ماهو الاحتباس الحراري؟وماهي أسبابه؟
احتباس حراري
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الاحتباس الحراري هو ظاهرة إرتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة و إليها. و عادة ما يطلق هذا الإسم على ظاهرة إرتفاع درجات حرارة الأرض في معدلها. و عن مسببات هذه الظاهرة على المستوى الأرضي أي عن سبب ظاهرة إرتفاع حرارة كوكب الأرض ينقسم العلماء إلا من يقول أن هذه الظاهرة ظاهرة طبيعية و أن مناخ الأرض يشهد طبيعيا فترات ساخنة و فترت باردة مستشهدين بذلك عن طريق فترة جليدية أو باردة نوعا ما بين القرن 17 و 18 في أوروبا. هذا التفسير يريح كثير الشركات الملوثة مما يجعلها دائما ترجع إلى مثل هذه الأعمال العلمية لتتهرب من مسؤليتها أو من ذنبها في إرتفاع درجات الحرارة حيث أن أغلبية كبرى من العلماء و التي قد لا تنفي أن الظاهرة طبيعية أصلا متفقة على أن إصدارات الغازات الملوثة كالآزوت و ثاني أوكسيد الكربون يقويان هذه الظاهرة في حين يرجع بعض العلماء ظاهرة الإنحباس الحراري إلى التلوث وحده فقط حيث يقولون بأن هذه الظاهرة شبيهة إلى حد بعيد بالدفيئات الزجاجية و أن هذه الغازات و التلوث يمنعان أو يقويان مفعول التدفئة لأشعة الشمس.
نتائجه
التيارات البحرية
المياه في محيطات عالمنا دائمة الحركة – تسحبها حركات المد والجزر وتدفعها الأمواج وتدور ببطء حول الكرة الارضية بقوة "الحزام الكبير الناقل لحركة المحيط" (والمسمى ايضا "الدوران المدفوع بالتباين الحراري والملحي في المحيط"). ويستمد "ناقل الحركة" قوة التشغيل من التفاوت في مستويات حرارة المياه وملوحتها، واكثر عناصره شهرة "تيار الخليج" (تيار سطحي تدفعه الرياح) الذي يؤمن لاوروبا مناخا معتدلا نسبيا. بالاضافة الى تدفئة اوروبا والدور الهام الذي يلعبه في المناخ العالمي، يعمل "ناقل الحركة" على دفع المياه الغنية بالمواد الغذائية من قاع المحيط الى السطح بفعل المغذيات القاعية في المحيط، كما يزيد من امتصاص المحيط لثاني اكسيد الكربون.
المشاكل المحتملة
تحذر دراسات مقلقة اجريت مؤخرا من امكانية وجود دليل على ان سرعة دوران "ناقل الحركة" تتباطأ فوق سلسلة الجبال البحرية الممتدة بين اسكتلندا وغرينلاند. وفي حين يبدو ان "ناقل الحركة" كان يعمل بشكل موثوق نسبيا خلال عدة الاف من السنين، الا ان فحص عينات الالباب الجليدية من غرينلاند والقطب الجنوبي يوضح ان الامر لم يكن دائما على هذا النحو. في الماضي السحيق، ارتبطت التغيرات التي طرأت على "ناقل الحركة" بحدوث تغير مفاجئ في المناخ.
بايجاز، ان تخفيف ملوحة مياه المحيط - من خلال ذوبان جليد القطب الشمالي (مثل طبقة جليد غرينلاند) و/أو زيادة كمية المياه المتساقطة – قد يوقف أو يقلل من سرعة "ناقل الحركة" أو يحول اتجاهه. وسيؤدي هذا التبريد المفاجئ الى تدمير شامل للزراعة والمناخ في اوروبا وسيؤثر على التيارات البحرية الاخرى ودرجات الحرارة حول الكرة الارضية.
ارتفاع مستوى سطح البحر
من المتوقع في خلال مئة عام حدوث ارتفاع لمستوى سطح البحر في العالم يتراوح بين 9 و88 سنتم وذلك بسبب غازات الدفيئة الاضافية التي تسبب الاحتباس الحراري والتي تسببنا في اطلاقها في الماضي وسنوطلقها في المستقبل. كما سيحدث ارتفاع مماثل تقريبا بسبب ذوبان الجليد القطبي والتمدد الحراري للمحيطات (المياه تتمدد عند ارتفاع حرارتها).
وسيؤدي هذا الارتفاع المتوقع والمعتدل نسبيا في مستوى سطح المحيطات الى دمار هائل. ان الاضرار الناجمة عن العواصف وفيضان البحر على السواحل، وتأكل السواحل وتلوث مصادر المياه العذبة والمناطق الزراعية بالمياه المالحة واغراق المستنقعات الساحلية والجزر الحاجزة، وزيادة ملوحة مصبات الانهار، ستحدث نتيجة ارتفاع بسيط في مستوى البحر. كما ستتأثر بعض المدن والقرى المنخفضة بهذا الارتفاع الذي سيهدد ايضا الموارد الاساسية لسكان الجزر والسواحل كالشواطئ وموارد المياه العذبة ومصائد الاسماك والجزر المرجانية ومواطن الحيوانات البرية.
الطبقة الجليدية في القطب الجنوبي الغربي
منذ أربع سنوات فقط، كان من الممكن عموما القبول بأن الطبقة الجليدية في القطب الجنوبي الغربي ثابتة، إلا أن حدوث ذوبان مفاجئ في المنطقة يحمل العلماء على إعادة التفكير في هذه الفرضية.
في عام 2002، تفككت طبقة الصخور الجليدية "لارسن بي" في أقل من شهر وكانت تزن 500 مليار طن وتغطي مساحتها ضعفي مساحة لندن العظمى. في الواقع لم يسهم ذلك مباشرة في رفع مستوى البحر لان الكتلة الجليدية ظلت عائمة، لكن تفككها شكل رسالة تذكيرية مؤسفة بتأثيرات ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة. عام 2005، نشر "المعهد البريطاني لدراسات القطب الجنوبي" نتائج تشير إلى أن 87% من الأنهار الجليدية على شبه جزيرة القطب الجنوبي قد تراجعت خلال الخمسين عاما الماضية. وفي السنوات الخمس المنصرمة فقدت الانهار الجليدية المتضائلة ما معدله 50 م منها كل عام.
ومن المحتمل أن يسهم ذوبان الطبقة الجليدية للقطب الجنوبي الغربي في ارتفاع مستوى سطح البحر بستة أمتار اضافية. وعلى الرغم من انخفاض احتمالات حدوث ذلك كما ورد في تقرير التقييم الثالث للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إلا أن الأبحاث في الآونة الأخيرة تشير إلى وجود دليل جديد على حدوث ذوبانات جليدية ضخمة من الطبقة الجليدية. تحتجز الطبقة الجليدية في القطب الجنوبي كمية من المياه تكفي لرفع مستويات سطح البحر في العالم بمقدار 62 متر.
الانهار الجليدية في غرينلاند
في يوليو من عام 2005، قام العلماء على متن سفينة غرينبيس "أركتيك سنرايز" باكتشاف مذهل – وهو اكتشاف الدليل على أن الأنهار الجليدية في غرينلاند آخذة في الذوبان بمعدل جديد غير مسبوق. إنه مجرد دليل آخر على أن تغير المناخ لم يعد أمرا يلوح في الأفق، فقد وصل بالفعل إلى عتبات بيوتنا، وإن كنت تعيش في مدينة ساحلية فلن يكون هذا الكلام بالنسبة لك صورة مجازية على الاطلاق.
أشارت النتائج إلى أن النهر الجليدي "كانجاردلوجساج" في الساحل الشرقي لغرينلاند قد يكون من أسرع الأنهار الجليدية تدفقا في العالم حيث تكاد تصل سرعته إلى 14 كلم في السنة. وتم اجراء القياسات باستخدام نظام تحديد الموقع الشامل (جي بي أس) البالغ الدقة. كما تقلص النهر الجليدي فجأة حوالى خمسة كلم منذ العام 2001 بعد ان حافظ على موقعه طوال السنوات الاربعين الماضية.
تحتجز الطبقة الجليدية الضخمة في غرينلاند أكثر من 6% من إمدادات العالم من المياه العذبة، وهي آخذة في الذوبان بوتيرة أسرع مما كان متوقعا. وإذا ما ذاب جليد غرينلاند بأكمله، فسوف يرفع مستويات سطح البحر حول الكرة الأرضية بنحو 20 قدم. وحتى ارتفاع مستوى سطح البحر بنسبة تتراوح بين أربعة وخمسة أقدام قد يؤدي الى فيضانات في المناطق المنخفضة من مدن مثل نيويورك وأمستردام والبندقية وبنغلادش.
إن الانحسار المقلق للنهر الجليدي "كانجاردلوجساج" يشير إلى أن الطبقة الجليدية في غرينلاند قد تكون آخذة في الذوبان بأكملها بشكل أسرع بكثير مما كان يُعتقد من قبل. فقد افترضت كافة التوقعات العلمية الراهنة الخاصة بظاهرة الاحتباس الحراري أن تكون معدلات ذوبان الجليد أقل من ذلك. ويشير هذا الدليل الجديد الى ان التهديد الكامن في الاحتباس الحراري اكبر بكثير واكثر الحاحا مما كان يعتقد من قبل.
خسارة المواطن
يؤثر الارتفاع في درجات الحرارة على سائر السلسلة الغذائية البحرية. على سبيل المثال، العوالق الطافية التي تتغذى عليها القشريات الصغيرة بما فيها قشريات الكريل تنمو تحت الجليد البحري. بالتالي، أي تقلص في الجليد البحري يعني ضمنيا تراجع اعداد الكريل – وهي غذاء مهم لأنواع كثيرة من الحيتان بما في ذلك الحيتان الضخمة.
عند ارتفاع درجات الحرارة تجنح الحيتان والدلافين الى الشاطئ، كما تتعرض الحيتان الضخمة الى خطر فقدان اماكن غذائها في المحيط المتجمد الجنوبي بسبب ذوبان وانهيار طبقات الجليد البحرية. الى ذلك تمسي كافة الانواع البحرية الى مهددة مباشرة حيث يتعذر عليها ان تحيا في مياه ارتفعت درجة حرارتها. على سبيل المثال، تراجعت اعداد البطريق بنسبة 33% في بعض انحاء القطب الجنوبي بسبب انحسار مواطنها. كما يؤدي ارتفاع حرارة المياه الى مضاعفة خطر اصابة الكائنات بالامراض.