حويصلة صغيرة ، لا نتنبه لها البتة .. ما لم تمتلىء بالحصى وتتحول إلى مصدر أوجاع هامة ! عندها يصبح هاجسنا الأول والأخير ، إسكاتها حتى ولو تكبدنا عناء الخضوع لجراحة استئصالية ..
ولكن ، هل نلجأ إلى الجراحة في جميع الأحوال ؟؟
مؤشرات لا تخطىء !
ماذا ؟ هل بتنا نشعر بآلام حادة أو مزمنة ما تحت الأضلاع العليا ، عند يمين البطن أو في قعر المعدة؟ وتحديداً ، هل تنتابنا ما بعد تناول وجبة ما ؟ وهل ترفق أحياناً بغثيان ؟؟ إن " نعم " فلا مجال للتردد يجب استشارة اختصاصي فإجراء تخطيط بالصدى ( Echography ) لموقع البطن ، غالباً ما يساهم ذلك في اكتشاف أي حصى صفراوية ( Biliary Calculis ) محتملة .
الحصى الصفراوية :
كيف تتكون ؟ إذ يفرزها الكبد ، تحتوي المرّة أو الصفراء ( Bile ) معدلاً معيناً من الكولسترول . في خلال تخزين هذا الأخير في الحويصلة ( Viscle ) ، قد تتجمع تلك التبلرات وتكون الحصى . من الممكن تشبيه المرارة إذاً بمضغ للحصى ، قد يتراوح قطر الحصى المذكورة ما بين بضعة ميليمترات وعدة سنتمترات ولكن ، مهما كان حجمها غالباً ما تبقى " صامتة " فلا تثير أي ألم أو أي عارض آخر . وبالتالي ، قد تكون مرارتنا مليئة بها لكننا لا نعاني فعلاً منها والحالة هذه ، تطرح السؤال :
هل العلاج ضروري :
في حال لم نكن لنشعر بألم ، لا حاجة لعلاج بالأدوية أو حتى لأي تبدل في نظامنا الغذائي ، بحسب الخبراء 65 % من الأشخاص الذين يملكون حصى بلا أي أعراض ، قد يستمرون على هذه الحال طيلة حياتهم وبلا الشعور بأي ألم .. إذاً من غير المقبول أن يخضعوا لجراحة حتى ولو كانت وقائية ! الأوجاع والأوجاع فحسب هي التي تبرز مسألة إجراء الجراحة .
ليس الجميع معنياً ! في الواقع ، لا تطال اضطرابات المرارة سائر الأشخاص بلا استثناء ، بل هي تصيب الأكثر النساء في مرحلة انقطاع الحيض أو صاحبات الوزن الزائد : ثلثا الأشخاص الخاضعين للجراحة هم من الإناث ، إنما قد تطال أيضاً الذين يكثرون من تناول الأطعمة الدسمة و الشديدة الحلاوة ، ثمة عوامل وراثية أيضاً قد تتدخل في عملية تكون الحصى الصفراوية .
سابقاً كانت الإضطرابات هذه لتستهدف الراشدين حصرياً إنما في أيامنا الحالية ومع ازدياد هواة الأطعمة السريعة ( Fast ( Food والغنية بالدهون الحيوانية ، باتت تشمل عنصر الشباب أيضاً .
التخطيط بالصدى خير تشخيص :
بغية اكتشاف الحصى الصفراوية ثمة فحص بسيط وفعّال : التخطيط بالصدى فهو يكمل الفحص السريري ووصف الأوجاع . هو كفيل لا محالة بتشخيص الحصى التي يفوق قطرها 12 ملم . إنما ، في حال كانت الحصى أصغر حجماً أو قد خلف التخطيط المذكور أي غموض أو شكوك ، يصف الطبيب عندها " التنظير بالصدى ( Echo-Endoscopy ) إذ يتم تحت تخديرعام ، يقضي بإدخال أنبوب لين رفيع عبر الفم وصولاً إلى أول المعي ، ما يسمح للجراح باستكشاف كل زوايا الحويصلة ، البنكرياس والمجاري المرية .
الجراحة متى وكيف ؟
يطرح العديد السؤال : هل بوسع أدوية معينة الحؤول دون اللجوء إلى الجراحة ، يجيب الخبراء بأن الأدوية هذه موجودة إنما ونظراً لفعاليتها المحدودة ، لم يعد الأطباء ليصفوها اليوم ، في الواقع ، يتخذها المريض على شكل أقراص طيلة أشهر عديدة . بهدف إذابة الحصى لكنه لا تنجح سوى في إزالة كمية صغيرة من هذه الأخيرة . إضافة ، متى عُلق العلاج ، قد تعود الحصى لتتكون لدى 50 % من الأشخاص من جهة أخرى ، قد لا تحتمل المعدة هذا النوع من الأدوية كل هذه الأسباب جعلت الأطباء يفضلون الجراحة والتي باتت جد متقنة اليوم .
متى نلجأ إلى الجراحة ؟
في حال الإصابة بأوجاع مزمنة حتى ولو لم تكن كثيفة فعلى الأمد البعيد قد تسبب الحصاة إذا ما تواجدت في مكان غير مناسب ، بعدة مضاعفات . أيضاً ، في حال ظهور أوجاع حادّة تمتد إلى الكتف اليمنى وغالباً ما توقظ المريض ليلاً ما بعد تناوله وجبة غنية ( هنا ، نتحدث عن مغص كبديّ ) قد يتكرر العارض بين يوم وآخر ، لذا يتم إجراء الجراحة في خلال الأسابيع أو الأشهر التي تلي نوبة الأوجاع الأولى .. ذلك لتجنب أي حالة طارئة . الحالات الطارئة : قد تطرأ الجراحة فجأة :
1- إذا أصيبت المرارة بالتهاب مؤدية إلى أوجاع حادة ، غثيان وقيء ، عندها تكون أزمة قد سببتها إحدى الحصاة عبر إعاقتها القناة المرية لمدة يومين أو ثلاثة ، وهي القناة التي تنتقل المرّة لدى خروجها من الحويصلة ، والحالة هذه يجب أن يعالج المصاب سريعاً بغية تجنب الدمل ، التهاب الصفاق ( Peritonitis ) أو حتى إنتان الدم في أقصى الحالات .
2- إذا أصيب الشخص باليرقان ( Jaundice ) تستقر حصى صغيرة في القناة الصفراوية ( التي تنقل المرّة إلى القناة الهضمية ) فتسدها والنتيجة لا يتم تصريف المرّة عبر المعي ، فتصبح البشرة صفراء وتظهر أوجاع هامة في البطن .
3- إذا ما كان الشخص يعاني من التهاب حادّ في البنكرياس: يظهر أيضاً عبر أوجاع هامة في البطن ويستلزم سريعاً مجموعة أخرى من الفحوصات أما تهيج البنكرياس هذا والجد نادر فيعود أيضاً إلى تنقل الحصى المجهرية الحجم ، غالباً ما يكون مؤلماً للغاية ولا يخلو من الخطر .
كيف تتم الجراحة ؟
بشكل عام ، جراحة المرارة ليست هامة ولا تستلزم الوقت الطويل إلا في حال ظهور المضاعفات ، إنما اختيار التقنية الجراحية وقف على حجم وموقع الحصى .
تعتبر الجراحة بواسطة التنظير الجوفيّ ( Coelioscopy ) الوسيلة الأكثر رواجاً إذا ما انحصرت الحصى في المرارة فحسب ، يعمد الجراح إلى تنفيذ 4 شقوق صغيرة ، ما تحت الأضلاع اليمنى ذلك بغية إدخال أدوات رفيعة ويشرف على عملها بواسطة كاميرا فيديو حسنات هذه التقنية عديدة ما من ندبات كبيرة أو أوجاع هامة ما بعد الجراحة ، أما التعافي فجد سريع ، يلازم المريض المستشفى ل 3 أيام فحسب ويحتاج إجازة مرضية من أسبوعين إلى 3 أسابيع كحد أقصى . من الممكن اللجوء إلى جراحة التنظير الجوفي أو الجراحة التقليدية في الحالات الأكثر تعقيداً ، أي متى استقرت الحصى في القناة الصفراوية مثلاً ، يقل استعمال الجراحة التقليدية أكثر فأكثر اليوم إنما قد تكون ضرورية في حال ارتفاع عدد الحصى .
إن تمّ استئصال المرارة ..
بوسع المريض العيش بشكل طبيعي وتناول الأطعمة كما في السابق ، في أسوأ الأحوال قد يعاني البعض من استهلاك في خلال الأشهر القليلة التي تلي الجراحة . إنما وإن كان المريض ليعاني من مشاكل هضمية قبل إجراء الجراحة ، فهي لن تزول على الرجح ، لأن " المرارة " ليست المسؤولة الوحيدة عن سائر أوجاع أو أمراض المعى .
هل تعلمون ؟ يفرز الكبد المرّة باستمرار فتبلغ أولاً المرارة حيث يتم تخزينها ما بين وجبة وأخرى . عند وصول الأطعمة إلى المعى ، تنقبض المرارة لتطلق المرّة في القناة الحويصلية من ثم في القناة الصفراوية تساعد المرّة على هضم الدهون .
%.