يتسبب التأخر في تشخيص الجلطة الرئوية في حدوث الوفاة بعض الأحيان، بسبب صعوبة تشخيصها وبالتالي احتمال حدوث خطأ في أسلوب العلاج.
وذكر الدكتور محمد موسى عريقات، استشاري الأمراض الصدرية، ان الجلطة الصدرية مرض خطير ينتج عن انسداد في الشريان الرئوي، وسبب هذا الانسداد غالبا ما يكون خثرة دموية وأحياناً خثرة دهنية أو هوائية، وهذه الخثرة الدموية غالبا ما تنتج عن انشطار في خثرة دموية أكبر مصدرها الأوردة العميقة في الأطراف السفلية وأحيانا في أوردة الحوض ونادرا ما يكون مصدرها تجويف القلب الأيمن. ويضيف: انها تنتج عن تمركز هذه الخثرة الدموية في الشريان الرئوي أو في فرع منه، مما يؤدي الى انسداد ذلك الجزء من مسار الدورة الدموية، ما يسبب ارتفاعاً في ضغط الشريان، الذي ينتج عنه قصور حاد في البطين الأيمن. وترجع خطورة الجلطة الرئوية وفقا للدكتور عريقات، الى صعوبة تشخيصها، حيث لا تؤخذ بعض الأعراض البسيطة في الاعتبار لعدم خصوصيتها، كما انها تحتاج لفحوصات شعاعية خاصة لتأكيد التشخيص لا تتوفر الا في المراكز الطبية المتقدمة، وكثيرا ما يكون سبب الوفاة جلطة رئوية لم تشخص وتكتشف في تشريح ما بعد الوفاة. وافاد انه من المهم عند الشك في وجود الجلطة الرئوية إجراء اللازم للتأكد من ذلك، لأن العلاج بمميعات الدم له آثاره السلبية، كما ان عدم العلاج في حالة الجلطة الرئوية له عواقب وخيمة، وربما يؤدي الى الوفاة في ما يقارب من 30 في المائة من الحالات. ويستطرد عريقات حول المسببات للجلطة الرئوية ان السبب الرئيسي في حدوث الجلطة الرئوية هو التهاب الأوردة في الأطراف السفلية وتشكل جلطات بها وكثيرا ما يحدث ذلك بعد الولادة والعمليات الجراحية في البطن والحوض وجراحة العظام أو البقاء في السرير لمدة طويلة وتناول حبوب منع الحمل، كما ان 15 في المائة من الحالات لا يوجد عوامل مسببة ظاهرة لها الى جانب ان الكثير من حالات الوفاة بالجلطة الرئوية مرتبطة بتكرار حدوث الجلطات الرئوية او بجلطة رئوية ضخمة. واشار الدكتور عريقات الى ان اكتشاف المرض يعتمد على عدة وسائل منها العلامات السريرية وتخطيط القلب وأشعة الصدر وغازات الدم وهي علامات مهمة، لكنها لا تؤكد أو تنفي وجود الجلطة الرئوية فهي ليست علامات خاصة بهذا المرض ويمكن للأعراض السريرية ان تكون واحدا أو أكثر من عرض مثل ضيق في التنفس وتسرع في التنفس وألم في الصدر، اضافة الى سعال حاد أو مصحوب ببلغم مدمي وتسارع في ضربات القلب وارتفاع في درجة الحرارة أو حالة صدمة، كما ان استخدام الاشعة النووية الرئوية احد الوسائل لاكتشاف المرض، بالاضافة الى أشعة الأوعية الدموية الرئوية بالمواد الظليلة التي يعتبر اجراؤها ليس سهلا ويشكل نوعا من الخطورة، لكنه يساعد على تشخيص حالات الجلطة الرئوية وفحص القلب بالموجات فوق الصوتية وبالأشعة المقطعية المحورية وهي مفيدة في تشخيص حالات الجلطة الرئوية المتمركزة قريبا من القلب الأيمن لكنها لا تنفي وجود جلطة رئوية بعيدة عن القلب الأيمن، كما ان الأطباء قد يلجأون الى فحص أوردة الأطراف السفلية بالموجات فوق الصوتية ويساعد هذا الفحص على تشخيص التهاب الأوردة العميقة للأطراف السفلية ما يؤكد او ينفي وجود عامل مسبب للجلطة الرئوية. اما الوسائل المتبعة في علاج الجلطة الرئوية تبدأ من حالة الاشتباه بالجلطة الرئوية، اذ يجب نقل المريض إلى قسم العناية الفائقة، حيث يتم تشخيص الحالة والبدء في العلاج، الذي يتطلب اعطاء المريض أدوية مميعة للدم عن طريق الحقن الوريدية واحيانا عن طريق الحقن المباشر في الشريان الرئوي، يتبع ذلك وبعد استقرار الحالة العلاج بالأقراص لعدة اشهر مع مراقبة تميع الدم باستمرار. ويتطلب علاج الجلطة الرئوية التدخل الجراحي لإزالة الخثرة الانسدادية في الشريان الرئوي وذلك في حالات الخطورة القصوى ووجود موانع لاستعمال مميعات الدم وفي مثل هذه الحالات فإن نسبة الوفاة تكون عالية ومن هنا تكمن اهمية وسائل الوقاية من الاصابة بالجلطة الرئوية وتعتمد الوقاية على تجنب التهاب اوردة الاطراف السفلية باتخاذ الاحتياطات اللازمة في حالات العمليات الجراحية او ما بعد الولادة ومن هذه الاحتياطات قيام المريض من الفراش بأسرع وقت ممكن وتحريك المريض خاصة الأطراف السفلية أثناء وجوده بالسرير ووضع الجوارب الخاصة بالأطراف السفلية في بعض الأحيان مع اعطاء المريض حقنا مميعة للدم في بعض حالات العمليات الجراحية قبل إجرائها وذلك يتوقف على عمر المريض وطبيعة العملية الجراحية كذلك في بعض حالات قصور عضلة القلب يعطى مميع الدم بانتظام ومن المفيد لتجنب معالجة مرض الدوالي وفي حالة السفر لمدة طويلة على المسافر أن يتجنب الجلوس المستمر وفي حالة السفر بالطائرة لعدة ساعات يجب اتباع التعليمات الخاصة بتحريك الساقين والقدمين.
منقول