبث نشرات إخبارية وكن نحصل على الأخبار من خلال الاستماع إلى إذاعات أخرى وكذلك من وكالة الأبناء الرومانية . كان البرنامج يستغرق خمسا وعشرين دقيقة يوميا وضم أيضا التعليقات السياسية الخارجية و غيرها .. كانت الإذاعة سياسية بحتة . لم تكن لنا أية اتصالات مع أشخاص أو جهات أخرى إذ كنا نأخذ معلوماتنا من الصحف إضافة إلى المصادر التي ذكرتها .. لم يكن لنا صندوق بريد أو عنوان بريدي و بصورة رسمية لم تكن إذاعتنا موجودة في بوخارست إطلاقا" لم يتقاض محررو إذاعة يوغسلافيا الحرة في بوخارست رواتب تفضيلية رغم الطابع السري لعملهم و ما ترتب على ذلك من صعوبات .. ضيفنا من جديد : "كان عملنا متميزا ولكن رواتبنا لم تم تفضيلية ، بل العكس هو الصحيح .. في نهاية عام 1954 علمت صدفة بأن راتبي كنائب رئيس للتحرير كان أدنى من رواتب الرومانيين غير المؤهلين الذين كانوا يساعدوننا ... ربما كانوا يتقاضون رواتبهم من جهاز الأمن .. لكننا رأينا في ذلك إهانة لنا .. ولم أخف استيائي من هذا التمييز ولكننا لم نكن نولي للناحية المادية أهمية في الحقيقة كنا كلنا مثاليي النزعة في خدمة أمنياتنا السامية" في عام 1954 و بعد وفاة ستالين أغلقت محطة يوغسلافيا الحرة في بوخارست كشرط من شروط إحياء العلاقات بين البلدين . وبقي بعض المحررين في رومانيا وسافر البعض الآخر إلى يوغسلافيا ..[/size]
| |
|
| |
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5121 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9591
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين السبت 17 سبتمبر 2011 - 15:58 | |
| [center]ببينيتو موسوليني
(29 يوليو 1883 - 28 أبريل 1945) هو حاكم إيطاليا ما بين 1922 و1943.
كان موسوليني في فترة حكمه رئيس الدولة الإيطالية ورئيس وزرائها وفي بعض المراحل وزير الخارجية والداخلية. من مؤسسي الحركة الفاشية الإيطالية وزعمائها. سمي ب الدوتشة (بالإيطالية: Il Duce) أي القائد. دخل حزب العمال الوطني ولكنه خرج منه بسبب معارضة الحزب لدخول إيطاليا الحرب عمل موسولني في تحرير صحيفة افانتي (إلى الامام)ومن ثم أسس ما يعرف بوحدات الكفاح التي أصبحت النواة لحزبه الفاشي الذي وصل به الحكم بعد المسيرة التي خاضها من ميلانوا في الشمال حتى روما في الوسط دخل الحرب العالميه الثانية مع دول المحور أعدم مع أعوانه السبعة عشر في ميدان "دونجو" بميلانو على يد الشعب الإيطالي عام 1945.
سيرة حياته ولد بينيتو موسوليني 29 يوليو 1883 وترعرع في قرية دوفو دينو بريدابيو قرية صغيرة بشمال إيطاليا.من أبوين إيطاليين روزا واليساندرو موسوليني.وسمي بنيتو على اسم الرئيس الإصلاحي المكسيكي بينيتو خواريس. وكانت والدته معلمة وأبوه حداد. كانت عائلته فقيرة كسائر عائلات الاقارب والجيران وعندما كان موسوليني طفلا كان همجي ومتهور. ومنع من دخول كنيسة والدته لسوء سلوكه فكان يرمي رواد الكنيسة بالحجارة.اضطر إلى دخول المدرسة متاخرا في مدرسة داخلية. لم يكن كثير الكلام ولكنه كان يجيد استعمال قبضته.. عندما كان في الثامنة من عمره كان يسرق ودائم الشجار مع بقية أقرانه. وكان دائم المشاكل في المدرسة وقد طرد من المدرسة لطعنه ولد آخر بالسكين في بطنه.
في عام 1902 هاجر إلى سويسرا هربا من الخدمة العسكرية. خلال هذه الفترة لم يستطع العثور على عمل دائم فيها، وتم القبض عليه بتهمة التشرد وسجن ليلة واحدة. ففي صبيحة يوم 24 يوليو 1902، أُوقف من طرف الشرطة تحت جسر قضى تحته ليلته. لم يكن بحوزته حينها إلا جواز سفر وشهادة التخرج من مدرسة المعلمين و15 سنتيما.
اشتغل مدرسا مؤقتا للصف الابتدائي في بلدة غوالتياري لكن لم يتمّ تجديد عقد عمله بسبب علاقة أقامها مع سيدة كان زوجها متغيبا لأداء الخدمة العسكرية.
قضى موسوليني الأشهر الأولى من عام 1904 بين جنيف وآنماس (في فرنسا المجاورة) في عقد اجتماعات وإلقاء محاضرات ذات طابع سياسي ونقابي إضافة إلى مراسلات صحفية مع منشورات ومجلات اشتراكية وفوضوية.
وفي شهر أبريل من عام 1904، أفلت – بفضل تدخل حاسم من سلطات كانتون تيشينو – من الإبعاد مجددا إلى إيطاليا التي حُوكم فيها بتهمة التقاعس عن أداء الواجب العسكري. ثم تحول إلى لوزان حيث سجل في كلية العلوم الاجتماعية وتابع لبضعة أشهر محاضرات عالم الاجتماع فيلفريدو باريت
بعد ذلك، وجد له عملا في مدينة تورينتو ذات الأصول الإيطالية والتي كانت تحت سيطرة النمسا -المجر في شباط / فبراير 1909. هناك اشتغل شغلا إداري للفرع المحلي للحزب الاشتراكي ومحررا لصحيفة اففينيري دل لافوراتوري ("مستقبل العامل"). في عام 1915 كان تزوج ورزق بابن من دالسير من سوبرامونتي بالقرب ترينتو. نشر رواية رومانسية مبتذلة بعنوان عشيقة الكاردينال بعد عفو عن الهاربين من خدمة الجيش.
في الفترة الفاصلة ما بين عامي 1908 و1910، أقام موسيليني في سويسرا لفترات متقطعة. فعمل بنّاء في شركة المقاولات البرية والحديدة في لوغانو حيث تعرف على الزعيم الاشتراكي غوليالمو كانيفاشيني الذي استضافه في بيته.
عندما اعلنت إيطاليا عام 1911 الحرب على تركيا وتحركت لغزو ليبيا، قاد موسوليني ككل الاشتراكيين، مظاهرات ضد الحرب وحوكم وسجن لعدة أشهر، وبعد إطلاق سراحه رحب به الاشتراكيون وعينوه رئيسا لتحرير جريدتهم الوطنية إلى الامام.
ثم فجأة ودون مقدمات أو مشاورات مع قيادة الحزب الاشتراكي نشر موسوليني مقالا في الجريدة يطالب فيه إيطاليا بالدخول إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، فطرد من عمله والحزب واتهم بالخيانة، وقد فسر هذا التحول بانه قبض مبلغا سريا من الحكومة الفرنسية.
بدأت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 وقد دخلت إيطاليا الحرب حيث قضى موسوليني عامين بالجيش وبعد انتهاء الحرب كانت إيطاليا تشهد كثيرا من المشاكل. لم يكن العمل متوفرا للجنود العائدين من الحرب.. والأسعار عالية ولم يكن باستطاعة الفقراء شراء حوائجهم. وكانت هناك الاضرابات في المدن وتشكلت العصابات من الفقراء وبدأت بحرق بيوت الاغنياء. وكان الجميع خائفا من شيء ما.وقد استشعر موسوليني مزاج الشعب وحالته النفسية وكان يرى غضب الجنود. لم يكن موسوليني راضي عن حياة الفقراء وكان يريد تغيير ذلك وكان يؤمن بأن العنف هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك.
أصبحت الفاشية حركة سياسية منظمة بعد اجتماع ميلانو، في 23 مارس 1919 (أسس موسوليني فاسكي دي كومباتيمنتو في 23 فبراير). بعد فشله في انتخابات 1919، تمكن موسوليني من دخول البرلمان في عام 1921. شكلت الفاشية فرق مسلحة من المحاربين القدامى سميت سكوادريستي لإرهاب الفوضويين والاشتراكيين والشيوعيين.
زحف موسوليني بتظاهراته الكبرى التي شارك فيها نحو أربعين الفا من أصحاب القمصان السود الذين جاءوا من مختلف المدن الإيطالية ليحقق مسيرته الكبرى إلى روما المتهرئة عام 1922. هؤلاء الذين لم يكن لهم أي وجود غداة الحرب العالمية الأولى، فاذا بهم خلال سنوات قليلة يصل تعدادهم إلى عشرات الالوف من المضللين، الذين يحملون هوية الحزب الذي شكله موسوليني وينعمون بالامتيازات، وسط أوضاع متردية سياسيا واقتصاديا، هيأت لموسوليني الذي تحول من الاشتراكية إلى الفاشية من جعل حزبه بديلا لدولة لم تعد ذات وجود ومكنه من القيام بحملة ديماغوجية حرك من خلالها الغرائز المتطرفة لعدد كبير من العاطلين عن العمل من الجنود المسرحين، ومن ذوي السوابق الإجرامية، ومن فلول عصابات الاجرام المنظم المافيا والكومورا وفايدا فجعل لهم ايديولوجية متعصبة حد التطرف ليملأ الفراغ السياسي والايديولوجي والروحي المأزوم بسبب الهزيمة المريرة في الحرب العالمية الأولى
ونتيجة لعدم تدخل الحكومة تفاقمت المشكلة فقام موسوليني مقابل دعم مجموعة من الصناعيين بالموافقة على استخدام قواته في كسر الاضراب ووقف الانتفاضات الثوريه. عندما فشلت الحكومات الليبراليه التي ترأسها جوفاني جوليتي، يفانوي بونومي وويجي فاكتا في وقف انتشار الفوضى. إيطاليا استجابت له بطريقة سحرية في البداية وعاد العمال لمصانعهم والطلاب إلى مدارسهم وبدأ الدوتشي رحلة للسيطرة على السلطة بحيث أصبح في النهاية الحاكم الوحيد الذي لايخضع الا للملك.
2 تشرين الأول/ أكتوبر وباحتفال بمدينة نابولي الجنوبية يصرخ موسوليني اما ان تعطي لنا الحكومة أو سناخذ حقنا بالمسير إلى روما وتجيبه الحشود.. إلى روما.. إلى روما. وبعد تنظيم الفاشيون لمظاهرات ومسيرات التهديد (مارسيا سو روما)"مسيرة روما" (28 أكتوبر 1922)، توجه 14000 فاشي إلى روما بالقطارات والحافلات، ونتيجة الذعر الذي شعرت به الحكومة عرض على موسوليني منصب وزير في الحكومة، وناشد رئيس الوزراء الملك إعلان حالة الطوارئ، لكن الأخير رفض.
دعي فيتوري مانويلي الثالث(الملك الإيطالي) موسوليني لتأليف حكومة جديدة وكان عمره آنذاك 39 سنة، وأصبح اصغر رئيس وزراء في تاريخ إيطاليا في 31 أكتوبر 1922.
أهم أعمال موسوليني
الفاشية دعا موسوليني إلى اجتماع وفيه أسس حزب سياسي أسماه الحزب الفاشستي.. لكنهم لم يتصرفوا كحزب سياسي وانما كرجال عنف وعصابات وقد لبسوا القمصان السوداء.. قال لهم موسوليني أن عليهم معالجة مشاكل إيطاليا وأن عليهم أن يكونوا رجالا اقوياء.. فعندما يكون هناك أضراب عمالي يأتي الفاشيست ويوسعوا أولئك العمال ضربا وفي صيف 1922 كان هناك اضراب كبير في المواصلات وقد عجزت الحكومة في التعامل مع ذلك ولكن الفاشيست سيروا الحافلات والقاطرات وانهوا ألاضراب.. ووصل ألامر ان طلب ألاغنياء مساعدة الفاشيست لحمايتهم..نجح الفاشيست في ذلك.. وقد هزموا الشيوعيين في الشوارع وأرغموهم على شرب زيت الخروع. وكان الشعب يطالب بزعيم قوي مثل موسوليني ليقود البلاد.. وقال موسوليني أنه الوقت المناسب للاستيلاء على السلطة. وفي أكتوبر قاد موسوليني مسيرة كبرى إلى مدينة روما حيث قال لأتباعه سوف تعطى لنا السلطة والا سوف نأخذها بأنفسنا
وهكذا أصبحت القمصان السود والهراوة علاقتين تميزان حركة موسوليني حتى اعيدت تسميتها لتصبح الفاشية، لكنها بقيت حركة هامشية، ففي انتخابات 1919 لم يفز أي فاشي بمقعد في البرلمان وحصل موسوليني نفسه على 4000 صوت فقط في مدينة ميلانو مقابل 180 الف للاشتراكيين، وعندما كتبت مجلة إلى الامام الاشتراكية تنعي خسارة موسوليني في الانتخابات، هوجم مقر الحزب الاشتراكي بالقنابل، وحين داهم البوليس مكاتب مجلة موسوليني وجد قنابل ومتفجرات فسجن أربع سنوات واطلق سراحه.
1921 - موسوليني يعلن نفسه "دوتشي" الحزب الفاشي.
حتى عام 1926، استمر قمع الحكومة لمؤسسات الحكم المنتخبة وقُتل القادة الذين عارضوا الفاشيين. في نيسان 1926 حُرّمت الاضرابات، سُنّت قوانين عمل جديدة وأُلغي الأول من ايار.
بدأ موسوليني بالتغيير في إيطاليا حيث بدأ بإلغاء كل الأحزاب الأخرى.. فكان على الشعب أن يصوت للحزب الفاشيستي فقط وكان على الشباب أن يتعلموا مبادئ الفاشيست وكان يقول لهم موسوليني <<أن تعيش يوما واحدا مثل الأسد خير لك من أن تعيش مائة عام مثل الخروف>>. كان على الصغار الالتحاق بمعسكرات التسييس الفاشيستية وكان يتم إعدادهم كجنود صغار وكان عليهم الإيمان / الطاعة / القتال.
كان الفاشيون ينظمون غارات في الأرياف وهم في شاحناتهم، يدخلون المزارع المعروفة بانها اشتراكية، فيقتلون الناس أو يعذبونهم. فبعد أن شتتوا الحزب الشيوعي واغتالوا العديد من قادته، وأزاحوا مؤسساته النقابية وجمعياته التعاونية، بدؤوا حربهم الثقافية، في طبخ كل النزعات والاتجاهات والأساليب في الأدب والفن في وعاء الاتجاهات القومية، الذي تختلط فيه الفنون والآداب والدعاية، باتجاه منغلق ومعاد لأية قومية أخرى، أو اتجاه آخر وبهدف معلن هو تحرير الثقافة الإيطالية وتوحيد إشكالها ومقاييسها لتتطابق وتتجانس مع فكر الدوتشي.
امتلأت الساحات والشوارع بتماثيل موسوليني وبجداريات كبيرة تخلد أفعاله، كما بدأت حركة تنظيم شاملة للأطفال والفتيان وطلبة المدارس والجامعات على استخدام السلاح وحفظ الأناشيد القومية الفاشية، وبدأت حملة تجريد العشرات من الصحفيين من هوياتهم في النقابات الصحفية، كما أغلقت جميع الصحف والمجلات الأدبية. مع إجبار الناس على وضع صوره في غرف النوم وان توقد العوائل الشموع بعيد ميلاده وانتزع رجاله الحلي الذهبية من النساء ودبل الزواج من أصابع المتزوجين. كم تشكلت لجان في طول البلاد الإيطالية وعرضها من كتاب الدولة وأساتذتها لإصدار قوائم سوداء بالمثقفين المحظورين، وبأسماء الكتب المعادية التي يجب حرقها وإتلافها ومنعها من التداول.
السياسة الخارجية
اخذ موسوليني يلوح بقوته الهائلة وقدرته على تعبئة اثنى عشر مليونا مسلحين بأحدث الأسلحة، في حين أن الرقم الحقيقي لم يكن يعدو المليونين. اما الطائرات والبوارج والدبابات الثقيلة التي طالما تحدث عنها، فلم يكن لها وجود، فلم تكن قواته تملك سلاحا أثقل من العربات المصفحة التي تزن ثلاثة أطنان. وظل موسوليني يصر على" ان الفاشية لا تؤمن بإمكانية ولا بفائدة السلم الدائم، الفاشية تفهم الحياة كواجب ونضال وقهر".
السياسة الخارجية التي اتبعها النظام الفاشي تجنبت خيار السلام، واعتبرته ظاهرة متعفنة. وبالمقابل، دعمت فكرة إعادة مجد الإمبراطورية الرومانية القديمة، وطمحت لتوسيع مناطق نفوذ إيطاليا. حتى بداية الحرب العالمية الثانية، وإقامة محور برلين- روما-طوكيو، كانت إيطاليا قد احتلت اثيوبيا (1935)، وحاربت مع نظام فرانكو الفاشي في اسبانيا (بين الأعوام 1939-1936)، واحتلت البانيا (نيسان 1939).
تحالف هتلر مع موسوليني"معاهدة فيرساي" التي حسمت الحرب العالمية إلأولى وعمل على إحياء العمل بالتجنيد الإلزامي وكان يرمي إلى تشييد جيش قوي مسنود بطيران وبحرية يُعتد بها وفي نفس الوقت، إيجاد فرص عمل للشبيبة الألمانية
شهدت فترة حكم الحزب النازي لألمانيا انتعاشاً اقتصادياً مقطوع النظير، وانتعشت الصناعة الألمانية انتعاشاً لم يترك مواطناً ألمانيا بلا عمل. وتم تحديث السكك الحديدية والشوارع وعشرات الجسور مما جعل شعبية الزعيم النازي هتلر ترتفع إلى السماء.
كان موسوليني يريد لإيطاليا ان تكون دولة عظمى وكان مستعدا لخوض الحروب من أجل ذلك. صادق الزعيم الألماني أدولف هتلر الذي كان معجبا به وفي سنة 1939 عقدت إيطاليا وألمانيا معاهدة سميت بالحلف الفولاذي وكانت إيطاليا في حاجة إلى أربعة سنوات حتى تستعد للدخول في الحرب ولكن الحرب نشبت بعد ذلك بعامين ولم يكن موسوليني كثير القلق بخصوص الحرب لأنه ظن أنها ستنتهي في عدة أشهر بانتصار ألمانيا.
كان يحلم علنا بأن يسيطر على كل حوض البحر الأبيض المتوسط، ويحوله إلى بحيرة إيطالية وأن ينشئ إمبراطورية تمتد من الحبشة إلى ساحل غينيا الغربي، وكان يدعو إلى زيادة النسل ليزيد عدد الإيطاليين فيمكنهم بالتالي استعمار واستيطان هذه الإمبراطورية الشاسعة،
تسلم موسوليني زعامة إيطاليا وغير سياسة إيطاليا اللينة فيليبيا إلى الشدة. فنقض الاتفاقات المعقودة مع الليبين ورفض الاعتراف بالمحاكم الشرعية في المناطق التي يسيطر عليها الطليان، وأبى إلا أن يكون الجميع خاضعاً لإيطاليا، وعين لهذا الغرض حاكماً جديداً هو «بونجيوفاني» ومنحه سلطة مطلقة في حكم ليبيا وزوده بصلاحيات واسعة وجيش كبير بقيادة اللواء «رودولفو جرتزيانى» واللواء «بادوليو». فأمر المفوّض السامي الإيطالي الجديد بحل معسكرات القبائل في ولاية برقة. وأمر قواته باحتلال مركز القيادة السنوسية أجدابيا في عام 1923م.
أثناء محاولاته اليائسة تنفيذ خطته في ترسيخ الاستيطان الاستعماري في ليبيا، قتل 200،000 نسمة من المواطنين الليبين طوال ثلاث سنوات فقط قبل عثوره على الثائر عمر المختار واعتقاله. حيث قررت المحكمة إعدام المختار رغم سنه الذي جاوز الخامس والسبعين، فأعدم في اليوم التالي في 16 سبتمبر 1931 بمركز «سلوق» في بنغازي. وقد واصل الإيطاليون استباحتهم للشعب الليبي، فوصل عدد الشهداء إلى ""570928"" شهيد إضافة إلى مصادرتهم الأراضي الليبية من أصحابها، وشجعوا هجرة الإيطاليين إلى ليبيا وأمدوهم بالأموال وفتحوا لهم المدارس.
9 نوفمبر 1939 أي قبل أندلاع الحرب العالمية الثانية بتسعة أشهر، اصدر موسوليني مرسوما بضم ليبيا (طرابلس وبرقة) وجعلها جزءا من الوطن الام (ليبيا بالأصل تطلق على الصحراء التي تقع غرب نهر النيل وجنوب برقة وطرابلس). مع منح السكان الجنسية الإيطالية وألزامهم على تعلم اللغة ومن عارضه هتك عرضه، وأمر بالقاء كثيراً من الناس من الطائرة وهم أحياء إلى غير ذلك من الأعمال الوحشية.
غزا اثيوبيا في أكتوبر 1935، دون إعلان حرب على اعتبار انها اقل من أن تستحق هذا الشرف، وكان لتوه قد انتهى من سحق ثورة عمر المختار في ليبيا بوحشية بالغة.
وفي 25 أكتوبر 1936، تحالف هتلر مع الفاشي موسوليني الزعيم إلإيطالي واتسع التحالف ليشمل اليابان، هنغاريا، رومانيا وبلغاريا بما يعرف بحلفاء المحور، واصبحت بعد ذلك رابطة صداقة قوية بين هتلر وموسوليني. في 5 نوفمبر 1937، عقد هتلر اجتماعاً سريّاً في مستشارية الرايخ وأفصح عن خطّته السرية في توسيع رقعة الأمة الألمانية الجغرافية.
القوى الغربية فشلت في التحالف مع إلاتحاد السوفييتي وأختطف هتلر الخلاف الغربي السوفييتي وأبرم معاهدة "عدم اعتداء" بين ألمانيا وإلاتحاد السوفييتي مع ستالين في 23 اغسطس 1939
وفي 1 سبتمبر 1939 غزا هتلر بولندا ولم يجد إلانجليز والفرنسيين بدّاً من إعلان الحرب على ألمانيا.
كانت الحرب عارا على إيطاليا بعد انضمام موسوليني مع هتلر حيث فشل الطليان في احتلال اليونان ثلاثة مرات حتى جاء هتلر لنجدتهم وفي ليبيا لم يكونوا بأحسن حال حيث أنهزموا أمام البريطانيين وفي آخر ألامر وضع موسوليني جيشه تحت أمرة الألمان. حروب هتلر كانت سيئة بالنسبة للطليان ولكن موسوليني كان يتبع خطاه في كل شيء.حتى عندما احتل هتلر روسيا. أرسل موسوليني جنود إيطاليا إلى هناك. وبعدها بقليل كانت إيطاليا في حرب مع أميركا.
بحلول عام 1942 كانت إيطاليا على الهاوية. جيشها مهزوم وجائع ولديهم نقص في العتاد والسلاح، وكان هناك نقص في المؤن داخل إيطاليا نفسها. وغضب الشعب وتوجه ضد الحرب ورأى أن موسوليني قد كذب عليهم حتى وصل الأمر أن بلادهم قد احتلت من قبل الجيوش البريطانية والأميركية وأصبح موسوليني عدو الشعب الأول. وأمر الملك بأعتقاله فاعتقل وكان سجنه عبارة عن فندق في منتجع للتزلج في أعالي الجبال.
نهايته في يوم 18 أبريل 1945، بينما الحلفاء على وشك دخول بولندا والروس يزحفون نحو برلين، غادر موسوليني مقر اقامته في سالو رغم اعتراضات حراسه الألمان، فظهر في ميلانو ليطلب من اسقف المدينة أن يكون وسيطا بينه وبين قوات الأنصار للاتفاق على شروط التسليم التي تتضمن إنقاذ رقبته، إلا أن قيادة الأنصار التي كان يسيطر عليها الحزب الشيوعي الإيطالي اصدرت أمرا بإعدامه، وتابع هو رحلته بالسيارة متخفيا ومعه عشيقته كلارا ليخوض ما اسماه بمعركة الشرف الكبرى والأخيرة، وعندما وصل إلى مدينة كومو القريبة من الحدود السويسرية تبين أنه كان واهما وأن أنصاره المخلصين لا يزيدون على عدة عشرات من الأشخاص، اخذوا ينفضون من حوله بسرعة عندما شاهدوا الزعيم يهذي وبه مس من الجنون.في 25 أبريل كان في كومو مدينة عشيقته الأخيرة " كلارا " ومنها كتب آخر رساله له الي زوجته " راخيلا " يطلب منها الهروب إلى سويسرا. في 26 أبريل زاد خوفه ففر إلى ميناجيو مدينة عشيقته الأخرى " أنجيلا. حاول موسوليني الهرب مع عشيقته كلارا باختبائه في مؤخرة سيارة نقل متجها إلى الحدود ولكن السائق أوقف السيارة وأمرهم بالنزول وأخذ بندقيته وأخبرهم بأنه قاتلهم باسم الشعب الإيطالي.
اعتقل الدوتشي وعشيقته كلارا بيتاتشي في 26 أبريل 1945 في دونغو في منطقة بحيرة كومو شمال البلاد فيما كانا يحاولان الفرار إلى سويسرا.
في اليوم التالي أتت الأوامر من مجلس جبهة التحرير الشعبيه بإعدام موسيليني وجاء العقيد "فاليريو" الذي أنضم سرا للجبهة إلى مكان اعتقال موسوليني وأخبره بأنه جاء لينقذه وطلب منه مرافقته إلى المركبة التي كانت في الانتظار. ذهب به إلى فيلا بيلموت المجاورة حيث كان في انتظارهم فرقه من الجنود. كانت جبهة التحرير قد قبضت على أغلب معاونيه وحددت 15 شخصا منهم بإعدامهم وفي يوم 29 أبريل تم تجميعهم بما فيهم موسوليني وعشيقته "كلارا" وتم نقلهم ليـُـشنقوا مقلوبين من أرجلهم في محطة البنزين في مدينة ميلانو.وتعتبر هذة الطريقة في الاعدام مخصصة للخونة في روما القديمة التي حاول موسليني اعادة امجادها.
وعرضت جثتاهما مع جثث خمسة قادة فاشيين آخرين في ساحة عامة في ميلانو معلقة من الارجل أمام محطة لتزويد الوقود. وجاءت الجماهير تسبهم وتشتمهم وتبصق عليهما وترميهما بما في أيديهم. وفقدت الجماهير السيطرة على نفسها فأخذت بإطلاق النار على الجثتين وركلهما بالأرجل. وفي القرى والمدن قتل كثير من الفاشيست حيث وضعت جثثهم في سيارات نقل الاثاث وتجولت بهم في شوارع ميلان.
وبعد انتهاء كل شيء أخذت الجثث ودفنت سرا في ميلانو. وفي سنة 1957 سلمت جثة موسوليني لأهله لتدفن قرب مدينته التي ولد بها. | |
|
| |
عطر الخزامى عضو ذهبى
عدد الرسائل : 331 العمر : 43 العمل/الترفيه : لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتوج ربه بخلاق في تأمل تاريخ التسجيل : 10/12/2010 نقاط : 545
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الثلاثاء 4 أكتوبر 2011 - 11:40 | |
|
مارغريت تاتشر ,,, المرأة الحديدية ولدت مارغريت هيلدا روبرتس في 13 أكتوبر 1925 بكرونتهام شرقي إنجلترا. كان والدها آلفريد روبيتس عضوا في حزب المحافظين وعمدة بلدية غرانثام لفترة وجيزة ومالكا لمحلات للمواد الغذائية ونشيطا في النسيج الجمعوي بالمدينة إلى جانب عمله في أنشطة خيرية بكنائس المدينة. تربت تاتشر منذ نعومة أظافرها على المبادئ الدينية المسيحية المحافظة المتشبعة بالتعاليم البروتستانتية، قبل أن تنجح في الحصول على منحة خولتها التسجيل في مدرسة للبنات بكيتيفين أند جرانتهام. ظلت الطفلة مارغريت محط إعجاب أساتذتها، لما أبانت عنه من التزام وجدية في الدروس واستهوتها رياضة الهوكي والسباحة. أنهت مرحلة تعليمها الثانوي والحرب العالمية الثانية لم تضع أوزارها بعد، لتسجل بعدها بجامعة سوميرفيل بفضل المنحة التي حصلت عليها. التحقت سنة 1943 بأكسفورد ودرست العلوم الطبيعية وتخصصت في الكيمياء. ثلاث سنوات بعد ذلك، استطاعت أن تكون رئيسة جمعية المحافظين بأكسفورد كثالث امرأة تحظى بهذا الشرف. غادرت الطالبة مارغريت الجامعة بعد أن حصلت على إجازة بمرتبة الشرف، لتختار بعدها دراسة علم البلورات وتنجح سنة 1950 في الحصول على الماجستير من جامعة أكسفورد، وتزوجت بعد شهرين من ذلك من الضابط السابق في سلاح المدفعية الملكية دينيس تاتشر وأنجبت توأمين مارك وكارول. لم يدم بحثها عن وظيفة طويلا، إذ سرعان ما حصلت على وظيفة كباحثة بشركة بي إكس للصناعة البلاستيكية بكولشيستر. خلال تلك الفترة، استطاعت مارغريت أن تزاوج بين عملها وبين نشاطها السياسي، إذ انخرطت في جمعية محلية لحزب المحافظين، وبعد فترة قصيرة تم اختيارها لتكون مرشحة للحزب بدارتفورد لخوض الانتخابات البرلمانية وفازت بمقعد في مجلس العموم داخل دائرة ظلت دائما معقلا لحزب العمال المنافس. بعد فوز حزب المحافظين بزعامة إدوارد هيث بانتخابات سنة 1970، تم اختيار مارغريت تاتشر وزيرة الدولة في التربية والعلوم. تمكنت من فرض سياستها الخاصة في تدبير ميزانية الوزارة وكانت المسؤولة عن سحب توزيع الحليب المجاني بالمدارس وهو القرار الذي خلف سخطا شعبيا وهو ما تداركته بسرعة برفضها فرض رسوم على كتب الخزانات المدرسية. توجهاتها الجريئة أكسبتها أصوات أعضاء حزب المحافظين الذين وضعوا فيها الثقة سنة 1975 واختاروها أول رئيسة للحزب في التاريخ البريطاني.
استخدمت تاتشر في منزلها عاملة منزليّة واحدة بنصف دوام يومي، جاءت بها من وكالة محليّة كي تتجنب الارتباطات الشخصية، النظامية والنقابية، وما يتبع عملها من ضمان وتأمين صحي وتأمينات وضرائب حسب ما سربه أحد أقاربها.. عندما تولت المرأة الحديدية رئاسة الوزراء سنة 1979، كان الاقتصاد البريطاني يعاني من ارتفاع نسبة البطالة المصحوبة بارتفاع نسبة التضخم، والعجز في ميزان المدفوعات والميزان التجاري، وتدني نسبة نمو الناتج الوطني، وغيرها من مظاهر التراجع الاقتصادي، ونجحت حكومة تاتشر التي اكتسبت التجربة من تخصصها في القانون الضريبي لتبادر في خطوة فاجأت المراقبين في ذلك الوقت بتأميم بعض ممتلكات بريطانيا النفطية في الثمانينيات وإنعاش خزينة الدولة ، ومن بريطانيا انتشرت الخصخصة إلى بلدان عديدة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. حرصت الحكومة على اتباع سياسة نقدية متشددة ترتب عنها ارتفاع معدل البطالة وإلغاء الرقابة على الأسعار. خصومها لم يخفوا إعجابهم بها، حيث اعتبرها الكثيرون أنشط رئيسة وزراء بريطانية تتدخل في كل صغيرة وكبيرة تتعلق ببلدها، وفي أغلب ما حدث في العالم خلال فترة الثمانينات .
ففي مقابلة أجريت معها عام 1984، قالت تاتشر إنها تريد أن تغير البلد من «مجتمع اتكالي إلى مجتمع يعتمد على نفسه من أجل النهوض والمضي، بدلا من بريطانيا تجلس وتنتظر».
حققت تاتشر كثيرا من النجاحات في ما قالت بعد أن تمكنت من كبح جماح سلطة الاتحادات والنقابات، جددت حكم القانون، وخوصصة المصانع والمؤسسات وإعادة تنظيم الاقتصاد وتخفيض الضرائب. حسنت تلك التدابير من عملية التنافس، كما قادت بلادها ضد الأرجنتين عام 1982 في حرب جزر فوكلاند الخاضعة للإدارة البريطانية والواقعة في جنوب المحيط الأطلسي وأعادتها إلى التاج البريطاني مما عزز من موقع بريطانيا في العالم. وبشراكتها مع الرئيس الأمريكي الاسبق رونالد ريغان استطاعت الوقوف بقوة ضد المعسكر الاشتراكي، وبالتالي عجلت بسقوط الاتحاد السوفيتي .
استطلاعات الرأي سارت في نفس الاتجاه بعد أن اعتبر نحو 34% من المستطلعين في آخر استطلاعات الرأي أن رئيسة الوزراء المحافظة بين 1979 و1990 هي من أعظم القادة الذين عرفتهم البلاد ، وهي نسبة رأى المحللون أنهاتقارب مجموع النسب التي حصل عليها ثلاثة قادة بريطانيين مجتمعين هم ونستون تشرشل ، وتوني بلير ،وهارولد ويلسون .تركيز تاتشر على الحليف الأمريكي وضع بريطانيا على هامش أوروبا ، كما أنها أخفقت في الحد من الإنفاق العام على الخدمات الاجتماعية فيماكانت تنهار المؤسسات العامة مثل الحكومات المحلية والجامعات . حزب العمال لم يخف في تقييمه لفترة حكمها أن العدالة ساءت في عهدها ، والفقراء أصبحوا أكثر فقرا ، وتآكل التضامن الاجتماعي جراء ثقافة المادة التي تتعارض وقيم المحافظة .
وبالنسبة إلى كامبل كاتب مذكرات تاتشر كانت «أكثر الشخصيات الشعبية التي حازت الإعجاب والكراهية ، الحب والذم في النصف الثاني من القرن العشرين» . لقد فازت بثلاث انتخابات وكانت المعارضة المقسمة السبب في ذلك ، وكانت غير محبوبة لفترة طويلة من الزمن» ، وتابع : «تاتشر غيرت بريطانيا وقلبتها بشكل تتعذر فيه العودة إلى سابق عهدها. لقد غيرتها في أساليب لم تزل شواهدها قائمة حتى الآن» .
وفي عام 1990م ازدادت المعارضة لزعامة ثاتشر ، التي استقالت بعد أن تأكدت من عدم مقدرتها على كسب انتخابات زعامة المحافظين ، وتم انتخاب جون ميجر خلفًا لها . ظلت ثاتشر بمجلس العموم حتى عام 1992م، وفي العام نفسه منحت لقب البارونة ، وأصبحت عضواً بمجلس اللوردات
كامبل يصدر مجلده الثاني عن رئيسة وزراء بريطانيا السابقةلندن: نامق كامل بعد مجلده الاول «ابنة بائع الخضار: الذي نُشر قبل ثلاث سنوات وتناول قصة حياة البارونيت تاتشر التي رسمتها لنفسها حينما تولت قيادة حزب المحافظين عام 1975، في غرانتهام، يصدر جون كامبل الآن جزءه الثاني «مارغريت تاتشر: المجلد الثاني: المرأة الحديدية»، الذي يتجاوب مع الجزء الثاني مع ببليوغرافيا تاتشر نفسها «سنوات دواننغ ستريت»، ويعتبره المؤلف اهم واعنف جزء من القصة لأن تاتشر اثناء حكمها كانت «انشط رئيسة وزراء بريطانية، وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة تتعلق ببريطانيا، وفي اغلب ما حدث في العالم خلال فترة الثمانينات».
ولاية مارغريت تاتشر التي استمرت احد عشر عاما كرئيسة للوزراء اتسمت باعنف الهجومات والتحليلات الساخنة من قبل المعلقين والصحافيين الاختصاصيين. وحتى بعد ان اطيح بها قبل ثلاثة عشر عاما، لم يتوقف سيل المذكرات واليوميات والشهادات التي تعرض على شاشات التلفزيون الانجليزي من قبل زملائها واصدقائها ومستشاريها وغرمائها، اضافة الى تلك التي تكتب عن الحكومة البريطانية اثناء فترة رئاستها.
اذن، يبدو انه ليس من السهولة خلال هذا الكم الهائل من المواد المتعلقة بتاتشر الخروج بنتيجة مرضية ومتكاملة لكتابة سيرة حياتها، غير ان جون كامبل استطاع مرة اخرى ان يفلح بجزئه الثاني من هذه الببليوغرافيا بالكتابة عن أول رئيسة وزراء بريطانية امرأة. غالبا ما يسرد الكاتب سيرة حياة تاتشر بشكل بهيج، الا ان سرده يصبح مؤثرا في الصفحات الاخيرة، حينما يرسم صورة حياة تاتشر السياسية مثل احدى مآسي شكسبير. انها معالجة تتطلب بالتأكيد شخصية بطل عملاق، تكمن قوته البطولية ايضا في قوة ضعفه التي تؤدي في الأخير الى دماره وتحطيم كل ما حوله.
كما يرى المؤلف فإن طموح تاتشر كان نبيلا لقلب عقود من الاخفاق الاقتصادي والتراجع العالمي. ففي مقابلة اجريت معها عام 1984، قالت تاتشر بأنها تريد ان تغير البلد من «مجتمع اتكالي الى مجتمع يعتمد على نفسه من اجل النهوض والمضي، بدلا من بريطانيا تجلس وتنتظر».
وبالفعل حققت تاتشر كثيرا من النجاحات في ما قالت. فمن خلال كبح جماح سلطة الاتحادات والنقابات جددت حكم القانون. ومن خلال خصخصة المصانع والمؤسسات استطاعت ان تحد من تطاول الدولة، ومن خلال اعادة تنظيم الاقتصاد وتخفيض الضرائب، حسنت من عملية التنافس ومن خلال اعادة اخضاع جزر فوكلاند جددت من موقع بريطانيا في العالم. وبشراكتها الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان استطاعت الوقوف بقوة ضد المعسكر الاشتراكي، وبالتالي عجلت بسقوط الاتحاد السوفيتي.
من جانب آخر يجد الكاتب ان تركيز تاتشر على الحليف الاميركي وضع بريطانيا على هامش اوروبا، كما انها اخفقت في الحد من الانفاق العام على الخدمات الاجتماعية فيما كانت تنهار المؤسسات العامة مثل الحكومات المحلية والجامعات، اضافة الى ذلك فإن طراز رئاسة حكومتها ومسؤوليتها البرلمانية تكون تاتشر قد مهدت الطريق الى اعتبارات معينة في 10 دواننغ ستريت، مارسها من جاء بعدها الى الحكم. وعموما ساءت العدالة في عهدها، والفقراء اصبحوا اكثر فقرا، وتآكل التضامن الاجتماعي جراء ثقافة المادة التي تتعارض وقيم المحافظة، بيد انه ومع كل ذلك حفلت شخصية تاتشر بتناقضات ظاهرية في اسلوب قيادتها. وكما يقول الكاتب كامبل ان تاتشر كانت «اكثر الشخصيات الشعبية التي حازت الاعجاب والكراهية، الحب والذم في النصف الثاني من القرن العشرين» لقد فازت بثلاثة انتخابات وكانت المعارضة المقسمة السبب في ذلك، وكانت غير محبوبة لفترة طويلة من الزمن، رغم ان السياسات البرغماتية التي اتبعتها كانت محل رضا.
يورد المؤلف خارطة كبيرة تضم كل اولئك المهمين الذين كانوا يحيطون بمارغريت تاتشر عند وصولها الى دواننغ ستريت، ثم يعرض كيف انها كانت تتسم بالفردية اثناء حكمها، وان لا شيء يمكن ان يوقف اندفاعها، فيما خصومها كانوا يسيئون تقديرها خلال عامي 1980 ـ 1981: حرب فوكلاند، الخصخصة، التحالف مع ريغان وسقوط المعسكر الاشتراكي. ان الاتيان بالاساسيات التي تشكل كل ما يحيط بتاتشر وتسلط الضوء على ما هو مهم من الوثائق والمعارف، كان اسلوب الكاتب لقيادة القارئ الى اصدار احكامه لتقييم تلك الحقبة من الزمن.
في مجلده الثاني هذا استطاع المؤلف ايضا الحصول على معلومات جديدة من ارشيف ريغان، الذي فتح اخيرا للدارسين وكتاب السير، والذي يضم اكثر الوثائق الرسمية استيضاحا حول علاقة ريغان بتاتشر السياسية.
كذلك تتجنب ببليوغرافيا كامبل اخطاء كتاب الببليوغرافيا الآخرين، الذين غالبا ما يقعون «في حب من يكتبون عنه ويجدون الاعذار لهم ويتناسون اخطاءهم»، اذ ان المؤلف يبدي انتقادات لاذعة لهفوات تاتشر، سواء على الصعيد السياسي او صعيد علاقاتها مع الآخرين. انه يسلط الضوء على رغبتها في تكرار احداث التاريخ، كما على سبيل المثال جزر فوكلاند، حين شجعت سياسة حكومتها الجنرال جاليتري على الاعتقاد بأنه سوف لن يواجه الا مقاومة ضئيلة. كانت دائما توجه اللوم الى الآخرين، في حين انها ينبغي ان تلوم نفسها، كما في حالة فشلها تفهم الزخم الموجود في اوروبا ازاء الوحدة الاقتصادية ووحدة العملة. في ذات الوقت يعترف كامبل ان تاتشر غيرت بريطانيا وقلبتها بشكل تتعذر فيه العودة الى سابق عهدها. لقد غيرتها في اساليب لم تزل شواهدها قائمة حتى الآن، وان ميراثها بقي من دون مساس وسمع عن سياستها في بلدان اخرى، وبأنها المرأة التي تهز المجتمع الراكد. وهكذا تكون تاتشر قد خلفت لحزبها «ارثا مسمما» مع اقتصاد يسرع نحو الركود وخدمات اجتماعية متدنية وحزب مقسم حول موقفه من اوروبا، وكان لتدخلاتها في التسعينات ان وسعت من هوة الانقسامات، محطمة أمل حزب المحافظين بالعودة الى السلطة مجددا لفترة جيل كامل، مخلفة وراءها توني بلير يهيمن على الساحة السياسية، كما فعلت من قبل حينما كانت في قمة السلطة. | |
|
| |
عطر الخزامى عضو ذهبى
عدد الرسائل : 331 العمر : 43 العمل/الترفيه : لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتوج ربه بخلاق في تأمل تاريخ التسجيل : 10/12/2010 نقاط : 545
| موضوع: رد: موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين الثلاثاء 4 أكتوبر 2011 - 11:42 | |
| مارجريت تاتشر (بالإنجليزية: Margaret Thatcher) ولدت في 13 أكتوبر 1925. رئيس وزراء بريطانيا من سنة 1979 إلى 1990. وبذلك كانت أول امرأة بريطانية تتسلم هذا المنصب، ومدة حكمها هي الأطول منذ عهد روبرت جنكنسون (الذي انتهى عهده عام 1827). اختيرت تاتشر رئيسة لحزب المحافظين سنة 1975م، وأصبحت رئيسا للوزراء بعد أن هَزم حزبها حزب العمال في الانتخابات العامة التي جرت سنة 1979م. لُقبت بالمرأة الحديدية.
البدايات وُلدت مارجريت هيلدا روبرتس في جرانثام في لينكولنشاير بإنجلترا. وكان والدها صاحب محل للبقالةسيراميك
وال، بينما كانت والدتها خياطة للسيدات، وقد تربت تربية صارمة. أما في المدرسة فكانت مارجريت طالبة متفوقة ورياضية ممتازة. ففي سنة 1943م حصلت على منحة لدراسة الكيمياء بجامعة أكسفورد، وتخرجت فيها سنة 1947م، وعملت بوظيفة كيميائي أبحاث خلال الفترة من 1947م إلى 1951م. كما بدأت تدرس القانون في أوقات فراغها. وفي سنة 1951م تزوجت دينيس تاتشر الذي كان ضابطًا سابقًا في سلاح المدفعية الملكية، وأصبح فيما بعد من رجال الأعمال الناجحين.
مجلس العموم دخلت مارجريت تاتشر مجلس العموم سنة 1959م. وفي سنة 1970م عاد المحافظون إلى الحكومة بقيادة إدوارد هيث الذي عينها وزيرة للتعليم. وبدأت تاتشر المنافسة على قيادة الحزب سنة 1974م
رئيسة للوزراء أصبحت مارجريت تاتشر رئيسة للوزراء سنة 1979م بعد فوزها على حزب العمال في الانتخابات العامة. شدَّدت أول حكومة لتاتشر (1979 - 1983م) من سياستها النقدية، وسمحت بارتفاع معدل البطالة، وألغت الرقابة على الأسعار. وفي سنة 1982م احتلت القوات الأرجنتينية جزر فوكلاند التي تخضع للإدارة البريطانية والواقعة في جنوب المحيط الأطلسي، وذلك بعد خلاف طويل بين بريطانيا والأرجنتين حول السيادة على هذه الجزر. وتبعًا لذلك أرسلت تاتشر قواتها لاستعادة تلك الجزر. وقد استسلمت القيادة الأرجنتينية هناك في يونيو 1982م بعد إصابة الجانبين بخسائر كبيرة. وفي سنة 1985م تخلى عمال المناجم في البلاد عن إضراب استمر عامًا كاملاً بعد أن رفضت تاتشر تعديل برامج مجلس الفحم الحجري القومي الخاصة بإغلاق المناجم.
وكانت حكومة تاتشر حتى سنة 1987م قد باعت للقطاع الخاص شركة طيران والاتصالات وصناعة النفط والغاز وبناء السفن فيما عرف بالخصخصة أو التخصيص، وأدت القوانين إلى الحد من قوة نقابات العمال بينما كانت أرباح الشركات في ازدياد مستمر. وفي ذلك العام أيضًا ضمنت تاتشر الفوز في الانتخابات العامة، وأصبحت بذلك أول قائد سياسي بريطاني يكسب ثلاثة انتخابات وطنية متتالية. وفي سنة 1985م وقَّعت حكومة تاتشر معاهدة مع الصين تعهدت بموجبها الحكومة الصينية بالمحافظة على الاقتصاد الرأسمالي للمستعمرة البريطانية هونج كونج لمدة خمسين عامًا بعد عودتها للسيادة الصينية سنة 1997م.
استقالتها وفي سنة 1990م ازدادت المعارضة لزعامة تاتشر، التي استقالت بعد أن تأكدت من عدم مقدرتها على كسب انتخابات زعامة المحافظين، وتم انتخاب جون ميجر خلفًا لها. ظلت تاتشر بمجلس العموم حتى سنة 1992م، وفي العام نفسه منحت لقب البارونة، وأصبحت عضواً بمجلس اللوردات.
عدل سابقا من قبل عطر الخزامى في الثلاثاء 4 أكتوبر 2011 - 11:48 عدل 1 مرات | |
|
| |
عطر الخزامى عضو ذهبى
عدد الرسائل : 331 العمر : 43 العمل/الترفيه : لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتوج ربه بخلاق في تأمل تاريخ التسجيل : 10/12/2010 نقاط : 545
| |
| |
| موسوعة شخصيات عالمية سياسية تركت بصماتها في القرن العشرين | |
|