joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: ليبيا* أرضنا *شعبنا * تاريخنا *حضارتنا الجمعة 30 أكتوبر 2009 - 13:13 | |
| ليبيا أو لوبيا اسم عريق ضارب في القدم ،دار حوله كثير من الجدل في محاولة لتتبع أصوله لغويا وجغرافيا
وحضاريا ويبدو أنه مشتاق من الكلمة المصرية القديمة ( ريبو ) وفي قراءة اخرى ( ليبو ) التي تقابل
في اللغة العبرية ( لوبيم ) – وفي اليونانية ( ليبوس ) وفي العربية ( ليبيا ) .
ويكاد يتفق المؤرخون على أن أول ذكر لهذا الإسم جاء في نقش مصري قديم يرجع إلى عهد " رمسيس
الثاني"
بين (1298-1232 )،قبل الميلاد ، فقد ذكر اسم "ريبو أو ليبو " لأن اللغة المصرية القديمة لم تفرق بين حرف
الراء وحرف الام ،ضمن قائمة على الصرح الثاني من معبد " أبيدوس " للمك رمسيس الثاني عشر" من الأسرة
التاسعة عشر، وأطلق الإسم على إحدى الفرق العسكرية التي عملت في الجيش المصري في ذلك الوقت ،
وأشتركت في حملاته على " فلسطين وسوريا "
بعد ذلك تتابع ظهور اسم( الريبو ) أو ( الليبو )على الأثار المصرية القديمة ليدل على القبائل الليبية التي تسكن
جبل " برقة " . وورد مرة على لوحة للملك " مرنبتاج " ترجع الى العام الرابع من حكمه ، وورد ايضا على
نصوص اخرى في" معبد الكرنك " ثم جاء ذكره مع أسماء شعوب إفريقية في عصر الملك " رمسيس السادس"
من الأسرة العشرين . وفي سفر التكوين وسفر الأخبار الثاني وفي سفر ناحوم وردت " لها بيم " أو "ليابيم ".
وفي سفر الأخبار الثاني وفي سفر ناحوم وردت " لوبيم " كما وردت في اماكن اخرى من سفر دنيال
حزيقال ، ومن الواضح ان هناك علاقة أكيدة بين " لوبيم – وليابيم – وليبو – المصرية " .
ثم انتقل الاسم الى الفينيقيين قبل هجراتهم الى شمال افؤيقيا ،وعثر على نقوش فينيقية متعددة ورد فيها اسم ليبي.
وعن طريق الفنيقيين انتقل الاسم الى الاغريق الذين كانوا يسكنون بلاد اليونان خلال العصر البرونزي ، وألهب هذا الإسم خيالهم بالإضافة الى جهلهم التام بالمنطقة فشرعوا يختلقون شتى الاساطيرعن ليبيا وفي وقت قصير نسبيا كانت الصورة مشوشة بالخرافات الخارقة الى الحد الذي دعى " هوميروس " الى ان يعلن في" الأوديسا ".
( إن من يأكل اللوتس من غير الليبيين ينسى وطنه الأصلي ويعيش في ليبيا ليقضي حياته يأكل اللوتس ) .
اما هيرودوت فقد ذكر أسم " ليبيا " في عدة مواضع، لكن هذا الإسم كان يعني لديه قارة أفريقيا بأسرها ،فيما
قسم الليبين إلى جنسين مختلفين هما :- " الليبيون في الشمال ، والأثيوب في الجنوي " .
وفي العصر الروماني اخذ الرومان اسم ليبيا ، كما هو عن الإغريق , لكن مدلول الإسم تقلص في أواخر هذا
العصر، وأصبح يشمل فقط " برقة " وجزء صغير من الساحل الغربي لمصر، فاصبحت" قورينة " تعرف بأسم
" ليبيا العليا "وتمتد من غرب " درنة إلى شرق سرت " اما المنطقة من درنة حتى حدود الدلتا الغربية ووادي
" النيل " فأصبحت تعرف بأسم " ليبيا السفلى " أو مرما ريداي " وهي التي عرفها العرب باسم " مراقية "
فيما بقيت بينهما وبين وادي النيل منطقة صغيرة ظلت تعرف بأسم ليبيا طوال العهد " البيزنطي " وانظمت
" سرت وطرابلس الى ولاية افريقيا الرومانية " .
وعندما جاء العرب المسلمون كان اسم ( لوبية ومراقية ) اسم لكورتين منكور مصر الغربية مما يشرب من
كور مصر الغربية مما يشرب من السماء ولا ينالهما النيل )-ويفرق بينهما وبين ( انطابلس ) –وهي برقة ،تم
يذكر ابن الحكيم ، انه في ولاية حسان بن النعمان (كانت انطابلس ولوبية ومراقية إلى حدود اجدابية من أعمال
حسان بن النعمان ) .والواقع ان اسم ليبيا لم يصبح اشارة الى حدود سياسية واضحة الا في مطلع القرن
الحالي
أما قبل ذلك وطوال احقاب التاريخ المكتوب او غير المكتوب ، فقد كانت ارض شمال أفريقيا وحدة لا تفصلها
أسماء أوحدود سياسية .
~~~~ القبائل الليبية ~~~~ *** أصولها....
يدخل سكان الجزء الشرقي من عصر التاريخ المكتوب في أربع مجموعات رئيسية هي :-
" التحنو" و" التحمو " و "المشواش " و"الريبو " و " الليبو "
فضللآ عن بعض القبائل الضغيرة التى كانت تذرع المنطقة دون ان تتمكن من إحتلال ارض ثابتة
( 1 ) *** شعب التحنو ***
اقدم اثر كتب عليه اسم هذا الشعب هو صلاية الاسد والعقبان التي ترجع الى عصر ماقبل الاسرات في الالف
الرابعة قبل الميلاد . وقد سجل الاسم ايضا على اللوحة المعروفة صلاية الحصون والغنائم ، وجاء على الختم
الاسطواني " نعرمر" من الاسرة الاولى ،وورد في المعبد الجنزي للملك { ساحورع } من الاسرة الخامسة
،وفي نصوص الاهرامات وفي نصوص الادعية من عصر الملك س " سيتي "من الأسرة السادسة ،وذكر على
النصب التذكاري للملك "منتوحتب بالجبلين"من الاسرة الحادية عشر.ومنه أشتق الإسم " الاثنولوجي "
تحنيو"
أى شعب التحنو، وكتب بأكثر من طريقة على أثار تتواصل حتى عصر الدولة الحديثة .
*** ملامح شعب التحنو ***
" ظهر شعب التحنو على صلاية الاسد والعقبان " بشعر مجعد ولحى قصيرة ، وهم يلبسون ازارا مشدودا حول
الخصر .
*** مناطق شعب التحنو ***
أجمع العلماء على أن أرض " التحنو" كانت تقع الى الغرب من مصر ، ويرى بعضهم انهم كانوا يسكنون كل
الواحات الغربية بما فيها الفيوم ووادي النطرون . لكن هذا الرأي يحتاج اللى إثبات ، فالتغرف فالفيوم منذ بداية
التأريخ مقاطعة مصرية خالصة تعرف باسم " البحيرة "، أما وادي النطرونفهو منطقة قاحلة لا يستطيع ان
يقطنها إنسان ،وعلينا ان نبحث عن سكنى التحنو في اماكن اخرى مثل " مريوط ، وواحة سيوة ،
والبحرية ، وبرقة ،" علما بأن إقتصاد " التحنو" يقوم منذ أقدم العصورعلى تربية الماشية والاغنام والماعز
وزراعة الاشجار ، كما يدلنا على ذلك صلاية الحصون والغنائم ،ومناظر معابد الجنزي " لساحورع " ومن
المرجح ان بحيرة " مريوط غرب الدلتا كان يسكنها "التحنو".
( 2 )
*** شعب التمحو ***
أول ذكر لهذا الإسم ورد في نص أواني من الأسرة السادسة ، وفي نص"حرخوف"حاكم الفنتين عن رحلته
الثالثة الى"أيام" ثم ورد إسم قبائل" التمحو"على لوحة في معبد" دندرة للربة حتحور"
وفي قصة "سنوهي"من الاسرة الثانية عشر،وعلى تمثال " لحورمحب "من الاسرة الثامنة عشر
كما ذكر ايضا في نص للملك " مرنباج " بالكرنك،وفي مقبرة الملك "رمسيس" الثالث بوادي الملوك ، وعلى
تمثال من العصر( الصاوي ) يعود الى الالف الاولى قبل الميلاد .
*** ملامح شعب التمحو ***
قبيلة من الليبيين ذوو البشرة البيضاء والعيون الزرق والشعر الاحمر، واول منظر ظهروا فيه كان مصر
الاسرة الرابعة في مقبرة"مرس عنخ الثالثة"بالجيزة، وقد ظهروا في جميع النقوش ببشرة فاتحة وشعرجميل
يميل للشقرة وعيون زرقاء وأزياء مميزة .
*** مناظق التحمو ***
اتفق العلاماء على ان مناطق " التحمو"في الصحراء الليبية الى الغرب من مصر.اما تحديد المنطقة نفسها
فثمة
من يرى انها تختصر الجزء الملاصق لغرب الدلتا ، أو انها تمتد من غرب الدلتا حتى " برقة "..
( 3 )
*** شعب الريبو أو الليبو ***
اول ذكر لشعب الريبو جاء ضمن قائمة الاسماء على الصرح الثاني من معبد " أبيدوس للملك رمسيس الثاتي"
من الاسرة التاسعة عشر،وجاء على لوحة الملك " مرنبتاج" بمعبد عمدا ، وورد في نصوص"مرنبتاج بالكرنك"
وجاء ذكرهم في تاريخ حياة "أمون-أم-اوتب"..
*** ملامح شعب الريبو ***
بيض البشرة ، شعرهم أحمر،زرق العيون، يلبسون نقبة قصيرة فوقها رداء طويل مزين
برسومات مختلفة تاركين احد الاكتاف عاريا، والايدي والاذرع يزينها الوشم،
*** مناطق شعب الليبو ***
يجمع العلماء على ان الليبو كانو يسكونون منطقة برقة الحالية ، وربما عاش اسمهم حتى الان في منطقة
"حاتيك الليبوك"( جنوب سيوة ) وفي منطقة "مونجار ليبوك "كما يرجح بعض العلماء ان قبيلتي "القهق
والاسبت" كانتا تعيشان في نفس المنطقة تحت سيطرة " الليبو" .
( 4 )
*** شعب المشواش ***
منذ عصر الاسرة الثامنة عشر وعلى وجه التحديد منذ عصر" الملك تحتمس الثالث " (1504 --- 1450 قبل
ميلادية ) نقا بل شعب المشواش كشعب يحضر الجزية أمام فرعون، وقد ذكر اسمهم على جزء من أنية
فخارية من قصر الملك "امنحتب الثالث" حيث جاء في السطر الاول ما يدل على وصول اواني تحتوي على
(دهن ) طازج من أبقار " المشواش" مما يدفعنا على الاعتقاد بانه كانت هناك صلات اقتصادية بين مصر
وشعب المشواش، كذلك استخدم المشواش في جيش الملك "رمسيس الثاني" جنبا الى جنب مع الشرادنة
-والقهق- والنوبيين-، ولم يظهروا العداء لمصر الإ في عصر الملك مرانبتاج، ويبدو انهم اشتركوا مع بقية القبائل
الليبية في حرب العام الخامس ضد الملك رمسيس الثالث ولعبوا الدور الرئيسي ضده في حرب العام الحادي
عشر من حكمه.
*** ملامح شعب المشواش ***
من المشاهد المصورة على جدران معبد مدينة هابو يظهر " المشواش"بأهم الخصائص التي يميز بها
المصريون" شعب ليبيا "منذ اقدم العصور وهي "اللحية المدببة" والاشرطة المتقاطعة على الصدر،والايزار
والذيل والمعطف الطويل ، وتزيين الرأس بالريش ..
وكان المشواش على صلة بشعوب البحر واخذوا عنهم استعمال السيوف التي يتراوح طولها بي ثلاثة وأربع
أذرع ، وكانت عادة ما تصنع من البرنز او النحاس .وقد دهش المصريون من نوعية هذه السيوف .وجاء في
رسالة من عصر" الرعاسمة " تعود الى عهد الملك رمسيس السادس ما يشيرالى تحركات عسكرية دائمة
" للمشواش"حيث ورد في السطر الثاني عشر( واوات ، والواحات ضمت لمصر العليا وطرد المشاغبون ).
تم تمكن أحد أمراء " المشواش"من إعتلاء عرش فرعون وهو ( شيشنق الأول ) الذي حكم مصر من سنة
" 950 الى 929 قبل الميلاد" .ومنذ ذلك الوقت اصبح امراء " المشواش " يحملون لقب " العظيم " الذي
كان إستعماله قاصرا على الأمراء المصريين ، وفي عصر الأسرة الثانية والعشرين إستقر" المشواش " في
الواحة الداخلية وتقدموا منها إى داخل مصر..
وتذكر لنا لوحة " بمنخي " في نهاية القرن الثامن قبل الميلاد أسماء ستة أمراء من" المشواش"على الأقل ،
وتذكرهم جميعا كحكام على مدن مختلفة في الدلتا من بينها المقاطعة ( بوزوريس ).والمقاطعة ( منديس ) .
*** مناطق شعب المشواش ***
من المرجح أن" المشواش" سكنوا المناطق الشمالية من الصحراء الليبية ،وأن ديارهم إمتدت غربا الى
منطقة " تونس " الحالية، ولذا يرجح بعض العلماء أنهم شعب " المازوي "الذين ذكر هيرودوت أنهم
كانوا يقطنون قرب " تونس " ومازال إسمهم يعيش في المنطقة وتحمله قبيلة " امازير"..
لكن الثابت ان "المشواش " تجمعوا على حدود مصر اكثر من مرة ،وأنهم إرتادوا منطقة الدلتا بحشود
عسكرية بحثا عن محل لاقامتهم ، أو كما تعلن النقوش ( أننا سنقيم في مصر ، هكذا كانوا جميعا يقولون
ثم أخذوا يعبرون الحدود المصرية فوج إثر فوج )..هذه هي القبائل الرئيسية التي عاشت وعرفت في ليبيا ..
وهنك قبائل اخرى عديدة كانت تعيش في ليبيا ومنها..
.قبيلة "1 الأسبت " جاء في بردية هاريس وهي احدى القبائل الليبية التي حاربها رمسيس الثالث وصد زحفها.
2..القبت" الرتحوأ قبت " جاء في عهد " تحتمس" الأول على لوحة خاصة به " طومبوس"ببلاد النوبة..
والظاهر أنهم سلالة تجمع بين النوبيين والليبيين انحدرت من عصور موغلة في القدم تعود الى ما قبل الجفاف
3..قبيلة "الثكتن " جاء في بردية "انستاسي " من عهد الاسرة التاسعة عشر،أن " شعب الثكتن" إستوطن
الصحراء الغربية والواحات وانهم كانوا يعملون في جيش " فرعون" بمثابة جنود أوحراس على الحدود.
4.. قبيلة "البقن " ورد اسمهم لاول مرة في بردية " هاريس " ضمن القبائل الليبية التي إشتركت في غزو
مصر خلال عصر رمسيس الثالث.ملامحهم شعب اسمر البشرة ذو شعركثيف أسود تنسدل ضفائر
على الجانبين
5. قبيلة " الكيكش " ورد اسمها لاول مرة واخر مرة-ضمن اسماء القبائل الليبية التي حاربت رمسيس الثالث.
وبعد ذلك اختفت نهائيا من على مسرح الاحداث .ودعاها " هيرودوت " في وقت لاحق باسم المكاي ووصف
المحاربين فيها ( بأنهم يطلقون شعورهم على شكل عرف الديك بحلق جاني الرأس ) .
وقد سكن المكاي المناطق الخصبة من وادي " كعام إلى هضبة ترهونة " .
6.. قبيلة " السبد " ورد اسمهم اكثر من مرة في نصوص معبد مدينة " هابو" .ومنذ المرة الاولى يصفهم
النص بالشراسة والعنف ويعلن أنهم تجمعوا مع ( المشواش ، والريبو، وتنادوا قائلين، دعونا نذهب الى مصر ).
وهذه إشارة الى اتحاد القبائل الليبية الذي هاجم الدلتا في عصر رمسيس الثالث .
7.. قبيلة " القهق " أول ذكر لشعب القهق جاء في عصر الملك " امنحتب " الأول من الأسرة الثامنة عشر،
وجاء في بردية " انستاسي" من عصر رمسيس الثاني ان من ضمن الفرق الاجنبية التي عملت تحت لواء
الجيش المصري ،من الشرادنة ،والقهق ، والمشواش ،والنحسيو .وذكر اسم القهق في عصر الملك " مرنبتاج
من الاسرة التاسعة عشر حين " أخذهم الفرعون أسرى هم والريبو " .
*** مناطق شعب القهق ***
عاش القهق كاحدى القبائل التي تتبع الريبو في اماكن مخصصة لهم على ساحل ( برقة ) .
*** ملامح شعب القهق ***
لم يرد عن القهق سوى الاشارات القليلة التي نستطيع ان نستدل منها عل صفاتهم،ولكن يوجد في متحف
" تورين " بعض النصوص يحتمل أنها أشعار من لغتهم ، وفيما ذلك فقد ذكرت كلمة واحدة عن القهق
" في نص سحري " ... | |
|
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: رد: ليبيا* أرضنا *شعبنا * تاريخنا *حضارتنا الجمعة 30 أكتوبر 2009 - 13:31 | |
| العلاقة مع الفينيقين بدأ اتصال الفينيقيين بسواحل ليبيا منذ فترة مبكرة، وبلغ الفينيقيون درجة عالية من التقدم والرقي وسيطروا على البحرالابيض المتوسط واحتكروا تجارته وكانوا عند عبورهم هذا البحر بين شواطىء الشام و إسبانيا التي كانوا يجلبون منها الفضة والقصدير يبحرون بمحاذاة الساحل الغربي من ( ليبيا ) وذلك لأنهم اعتادوا عدم الإبتعاد كثيرا عن الشاطىء خوفا من اضطراب البحر، وكانت سفنهم ترسو على شواطىء ( ليبيا ) للتزود بما تحتاج إليه أثناء رحلاتها البحرية الطويلة، وقد أسس الفينيقيون مراكز ومحطات تجارية كثيرة على طول الطريق من موانئهم في شرق البحر الابيض المتوسط إلى إسبانيا غرباً، وعلى الرغم من كثرة هذه المراكز والمحطات التجارية فإن المدن التي أنشأها وأقام فيها الفينيقيون في ليبيا كانت قليلة وذلك لأنهم كانوا تجاراً لا مستعمرين، ويرجع بعض المؤرخين أسباب إقامة المدن التي استوطنها الفينيقيون في ليبيا وشمال أفريقيا إلى تزايد عدد السكان وضيق الرقعة الزراعية في الوطن الأم، وكذلك بسبب الصراع الذي كثيرا ما قام به عامة الشعب والطبقة الحاكمة، أضف إلى ذلك ما كانت تتعرض له فينيقيا بين فترة وأخرى من غارات، كغارات الآشوريينالفرس ثم الغارات اليونانية. و
امتد نفوذ الفينيقيين إلى حدود برقة (قورينا) وأسسوا بعض المدن التجارية المهمة على ساحل ليبيا ( طرابلس ولبدة و صبراته) التي لعبت دوراً كبيراً في تاريخ ليبيا والشمال الإفريقي، وقد ازدهرت تجارتهم على الساحل الغربي من ليبيا وذلك لسهولة الوصول إلى أواسط إفريقيا الغنية بمنتجاتها المربحة كالذهب والأحجار النفيسة والعاج وخشب الأبنوس وكذلك الرقيق، وكانت أهم طرق القوافل تخرج من مدينة جرمة. ولهذا صارت تلك المدينة مركزا مهما تُجمع فيه منتجات أواسط إفريقيا التي تنقلها القوافل عبر الصحراء إلى المراكز الساحلية حيث تباع للفينيقيين مقابل المواد التي كانوا يجلبونها معهم، واستمر الجرمانيون مسيطرين على دواخل ليبيا لفترة جاوزت الألف سنة.
وفي حين دخل الفينيقيون و الإغريق في علاقات تجارية معهم، حاول الرومان إخضاع الجرمانيين بالقوة والسيطرة مباشرة على تجارة وسط إفريقيا عبر ليبيا، ولكنهم فشلوا في ذلك وفي النهاية وجدوا أنه من الأفضل مسالمة تلك القبيلة، واستمر وجود الفينيقيين وازداد نفوذهم في ليبيا وشمالا أفريقيا خاصة بعد تأسيس مدينة قرطاجنة في الربع الأخير من القرن التاسع قبل الميلاد (814 ق .م)، وصارت قرطاجنة أكبر قوة سياسية وتجارية في حوض البحر الابيض المتوسط الغربي، وتمتعت بفترة طويلة من الإستقرار السياسي والإزدهار الاقتصادي.
دخلت قرطاجنة بقيادة حنبعل (هنيبال) بعد ذلك في صراع مرير مع روما وكان الحسد والغيرة يملآن قلوب الرومان على ما وصلت إليه تلك المدينة الفينيقية من قوة وثراء وبدءوا يعملون ويخططون من أجل القضاء عليها وبعد سلسلة من الحروب المضنية تكبد فيها الطرفان الكثير من الأرواح والأموال، وهي الحروب التي عرفت في التاريخ ب الحروب البونية ، استطاعت روما أن تحقق هدفها وأن تدمر قرطاجنة تدميرا شاملا وكان ذلك سنة (146 ق.م.) وآلت بذلك كل ممتلكات قرطاجنة بما فيها مدن ليبيا الثلاث (طرابلس، لبدة، وصبراته) إلى الدولة الرومانية .
اما السواحل الشرقية من ليبيا برقة (قورينا)، فكانت من نصيب المستعمرين الإغريق، ومثلت سواحل برقة أحد انسب المواقع التي يمكن أن ينشئ فيها المهاجرون الإغريق مستعمراتهم فهي لا تبعد كثيرا عن بلادهم، بالإضافة إلى ما كانوا يعرفونه من وفرة خيراتها وخصب أراضيها وغنى مراعيها بالماشية والأغنام.
العلاقة مع الاغريق
بدأ الإستعمار الإغريقي لإقليم قورينا (برقة) في القرن السابع قبل الميلاد عندما أسسوا مدينة قوريني (شحات) سنة 631 قبل الميلاد، وكان باتوس الأول هو أول ملك للمدينة، وقد توارثت أسرته الحكم في قوريني لفترة قرنين من الزمان تقريبا ولم يكن عدد المهاجرين الأوائل كبيرا إذ يقدره البعض بحوالي مائتي رجل. ولكن في عهد ثالث ملوك قوريني باتوس الثاني حضرت أعداد كبيرة من المهاجرين الإغريق واستقرت في الإقليم وقد أزعج هذا الأمر سكان ليبيا، فدخلوا في حرب مع الإغريق من أجل الدفاع عن وجودهم وأراضيهم التي طردوا منها والتي منحت للمهاجرين الجدد، وعلى الرغم من أن الأسرة التي أسسها باتوس الأول استمرت في حكم ليبيا زمناً طويلاً إلا انها لم تنعم بالإستقرار وذلك بسبب الهجمات المتتالية التي كانت القبائل الليبية تشنها على المستعمرات الإغريقية في المنطقة الساحلية لليبيا. في عهد أركيسيلاوس الثاني رابع ملوك قوريني، ترك بعض الإغريق وعلى رأسهم أخو الملك مدينة قوريني ليؤسسوا بمساعدة الليبيين مدينة برقة (المرج)، ولما ازداد عدد المهاجرين الذين أتوا إلى مدينة قوريني، أرسلت تلك المدينة بعضا منهم لإنشاء بعض المواقع السكانية الجديدة على شواطىء ليبيا وكان ان أنشئت طوخيرة (توكرة)، كما أسست مدينة قوريني مستعمرة أخرى هي مدينة يوهسيبريديس (بنغازي) وميناء أبولونيا (سوسة)، كما أنشأت مدينة برقة (المرج) ميناء لها في موقع بطولوميس (طلميثه). عندما احتل الفرس مصر، بعث ملك قوريني رسولاً إلى الملك الفارسي معلنا خضوع اقليم قورينا، واستمرت تبعية الإقليم لمصر وواليها الفارسي وان كانت في الغالب تبعية اسمية، وفي منتصف القرن الخامس قبل الميلاد (440 ق .م) قتل أركيسيلاوس الرابع، آخر ملوك أسرة باتوس ، في يوهسيبريديس (بنغازي)، وأصبحت قورينا تضم مدنا مستقلة عن بعضها البعض، وعلى الرغم من أن مدن الإقليم في هذه الفترة قد تمتعت بشيء من الازدهار الاقتصادي، الا انها عانت من الاضطرابات السياسية، فبالإضافة إلى ازدياد خطر هجمات القبائل الليبية، كانت تلك المدن تتصارع فيما بينها، كما عصفت بها الإنقسامات الداخلية.
العلاقة مع الرومان
غزا الإسكندر المقدوني مصر (332 ق .م.) واستولى البطالمة الذين خلفوه في حكم مصر على إقليم قورينا (332 ق .م.) إذ ساد شيء من الهدوء النسبي وأصبحت مدن الإقليم تعرف جميعا باسم بنتابوليس ، أي أرض المدن الخمس، فقد تكون اتحاد إقليمي يضم هذه المدن ويتمتع بالاستقلال الداخلي، وبقيت قورينا تحت الحكم البطلمي حتى أرغم على التنازل عنها لروما سنة (96 ق .م.) وصار الإقليم تحت رعاية مجلس الشيوخ وكان يٌكوّن مع كريت ولاية رومانية واحدة إلى أن فصلها الإمبراطور قلديانوس في نهاية القرن الثالث الميلادي. عند اعتراف الإمبراطور قسطنطين الأول بالمسيحية في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي، نجد أن تلك الديانة كانت قد انتشرت في ليبيا، ولكن يجب ألا نفهم أن ذلك كان يعني القضاء على الوثنية، فقد تعايشت الديانتان جنبا إلى جنب فترة قاربت القرن ونصف القرن من الزمان حتى بعد أن جعل الإمبراطور ثيودوسيوس الأول المسيحية الدين الرسمي والأوحد في الإمبراطورية في مرسوم أصدره سنة (392 م) وهذا أمر لا تختلف فيه ليبيا عن بقية أقاليم الدولة الرومانية. وكان أول أسقف لإقليم برقة بليبيا سجّله التاريخ شخصا يدعى آموناس، وحضر أساقفة من مدن البنتابوليس أول مؤتمر مسيحي عالمي، وهو المؤتمر الذي دعا إلى عقده الإمبراطور قسطنطين في مدينة نيقيا سنة (325 م) وكان الأسقف سينسيوس القوريني أهم شخصيات الفترة المسيحية في برقة، تولى أسقفية طلميثة وذهب إلى البلاط الإمبراطوري في القسطنطينية في عهد الإمبراطور أركاديوس ليعرض المشاكل التي كانت تواجه الإقليم والتي كان من أهمها الضرائب الثقيلة المفروضة على مدنه، وان المشكلة الرئيسية التي واجهت الإقليم في أيامه هي الدفاع ضد غزوات القبائل الليبية التي زادت حدتها بعد عام (332 م) ولما لم يكن في الإمكان الاعتماد على مساعدة الحكومة الإمبراطورية، قام المستعمرون سكان المدن والمناطق الريفية القريبة بتنظيم حرس محلي لصد هجمات قبائل ليبيا، وان الصورة التي يعطيها سينسيوس عن الأوضاع في الإقليم دفعت كثيرا من الدارسين إلى القول بأن الحياة في البنتابوليس قد خبت نهائيا في القرن الخامس الميلادي، ومع ذلك فإن الآثار القديمة تثبت أنه بينما كانت المدن تتضاءل ظل الريف محتفظا بحيوية ملحوظة لمدة قرنين من الزمان بعد ذلك. ولم يكن الأمر يختلف بالنسبة لمدن الساحل الغربي لليبيا، فبعد زوال الأسرة السيفيرية في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي سادت الإمبراطورية حالة من الفوضى والحروب الأهلية لمدة نصف قرن، بينما استطاعت الأقاليم الأخرى في الإمبراطورية استرداد أنفاسها بعد تلك الأزمة وعاد إليها شيء من الأمن والنظام، استمرت الاضطرابات تعصف بليبيا والشمال الإفريقي، الأمر الذي سهل وقوعه في أيدي الوندال ، حيث عبرت جموع الوندال إلى ليبيا وشمال أفريقيا حوالي سنة (430 م) واستولت على مدن إقليم طرابلس (ليبيا) التي عانت الكثير مما يلحقه الوندال عادة من خراب ودمار في كل مكان يحلون فيه، وعلى الرغم من أن الإمبراطورية الرومانية قد استعادت اقليم ليبيا في القرن السادس الميلادي في عهد الإمبراطور جستينيان عندما نجح قائده بلزاريوس من طرد الوندال، فإن ليبيا سواء في إقليم برقة أو في إقليم طرابلس، ظلت تعاني من آثار تلك الجروح العميقة التي خلفتها جحافل الوندال، وأصبحت ليبيا بأكملها مستعدة لاستقبال أي فاتح جديد يخلصها من حالة الفوضى والاضطراب والضعف، وفي هذه الأثناء لاحت في الأفق طلائع الفاتحين من العرب المسلمين، الذين جاءوا ليضعوا نهاية لذلك الوضع السيئ وليفتحوا صفحة جديدة في تاريخ ليبيا العربي الإسلامي.
منقووووووووووول
| |
|
صوان المدير العام
عدد الرسائل : 2276 العمر : 47 الحمد لله تاريخ التسجيل : 16/12/2008 نقاط : 2514
| موضوع: رد: ليبيا* أرضنا *شعبنا * تاريخنا *حضارتنا الجمعة 30 أكتوبر 2009 - 15:15 | |
| لك مني كل التقديرعلى مجهوداتك اختى جود مزيد من العطاء لروقى المنتدى بكم | |
|
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: رد: ليبيا* أرضنا *شعبنا * تاريخنا *حضارتنا الجمعة 30 أكتوبر 2009 - 21:30 | |
| أتمنى لك الافاده مشكوووور لمررررورك | |
|
الاء عضو ماسى
عدد الرسائل : 3900 العمر : 41 صوان العمل/الترفيه : معلمه الحمدالله تاريخ التسجيل : 26/01/2009 نقاط : 6782
| موضوع: من اتي اسم ليبيا الأربعاء 27 يناير 2010 - 15:02 | |
| الليبين والفرس عندما احتل الفرس مصر، بعث ملك قوريني وفد إلى الملك الفارسي معلنا خضوع إقليم قورينائية . واستمرت تبعية ليبيا إلى مصر تحت حكم الوالى الفارسي . وفي منتصف القرن الخامس ق . م (440 ق .م) قتل أركيسيلاوس الرابع، آخر ملوك أسرة باتوس الإغريقية، في يوهسيبريديس، وتفككت المدن الليبية واصبحت قورينائية تضم مدنا مستقلة عن بعضها البعض لكل مدينة حاكم . وتنافست مدن الإقليم في هذه الفترة فى التجارة فإزدهرت إقتصادياً ، ولكنها عانت من الاضطرابات السياسية نظراً لعدم وحدتها السياسية ووجود جيش لحمايتها فقد هاجمتها القبائل الليبية، كما كانت تلك المدن تتصارع فيما بينهاا وعصفت بها الانقسامات الداخلية للوصول إلى الحكم فيها . الليبين والعصر البطلمى وفى 332 ق .م. غزا الإسكندر المقدوني مصر وكما استولى البطالمة الذين خلفوه في حكم مصر على إقليم قورينائية (332 ق .م.) التى كانت تابعة لمصر فى ذلك الوقت وفى هذا العصر أطلق على ليبيا باسم بنتابوليس، أي أرض المدن الخمس الغربية ، وتمتعت هذه المدن الخمسة بالاستقلال الداخلي نوعاً ما فى هذا العصر . وفى سنة 96 ق .م. تنازل البطالمة عن حكم قورينائية لروما سنة ومنذ ذلك الوقت وصار الإقليم تحت رعاية مجلس الشيوخ والذى ضمها مع جزيرة كريت ولاية رومانية واحدة حتى فصلها الإمبراطور قلديانوس في نهاية القرن الثالث الميلادي. الليبين ومار مرقس رسول المسيح من المعروف ان مار مرقس رسول المسيح هو ليبى الأصل في ليبيا وقد وجدت منذ عشرين سنة فى الثمانينيات من القرن العشرين آثار لمارقص الإنجيلي أحد الحواريين والذي عرف أنه كرز في هذا المكان في الفترة التي تلت قيامة المسيح وتحديدا قرب منطقة رأس الهلال ,حيث يعانق الجبل الأخضر البحر والمعروفة بجمال طبيعتها الخلاب , ووفرة الآثار الإغريقية والرومانية واستشهد كثير من الليبين على أسم المسيح أثناء الإضطهادات الرومانية للمسيحيين وذكرت المراجع أحدهم فى زمن البابا ديسيوس البطريرك رقم 14 (246 - 264م ) أستشهد فى مدينة الأسكندرية وقال يوسابيوس القيصرى فى تاريخ الكنيسة (1) : " وطلب القاضى من آخر بعنف أن ينكر الإيمان , وقد كان ليبى المولد ( من ليبيا ) وأسمه مقار , وهو خليق بهذا الأسم , مبارك حقاً (2), وإذ لم يذعن أحرق حياً , وبعدهم بقى بيماخوس والإسكندر فى القيود مدة طويلة , وتحملا آلاماً لا تحصى بالمقشطة ( آلة للتعذيب ) (3) والجلدات , ثم أحرقا فى نار متلظية " . الليبين والعصر البيزنطى المسيحى وفى القرن الرابع الميلادى قسمت الدولة الرومانية إلى دولتين الدولة الرومانية الشرقية والدولة الرومانية الغربية وكانت تونس وغربها تابع للأمبراطورية الرومانية الغربية أما ليبيا ومصر وسائر الشرق فقد تبع الإمبراطورية الرومانية الشرقية التى كانت تحت حكم الإمبراطور قسطنطين الأول الذى أصدر امراً بالإعتراف بالمسيحية تلك فإنتشرت المسيحية في ليبيا ولكن كانت بعض القبائل ما تزال على ديانتها الوثنية فترة قاربت القرن ونصف القرن من الزمان وبعد أن جعل الإمبراطور ثيودوسيوس الأول المسيحية الدين الرسمي والأوحد في الإمبراطورية في مرسوم أصدره سنة (392 ق .م.)
ليبيا والإحتلال الفاطمى الشيعى وفي سنة 969 م نجح جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة الفاطمي الرابع المعز لدين الله الإستيلاء على مصر من الولاة المستقلين الإخشيديين , وأصبحت مصر حاضرة الخلافة الفاطمية التي انتقل إليها المعز لدين الله سنة 973 م وولى المعز بلكين بن زيري واليا على شمال أفريقيا ، وإقليم طرابلس و فإن ابن زيري وجد أن الترتيبات التي وضعها المعز لدين الله للولاية غير مناسبة له، ولما كان المعز لدين الله قد جعل كل شؤون الولاية المالية في أيدي موظفين يتبعونه مباشرة مما وجده ابن زيري والى شمال أفريقيا ان حكمة هو حكم صورى فقام بإلقاء القبض على موظفين جمع المال للخليفة وأرسل خطابا بهذا الأمر إلى المعز في القاهرة، ولكن مات المعز لدين الله فى هذا الوقت قبل أن يتمكن من اتخاذ أي إجراء ضد واليه ابن زيري . وخلفه العزيز الذي فضل السياسة على الحرب ما دام ابن زيري تابعاً لحكمه وأقر أبن زيرى على ولاية أفريقيا التي أصبحت تمتد حتى أجدابيا، وظلت ولاية شمال أفريقيا في أيدي بني زيري حتى سنة 1145 م ليبيا والإحتلال المسيحى وأحتل النورمانديين بعض مدن شمال ليبيا وكانوا ينطلقون من قواعدهم في صقلية وفي عام 1158 م نجح الموحدون في طرد النورمانديين تماماً من طرابلس. الذين ظلوا يحكمون شمال أفريقيا حتى عام 1230 م . وقد ترك الموحدون حكم الأجزاء الشرقية من المدن التى أحتلوها للحفصيين. ولكن برقة لم يسيطر عليها الحفصيون، ولكنها ظلت تحت حكم مباشرة من مصر وان تمتعت في بعض الأحيان بالحكم الذاتي. وفى سنة 1510 م احتل الأسبان طرابلس وظلوا يحكمونها حتى سنة 1530 م ثم منحها شارل الخامس ، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية لفرسان القديس يوحنا الذين صاروا يعرفون في ذلك الوقت بفرسان مالطا . وبقيت طرابلس تحت حكم الفرسان المسيحى إحدى وعشرين سنة. ولكن لم يكن الفرسان متحمسين كثيرا للاحتفاظ بطرابلس. ، ليبيا والإحتلال العثمانى السنى وفي سنة 1551 م هاجم جيش السلطان العثماني طرابلس بقيادة سنان باشا ودرغوت إلى طرابلس، وفرضا عليها حصارا دام أسبوعا واحدا وانتهى بسقوط المدينة . دخلت البلاد منذ 1551 م فيما يعرف بالعهد العثماني الأول وهو الذي ينتهي 1711 م عندما استقل أحمد باشا القره مانلي بالولاية . وقد شمل الحكم العثماني كافة أقاليم ليبيا: طرابلس الغرب، برقة، وفزان، وكان يحكمها طبقاً للنظام العثمانى باشا يعينه السلطان . وبعد قرن من الزمان حتى بدأ الضعف يدب في أوصال الإمبراطورية العثمانية، وأصبحت الحكومة المركزية فى أستانبول عاجزة عن أن فرض النظام والتحكم في الولاة الذين صاروا ينصبون ويعزلون حسب نزوات الجند ، في جو يملؤه بالمؤامرات والعنف لأقتناص السلطة والحكم فى ارجاء الولايات والبلاد التى كانت خاضعة للحكم العثمانى . وفي كثير من الأحيان لم يبق الوالي في منصبه أكتر من عام واحد ويذكر المؤرخين ان في الفترة ما بين سنة 1672 م -1711 م تولى الحكم أربعة وعشرون واليا. وفي سنة 1711 م قاد ضابطا في الجيش التركي أسمه أحمد القره مانلي جنوده وأطاح بالباشا العثمانى . ووافق السلطان على تعيينه باشا على ليبيا ومنحه قدرا كبيرا من الحكم الذاتي . وتوالت أسره أحمد القره مانلي حكم ليبيا حتى 1835 م ويعتبر يوسف باشا أبرز ولاة هذه الأسرة وأبعدهم ثرا. كان يوسف باشا العثمانى جشعاً فى طلب المال وكان ينغمس في الملذات والترف ولجأ إلى الاستدانة من الدول الأوروبية. ممن يمرعلى بالقرب من السواحل الليبية وطالب الدول البحرية المختلفة برسوم المرور عبر تلك المياه . وفى سنة (1803 ف) طالب بزيادة الرسوم على السفن الأمريكية تأمينا لسلامتها عند مرورها في المياه الليبية. وعندما رفضت الولايات المتحدة تلبية طلبه استولى على إحدى سفنها . الأمر الذي أعتبره الأمريكيين إعتداء ففرضت الحصار على طرابلس وضربها بالقنابل . ولكن العثمانيين أستطاعوا أسر إحدى السفن الأمريكية (فيلاديلفيا) عام (1805 ف) الأمر الذي جعل الأمريكيين يخضعون لمطالب العثمانيين . وبذلك استطاع يوسف باشا العثمانى أن يملأ خزائنه بالأموال التي كانت تدفعها الدول البحرية تأمينا لسلامة سفنها من قرصنته . وكان عثمان باشا يميل إلى الإنفصال عن السلطان العثمانى وبدأ السلطان العثماني قد بدأ يضيق بيوسف باشا وبتصرفاته عندما رفض يوسف مساعدة السلطان ضد اليونانيين 1829 م وقام عبد الجليل سيف النصر بالتمرد على يوسف باشا وحكم القرة مانيليين . كما اشتد ضغط الدول الأوروبية على يوسف لتسديد ديونه التى إستدانها منهم . وأرغم يوسف باشا على الاستقالة تاركا الحكم لابنه علي وكان ذلك سنة 1832 م وقد أعترف السلطان محمود الثاني 1808-1839م . ولكن قرر السلطان التدخل مباشرة واستعاد سلطته المركزية على ليبيا . وفي26 مايو 1835 ف حاصر الأسطول التركي طرابلس والقي القبض على علي باشا ونقل إلى تركيا . أدريس السنوسى أمير ليبيا وكان الفرنسيين إحتلوا الجزائر ثم تونس، وإحتل الإنجليز في مصر والسودان . كانت إيطاليا آخر الدول الأوروبية التي دخلت مجال التوسع الاستعماري وإلتهام جزء من الإمبراطورية العثمانية العجوز . وأعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر سنة 1911 ف.. وأستولت على طرابلس في 3 أكتوبر من السنة نفسها. ولم تصمد القوات التركية العثمانية ضد الإيطاليين إلا لفترة قصيرة، وإضطرت تركيا للتنازل عن ليبيا لإيطاليا بمقتضى المعاهدة التي أبرمت بين الدولتين في 18 أكتوبر 1912م
و دخلت إيطاليا الحرب العالمية الأولى 1915 م حاولت تركيا إيجاد طابور خامس فى ليبيا لأستعادتها انضم أحمد الشريف فجندته ضد الغزو الإيطالي في برقة إلى جانب تركيا ضد الحلفاء حيث أن العملية كلها سياسية مجموعة دول ضد اخرى فى حرب عاليمة ، وتنازل أحمد الشريف عن الزعامة لإدريس السنوسي. وكانت إيطاليا ضمن الدول المنتصرة ولكنها وجدت ان السنوسى أصبح قوة داخلية فمنحوا بعض الوعود لإدريس السنوسي، هذه الوعود تضمنت الاعتراف به أميرا على أجزاء من برقة وحاكماً عليها وأصبح تابعاً لهم ونصت الاتفاقيات التى تمت بينهما على وقف القتال وتسليم السلحة التى مع أتباعه ، ولكن اضطر الملك إدريس السنوسي للهرب إلى مصر، وتولى عمر المختار قيادة حركة الجهاد. وتولى الحزب الفاشستي زمام الأمور في إيطاليا سنة 1922 م ، وحاول الإنجليز فى مصر قلقلة القادة العسكريين الإيطاليين فجندوا عمر المختار وأمدوه بالسلاح وفي 1931 ف أسر الإيطاليين عمر المختار الذي كان يتزعم حركة المقاومة ضدهم وأعدموه شنقا في 16 سبتمبر سنة 1931 ف وتمكنوا من السيطرة على البلاد تماماً ، واستولوا على أخصب الأراضي ومنحوها للأسر الإيطالية التي جاءت لتقيم في ليبيا. وفى الحرب العالمية الثانية 1940 م انضم الليبيون إلى جانب صفوف الحلفاء، بعد أن تعهدت بريطانيا بأنه عندما تضع الحرب أوزارها فإن ليبيا ستستقل عن إيطاليا . وبعد هزيمة إيطاليا وسقوط كل من بنغازي وطرابلس في أيدي القوات البريطانية. فصلت انجلترا بين إقليمي برقة وطرابلس ومنح فزان لفرنسا ، وفي أول يونيو 1949 م وبعد مفاوضات، تم الاتفاق على منح برقة استقلالها اعترف به الإنجليز ورفعواالليبين قضية ليبيا في جداول أعمال المؤتمرات التي عقدتها الدول الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية كما نقل الليبيون قضيتهم إلى الأمم المتحدة. انتهت الحرب العالمية الثانية، وأُنشئت بعدها هيئة الأمم المتحدة التي نظرت في قضية ليبيا، واتفقت آراء الدول الكبرى على أن توضع ليبيا تحت وصاية إحداها. اختلفت آراء الدول الكبرى في هذه الوصاية لاختلاف مطامعها ومصالحها؛ لذا طُرحت القضية للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي وافقت (30 محرم 1369 هـ = 2 نوفمبر 1949م) على منح ليبيا الاستقلال مع وحدة أراضيها، وتشكلت لجنة دولية للإشراف على هذا القرار الذي نصَّ على ألا تزيد مرحلة الإشراف الدولي عن عام (1371هـ = 1952م) تحصل بعدها البلاد على الاستقلال. وقد حصلت ليبيا على استقلالها في (26 من ربيع الأول 1371هـ = 24 من ديسمبر 1951م) كمملكة اتحادية، وتسلم الملك محمد إدريس السنوسي الحكم فيها، وتلقب بـ"إدريس الأول"، وسُن أول دستور في البلاد، وتشكلت أول وزارة اتحادية فيها برئاسة "محمود المنتصر"، واستمر الحكم الملكي في ليبيا بعد استقلالها ما يقرب من سبعة عشر عامًا، شهد خلالها إحدى عشرة حكومة، انصرف خلالها الملك وحكومته إلى معالجة الأوضاع الداخلية؛ فقد كانت كل ولاية تظن أن لها الحرية التامة ضمن أراضيها، وكان التنقل بين هذه الولايات يخضع لإجراءات صارمة، وكأنه انتقال بين دولتين وفي 10/3/1949 م نشرت بريطانيا وإيطاليا مشروع بين سيفورزا الخاص بليبيا , ويقضي ذلك المشروع بفرض الوصاية الإيطالية على طرابلس والوصاية البريطانية على برقة والوصاية الفرنسية على فزان، على أن تمنح ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات من تاريخ الموافقة على المشروع . وقد وافقت عليه اللجنة المختصة في الأمم المتحدة في 13/5/1949 م وقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للاقتراع عليه. ولم يحصل المشروع إلا على عدد قليل من الأصوات المؤيدة , ثم أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 289 في 21/11/1949 م الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952 م وكونت لجنة لتنفيذ قرار الأمم المتحدة من أجل تحقيق وحدة ليبيا ونقل السلطة إلى حكومة ليبية مستقلة. المعاهدات ووقعت المملكة الليبية معاهدة مع بريطانيا كان لها أثرها السيئ على سيادتها الفعلية على أراضيها؛ حيث نصت المعاهدة التي وقعت في (1362هـ =1953م) على التحالف بين الدولتين، وحصلت بريطانيا بمقتضاها على امتيازات عسكرية في ليبيا، منها أن تكون الأراضي الليبية في برقة وطرابلس وغيرها من الأراضي التي حددتها الملاحق العسكرية لاستعمال القوات البريطانية، ويُسمح بحرية تنقل هذه القوات في كافة الأراضي الليبية، مع عدم دفعها لأية رسوم على البضائع التي تستوردها، وتُعد هذه القوات خارجة عن دائرة القوانين والتشريعات الليبية، في الوقت الذي يحق لها أن تتدخل في شؤون الأمن والشرطة. وكانت مدة هذه المعاهدة عشرين عامًا، كما وقع الملك معاهدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حصلت بموجبها الأخيرة على عقد إيجار لقاعدة الملاحة (هويلس) الجوية لمدة عشرين عامًا مقابل مبلغ زهيد من المال يُدفع سنويًا، وكانت هذه القاعدة أضخم قاعدة عسكرية أمريكية في إفريقيا، ووقعت الحكومة الليبية معاهدة عسكرية مع فرنسا سمحت بموجبها للقوات الفرنسية بالبقاء في ولاية "فزان" مقابل مساعدة مالية لتلك الولاية.
وفي شهر 10/1950 م كونت اللجنة جمعية تأسيسية من ستين عضوا تمثل كل إقليم من أقاليم ليبيا الثلاثة عشرون عضوا. وفي 25/11 /1950 م اجتمعت الجمعية التأسيسية برئاسة مفتي طرابلس لتقرر شكل الدولة. وكلفت الجمعية التأسيسية هذه الجنة لصياغة الدستور. وبعد دراسة النظم الاتحادية للحكومات المختلفة في العالم، وفي سبتمبر 1951 م قدمت نتيجة دراستها إلى الجمعية التأسيسية وكانت قد أصبحت حكومات إقليمية مؤقتة ، وفي 29/3/1951 م أعلنت الجمعية التأسيسية تشكيل حكومة اتحادية مؤقتة في طرابلس . وفي 12/10/1951 م نقلت إلى الحكومة الاتحادية والحكومات الإقليمية السلطة كاملة ما عدا ما يتعلق بأمور الدفاع والشؤون الخارجية والمالية. ولكن في 15/12/1951 م نقلت السلطات المالية إلى الحكومة الليبية المركزية . وفي 24/12/1951 م إعلن الدستور وتولي ليبيا شؤون الدفاع والخارجية. وفي سنة 1963 م تم تعديل الدستور وأسسوا دولة موحدة . | |
|
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: رد: ليبيا* أرضنا *شعبنا * تاريخنا *حضارتنا الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 9:10 | |
| ]ليبيا اسم عريق ضارب في القدم دار حول نشأته الكثير من الجدل وذلك في محاولة لتتبع أصوله التاريخية من الناحية اللغوية وكذلك تحديد المساحة الجغرافية الذي كان يعنيه وسنة ظهوره وبداية استعماله للدلالة على رقعة معينة من اليابسة
أصل التسميةكان ظهور الاسم ليبيا وتداوله في النقوش المصرية القديمة ليدل وبوضوح على القبائل الليبية التي كانت تقطن جبل برقة والصحراء الغربية لمصر، فورد ذكرها على لوحة الملك مرنبتاح وكذلك في معبد الكرنك.
من الناحية التاريخية يبدو أنه اشتق من الكلمة المصرية القديمة (ريبو) أو الليبو وتقابلها في اليونانية (ليبوس) مما يقابلها في العربية ليبيا، وورد اسم الليبو أو ليبيا في نقش مصري قديم يرجع إلى عهد رمسيس الثاني (1298-1232) قبل الميلاد وكان يطلق على إحدى الفرق العسكرية التي عملت في الجيش المصري آنذاك وشاركت في الحملات على بلاد فلسطين وسوريا.
من الواضح ان الليبيين هم من اتصل بهم في بادئ الأمر وذلك في عصر الملك رمسيس السادس من الأسرة العشرين ثم انتقل الاسم ليبيا حيث تلقفه الفينيقيون قبل هجرتهم إلى الشمال الإفريقي وعُثر على نقوش فينيقية متعددة ورد بها هذا اللفظ (ليبيا) وما لبث ان انتقل إلى الإغريق سكان اليونان الحالية وذلك خلال العصر البرونزي مما الهب خيالهم وهم المولعون بالخرافات والأساطير فراحوا ينسجون الأساطير عن ليبيا مثال ذلك ما ورد في الأوديسا ل هوميروس حيث ورد بالفظ ما معناه (إن من يأكل اللوتس من غير الليبيين سينسى وطنه ويعيش في ليبيا ليقضى حياته يأكل اللوتس) أما هيروديت أبو التاريخ الذي زار ليبيا في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد فذكر ليبيا في عدة مواضع وكان يعنى بها قارة إفريقيا بأسرها وكان يقسم ليبيا إلى قسمين :- الليبيون في الشمال والافيوب في الجنوب.
اما الرومان فقد اخدوا اسم ليبيا من الإغريق دون تحريف مع تقنين المساحة الجغرافية لذلك بحيث أصبح يدل عندهم على الأراضي الواقعة غرب مصر من برقة حتى طرابلس واطلقوا على قورينا اسم ليبيا العليا وهي المساحة الممتدة من غرب مدينة درنه الحالية إلى شرق مدينة سرت والمنطقة من شرق درنه حتى الدلتا القريبة من وادي النيل فعرفت عندهم باسم ليبيا السفلى أو(مرماريداي) والتي عرفت عند العرب باسم (مراقية).
وعندما جاء العرب المسلمون كانت لوبية ومراقية اسم لكورتان من كور مصر الغربية حيث يذكر ابن عبد الحكم إن لوبية ومراقية (كوران) من كور مصر الغربية وعرفهما بأنهما مما يشربان من السماء ولا ينالهما النيل ويذكر ابن عبد الحكم انه في ولاية حسان بن النعمان كانت انطابلس ولوبية ومراقية إلى حدود إجدابيا من أعمال حسان ولم يحدد اسم ليبيا ذو مذلول جغرافي محدد إلا في مطلع القرن الحالي.
وربما يكون أول ذكر محدد لليبيا هو ما خرجه الجغرافي الإيطالي (ف.مينوتلى) في كتابه (جغرافية ليبيا) المطبوع في تورينتو سنة1903 ميلادية ليدل على الولاية التركية التي تشمل طرابلس وبرقة ثم اتخذت إيطاليا (ليبيا)اسما رسميا لولاية طرابلس بعد إعلان السيادة الإيطالية عليها في يونيه 1924م ومنذ ذلك الوقت شاع استعمال اسم ليبيا في جميع أنحاء العالم، وشمل طرابلس وبرقة وفزان والواحات التابعة لها.
نبذة مختصرة عن تأريخ ليبيا
يمكن تقسيم تاريخ ليبيا إلى مجموعة من المراحل، تبدأ من تاريخ ليبيا القديم قبل 5000 عام اي قبل عصر الاسرات في مصر وأيضا يضم علاقة الليبيين بالمصريين خلال حكم الفراعنة في عام 3200 ق م ويتميز بوصول اسرة ليبية من قبيلة المشواش إلى عرش مصر الفرعونية ومن ابرز الفراعنة الليبيين شيشنق الذي وصل إلى عرش مصر عام 950 ق م ثم مرحلة العلاقة مع الفينيقين الذين استعمرو تونس وانشاؤ مدينة قرطاجة في عام 813 قبل الميلاد ومن ثما توسعت لتصبح امبراطورية وتزحف على غرب ليبيا وساحل الجزائر والمغرب وابتلعت المدن الثلاث اويا التي بنتها قبيلة اوزي التي تنقلت فيما بعد في اراضي تونس في القرن الخامس قبل الميلاد وكانت قد اسست قبل زحف الصحراء مدن قديمة كامثال (اوزو، اورى، اوزى) وصبراتة التي بنتها قبيلة صبارتة أو اسبارطة التي انزاحت تحت ضغط قبائل الليبية الأخرى إلى سيشيليا (صقلية) ومنها إلى البر الغربي لبلاد الاغريق حيث لم يندمج معهم بل ارادو تدمير اثيناء وقيام دولتهم ولبدة الكبرى وهي مدينة لقبيلة لواتة أو الليبو الذين انزاحو إلى تونس في القرون اللاحقة، ثم مرحلة العلاقة مع الاغريق أو اليونان وإنشاء كما يدعي الاغريق قورينا التي قال هيريدوت ان الاغريق وصل اليه في جنح الظلام وتم بناء المدينة على عرش من ذهب وبعد مقاومة من بعض القبائل المحلية والمدن الخمس ثم العلاقة مع قرطاج أو قرطاجنة وظهور حنبعل أو هنيبال ثم العلاقة مع الإمبراطورية الرومانية ويتميز بوصول أحد الليبيين إلى عرش الإمبراطورية الرومانية وهو الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس وأبنائه، كم تتميز ميلادالرسول مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر وليبيا ثم حكم البطالمة وغزو الوندال. ثم تبدا المرحلة الإسلامية وتبدأ بالفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وتستمر مع الدولة الأموية ثم العباسية مع تبعيتها المختلفة لولايات مختلفة أو كولاية منفصلة ودويلات مثل بني الغلب أو الدولة الرستمية والمرابطون والموحدون ثم الخلافة الفاطمية وما حصل فيها من هجرة بني هلال وبني سليم وتعريب ليبيا بسبب هذه الهجرة ثم الدولة الايوبية ثم غزو فرسان القديس يوحنا ثم الانضمام إلى الخلافة العثمانية وولاية القرمانلي وحتى بداية التاريخ الحديث والغزو الإيطالي والجمهورية الطرابلسية ثم الحرب العالمية الثانية والاستقلال ثم إنشاء المملكة الليبية المتحدة وحتى قيام ثورة الفاتح.
تأريخ ليبيا القديم صورة رجل ليبي كما وردت في النقوش الفرعونيةالعلاقة مع المصريين عرّف قدماء المصريين الأقوام التي تقطن إلى الغرب من مصر بالليبيين، وكانت القبيلة الليبية التي تعيش في المنطقة المتاخمة لمصر هي قبيلة الليبو قد ورد ذكر هذه القبيلة لأول مرة في النصوص المصرية التي تنسب إلى الملك مرنبتاح من الأسرة التاسعة عشرة (القرن الثالث عشر قبل الميلاد)، ومن اسمها اشتق اسم ليبيا، وقد عرف الإغريق هذا الاسم عن طريق المصريين ولكنهم أطلقوه على كل شمال أفريقيا إلى الغرب من مصر وهكذا ورد عند هيرودوت الذي زار ليبيا في بداية النصف الثاني من (القرن الخامس قبل الميلاد). وقد بلغت بعض القبائل درجة من القوة مكنتها من دخول مصر وتكوين أسرة حاكمة هي الأسرة الثانية والعشرون التي احتفظت بالعرش قرنين من الزمان (من القرن التامن إلى القرن العاشر قبل الميلاد) واستطاع مؤسس تلك الأسرة الملك شيشنق الأول أن يوحد مصر، وأن يجتاح فلسطين ويستولي على عدد من المدن ويرجع بغنائم كثيرة.
[عدل] العلاقة مع الفينيقينبدأ اتصال الفينيقيين بسواحل ليبيا منذ فترة مبكرة، وبلغ الفينيقيون درجة عالية من التقدم والرقي وسيطروا على البحر الأبيض المتوسط واحتكروا تجارته وكانوا عند عبورهم هذا البحر بين شواطئ الشام وإسبانيا التي كانوا يجلبون منها الفضة والقصدير يبحرون بمحاذاة الساحل الغربي من (ليبيا) وذلك لأنهم اعتادوا عدم الابتعاد كثيرا عن الشاطئ خوفا من اضطراب البحر، وكانت سفنهم ترسو على شواطئ (ليبيا) للتزود بما تحتاج إليه أثناء رحلاتها البحرية الطويلة، وقد أسس الفينيقيون مراكز ومحطات تجارية كثيرة على طول الطريق من موانئهم في شرق البحر الأبيض المتوسط إلى إسبانيا غرباً، وعلى الرغم من كثرة هذه المراكز والمحطات التجارية فإن المدن التي أقام فيها الفينيقيون في ليبيا كانت قليلة وذلك لأنهم كانوا تجاراً، ويرجع بعض المؤرخين أسباب إقامة المدن التي استوطنها الفينيقيون في ليبيا وشمال أفريقيا إلى تزايد عدد السكان وضيق الرقعة الزراعية في الوطن الأم، وكذلك بسبب الصراع الذي كثيرا ما قام به عامة الشعب والطبقة الحاكمة، أضف إلى ذلك ما كانت تتعرض له فينيقيا بين فترة وأخرى من غارات، كغارات الآشوريين والفرس ثم الغارات اليونانية.
امتد نفوذ الفينيقيين إلى حدود برقة (قورينا) واستوطنو بعض المدن التجارية المهمة على ساحل ليبيا (اويا ولبدة وصبراته) التي لعبت دوراً كبيراً في تاريخ ليبيا والشمال الإفريقي، وقد ازدهرت تجارتهم على الساحل الغربي من ليبيا وذلك لسهولة الوصول إلى أواسط إفريقيا الغنية بمنتجاتها المربحة كالذهب والأحجار النفيسة والعاج وخشب الأبنوس وكذلك الرقيق، وكانت أهم طرق القوافل تخرج من مدينة جرمة. ولهذا صارت تلك المدينة مركزا مهما تُجمع فيه منتجات أواسط إفريقيا التي تنقلها القوافل عبر الصحراء إلى المراكز الساحلية حيث تباع للفينيقيين مقابل المواد التي كانوا يجلبونها معهم، واستمر الجرمانيون مسيطرين على دواخل ليبيا لفترة جاوزت الألف سنة.
وفي حين دخل الفينيقيون والإغريق في علاقات تجارية معهم، حاول الرومان إخضاع الجرمانيين بالقوة والسيطرة مباشرة على تجارة وسط إفريقيا عبر ليبيا، ولكنهم فشلوا في ذلك وفي النهاية وجدوا أنه من الأفضل مسالمة تلك القبيلة، واستمر وجود الفينيقيين وازداد نفوذهم في ليبيا وشمالا أفريقيا خاصة بعد تأسيس مدينة قرطاجنة في الربع الأخير من القرن التاسع قبل الميلاد (813 ق.م)، وصارت قرطاجنة أكبر قوة سياسية وتجارية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي، وتمتعت بفترة طويلة من الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي.
دخلت قرطاجنة بقيادة حنبعل بعد ذلك في صراع مرير مع روما وكان الحسد والغيرة يملآن قلوب الرومان على ما وصلت إليه تلك المدينة الفينيقية من قوة وثراء وبدءوا يعملون ويخططون من أجل القضاء عليها وبعد سلسلة من الحروب المضنية تكبد فيها الطرفان الكثير من الأرواح والأموال، وهي الحروب التي عرفت في التاريخ ب الحروب البونية، استطاعت روما أن تحقق هدفها وأن تدمر قرطاجنة تدميرا شاملا وكان ذلك سنة (146 ق.م.) وآلت بذلك كل ممتلكات قرطاجنة بما فيها مدن ليبيا الثلاث (طرابلس، لبدة، وصبراته) إلى الدولة الرومانية.
اما السواحل الشرقية من ليبيا برقة (قورينا)، فكانت من نصيب المستعمرين الإغريق، ومثلت سواحل برقة أحد انسب المواقع التي يمكن أن ينشئ فيها المهاجرون الإغريق مستعمراتهم فهي لا تبعد كثيرا عن بلادهم، بالإضافة إلى ما كانوا يعرفونه من وفرة خيراتها وخصب أراضيها وغنى مراعيها بالماشية والأغنام.
العلاقة مع الاغريق تاريخ الإغريق في ليبيا
بدأ بهجرتهم لإقليم سيرين أو (برقة)واستيطانهم فيه في القرن السابع قبل الميلاد، وتأسيسهم لمدينة قوريني (شحات) سنة 631 قبل الميلاد، وكان باتوس الأول هو أول ملك للمدينة، وقد توارثت أسرته الحكم في قوريني لفترة قرنين من الزمان تقريبا، ولم يكن عدد المهاجرين الأوائل كبيرا إذ يقدره البعض بحوالي مائتي رجل. ولكن في عهد ثالث ملوك قوريني باتوس الثاني حضرت أعداد كبيرة من المهاجرين الإغريق واستقرت في الإقليم وقد أزعج هذا الأمر سكان ليبيا، فدخلوا في حرب مع الإغريق من أجل الدفاع عن وجودهم وأراضيهم التي طردوا منها والتي منحت للمهاجرين الجدد، وعلى الرغم من أن الأسرة التي أسسها باتوس الأول استمرت في حكم ليبيا زمناً طويلاً إلا أنها لم تنعم بالاستقرار وذلك بسبب الهجمات المتتالية التي كانت القبائل الليبية تشنها على المستعمرات الإغريقية في المنطقة الساحلية لليبيا.
في عهد أركيسيلاوس الثاني رابع ملوك قوريني، ترك بعض الإغريق وعلى رأسهم أخو الملك مدينة قوريني ليؤسسوا بمساعدة الليبيين مدينة برقه (المرج القديمة)، ولما ازداد عدد المهاجرين الذين أتوا إلى مدينة قوريني، أرسلت تلك المدينة بعضا منهم لإنشاء بعض المواقع السكانية الجديدة على شواطئ ليبيا وكان ان أنشئت توخيرة (توكرة)، كما أسست مدينة قوريني مستعمرة أخرى هي مدينة هسيبريديس (بنغازي لاحقا) و بلدة بلغراي (البيضاء لاحقا) وميناء أبولونيا (سوسة لاحقا)، كما أنشأت مدينة برقه (المرج) ميناء لها في موقع بطولوميس (طلميثه).
عندما احتل الفرس مصر، بعث ملك قوريني رسولاً إلى الملك الفارسي معلنا خضوع إقليم قورينا، واستمرت تبعية الإقليم لمصر وواليها الفارسي وان كانت في الغالب تبعية اسمية، وفي منتصف القرن الخامس قبل الميلاد (440 ق.م) قتل أركيسيلاوس الرابع، آخر ملوك أسرة باتوس، في يوهسيبريديس (بنغازي)، وأصبحت قورينا تضم مدنا مستقلة عن بعضها البعض، وعلى الرغم من أن مدن الإقليم في هذه الفترة قد تمتعت بشيء من الازدهار الاقتصادي، إلا أنها عانت من الاضطرابات السياسية، فبالإضافة إلى ازدياد خطر هجمات القبائل الليبية، كانت تلك المدن تتصارع فيما بينها، كما عصفت بها الانقسامات الداخلية.
[ العلاقة مع الرومان
غزا الإسكندر المقدوني مصر (332 ق.م.) واستولى البطالمة الذين خلفوه في حكم مصر على إقليم قورينا (332 ق.م.) إذ ساد شيء من الهدوء النسبي وأصبحت مدن الإقليم تعرف جميعا باسم بنتابوليس، أي أرض المدن الخمس، فقد تكون اتحاد إقليمي يضم هذه المدن ويتمتع بالاستقلال الداخلي، وبقيت قورينا تحت الحكم البطلمي حتى أرغم على التنازل عنها لروما سنة (96 ق.م.) وصار الإقليم تحت رعاية مجلس الشيوخ وكان يٌكوّن مع كريت ولاية رومانية واحدة إلى أن فصلها الإمبراطور قلديانوس في نهاية القرن الثالث الميلادي.
عند اعتراف الإمبراطور قسطنطين الأول بالمسيحية في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي، نجد أن تلك الديانة كانت قد انتشرت في ليبيا، ولكن يجب ألا نفهم أن ذلك كان يعني القضاء على الوثنية، فقد تعايشت الديانتان جنبا إلى جنب فترة قاربت القرن ونصف القرن من الزمان حتى بعد أن جعل الإمبراطور ثيودوسيوس الأول المسيحية الدين الرسمي والأوحد في الإمبراطورية في مرسوم أصدره سنة (392 م) وهذا أمر لا تختلف فيه ليبيا عن بقية أقاليم الدولة الرومانية. وكان أول أسقف لإقليم برقة بليبيا سجّله التاريخ شخصا يدعى آموناس، وحضر أساقفة من مدن البنتابوليس أول مؤتمر مسيحي عالمي، وهو المؤتمر الذي دعا إلى عقده الإمبراطور قسطنطين في مدينة نيقيا سنة (325 م) وكان الأسقف سينسيوس القوريني أهم شخصيات الفترة المسيحية في برقة، تولى أسقفية طلميثة وذهب إلى البلاط الإمبراطوري في القسطنطينية في عهد الإمبراطور أركاديوس ليعرض المشاكل التي كانت تواجه الإقليم والتي كان من أهمها الضرائب الثقيلة المفروضة على مدنه، وان المشكلة الرئيسية التي واجهت الإقليم في أيامه هي الدفاع ضد غزوات القبائل الليبية التي زادت حدتها بعد عام (332 م) ولما لم يكن في الإمكان الاعتماد على مساعدة الحكومة الإمبراطورية، قام المستعمرون سكان المدن والمناطق الريفية القريبة بتنظيم حرس محلي لصد هجمات قبائل ليبيا، وان الصورة التي يعطيها سينسيوس عن الأوضاع في الإقليم دفعت كثيرا من الدارسين إلى القول بأن الحياة في البنتابوليس قد خبت نهائيا في القرن الخامس الميلادي، ومع ذلك فإن الآثار القديمة تثبت أنه بينما كانت المدن تتضاءل ظل الريف محتفظا بحيوية ملحوظة لمدة قرنين من الزمان بعد ذلك.
ولم يكن الأمر يختلف بالنسبة لمدن الساحل الغربي لليبيا، فبعد زوال الأسرة السيفيرية في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي سادت الإمبراطورية حالة من الفوضى والحروب الأهلية لمدة نصف قرن، بينما استطاعت الأقاليم الأخرى في الإمبراطورية استرداد أنفاسها بعد تلك الأزمة وعاد إليها شيء من الأمن والنظام، استمرت الاضطرابات تعصف بليبيا والشمال الإفريقي، الأمر الذي سهل وقوعه في أيدي الوندال، حيث عبرت جموع الوندال إلى ليبيا وشمال أفريقيا حوالي سنة (430 م) واستولت على مدن إقليم طرابلس (ليبيا) التي عانت الكثير مما يلحقه الوندال عادة من خراب ودمار في كل مكان يحلون فيه، وعلى الرغم من أن الإمبراطورية الرومانية قد استعادت إقليم ليبيا في القرن السادس الميلادي في عهد الإمبراطور جستينيان عندما نجح قائده بلزاريوس من طرد الوندال، فإن ليبيا سواء في إقليم برقة أو في إقليم طرابلس، ظلت تعاني من آثار تلك الجروح العميقة التي خلفتها جحافل الوندال، وأصبحت ليبيا بأكملها مستعدة لاستقبال أي فاتح جديد يخلصها من حالة الفوضى والاضطراب والضعف، وفي هذه الأثناء لاحت في الأفق طلائع الفاتحين من العرب المسلمين، الذين جاءوا ليضعوا نهاية لذلك الوضع السيئ وليفتحوا صفحة جديدة في تاريخ ليبيا العربي الإسلامي.
الدولة الفاطمية وغزوة القبائل القيسية
في مطلع القرن العاشر الميلادي، كان دعاة الشيعة نشطين في ليبيا وشمال أفريقيا فجمعوا حولهم عددا كبيرا من الأعوان من الليبين الذين ثاروا على الحاكم الأغلبي، واستطاعوا في (910 م) أن ينتزعوا تونس من الأغالبة، وعملوا على توطيد أركان حكمهم وأخذ أمراؤهم لقب خليفة، مُتَحَدِين بذلك الخليفة العباسي في بغداد، وفي سنة (969 م) نجح جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة العبيدي الفاطمي الرابع المعز لدين الله في أخذ مصر من الإخشيديين وذلك في مايزيد عن مائة الف جندي من البربر، واختط مدينة القاهرة، التي أصبحت حاضرة الدولة الفاطمية التي انتقل إليها المعز لدين الله سنة (973 م) صحبة اعداد كبيرة من اعوانه من القبائل البربرية "الامر الذي احدث حالة من الاخلاء السكاني "وترك المعز بلكين بن زيري واليا على أفريقية (تونس الحالية ونواحي طرابلس)، وعلى الرغم من الود الذي ميز العلاقة بين الخليفة الفاطمي ونائبه على أفريقية في البداية، فإن ابن زيري وجد أن الترتيبات التي وضعها المعز لدين الله لولاية ليبيا غير مناسبة له، حيث جعل المعز لدين الله كل شؤون ولاية ليبيا المالية في أيدي موظفين يتبعونه مباشرة وهذا ما رفضه ابن زيري الذي ألقى القبض على عمال الخليفة وأرسل خطابا شديد اللهجة إلى المعز في القاهرة. مات المعز لدين الله قبل أن يتمكن من اتخاذ أي إجراء ضد ابن زيري. فخلفه العزيز الذي اعترف بالأمر الواقع وأقر ابن زيري على ولاية ليبيا التي أصبحت الآن تمتد حتى أجدابيا، وظلت الولاية في أيدي بني زيري حتى سنة (1145 م).
وفي عهد المعز بن باديس بن منصور (398-454 هـ/1008-1062 م) الذي حكم الشمال الأفريقي في الفترة 406-454 هـ/1016-1062 م، استقل عن الفاطميين فانتقم الخليفة الفاطمي من ابن زيري بارسال القبائل القيسية من بني هلال وبني سليم ومن معهم من جموع القبائل العربية الأخرى والتي كان الفاطميون قد جلبوها من مواطنها في الجزيرة العربية واسكنوها شرق النيل ودخلت تلك القبائل في موجات متتالية كانت أولى تلك الموجات المتكونة من بني هلال وجشم والمعقل كافية لهزيمة والي أفريقية ومن معه في معركة حيدران التاريخية واحتلوا القيروان وسوسة فتقهقر إلى المهدية، كانت في حالة من الفوضى والضعف ثم تلى ذلك دخول موجة بني سليم وغطفان (فزارة، ورواحة) والتي استوطن أغلبها في ليبيا.
وقد حدث ان احتل النورمانديين مدينة طرابلس إلا أن نجح الموحدون في طرد النورمانديين من طرابلس في عام (1158م)و بشكل عام فانه وبسبب سيطرة قبائل الاعراب على أغلب المناطق الليبية ولصعوبة السيطرة على هذه القبائل فانها كانت دائما محتفظة باستقلاليتها ولدى فمن المعروف تاريخيا ان السيطرة على مدينة طرابلس ((و التي كانت تتم في الغالب بمعاونة هذه القبائل))لم تكن يوما كافية للسيطرة على الأراضي المكونة لليبيا الحالية، وقد بقي هذا الوضع حتى فترة الجهاد الليبي ضد الطليان وما بعدها.
احتل الأسبان طرابلس سنة (1510م) وظلوا يحكمونها حتى سنة (1530م) عندما منحها شارل الخامس إمبراطور الإمبراطورية الرومانية لفرسان القديس يوحنا الذين صاروا يعرفون في ذلك الوقت بفرسان مالطا.
وبقي الفرسان في طرابلس إحدى وعشرين سنة، ولم يكن الفرسان متحمسين كثيرا للاحتفاظ بطرابلس، فبالإضافة للعداء الذي أظهره الليبيون تجاههم لأنهم اعتبروهم عنصرا أجنبياً دخيلاً وأهم من ذلك أنهم أعداء في الدين، اعترض الفرسان على تلك المنحة التي تعني تقسيم قواتهم، كما أن المسافة التي تفصل مالطا عن طرابلس تعني تعذر العون في حالة أي هجوم.
الخلافة العثمانيةفي سنة (1551 م)
، وبعد الاستغاثات التي وجهها سكان ليبيا إلى السلطان العثماني، باعتباره خليفة للمسلمين، حضر سنان باشا ودرغوت باشا إلى طرابلس، ففرضا عليها حصارا دام أسبوعاً واحداً وانتهى بسقوط المدينة، وفي الواقع أن طرابلس لم تكن أبدا مركزا يستطيع فرسان القديس يوحنا الاحتفاظ به ضد أية مقاومة.
دخلت ليبيا منذ (1551 م) عهدا جديدا اتفق المؤرخون على تسميته ب العهد العثماني الأول والذي ينتهي (1711 م) عندما استقل أحمد باشا القره مانلي بزمام ولاية ليبيا.
وقد شمل الحكم العثماني كافة أقاليم ليبيا: طرابلس الغرب وبرقة وفزان، وكان يدير شؤونها وال (باشا) يعينه السلطان، ولكن لم يمض قرن من الزمان حتى بدأ الضعف يدب في أوصال الدولة العثمانية نتيجة تكالب الدول المسيحية الأوروبية على الولايات العثمانية، ودخول دولة الخلافة العثمانية عدة حروب في آن واحد، مع الروس واليونانيين والبلغار والرومان والأرمن واليوغسلاف والانجليز وعرب الجزيرة الذين تحالفوا مع الإنجليز وخسارتها الحرب العالمية الأولى، وأصبحت حكومة الخلافة عاجزة عن حماية ولاياتها وفرض النظام والتحكم في الولاة الذين صاروا ينصبون ويعزلون حسب نزوات الجند في جو مشحون بالمؤامرات والعنف. وفي كثير من الأحيان لم يبق الوالي في منصبه أكثر من عام واحد حتى أنه في الفترة ما بين سنة (1672 م-1711 م) تولى الحكم أربعة وعشرون واليا على ليبيا، ولقد مرت ليبيا بأوقات عصيبة عانى الليبييون فيها الويلات نتيجة لاضطراب الأمن وعدم الاستقرار.
الدولة القره مانلية
في سنة 1711م قاد أحمد القره مانلي ثورة شعبية أطاحت بالوالي العثماني، وكان أحمد هذا ضابطاً في الجيش العثماني فقرر تخليص ليبيا من الحكام الفاسدين ووضع حد للفوضى، ولما كان شعب ليبيا قد ضاق ذرعا بالحكم الصارم المستبد فقد رحب بأحمد القره مانلي الذي تعهد بحكم أفضل، وقد وافق السلطان على تعيينه باشا على ليبيا ومنحه قدرا كبيرا من الحكم الذاتي، ولكن القره مانليين كانوا يعتبرون حتى الشؤون الخارجية من اختصاصتهم، وكانت ليبيا تمتلك أسطولا بحرياً قويا مكنها من أن تتمتع بمكانة دولية مهيبة وأصبحت تنعم بنوع من الاستقلال.
أسس أحمد القره مانلي أسرة حاكمة استمرت في حكم ليبيا حتى (1835م) ويعتبر يوسف باشا القره مانلي Yusuf Karamanli أبرز ولاة هذه الأسرة. كان يوسف باشا حاكما طموحا أكد سيادة ليبيا على مياهها الإقليمية وفرض الجزية (رسوم المرور) عبر مياه البحر الأبيض المتوسط على كافة سفن الدول البحرية الأمريكية والأوروبية (بريطانيا والسويد وفرنسا وإيطاليا)، وفي سنة 1803م طالب بزيادة الرسوم على السفن الأمريكية تأمينا لسلامتها عند مرورها في مياه ليبيا والبحر المتوسط وعندما رفضت الولايات المتحدة النزول عند رغبة ليبيا، استولت البحرية الليبية على إحدى سفنها، الأمر الذي دفع حكومة أمريكا إلى الدخول في حرب مع ليبيا فيما عرف ب "حرب السنوات الاربع " وفرضت حصاراً على طرابلس وضربتها بالقنابل ولكن ليبيا استطاعت مقاومة ذ لك الحصار وأسرت البحرية الليبية إحدى أكبر السفن الحربية الأمريكية (فيلاديلفيا) آنذاك مع كامل بحارتها وجنودها في عام 1805م الأمر الذي جعل أمريكا ترضخ وتخضع في النهاية لمطالب ليبيا، وبذلك استطاع يوسف باشا أن يملأ خزائن ليبيا بالأموال التي كانت تدفعها الدول البحرية تأميناً لسلامة سفنها، وتركت هذه الحرب آثارها حتى الآن في البحرية الأمريكية حيث لا زال نشيد مشاة البحرية يشير الي شواطئ طرابلس كما أن هناك قطعة حربية تسمى طرابلس ولكن يوسف باشا ما لبث أن أهمل شؤون ليبيا وانغمس في الملذات والترف ولجأ إلى الاستدانة من الدول الأوروبية.
كان السلطان العثماني قد بدأ يضيق بيوسف باشا وبتصرفاته في حكم ليبيا، خاصة عندما رفض يوسف مساعدة الدولة العثمانية في حربها ضد اليونانيين 1829م وفي هذه الأثناء قامت ضد القره مانليين ثورات عربية عارمة بقيادة الشيخ عبد الجليل سيف النصر شيخ قبائل اولاد سليمان وزعيم مناطق سرت وورفلة وفزان وكذلك ثورة قبائل المحاميد الكبيرة في منطقة غرب وجنوب غرب طرابلس بزعامة الشيخ غومة بن خليفة المحمودي الذين استقلا بحكم تلك الأقاليم. واشتد ضغط الدول الأوروبية على يوسف لتسديد ديونه، ولما كانت خزائنه خاوية فرض ضرائب جديدة، الأمر الذي ساء شعب ليبيا وأثار غضبه، وانتشر السخط وعمت الثورة كل ليبيا وأرغم يوسف باشا على الاستقالة تاركاً الحكم لابنه علي وكان ذلك سنة 1832م، ولكن الوضع في ليبيا كان قد بلغ درجة من السوء استحال معها الإصلاح.
وعلى الرغم من أن السلطان محمود الثاني (1808 -1839) اعترف بعلي واليا على ليبيا فإن اهتمامه كان منصباً بصورة أكبر على كيفية المحافظة على ما تبقى من ممتلكات الدولة العثمانية خاصة بعد ضياع بلاد اليونان والجزائر (1830 م). وبعد دراسة وافية للوضع في ليبيا (طرابلس) قرر السلطان التدخل مباشرة واعاد سلطته وحكمه على ليبيا، ففي 26 مايو 1835 م وصل الأسطول التركي طرابلس والقي القبض على علي باشا ونقله إلى تركيا، وانتهى بذلك حكم القره مانليين في ليبيا وتفاءل الليبيون خيراً بعودة الأتراك العثمانيون ورؤوا فيهم حماة لهم ضد مخاطر الفرنسيين في الجزائر وتونس، وكذلك خطر الإنجليز الذين بدأ نفوذهم يتزايد في مصر والسودان، ولكن اتصال الدولة التركية بليبيا أصبح صعباً ومحفوفاً بالمخاطر نتيجة لوجود الإنجليز في مصر، الأمر الذي أدى إلى ضعف الحكم التركي في ليبيا وجعل الليبيين يدركون أنه سيكون عليهم وحدهم عبء مواجهة وصد أي خطر خارجي.
الاحتلال الايطالي
كانت ألمانياا آخر الدول الأوروبية التي دخلت مجال التوسع الاستعماري. وكانت ليبيا عند نهاية القرن التاسع عشر، هي الجزء الوحيد من الوطن العربي في شمال أفريقيا الذي لم يتمكن الصليبيون الجدد من الاستيلاء عليه، ولقرب ليبيا من إيطاليا جعلها هدفا رئيسا من أهداف السياسة الاستعمارية الإيطالية، ولم يصعب على إيطاليا اختلاق الذرائع الواهية لاحتلال ليبيا فاعلنت الحرب على تركيا في 29 سبتمبر سنة 1911 م، وبدأت الحرب العثمانية الإيطالية واستطاعت الاستيلاء على طرابلس في 3 أكتوبر من السنة نفسها.
قاومت القوات الليبية والعثمانية الإيطاليين لفترة قصيرة، ولكن تركيا تنازلت عن ليبيا لإيطاليا بمقتضى المعاهدة التي أبرمت بين الدولتين في 18 أكتوبر 1912م (معاهدة أوشي)، وأدرك الليبيون الآن أن عليهم أن ينظموا صفوفهم ويتولوا بأنفسهم أمر المقاومة والجهاد ضد المستعمر، وقد اشتدت مقاومة الليبيين للقوات الإيطالية مما حال دون تجاوز سيطرة الإيطاليين المدن الساحلية، ولما دخلت إيطاليا الحرب العالمية الأولى 1915 م انضم أحمد الشريف، الذي كان يتولى قيادة المقاومة ضد الغزو الإيطالي في برقة، إلى جانب تركيا ضد الحلفاء، ولكن بعد هزيمة قواته تنازل عن الزعامة لإدريس السنوسي وقاد الجهاد نيابة عنه في منطقة الجبل الأخضر المجاهد عمر المختار وعدد من مشائخ القبائل العربية مثل صالح الاطيوش وعبد السلام الكزة. وفي المنطقة الوسطى قاد الجهاد مجموعة من مشائخ القبائل امثال حمد سيف النصر. اما في المنطقة الغربية فقد قاد الجهاد مجموعمة من الزعماء والمشائخ منهم رمضان السويحلي وأحمد المريض ومحمد سوف المحمودي وسليمان الباروني والصوعي الخيتوني ومسعود الشويخ وعبد النبي بلخير ومحمد بن عبد الله البوسيفي
إعلان الجمهورية الطرابلسية
حكومة الإصلاح
الحرب العالمية الثانيةوعندما قامت الحرب العالمية الثانية، رآها الليبيون فرصة يجب استغلالها من أجل تحرير ليبيا، فلما دخلت إيطاليا الحرب 1940 م انضم الليبيون إلى جانب صفوف الحلفاء، بعد أن تعهدت بريطانيا صراحة بأنه عندما تضع الحرب أوزارها فإن ليبيا لن تعود بأي حال من الأحوال تحت السيطرة الإيطالية. و قد تحالف السنوسية مع البريطانيين مكونيين الجيش السنوسي من أبناء القبائل بزعامة ادريس السنوسي ودخلوا مع القوات البريطانية إقليم برقة من مصر حيث كانوا فارين من وجه الطليان، حيث تم إعلان ادريس السنوسي اميرا على برقة.
و كذلك دخل الشيخ حمد سيف النصر بمن معه من القبائل صحبة القوات الفرنسية التي دخلت عن طريق مناطق السودان الأوسط (تشاد) واعلن الشيخ حمد اميرا على فزان.
كانت الشكوك تساور الليبيين في نوايا بريطانيا بعد انتهاء الحرب، واتضحت هذه النوايا بعد هزيمة إيطاليا الفاشية وسقوط كل من بنغازي وطرابلس في أيدي القوات البريطانية. كان هدف بريطانيا المتماشي مع سياستها المعهودة (فرق تسد)، هو الفصل بين إقليمي برقة وطرابلس ومنح فزان لفرنسا، وكذلك العمل على غرس بذور الفرقة بين أبناء ليبيا وبينما رأى الليبيون أنه بهزيمة إيطاليا سنة 1943م يجب أن تكون السيادة على ليبيا لأهلها، إلا أن الإنجليز والفرنسيين رفضوا ذلك وصمموا على حكم ليبيا حتى تتم التسوية مع إيطاليا.
أصبحت هاتان الدولتان تتحكمان في مصير ليبيا ضد رغبات الشعب الليبي، وبعد كثير من المفاوضات، تم بفضل الله الاتفاق على منح برقة استقلالها الذي اعترف به الإنجليز على الفور، وكان ذلك في أول يونيو 1949م ولكن هذا الإجراء الذي كانت غايته تقسيم ليبيا وتهدئة الليبيين وإلهائهم عن قضيتهم لم يُسكت صوت أحرار ليبيا الذين استمروا في المطالبة بحقوقهم واستعادة حريتهم، هذا الإصرار من جانب شعب ليبيا ضمن لقضية ليبيا مكاناً في جداول أعمال المؤتمرات التي عقدتها الدول الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية كما نقل الليبيون قضيتهم إلى الأمم المتحدة.
استقلال ليبيا
في هذه الأثناء كانت الدوائر الاستعمارية تدبر المكائد وتحيك المؤامرات على مستقبل ليبيا، فقد اتفقت بريطانيا وإيطاليا في 10 مارس 1949 م على مشروع (بيفن سيفورزا) الخاص بليبيا الذي يقضي بفرض الوصاية الإيطالية على طرابلس والوصاية البريطانية على برقة والوصاية الفرنسية على فزان، على أن تمنح ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات من تاريخ الموافقة على مشروع الوصاية، وقد وافقت عليه اللجنة المختصة في الأمم المتحدة في يوم 13 مايو 1949 م وقُدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للاقتراع عليه، ولكن المشروع باء بالفشل لحصوله على عدد قليل من الأصوات المؤيدة، نتيجة للمفاوضات المضنية لحشد الدعم لاستقلال ليبيا التي قام بها وفد من احرار ومناضلي ليبيا للمطالبة بوحدة واستقلال ليبيا، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 289 في 21/11/1949 م الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952 م، وكُوِنت لجنة لتعمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة ولتبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق وحدة ليبيا ونقل السلطة إلى حكومة ليبية مستقلة.
وفي شهر أكتوبر 1950م تكونت جمعية تأسيسية من ستين عضواً يمثل كل إقليم من أقاليم ليبيا الثلاثة (عشرون عضواً) وفي 25 نوفمبر من السنة نفسها اجتمعت الجمعية التأسيسية برئاسة مفتي طرابلس لتقرر شكل الدولة، وعلى الرغم من اعتراض ممثلي طرابلس على النظام الإتحادي فقد تم الاتفاق، وكلفت الجمعية التأسيسية لجنة لصياغة الدستور، فقامت تلك اللجنة بدراسة النظم الإتحادية المختلفة في العالم وقدمت تقريرها إلى الجمعية التأسيسية في سبتمبر 1951 م وكانت قد تكونت حكومات إقليمية مؤقتة بليبيا، وفي 29 مارس 1951م أعلنت الجمعية التأسيسية عن تشكيل حكومة اتحادية لليبيا مؤقتة في طرابلس برئاسة السيد محمود المنتصر، وفي يوم 12/10/1951 م، نقلت إلى الحكومة الإتحادية والحكومات الإقليمية السلطة كاملة ما عدا ما يتعلق بأمور الدفاع والشؤون الخارجية والمالية، فالسلطات المالية نقلت إلى حكومة ليبيا الاتحادية في 15/12/1951 م، وأعقب ذلك فق 24 ديسمبر 1951 م إعلان الدستور واختيار ادريس السنوسي ملكا ل المملكة الليبية المتحدة بنظام فيدرالي يضم ثلاثة ولايات (طرابلس، برقة، فزان). ولكن على الرغم من كل ما قامت به بعض الدوائر الاستعمارية بعد 1951 م من أجل الإبقاء على ليبيا مقسمة وضعيفة تحت ذلك النظام الإتحادي، فإن شعب ليبيا عبر ممثليه المنتخبين قاموا في 26 أبريل 1963م بتعديل دستورهم وأسسوا دولة ليبيا الموحدة وأزالوا جميع العقبات التي كانت تحول دون وحدة ليبيا تخت اسم المملكة الليبية وعاصمتها طرابلس. | |
|
عاشقت الرمال عضو ذهبى
عدد الرسائل : 323 العمر : 34 العمل/الترفيه : طالبه رايقه دئيمان تاريخ التسجيل : 13/09/2009 نقاط : 404
| موضوع: رد: ليبيا* أرضنا *شعبنا * تاريخنا *حضارتنا الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 19:49 | |
| شـــــــــــــــــــــكراً اخــــــــــــــــــــــتي علي معلوماتك الموفيده تقبلي مروري | |
|
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: رد: ليبيا* أرضنا *شعبنا * تاريخنا *حضارتنا الإثنين 19 سبتمبر 2011 - 11:08 | |
| | |
|