joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: سامحتك من كل قلبي الجمعة 18 ديسمبر 2009 - 12:42 | |
| السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي .. فلتتخيل وأنت تقرأ في عقلك شخص عزيز عليك أو صديق .. أو ربما مجرد شخص حتى انك لا تعرف اسمه لكن صار بينك وبينه موقف أغضبك .. انزعجت منه ربما تسبب هذا الموقف في مشاجرة حادة، أو كان نهاية درب صداقة طويلة أو كان مجرد نزعة غضب حلت عليك وكتمتها بداخلك ربما نسيتها أو بالأحرى تناسيتها .. لكنها لو بحثت عنها ستجدها موجودة.. مختبئة بداخلك .. ربما ستظهر في موقف آخر أو ربما لن تظهر أبداً
فكر معي قليلا ,, ألا تريد أن تعود الأوضاع لما كانت عليه سابقا؟؟ هل تتمنى أن يستعيد البستان زهوره ويورق من جديد ؟؟؟
إذا عليك بشيء بسيط وربما هو أسهل مما تتصور ..
فقط قل ... ســــــــــــــــــــــــــــــــامحتك من قلبي..
فهل أنت بالفعل تستطيع قولها؟؟؟ أم عجزت أن تتلفظ بها؟؟ ربما أيضاً عجزت عن كتمانها.. لكن هل بالفعل أنت مدركها؟؟؟
إخوتي الأحباء.. فلتعلموا أن ........
المسامحة هي أن تتقبل فكرة ضعفك وضعف الآخرين من حولك ولو للحظات فكرت أن لكل قوي نقطة ضعف، فكرت انك تخطأ وأن غيرك أيضاً يخطأ ، ينشأ داخلك صراع بين قلبك ومشاعرك وروحك ، تشعرك بالراحة والرضا والمودة ، تنتشلك من الحزن ومن مجرد فكرة التخلي عن الأصدقاء أو خوفك من اختلاف الآراء..
المسامحة فن يجهله الكثير ، فن متأصل بداخلك لكنك طمرته وأخفيته خشية أن يعتبره الآخرون ضعفاً..
قف واعلم أن المساحة ليس ضعفاً ، بل هي قدرتك على اتخاذ قرار مثالي جرئ وشجاع.. أن تدرك بالفعل مدى قوة إرادتك لاتخاذ خطوة ايجابية لمن حولك ولنفسك ، ينم عن مشاعرك وحسن خلقك وإحساسك المرهف من داخلك .
تظهر كم أنت قوي لأنك فكرت في من حولك ومددت بصرك إلى المستقبل ، فيوماً ما ستحتاج لمن يسامحك!
توضح بالفعل أنك أخمدت شعورك بالذنب تجاه الآخرين ، وأنك أطلقت شعله من الغضب بطريقة سليمة ، حورت مشاعرك التي صنعتها أحداث ماضية و مواقف سابقة فاتخذت الإجراء السليم لوضع حد لها فقط بالمسامحة!
المسامحة فقط أن تهدأ من روعك .. تروض نفسك على عدم رد الأذى للناس حتى لو كان في استطاعتك..
المسامحة تضيف على حياتك لمسة هادئة وسلسة تنعم فيها براحة عميقة للنفس إحساس ألذ وخفيف على روحك ..
المسامحة هي أن تواسي قصة قديمة من دفاتر حياتك وتقلب تلك الصفحة نهائياً ، وتناجي الماضي من بعيد متناسياً ما حدث .. بصفاء لا مثيل له ..
هي أن تتذوق ألم الآخرين في عينك وتعلم جيدا أن رد الأذى بمثلها لن يشفي غليلك ولن يطفأ شعله غضبك المكنونة داخلك .. إنما ماءها هي المسامحة !
كم هي جميله !!.. وكم هي صفة مذهلة !!
كم رائع أن نعيش في دائرة متكاملة من التسامح .. وكم هو مذهل أن نقول..
ســـــــــــــــــــــــــــامحتك من كل قلبي..
يااااااه ألم ترتاح بالفعل حين قولها؟؟
لكن .. أعتذر أن كنت سأخذلك وأقول.. عد لأرض الواقع .. فنحن للأسى فقدنا ذلك الإحساس.. فقليل من هم يمتلكون القوة والجرأة والقدرة على قول كلمة ((( سامحتك )))
لكن لماذا؟؟
أليس من إيمانك بالله عز وجل وإيمانك بالنفس وإيمانك بالحياة ومبادئها أن تعفو وتصفح ؟
ألا تعلم أن الله تعالى يعفو ويغفر للبشر إن أخطئوا ثم تابوا ، فيعودوا للخطأ ويتوبوا فيغفر لهم من جديد؟؟
ونحن البشر لا نسامح بعضنا البعض؟؟
أهو تكبر أم عناد ؟؟
نحن البشر نخشى أن نتسامح !! وهو من أهم أسس الإسلام !؟؟
أليس القدرة على العفو والصفح في حد ذاتها قوة إرادة؟؟
لماذا يجد الكثيرين صعوبة بالغة في النطق بكلمات العفو والصفح عن الآخرين ؟!
لماذا نتجاهل الحقيقة الطبيعية للبشر ، أن كلنا من آدم وحواء .. بشر نخطأ ونصيب ولسنا معصومين من الخطأ ؟!!
ماذا تعني لك بالفعل كلمة (( سامحتك من كل قلبي )) ؟؟؟
ما هو شعورك حين سماعها من أحد قد أخطأت في حقه ؟
أخيرا .. هل أن مستعد بالفعل لقولها لمن أخطأ في حقك ؟؟؟؟؟؟؟؟
| |
|