joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: سكان الصحراء ** الطوارق الأربعاء 30 يونيو 2010 - 21:48 | |
| | |
|
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: رد: سكان الصحراء ** الطوارق الأربعاء 30 يونيو 2010 - 21:51 | |
| | |
|
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: رد: سكان الصحراء ** الطوارق الأربعاء 30 يونيو 2010 - 21:56 | |
| الطوارق آخر الرجال الملثمون
إعداد الباحث حيدر طالب الأحمر أستاذ بجامعة بابل
مقــــــدمة:
الطوارق أو التوارق باستبدال الطاء تاء أو التواريك مع إشباع كسرة الراء وقلب القاف كافاً، وهم أقوام ذات أصول عريقة في الغابر القريب، ينتشرون حالياً في الصحراء الكبرى من ليبيا والجزائر وموريتانيا وتشاد والنيجر ومالي وينقسمون إلى العديد من القبائل. وإختُلف في أصل هذه التسمية ففسرها بعضهم بسبب كونهم قد طرقوا الصحراء موطناً لهم.وفسرها البعض الآخر لافتخارهم بطارق بن زياد على أنهُ منهم. ((والطوارق هو الاسم الذي تطلقهُ الأمم على أهل الصحراء الكبرى، في حين لا يطلقهُ أهل الصحراء على أنفسهم، لأنهم، كأمم كثيرة، يطلقون على أنفسهم إسماً آخر مستعار من تراثهم وتأريخهم وتجربتهم ولغتهم...ومعناه الغريب أو النبيل أو الضائع 1))وذلك بسبب ظروبهم الصحراء المترامية الأطراف دون وجهة. ((ولا يعرف أصل لهذه الكلمة ولا كيف بدأ إستعمالها لتكون إسماً يطلق على الملثمين من سكان الصحراء الكبرى ويحتمل أن تكون هذه الكلمة قد اشتقت من أسم الوادي الذي تسكن فيه قبائل الملثمين القريبة من العواصم المغربية وهو وادي درعة الواقع جنوب مراكش الذي يسمى بالطارقية (تاركا) ومعناه الوادي أو مجرى النهر...وجمعها توارك 2)).
أما عبد القادر جامي فيرى(( إن كلمة التوارق جمع لكلمة التارقي المفردة، ذلك لأن العرب أطلقوا عليهم أسم التوارق نسبة لقبيلة ( تارغا ) إحدى قبائل البربر القاطنة في الصحراء الممتدة من المحيط (الأطلسي) إلى غدامس في القرن التاسع الهجري 3)). وهناك تسميات أطلقت عليهم من قبل المؤرخين والجغرافيين مثل الصحراويين أو الملثمين والأولى بسبب تركهم المدن واستيطانهم الصحراء فيعرفون بأنهم ((المواطنون بالقفر وراء الرمال الصحراوية بالجنوب أبعدوا في المجالات هناك منذ دهور قبل الفتح لا يعرف أولها فأصحروا عن الأرياف ووجدوا بها المراد وهجروا التلول وجفوها وأعتاضوا عنها بألبان الأنعام ولحومها إنتباذاً عن العمران واستئناسا بالانفراد وتوحشاً بالعز عن الغلبة والقهر.... 4)).أما الملثمين فهي اشهر التسميات التي أطلقت عليهم من جميع من كان له اهتمام بتاريخ شمال إفريقيا فنجد هذه التسمية تذكر في دائرة المعارف وقد فسرت على أساس اللثام الموضوع على وجوه الطوارق فتصفهم: ((على رأسهم شاشية حمراء يلقون عليها عمامة صغيرة يتدلى من تحتها لثام أزرق إلى حد الفم ويضربون لثام آخر يغطي الأنف وينسدل على الصدر فلا يظهر من وجوههم شيء ومن ذلك سموا بالملثمين....5)). وقسم يرى أن تلثمهم وجد لحماية جهازهم التنفسي من غبار الصحراء، وآخر أرجع السبب إلى إقتدائهم بأجدادهم باليمن ففي وصفهم يقال:((هم قومٌ يتلثمون ولا يكشفون وجوههم ولذلك سموهم بالملثمين وذلك سنة لهم يتوارثونها خلفٌ عن سلف. وسبب ذلك على ما قيل إن حِمْيَّر كانت تتلثم لشدة الحر والبرد وتفعلهُ الخواص منهم فكثر ذلك حتى صار تفعلهُ عامتهم....6)) .وكذلك سموا بالصنهاجيين نسبة ًإلى قبيلة صنهاجة، وغيرها من التسميات التي وسمتهم حتى قيل فيهم : إذا لُثِموا بالربطِ خِلتَ وجُوهَهُم أزاهيرَ تبدوا مِن فُتُوقِ كمائِمِ.
أصــــلهم:-
لو بحثنا في تأريخ الشمال الأفريقي فسنجد أن السمة المميزة لسكانها والأشهر بين سكانها الأصليين هم البربر. وإذا علمنا إن الطوارق لم تكن شمال أفريقيا وصحراءها موطناً جديداً عليهم بل هم وآبائهم أول من نزل بها فمن المؤكد أن لهم صلة أو علاقة قريبة مع البربر الذين هم أصل السكان. ولو رجعنا قليلاً إلى أصل هؤلاء البربر، وتأريخهم استعراضاً فسنجده محل اختلاف هو الآخر لدى المؤرخين، فأغلب المؤرخين العرب يرون (( إن البربر قدموا من الجزيرة العربية، في زمن لا يقل عن ثلاثين قرناً ق.م، وأن الفينيقيين اختلطوا بالبربر على طول السواحل الأفريقية المغربية، في القرن الثاني عشر ق.م، ولما كان الفينيقيون عرباً من كنعان، فقد أختلطوا بالبربر الذين هم عرب من العاربة القحطانية 7)) . ويقول الكاتب الفرنسي (فلوريان): ((التطابق الكامل بين العرب والبربر فيما يلي: أصل مشترك، لغة واحدة، عواطف واحدة، كل شيء يساهم في ربطها ربطاً متينا 8)). ومن خلال هذين الرأيين واضح إن أصل البربر هو عربي من جزيرة العرب. ولكن هناك آراء أخرى تشكك في هذا الكلام وفي إن أصل البربر من الجزيرة العربية فقد فقسم يرجعهم كذلك إلى أوربا. فنجد الدكتور (لوبلان) في بحثه المعنون (مشكلة البربر) يرى إنهم: ((الفرض المؤقت الذي يبدوا أجدر ما يكون بالثقة لأنه يستند إلى بعض الوقائع الراسخة هو أن نتاج ثبت منذ زمن بعيد يمكن إدراكه لدى بعض الجماعات الواضحة العرقية، نقول أنهم نتاج لتقاطع بين شعوب قادمة من أوربا آسيا في عصور مختلفة كل الاختلاف 9)). أما المستشرق (س.جيزل) فيقول: ((الشيء المؤكد هو أن كلمة البربر وتطلق على جماعات مختلفة كل الاختلاف بخصائصها العرقية، وإن كانت اليوم متشابهة من حيث اللغة والأخلاق، ومن المستحيل أن نقر في نفس الأسرة العرقية ETHNIQUE مثل بربر إقليمي القبائل وجبال أًُوراسبين من قاماتهم متوسطة أو قصيرة، وجماجمهم طويلة، وبينهم عدد كبير من الشقر والكُهب، وبين أهل مزاب ذوي القامات القصيرة الغليظة، والجماجم العريضة، والشعور والعيون السود أو بينهم وبين الطوارق وهم طوال الجماجم, طوال القامة طوال الأطراف 10)). أما الفرنسي غوستاف لوبون فأنه قد ذكر رأياً موزوناً عن الأمكنة التي قدموا منها البربر قال فيه ((والحق إن المهاجرين السود الشعور أتوا من شواطئ الفرات ومن شمال بلاد العرب، أو من مكان أبعد منها على ما يحتمل، وإن المهاجرين الشقر الشعور الزرق العيون أتوا من أوربا، ولاريب في مجيء هؤلاء من شمال أوربا مارين على الأرجح من أقصى طرف غربي بأفريقيا بدليل ما بين آثارهم الحجرية في أفريقيا وما بين الآثار الحجرية التي أُكتشفت في شمال أوربا من المطابقة 11)). ولو أردنا أن نبين اختلاف أصل أقوام ما من خلال صفاتهم البشر، فلسوف لن نجد أصلاً واحد لأي من الأقوام.فالصفات الجسمانية تختلط فيما بينها وتكون صفات جديدة مختلفة, فلو أخذنا بأن أصول البربر من أوربا وبحثنا في التأريخ فلن نجد حضارة أخذت بالهجرة في تلك الحقبة جنوباً ,إنما الأقرب للواقع هو الهجرة غرباً ،فيقول الأستاذ عبد الرحمن باغي : ((علماء الجيولوجيا يعتبرون الجزيرة العربية أمتداداً طبيعياً لأفريقيا ، لا يفصلها عنها سوى منبطح وادي النيل ومنخفض البحر الأحمر 12 )). ويقول المؤرخ الأمريكي (وليم لانغز) في تأريخهِ: ((وإذن فقد كان الاتجاه العام للحركة الحضارية من الجنوب إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب، ولهذا كانت المناطق الجنوبية والشرقية في أي وقت مضى تتمتع بحضارات أكثر رقياً من حضارات المناطق الهامشية في الشمال الغربي 13)). وهذا يؤكد صحة كون انتقال البربر من الجزيرة العربية إلى أفريقيا في تلك الفترة لعدم وجود عوارض لتلك الهجرة. إن هذا الكلام لا ينفي وجود اختلاف في الأقوام التي شكلت البربر ولكن هذا الاختلاف لا يخرج عن كونه مشابه للاختلاف الموجود بين سكان جزيرة العرب شمالها وجنوبها، وما يؤكد هذا الكلام ما قاله أبن خلدون الذي يرى في البربر مايلي: ((البربر قبائل شتى من حمير ومضر ولقيط والعمالقة كنعان وقريش تلاقوا بالشام ولغطوا فسماهم إفريقش بالبربر لكثرة كلامهم.... 14)) . ويختلف الكلبي مع بعض كلام أبن خلدون فيقول: ((إن كتامة وصنهاجة ليستا من قبائل البربر وإنما هما من الشعوب اليمانية تركهما إفريقش بن صيفي بأفريقية مع من نزل بها من حامية....15)). ونجد أبن خلدون يستطرد كلامه عن البربر فقال فيهم: ((لاخلاف بين النسابة العرب إن شعوب البربر الذين قدمنا ذكرهم كلهم من البربر إلا صنهاجة وكتامة فأن من بين النسابة العرب خلافاً والمشهور أنهم من اليمنية 16)). وفي توضيح لكلام الكلبي وأبن خلدون فالرأي إنهم عندما قسموا البربر إلى عرب وغير عرب ليس المعنى أنهم قد قالوا بعدم عروبة البربر وإنما قد فصلوا بين القبائل العربية التي كانت في الجزيرة العربية من حيث اللغة العربية التي كانت يلهجون بها من ناحية ومن حيث تأثير مناطق سكناهم على صفاتهم. فسكان جنوب الجزيرة العربية اليمنية كانت لغتهم العربية هي الأفصح بين اللهجات العربية في جزيرة العرب وكذلك صفاتهم الجسمانية ولون بشرتهم هي الأقرب إلى صفات العرب الأوائل، أما الباقي من العرب والذين كانوا يسكنون بلاد الشام فقد تأثرت لهجتهم العربية وكذلك ألوان بشرتهم بسبب تمازجهم مع الأقوام الذين يقطنون شمال الجزيرة العربية من غير العرب وتأثروا كذلك بالبيئة الباردة نسبياً التي سكنوا فيها فكان هذا الاختلاف عن سكان الجنوب. وكما ترى (مس سمبل) رائدة المدرسة البيئية أو الحتمية في كيفية تغير الإنسان بسبب انتقاله من بيئة إلى أخرى فتقول: (( إن البيئة تخللت عظامه ولحمه وعقله وروحه كما وجهت أفكاره وغيرت من ألوانه وشكله 17)). وهذا الاختلاف لا يخرج عن هذا الإطار أما عن تحديد قبائل صنهاجة وكتامة بأنهم من العرب فالمقصود انهم من قبائل اليمن أما الباقي فهم من قبائل العرب في بلاد الشام. وإذا رجعنا إلى قبائل البربر في المغرب العربي وبالذات قبيلة صنهاجة فيقول عنهم الدكتور أحمد مختار العبادي: ((في هذه الصحراء (الكبرى) كانت تعيش قبائل صنهاجة اللثام البربرية... غير إن هذه القبائل الصحراوية الجنوبي كانت تختلف عن أقرباءها في الشمال في أنها كانت تتلثم أو تتقنع ولهذا سميت بصنهاجة اللثام 18)). وإذا استعرضنا جميع قبائل البربر فسوف لانجد في شمال أفريقيا من أتخذ اللثام خطاماً له بينها سوى قبائل صنهاجة أو الملثمين ولا نجد بقايا الصنهاجيين سوى في الطوارق وما يؤكد هذا الكلام ما قاله المستشرق الفرنسي (الفرد بل) في كتابه (الفرق الإسلامية في شمال أفريقيا ) فنورد منه : ((إن صنهاجة هذه بربرية اللغة والعادات، وأحفادهم الحاليين، هم مثلهم بدو يركبون الجمال....19)). أما الأستاذ إبراهيم الكوني فلديه ما هو عكس هذا الكلام فيقول عن الطوارق بأنهم ليسوا من الصنهاجيين فيقول: (( إن الطوارق هم أحفاد الجرمنت أستناداً إلى استنتاجات تحليلية تأريخية....20)) .والجرمنت هم من يطلق عليهم في التأريخ القديم باسم الليبيين وقد أختلف كذلك في أصولهم فمنهم من يرى أنهم من الأوربيين ومنهم من يقول بعروبتهم ولكنهم ليسوا من الصنهاجيين أو العكس لأن المؤرخين ذكروا الصنهاجيين الذي سكنوا الصحراء ملثمين أما الجرمنت فليسوا كذلك. وقد أستند الأستاذ الكوني على زيارة هيرودوت للمنطقة ووصفهِ للجرمنت ومن سكن الصحراء وقام الكوني بالمقارنة فوجد نقاط تشابه بين حياة الاثنين وهو رأي على ما أعتقد أنفرد به، ومع ذلك يبقى الفيصل في الحكم للعقل والمنطق . ومن خلال هذا الاستعراض العام لأصول هذه القبيلة نجد أن أصلهم قد أختلف فيه آراء الباحثين والمهتمين، فالكثيرين كتبوا في هذا الموضوع، فمنهم من أراد بكتابته نقل الأمانة العلمية، ومنهم من أراد غير ذلك.وهذا لايعني الطعن بأي من الآراء، ولكن حسب ما كتب عن هذه القبائل فالإجماع أو شبهه قد أرجح رجوع الطوارق لصنهاجة إحدى قبائل البربر والقسم الأقل قال بغير ذلك. ويفخر الملثمون أنفسهم بنسبهم العربي القديم فيقول شاعرهم أبو محمد بن حامد:
قومٌ لهم شرفُ العُلا مِن حِميرٍ وإذا انتَمَوا صنهاجةً فهمُ هُمُ لما حَوَوا إحرازَ كُلِ فضــــــــــــــــــيلةٍ غـلبَ الحياءُ عليـهمُ فتلثمـوا 21
ولكن الاختلاف في الرأي عن أصولهم لا يفسد دورهم وتأريخهم، خاصة في نشر الإسلام والدفاع عنه، فلا خلاف أنهم بعد ذلك:هم وتغلغل الإسلام نفوسهم كانوا خير من نشر الإسلام في شمال أفريقيا والصحراء الكبرى وجنوب أوربا. فالإسلام هو الهوية الواضحة التي يُفتخر بها لا بسواها وكما قال الإمام علي (كرم الله وجهه) وهو سيد البلغاء في ذلك :
ليسَ الفتى من قالَ كان أبي لكنَ الفتى من قال هاأنا ذا 22
الملثمون الطوارق والإسلام:
لم تكن بعد أفريقيا قد دخلها الإسلام بل كان الدين التي تدين به مزيج من الأديان الوثنية والمجوسية والنصرانية هذا كما يروي المؤرخين أما بلاد المغرب العربي فيذكر إن بداية فتحها من قبل المسلمين كانت على عهد خلافة عمر بن الخطاب على يد القائد عمرو بن العاص فبعد دخوله مصر عام20هج، وطرابلس عام 22هج، ولم يبدأ بدخول أفريقية إلا عام 27هج عندما دخلها عبد الله ابن أبي سرح في خلافة عثمان. ولم يكن دخول الإسلام إليها بسهولة وإنما بصعوبة بالغة والسبب في ذلك هو أن البربر لم يكونوا بالنسبة للمسلمين الفاتحين كالفرس والرومان المحتلين الذين أخرجهم الإسلام من بلاد المسلمين بالقوة، ولم يكونوا كذلك يعيشون حياة الرومان والفرس حياة الترف والليونة وإنما كانت حياتهم مشابهة لحياة عرب الجزيرة الفاتحين في كل شيء تقريباً، وكان للبربر ميزة أخرى تقوي من عزيمتهم وهي دفاعهم عن أرضهم ضد من يعتبروهم غزاة طامعين فلم يكن يعتبرون المسلمين القادمين من الشرق أصحاب فكر جديد يخلص البشرية من الظلم والعبودية وإنما غزاة هدفهم نهب خيرات أراضي البربر، لذلك قاوموهم بكل ما أوتوا من القوة وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن أراضيهم ((فالدين الذي أتى به الفاتحون العرب لم يتخذه البربر إلا بعد مقاومة طويلة حادة 23)). ولم يدخل البربر الإسلام إلا بعد قضاء المسلمين على آخر ألويتهم المقاومة المتمثل بالكاهنة فنجد المسلمين بعد قتلها كما يروي أبن عذاري من قبل حسان بن النعمان والي عبد الملك بن مروان سنة 78هج لم يحارب بعدها أحد ((وأقام حسان بعد قتل الكاهنة، لا يغزو أحد، ولا ينازعه أحد 24)). ولكن نجد أن بعد دخولهم الإسلام ومعرفتهم بما يكمنه لهم هذا الدين كان الإسلام صادق بحيث أنهم قاتلوا إلى جانبه ورفعوا رايته بكل حزم وإيمان فيذكر الدكتور محمد سعيد الكشاط : ((ولهذا نجد أيضاً حتى الكاهنة التي وقفت تحارب العرب عندما قدموا إلى بلادها نجدها في قصة تبنيها لخالد بن يزيد العبسي الذي كان أحد أسرارها وشرح لها أهداف ومبادئ الإسلام نراها توصي أبنائها بالأنضمام إلى المسلمين وهي لا تستطيع ذلك لأنها ملكة وأبى عليها كبرياؤها أن تستسلم ولأنها عاهدت القبائل على الحرب 25 )). حتى نجدهم بعد ذلك أي أبناء الكاهنة بعد إسلامهم كانوا خير جنود الإسلام: ((فعقد لولدي الكاهنة، لكل واحد منهما ستة آلاف فارس، وأخرجهم (حسان) مع العرب يجولون في المغرب يقاتلون الروم ومن كفر من البربر 26)) وإذا عدنا إلى هذه الكاهنة فهي كما يذكر المؤرخون كأبن خلدون فهي ملكة صنهاجة القبيلة الأم للملثمين، وإذا قسمنا الصنهاجيين من حيث مناطق سكناهم شماليين وجنوبيين فنجد أن الإسلام بدايةً قد أنتشر أولاً عند الشماليين غير الملثمين الذين كانوا يسكنوا الصحراء أو: ((في جناح المغرب الأيمن، في الصحراء الغربية صحراء شنجيط أو ما يسمى الآن بموريتانيا...وفي هذه الصحراء كانت تعيش قبائل صنهاجة اللثام البربرية 27)). أما طريقة انتشار ووصول الإسلام إليهم فكان عن طريق السرايا العسكرية التي كان يرسلها حكام المغرب الأوائل للمنطقة، وكذلك عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا يمرون إلى بلاد السودان. ((ولكن على الرغم من ذلك ظلت هذه القبائل ضعيفة الإسلام، متفرقة الكلمة حتى أوائل القرن الخامس الهجري (11م) عندما حدثت فيها تلك الانتفاضة الدينية الإصلاحية التي الفت بين قلوبهم ووحدت صفوفهم على أسس دينية وأخلاقية صحيحة 28)). أما عن طريق حدوثها وكيفيتها فقد كانت الرياسة في ذلك الحين ليحيى ابن إبراهيم الجدالي زعيم قبيلة جدالة ويروي ابن عذاري في ذلك فيقول: ((إن أحد بني جدالة ويعرف بيحيى ابن إبراهيم كان قد توجه لأداء فريضة الحج، وأجتاز في إيابه على مدينة القيروان سنة 440هج فحضر بها مجلس الفقيه المدرس أبو عمران الفاسي. فسأله عن قبيلته ووطنه فذكر أنه من الصحراء من قبيلة جدالة إحدى قبائل صنهاجة فقال له الفقيه ما مذهبكم؟ فقال له:مالنا من العلوم يرغبون. من المذاهب لأننا في الصحراء منقطعون لا يصل إلينا إلا بعض التجار الجهال حرفتهم الاشتغال بالبيع والشراء ولا علم عندهم... وفينا أقوام على تعليم العلم يحرصون. وعلى التفقه في دين الله يرغبون. فعسى يا سيدنا تنظر من يتوجه معي إلى بلادنا ليعلمنا ديننا. فقال له الفقيه: سوف أجتهد لك في ذلك إن شاء الله. فعرض الفقيه الأمر على الطلبة هناك فلم يجد أحد يوافقه على ذلك.لأجل مشقة السفر البعيد والانقطاع في الصحاري.فدل الفقيه على رجل من فقهاء المغرب الأقصى (المملكة المغربية) اسمه واجاج فأعطاه كتاباً يوصله إليه يؤكد في الاجتهاد في ذلك عليه. فلما وصل يحيى أبن إبراهيم إلى إليه.لمغرب وجده في موضع يقال له ملكوس واجتمع معه فيه. وأعطاه كتاب الفقيه أبي عمران فرحب به وأكرمه. وكلمه يحيى بما أراد أن يكلمه.وأعلمه بوصية الفقيه أبي عمران إليه .وتوكيده عليه فأختار له شخصاً يقال له عبد الله بن ياسين 29)) . كان عبد الله بن ياسين الجزولي من أحدق طلبة وجاج بن زلّوا اللمطي وأوفرهم علماً وورعا ًوذكاء.ً وكان قد تلقى العلم في بلاد الأندلس على عهد ملوك الطوائف. ((صاحب أبن ياسين يحيى أبن إبراهيم إلى قبيلة جدالة حيث لقي منهم ومن لمتونة إكراماً بالغاً وسروراً كبيراً لما ذكر لهم يحيى عنه من العلم والفضل والدين، عندئذ بدأ عبد الله بن ياسين بتعليم أهل جدالة أحكام الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكنهم سرعان ما تفرقوا عنه لصرامته في محاربة ماهم عليه من المنكر. ولكن أبن ياسين قرر مواصلة مهمته في الصحراء فبنى رباطه باتفاق مع يحيى أبن إبراهيم وذلك في مكان ناءٍ من الصحراء أختلف في تعّينه فقبل أنه على ساحل المحيط ،وقيل بل هو في حدود السنغال على مصب نهرها 30 )) . في بادئ الأمر لم يكن في هذا الرباط الذي بقوا فيه ما يقارب السبع سنوات سوى سبعة أنفر من جدالة ومعهم إبراهيم بن عمر اللمتوني، إلى زاد هذا العدد حتى وصل إلى الألف. فيروى عما نقله المراكشي وابن ياسين جمعهم فقال لهم : (( يا معشر المرابطين، إنكم اليوم جمع كثير، وأنتم وجوه قبائلكم ورؤساء عشائركم، وقد أصلحكم الله تعالى وهداكم إلى صراطه المستقيم، فوجب عليكم أن تشركوا نعمته عليكم وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله حق جهاده 31)). ولهذا من الواضح ((إن أسم المرابطين أطلق بادئ الأمر على رجال قبيلة جدالة في الجنوب إلى أن تغيرت سياسة عبد الله ابن ياسين اتجاههم ، ولاشك إن هذا التحول المفاجئ لدى أبن ياسين من جدالة إلى لمتونة لم يأتي عفوياً إنما جاء نتيجة منافسة قديمة قامت بين هاتين القبيلتين حول زعامة صنهاجة 32)). فبعد وفاة يحيى أبن إبراهيم الجدالي أرادت جدالة عرض زعيم آخر منهم بدل عنه ولكن عبد الله ابن ياسين لم يرد أن تكن طبقية بين قبائل صنهاجة فلا يكون الحكم أحتكاراً لواحدة دون الأخرى من القبائل وكذلك على أساس الحكم للأصلح فبعد توطين الإسلام بين المرابطين بقيادة الزعيم السياسي يحيى أبن إبراهيم والزعيم الديني أبن ياسين وبعد وفاة الأول بقي الحكم بيد الثاني فجعل حاكم المرابطين لمتوني وهو أبن يحيى أبن عمر الذي يكنى أبى زكريا ، مما دفع جدالة للخروج ضد أبن ياسين وعادت إلى ديارها بقرب ساحل البحر. ولم يبقى مع أبن ياسين في مواصلة نشر دعوته سوى اللمتونيين الذين صمدوا في الفتوحات وقاتلوا بكل ما أوتوا من قوة حتى ثبت عليهم لقب المرابطين (( كما صارت كلمة مرابط بعد ذلك بمثابة وسام عسكري يمنحه كل سلطان مرابطي لأتباعه المجاهدين ، ليؤكد من جديد سنة أسلافه في إيثار الجهاد والرباط والذود عن الإسلام 33)) . ولكن نجد إن خلال هذه الفترة التي تولى اللمتونيين الحكم فيها لم تكن خالية من التنافر بينهم وبين الجداليين بل كانت بينهم حروب طاحنة أدت إلى قتل قائدهم ((أبو زكريا ابن عمر 448هج 34))، والذي تولى بعده أخاه أبي بكر بن عمر . ولكن بعد ذلك هدأ ولو لفترة التنافر بينهم وذلك لوجود سبب أقوى أو شر خارجي يتربص بهم وبكل ما بنوه وما أكتسبوه من الإسلام، فعندما أحسوا بأن الإسلام في خطر عادوا إلى صوابهم ورشدهم للدفاع عنه . فبينما مناطق المرابطين كانت وسط بين مملكة غانا في الجنوب وقبائل المغرب الشمالية والذين يسيطرون على مواقع إستراتيجية من المغرب العربي والذين انحرفوا عن دينهم الإسلامي على ما أعتقد المرابطين بأتباعهم منهج الظلم وكذلك بسبب وجود بعض القبائل التي كانت تتخذ من المذهب الشيعي منهاجاً لها . إذا علمنا أن الهدف الأول لأبن ياسين بعد نشر الإسلام هو توحيد المذاهب الإسلامية بمذهب واحد هو المذهب المالكي فقد كان المرابطين يعتقدون بعدم صحة تلك المذاهب الأخرى. فنجد أن المرابطين بعد اتحادهم من جديد مع بعض لاقوا انتصارات كبيرة عند توجههم للشمال ((ولفهم الانتصار السريع الذي ظفر به المرابطون ينبغي أن نتذكر أن الوقت كان مناسباً تماماً، ذلك إن الأراضي الواقعة في الشمال الغربي من المغرب كانت آنذاك في فوضى تامة، فعلى أنقاض الخلافة الأموية في إسبانيا، قامت إمارات عديدة صغيرة مستقلة في كلا بابي مضيق جبل طارق، بينما في شرقي الشمال الأفريقي كان بنو زيري وبنو حماد استنفذتهم المنازعات 35)) ((فقام المرابطون بعدة غارات في درعه حوالي عام 1054م (446هج) أو عام 1056م (448هج) 36)) . وذلك لمعاقبة أمير سجلماسة مسعود بن وانوّدين المغراوي على شدة ظلمه في رعيته ونجحت هذه الغارات والذي كان الأمير هذا ((غير مستعد للمقاومة فقتل في إحدى المعارك وسقطت عاصمته في أيدي الصحراويين 37 )) ((ثم دخل أبن ياسين مدينة سجلماسة فقتل من وجد بها من مغراوةوأقام بها حتى هدَّنها وأصلح أحوالها وغير ما وجد بها من منكرات 38)) ((ووجهت حملات مماثلة نحو السودان .وكانت بقيادة أبي بكر بن عمر أخو القائد السابق الذي قتل فقام عام 1057م (447هج) فغزا السوس واستولى على تارودنت. وهذه المقاطعة البعيدة يبدوا أنها، منذ أيام الأدارسة الأولى، قد أفلتت من حكومات الشمال وبقيت مستقلة 39 )) ويتخذ ساكنو هذه المقاطعة المذهب الشيعي منهاجاً لهم حتى دخول المرابطين إليهم. ولنشر المذهب المالكي في هذه المناطق الخاصة بعد أن توفرت فرصة تأريخية لإبن ياسين في سبيل التقدم إلى باقي مناطق الشمال كفاتح لا كغازي باتخاذ أهالي قبائل برغواطة ديانة منحرفة عن الإسلام، فتوجه إليهم لقتالهم (( وهكذا بدأت حرب عنيفة دامية حوالي سنة 1058م (448هج) ضد تلاميذ صالح بن طريف، ولم تنتهي هذه الحرب إلا بعد أن قضى المرابطون على هذه البدعة وشتتوا من بقية من أنصارها حياً. وقتل ابن ياسين في المعارك الأولى مع برغواطة عام 541هج ودفن بموضع يقال له كريفلة 40)) وبعد استقرار الوضع بالنسبة إلى المرابطين وبعد فرض سيطرتهم الكاملة ((قفل الأمير أبو بكر راجعاً إلى مدينة أغمات التي كانت أول حاضرة للمرابطين بالمغرب 41)) وفي عام 1060م (452هج) جهز الأمير أبو بكر جيشاً كبيراً من صنهاجة وجزولة والمصامدة حيث أفتتح بلاد فازاز وجبالها وسائر بلاد زناتة ، كما فتح بلاد مكناسة ، ثم عرج على مدينة لواتة ففتحها عنوة ورجع لمدين أغمات 42)) . وأقام بها إلى أن تلقى فيها خبراً مفاده أن خلافاً نشب بين قبائل صنهاجة، فعزم على التدخل بينهم كي يضع حداً لهذه الفتنة وكذلك لكي يستأنف حركة فتوحاته هذه المرة في القبائل الوثنية من بلاد السودان. (( إلا أنه كان حريصاً كل الحرص على مكاسب دولته التي كانت لاتزال في مرحلتها المبكرة .ولهذا عهد إلى أبن عمه يوسف بن تاشفين اللمتوني قائده على الجيوش بأمر المغرب. وهكذا فأن الاختيار الموفق لهذا القائد يدل على بعد نظر الأمير وسعة افقه...وهكذا تقلد يوسف بن تاشفين زمام الأمور في بلاد المغرب بعد أن أجمع أشياخ المرابطين على إمرته نظراً لما يعرفون من عدله ودينه 43)) . وهذا يدل على أن الأمور لدى المرابطين قد اختلفت عما كانت عليه في فترة أبن ياسين فقد أستأثر اللمتونيين بالحكم على الصنهاجيين وعلى باقي من انضوى تحت لوائهم وفي الحقيقة على الأرجح أن سبب تلك النزاعات الدائمة بين القبائل المرابطية هي لهذا السبب وهذه كانت البداية لتكوين المملكة المرابطية، ولو أن المرابطين لم يكونوا مملكة ولكن كان كل ما بها يدل على وجودها ولو بغير هذا الاسم فقد قسم أبو بكر جيشه قسمين بينه وبين ابن عمه، ((فترك له الأمير أبو بكر جزأً من جيشه وسار بالباقي إلى بلاد الصحراء في عام 1061م (453هج) حيث قام بإصلاح أحوال الصحراء، ثم واصل جهاده في بلاد السودان فاستولى على الكثير من الأراضي وأعلى فيها كلمة الإسلام أما بالمغرب فقد قام بن تاشفين بتوزيع القيادة على فرسان قومه وأنجادهم فأختار أربع من ????هم وهم: سير بن أبي بكر اللمتوني ومحمد بن تميم الجدالي وعمر بن سلمان المسوفي ومدرك التلكاتي وعقد لكل منهم على خمسة آلاف من قبيلته وسيرهم لقتال المعارضين ...وسار هو على باقي الجيش في إثرهم حتى غلب على معظم بلاد المغرب 44 )). ورجع بعد ذلك إلى مدينة أغمات مركز انطلاق المرابطين ليكون صيته قد أشتهر وسمعته ذاعت في الآفاق. وعلى العموم كان المرابطين قد حددوا صفة حكومتهم بأن نقشوا على نقودهم ولاءهم الروحي للخلافة العباسية في بغداد.((فمنذ عام 1058م وحتى نهاية دولتهم كان الخليفة يسمى (الإمام) ويلقب بأمير المؤمنين. بينما لم يحمل زعمائهم سوى لقب هو (الأمير) 45 )) . فبعد هذا التقسيم لدولة المرابطين الواضح بين قائدين كبيرين كالزعيم الأكبر للمرابطين أبي بكر الذي أستقر في الجنوب وأتخذ من أغمات عاصمة له والأمير أبن تاشفين الذي أتخذ من مراكش عاصمة له، ولكن لا يمنع هذا التقسيم في أن يكون الحل والعقد بيد الزعيم الأكبر حسب ما يرويه لنا التأريخ . ((فلم يجرأ بن تاشفين يوماً على نقش أسمه على السكة إلا منذ عام 480هج أي عام 1087م أي منذ وفاة الأمير أبو بكر ...فقد كانت هناك لقاءات تتم دائماً بين الأميرين وآخرهن كان في مكان بين أغمات ومراكش وقدم فيها الأمير يوسف هدية كبيرة لأبي بكر فسُر بها وبهذا اللقاء وكان أبو بكر رجلاً زاهداً ورعاً فقال ليوسف: أنا لاغنى لي عن الصحراء مقر إخواننا ومحل استيطاننا وما جئت إلى هنا إلا لأسلمك الأمر في بلادك وأهنئك فيه وأعود إلى الصحراء 46)). ((فتخلى الأمير أبو بكر لأبن عمه عن السلطة من تلقاء نفسه. بعدها رجع لمقره في الصحراء حيث قاد عدة حملات ناجحة في بلاد السودان لنشر الإسلام بين ربوعها، إلى أن توفي عام 1087م 47)) . ومن خلال ما ورد يتبين لنا حسب الأحداث التاريخية المتلاحقة، إن الأمير أبو بكر بعد أن رأى قوة وسطوة أبن عمه أبن تاشفين، والتفاف الناس حوله، وبخاصة في مناطق نفوذه، وكان أبو بكر رجلاً عارفاً بأحوال السياسة، لم يشأ أن يضع نفسه في موقف لا يحمد عقباه في الاستئثار بالسلطة، فقد كان لأبن عمه يوسف شعبية كبيرة لدى رعيته وكان أعرف منه بأحوال دولة المرابطين شمال الصحراء، فرغب أبو بكر في استكمال نجاحاته في الجنوب لمد دولة المرابطين ولنشر الإسلام في المناطق الوثنية والذي بفضله أدخل مملكة غانا في الإسلام، ((والتي على أنقاضها قامت مملكة مالي الإسلامية، فكانت ثمرة من ثمرات جهاد هذا الأمير وجنوده المرابطين 48)). إلى أن أستشهد هذا القائد فأفل بذلك نجم أخر من سماء الملثمين، بعد أن أرسى قواعد وأسس دولته . فأصبحت دولة المرابطين الكبرى كلها تحت حكم القائد يوسف بن تاشفين. الذي أستلم زمام الأمور فيها وقام بأعمال كثيرة لتدعيم دولة الصحراويين أهمها :
1- ((عمل على إتمام فتح بلاد المغرب الأقصى، وبنى أسطولاً بحرياً ساعده في احتلال الثغور الشمالية المطلة على مضيق جبل طارق مثل سبته وطنجه ومليلة، كما ضم المغرب الأوسط وتوحيده مع المغرب الأقصى. فاستولى على تلمسان و وهران وتونس والجزائر حتى بلغت حدود أقرباءه الصنهاجيين من بني حماد والزيريين في أفريقية، وهكذا أصبح يوسف بن تاشفين سيداً على المغربين الأوسط والأقصى والصحراء. 2- أتم بناء العاصمة مراكش وحرص على أن يعطي ملكه حق شرعي، فدعا الخليفة العباسي في بغداد لإعطائه المباركة. وهكذا صار المغرب يتمتع بوحدة سياسية ودينية قوية في ظل دولة المرابطين وزعيمها بن تاشفين. في الوقت الذي كان فيه الأندلس يعاني من التفكك السياسي والاجتماعي تحت حكم ملوك الطوائف 49)). فبعد سيطرة الصحراويين على بلاد المغرب العربي، كانت الأندلس تعيش تفكك وانقسامات مما جعلها تكون على شكل دويلات صغيرة مسلمة متنافرة مضطربة تعيش وسط دول كبيرة نصرانية تأكل من هذه الدويلات بين فترةٍ وأخرى. فلم يبق أمام المعتمد بن عباد حاكم أشبيلية إلا الاستعانة بأعدائه المرابطين الذين لم يكن بينهم وبين الأندلس سوى ذراع ضيق من الماء هو مضيق جبل طارق. مع علم المعتمد إنه لن يكون حاكم على أي شيء لو استولى المرابطين على الأندلس بل كان يتوقع أسوء من ذلك لما سيفعله المرابطون به ولكنه كان يفضل أن يكون الحكم للإسلام بدل النصارى وهذا ما نستنتجه من كلمته المشهورة التي قالها عندما أرادوه أن ينصاع لسيطرة الفونسو السادس ملك قشتالة ويبقى في الحكم فأجابهم: ((رعي الجمال عندي خيرٌمن رعي الخنازير 50))،
لكن النصارى كانوا على علم بما عزم عليه ابن عباد من استنجاد بالمرابطين بدليل أن الفونسو السادس أرسل إلى يوسف بن تاشفين خطاباً كله تهديد ووعيد محاولاً إرهابه وتخويفه. ولكن كان جواب بن تاشفين له: ((أما بعد : فأن الجواب ما تراه بعينك لا ما تسمعه بإذنك والسلام على من أتبع الهدى . ثم أردف ذلك ببيت للمتنبي :
ولاكُتُبَّ إلا المــــشرفيةُ والقنا ولا رُسلَّ إلا بالخميس العرمرم 51)) .
أخذ بن تاشفين بعد العدة لفتح الأندلس فحرص على الحصول على أجود أنواع الأسلحة من السيوف التي كانت تصنع في الأندلس، وكذلك ضمان الحصول على بعض الثغور العدوة الأندلسية كي يسيطر على مضيق جبل طارق ويضمن الاتصال بوطنه في أي وقت يشاء سواء وقت النصر أو الهزيمة، لهذا بعث للمعتمد بن عباد يطلب منه تسليمه ثغر الجزيرة الخضراء مفتاح أسبانيا من الجنوب ولم يكن بن تاشفين مجرد رجل أخذته العزة في فتحه لبلاد المغرب ويريد زيادة ملكه وإنما أراد إنقاذ أخوته في الأندلس من الصليبيين وإنقاذ الإسلام الذي كان الصليبيين يشنون ضده حملة صليبية سواءً في المشرق في فلسطين أو في المغرب في أسبانيا حتى إن البابا بارك حرب الأسبان ضد المسلمين بإعفائهم من المشاركة في الحملة الصليبية في المشرق الإسلامي لأنهم بحرب مقدسة أخرى وإذا عدنا إلى المرابطين فسنجد أنهم إضافةً لكونهم يناصرون أخوتهم في هذه الحرب، فإنهم كذلك في حال نصرهم سيحققون حلماً طالما تمنوه طويلاً، هو دخول الأندلس فاتحين كما دخله سابقاً جدهم طارق بن زياد . ((فعبر أبن تاشفين بجيوشه مضيق جبل طارق في منتصف ربيع الأول سنة 479هج الموافق لعام 1086م، ونزل الجزيرة الخضراء التي أخلاها له المعتمد. فقام يوسف بتحصين الجزيرة. لتكون جسراً لهجومه وخط رجعة لانسحابه وهناك وافاه أكثر رؤساء الأندلس أمثال المعتمد بن عباد والمتوكل بن الأفطس (صاحب بطليوس ) بمن معهم من جنود وكل من رغب بالجهاد 52)). على ما هو واضح فقد كان لأبن تاشفين رهبة كبيرة جعلت من أغلب ملوك الطوائف في إسبانيا وضع ثقتهم به وتسليمهم له جيوشهم، وإضافة لهذه الميزة التي تميز بها بن تاشفين إلا أنها ليست فقط الثقة هي التي دفعت ببعض هؤلاء الملوك لهذا العمل وإنما كذلك كانت لديهم رغبة في المحافظة على كراسيهم والبقاء بها فهم على ثقة تامة إنهم لن يستطيعوا النصر على الفونسو وبالتالي سيطاح بهم، والبعض الآخر منهم، أحسوا بحجم الدمار الذي سيصيب الإسلام بسبب ضعف المسلمين ففعلوا هذا كابن عباد. ((ثم زحفت هذه الجيوش نحو أشبيلية ثم إلى بطليوس في غرب الأندلس بغية لقاء العدو. ولما علم الفونسو السادس بذلك وكان محاصراً لمدينة سرقسطة المسلمة رفع الحصار وأسرع بجيوشه نحو تجمعات المسلمين، فالتقى بهم في شمال بطليوس عند فحص الزلاقة وهناك دارت معركة فاصلة بين الاثنين في 12 رجب سنة 479هج الموافق 1086م 53)). وفي هذه المعركة أنتصر المسلمين أنتصاراً ساحقاً على عدوهم الفونسو والذي جرح في هذه المعركة جرحاً بليغاً مات على أثره. وبهذه النتيجة أنتصر بن تاشفين على أعتى أعداء الإسلام في الأندلس. ورفع من معنويات المسلمين بعدما كانوا فيه من الخضوع والإذلال من قبل ملك قشتالة الفونسو. ((وعاد بن تاشفين إلى المغرب بعد أن رتب جيشه وأمّر عليه سير بن أبي بكر اللمتوني 54)) .واستمر هذا القائد يدفع العدو حتى حدود الإمارات الإسلامية في الأندلس وقد سهل له خاصة بعد خلو الساحة من الفونسو. وهكذا أصبحت الأندلس ولاية مرابطية يحكمها الصحراويين بعد أن تم عزل قادتها السابقين وإبدالهم بقادة مرابطين، وجعلت العاصمة الرئيسية مراكش. ((وفي سنة 500هج توفي يوسف بن تاشفين مريضاً، وقد خلفه أبنه (علي) الذي أستمر على نهج والده واجتاز البحر للأندلس لتفقد أحواله مع جيوشه سنة 503هج. ولما أطمئن عليها ...عاد للمغرب ...ورجع مرةً أخرى إليها عام 511هج لاستبدال بعض قياداتها 55)) ، ((حتى وصلت جيوش الصحراويين للبرتغال فاتحة عام 1094م (487هج)، ومدينة سرقسطة 1109 م (502هج) ، ومدينة برشلونة عام 1114م (507هج)، وجنوب إيطاليا عام 1121م (514هج) 56 )) . ولكن مع هذه القوة التي أمتلكها المرابطون برياً فقد كانوا يملكون من أكبر الأساطيل البحرية التي يقودها أمير البحر عبد الله محمد بن ميمون، ومع ذلك كانوا دائم التعرض لغزوات صليبية. لكنهم كانوا دائما على أهبة الاستعداد لها بفضل من الله وقوة رجالها الذين وصفهم البكري بقوله : (( ولهم في قتالهم شدة وجَلَد ليس لغيرهم، وهم يختارون الموت على الانهزام، ولا يحفظ لهم فرار من الزحف، وهم يقاتلون على الخيل والنجب، وأكثر قتالهم وهم راجلون على أقدامهم صفوفاً...فكانوا أثبت من الهضاب 57)) . وهذا غيظ من فيظ من تأريخ دولة بنت أمجادها، فحتى من بقي من أبنائها المتمثلين في الطوارق نراهم يتوزعون في عدة دول طلباً للحياة الكريمة، فتجاهلهم التأريخ ونساهم في طي كتبه حال الدول الإسلامية الأخرى التي كانت تُرهب من يسمع بها . وأخيراً دعوانا من العلي القدير نصرة الإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض وقبول أعمالنا.
عدل سابقا من قبل joud في الأربعاء 30 يونيو 2010 - 22:01 عدل 1 مرات | |
|
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: رد: سكان الصحراء ** الطوارق الأربعاء 30 يونيو 2010 - 21:59 | |
|
الهوامش :-
المغرب: وهو مصطلح قصد به الكتاب العرب كل الأقاليم الواقعة غير مصر، والتي تشمل شمال القارة الإفريقية، وتتضمن حالياً البلاد الليبية بولاياتها الثلاث (برقة وطرابلس وفزان)، وتونس، والجزائر بصحرائها المترامية إلى تخوم السودان، واخيراً المغرب.(تاريخ المغرب العربي. د.سعد زغلول عبد الحميد، ج1، الناشر منشأة المعارف بالإسكندرية، ص61). وادي درعه: وهو أحد الوديان الواقعة في المملكة المغربية قريبة من الحدود الموريتانية. غدامس: وهي مدينة ليبية تكون نقطة التقاء بين ليبيا وتونس والجزائر. قبائل حْميّر: وتعتبر من اكبر القبائل العربية التي سكنت اليمن. إقليمي القبائل: وهي منطقة وعرة في شمال الجزائر يسكنها البربر وتكون على قسمين قبائل كبرى وقبائل صغرى الأولى اكثر ارتفاعاً ويفصلهما واد يسمى وادي ساهي وهي منطقة زراعية جميلة ويطلق عليها بالبربري (تيزي اوزو). جبال أوراس: وهي سلسلة جبال بالجزائر في صحاري الأطلس ولا نعرف معنى كلمة أوراس على وجه التحقيق، ويحتمل أن تكون كلمة بربرية الأصل تظهر في أسماء كثيرة. وقد يجوز أن جبل أوراس في جنوب خنشلة هو الذي أطلق اسمه على مجموعة الجبال كلها ( دائرة المعارف الإسلامية. احمد الشنتناوي، وآخرون، ج3، ص118). مزاب: وهي منطقة في الجزائر كانت تعتبر واحة من واحات الصحراء وتقع في المنطقة الوسطى شمالاً يمر بها نهر وأغلب سكانها من البربر. إفريقش بن صيفي: أو أفريقش بن ابرهة الرائش الذي قاد حملة على بلاد البربر وابتنى مدينة إفريقية، ويذهب آخرون إلى إن هذا الاسم اشتق من افريق وهو ابن إبراهيم (ع) من زوجته الثانية قطورا (قنطوراء) أو من فارق بن مصرايم. ويرجع ابن خلدون هذا اللفظ الى إفريقش بن قيس بن صيفي أحد ملوك اليمن. ويرى ابن أبى دينار عن المقريزي ان افريقش بن ذي القرنين غزا المغرب ثم ابتنى هناك مدينة سماها إفريقية (دائرة المعارف الإسلامية. المصدر السابق، ص337). كتامة وصنهاجة: قال ابن خلدون صنهاجة قبيلة من أوفر قبائل البربر (وهو اكثر أهل الغرب لهذا العهد (أواخر القرن الثامن للهجرة) لا يكاد قطر من أقطاره يخلو من بطن من بطونهم في جبل أو بسيط حتى لقد زعم الكثير من الناس انهم الثلث أول البربر وكان لهم في الردة ذكر وفي الخروج على الأمراء شأن. واما ذكر نسبهم فأنهم من ولد صنهاج وهو صناك بالصاد المشمه بالزاي والكاف القريبة، إلا ان العرب عربته وزادت فيه الهاء بين النون والألف فصار صنهاج. وهو عند النسابة البربر من بطون البرانس من ولد برنس بن بر وذكر بن الكلبي والطبري انهم وكتامة جميعاً من حمير... واما المحققون من نسابة البربر فيقولون هو صنهاج بن عاميل بن زعزاع بن قيمتا بن سدور بن مولان بن مصلين بن يبرين بن مكسيلة بن دقيوس بن حلحال بن شرو بن مصرايم بن حام ويزعمون ان جزول واللمط وهسكور اخوة صنهاج وان أم الأربعة بصكي وبها يعرفون وهي بنت زحيك بم مادغس ويقال لها العرجاء فهذه القبائل الأربع من قبائل اخوة لام...وذكر آخرون من مؤرخي ان بطونهم تنتهي سبعين بطناً ...وكان أعظم قبائل صنهاجة بلكانة وفيهم كان الملك الأول والله اعلم.(دائرة المعارف.بطرس البستاني،ج11،ط دار المعرفة، بيروت، لبنان، ص45)
إفريقية: أو المغرب الأدنى ويشمل تونس كلها وجزءاً من الجزائر وإقليم طرابلس الغرب مع إقليم برقة. وتبدأ إفريقية من تخوم طرابلس الى تخوم طنجة. وكان ذلك سبب في ان اصبح لأفريقية مفهومان: أحدهما عام يكاد يعادل مفهوم المغرب، إذ يقول بعض الكتاب ان إفريقية تمتد من برقة شرقاً الى طنجة غرباً ، والآخر خاص ويعني الأجزاء الشرقية فقط من المغرب التي تعادل ولاية إفريقية الرومانية الأصلية أي البلاد التونسية الحالية مع بعض الأجزاء الغربية لولاية طرابلس والتخوم الشرقية لبلاد الجزائر الى بجاية في ولاية قسنطية، أو الى مدينة الجزائر الحالية. (عصر القيروان. أبو القاسم محمد كرّو، عبد الله شريط، دار المغرب العربي، تونس، ص12)، (تاريخ المغرب العربي.د.سعد زغلول عبد الحميد، ج1، الناشر منشأة المعارف بالإسكندرية، ص68). الكاهنة: واسمها داهية وتلقب بالكاهنة وهذا يدل على زعامتها الروحية إذ كانت تتنبأ أو تتكهن بالغيب فسميت بالكاهنة لهذا السبب. وقد قاومت المسلمين طويلاً فقد كانت تظن إن المسلمين طويلاً فقد كانت تظن ان المسلمين غزاة يبحثون عن الخيرات حيثما وجدت لذلك فكرت في تخريب المدن العامرة والأراضي الزراعية عل المسلمين يعودون من حيث اتو فقامت بهذا العمل الذي فاجيء الجميع حتى اتباعها ( وكانت من أوائل من استخدم سياسة الأرض المحروقة) وانتهز حسان بن النعمان موجة الذعر التي حصلت بفعل سياسة الكاهنة فخرج بجيش ضخم انضم إليه فيه الكثير من البربر الحانقين سنة 80 هج فهزمها في قابس وأخذ يطاردها الى ان قضى على جيشها وقتلها عام 82 هج ( في تاريخ المغرب والأندلس، احمد مختار العبادي، ص43). بلاد السودان: وهي تسمية اطلها العرب على مملكة غانا التي تعتبر اقدم دولة في غرب إفريقيا شمالي نطاق الغابات...وإنها كانت تسمى بإمبراطورية بافور، ثم أطلق عليها بعد ذلك اسم غانا وهو اللقب الذي كان يحمله ملوكها...ولقد اندرست مدينة غانا العاصمة واندرست معالمها، إلا ان الحفريات التي قام بها العلماء، وقد كشفت عن مدائن تمتد عدة كيلومترات قرب مدينة النعمة في منطقة الحوض من موريتانيا على مسافة 300كلم من باماكو، وهي تشهد بحضارة غانا ورقيها وكان ملوك هذه الدولة وعامة شعبها يدينون بالوثنية.(في تاريخ المغرب والأندلس. المصدر السابق، ص302) قبيلة جدالة : وهي من قبائل صنهاجة الملثمين السبعين عاشوا غرب لمتونة في الصحراء الغربية على سواحل المحيط الأطلنطي بالقرب من ارجوين ورأس الأسود...وقد اختفى ذكرهم منذ سقوط دولة المرابطين. وهم عين الجيلوتي Gaetuli الذين ذكرهم الكتاب القدماء.(دائرة المعارف الإسلامية. ج6، ص307). مدينة القيروان: وهي مدينة تاريخية تقع في تونس بناها القائد عقبة بن نافع قائد معاوية على المغرب إذ جعلها بعيدة عن الساحل خوفاً من غارات البيزنطيين، وبعيد عن جوف الصحراء خوفاً من غارات البربر، واتخذها قاعدة لانطلاق قواته في فتوحات المغرب. (تاريخ المغرب العربي. المصدر السابق، ج1، ص184) أبو عمران الفاسي الغفجومي: وهو أحد أقطاب المالكية، ينسب الى بني غفجوم وهم فرع من قبيلة زناتة البربرية، وان كان البعض ينسبه الى قريش. ويعتقد انه هو من وضع الأسس الأولى لقيام دولة الصحراويين.(في تاريخ المغرب والأندلس. المصدر السابق، ص270).
ملكوس: وهي إحدى مدن بلاد السوس في المغرب الأقصى. لمتونة: وهي من كبريات قبائل صنهاجة اللثام. (تاريخ المغرب العربي. المصدر السابق، ج1، ص282). الرباط: وهو دار اعتزال يستخدم للعبادة بناها عبد الله بن ياسين له وجميع من يؤمن بأفكاره والتي تنص على الإيمان بالله ورسوله والسير على مذهب الإمام مالك واحكامه وسماهم بالمرابطين لأنهم معه في الرباط.
مملكة غانا: وهي تسمية أطلقها العرب على بلاد السودان التي تعتبر اقدم دولة في غرب إفريقيا شمالي نطاق الغابات...وإنها كانت تسمى بإمبراطورية بافور، ثم أطلق عليها بعد ذلك اسم غانا وهو اللقب الذي كان يحمله ملوكها...ولقد اندرست مدينة غانا العاصمة واندرست معالمها، إلا ان الحفريات التي قام بها العلماء، وقد كشفت عن مدائن تمتد عدة كيلومترات قرب مدينة النعمة في منطقة الحوض من موريتانيا على مسافة 300كلم من باماكو، وهي تشهد بحضارة غانا ورقيها وكان ملوك هذه الدولة وعامة شعبها يدينون بالوثنية.(في تاريخ المغرب والأندلس. المصدر السابق، ص302) المذهب الشيعي: أو ما يسمى بمذهب آل بيت الرسول (صل الله عليه وآله وسلم) ولا يتبعون الشيعة في تقليدهم بامور دينهم سوى بالأئمة من آل البيت الذي وصى بهم الرسول (صل الله عليه وآله وسلم) وهم اثنا عشر إماماً أولهم الإمام علي بن أبى طالب (ع) وبعده ابنه الإمام الحسن ويليه أخيه الإمام الحسين وبعده ابنه الإمام علي زين العابدين وبهد ابنه الإمام محمد الباقر وبعده ابنه الإمام جعفر الصادق وبعده ابنه الإمام موسى الكاظم وبعده ابنه الإمام علي الرضا وبعده الإمام محمد الجوّاد وبعده ابنه الإمام علي الهادي وبعده ابنه الإمام الحسن العسكري وبعده ابنه الإمام المهدي المنتظر (عليهم سلام الله)، فقد ذكر الإمام القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة ) عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبى عند النبي (صل الله عليه وآله وسلم) فسمعته يقول : ((بعدي اثنا عشر خليفة ثم أخفى صوته فقلت لأبي ما لذي أخفى صوته؟ قال. قال: كلهم من بني هاشم)). وقال (صل الله عليه وآله وسلم) : (( أهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف، فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس)). (أخرجه الحاكم في ص149 من الجزء 3 من المستدرك) وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال (صل الله عليه وآله وسلم) : ((ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق)). (أخرجه الحاكم بالإسناد الى أبى ذر، ص151 من الجزء 3 من المستدرك). وقال (صل الله عليه وآله وسلم) : ((إنما مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، وانما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة بني إسرائيل من دخله غفر له)). (أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبى سعيد. ونقل الإمام الصبان في كتابه ( إسعاف الراغبين) والشيخ يوسف النبهاني في الشرف المؤبد وغير واحد من الثقاة، بالإسناد الى أبى ذر الغفاري). وقال (صل الله عليه وآله وسلم) : (( اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين)). ومن أراد تفصيل الأحاديث النبوية التي ذكرت بضرورة اتباع أهل البيت فعليه بكتاب(المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي. المذهب المالكي: وهو أحد المذاهب السنية الأربعة إمامه هو أبو عبد الله مالك ابن انس ويلقب بإمام دار الهجرة أخذ العلم عن الإمام جعفر الصادق وكان معجباً جداً بالإمام جعفر الصادق فقال كلمته المشهورة ( ما رأت عين ولا سمعت لإذنٌ ولا خطر على قلب بشر أفقه وأعلم من جعفر الصادق) راجع كتاب ثم اهتديت للتيجاني السماوي التونسي، ودرس الإمام مالك على يد ربيعة الرأي. ولد سنة 95 هج، وكان يفتي بالرأي. وحكى الحافظ أبو عبد الله الحميدي في كتاب ((جذوة المقتبس)) قال: ((حدث القعنبي قال: دخلت على مالك بن انس في مرضه الذي مات فيه، فسلمت عليه، ثم جلست فرأيته يبكي، فقلت: يا أبا عبد الله، ما لذي يبكيك؟ قال: فقال: يابن قعنب، ومالي لا ابكي؟ ومن أحق بالبكاء مني؟ والله لوددت اني ضربت لكل مسألة أفتيت فيها برأيي بسوط سوط، وقد كانت لي السعة فيما قد سبقت إليه، وليتني لم أفت بالرأي، أو كما قال)). انتشر هذا المذهب في شمال إفريقيا والأندلس بفضل المرابطين.(راجع وفيات الأعيان لأبن خلكان، ج4، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت ، لبنان، ص5). بنو زيري: هو زيري بن مناد بن منقوش...ابن صنهاج الأكبر وقد ملك مناد جانبي إفريقيا والمغرب الأوسط مقيماً لدعوة ابن العباس وراجعاً الى أمر الاغالبة واقام الأمر من بعده ابنه زيري وكان من اعظم ملوك البربر بفضله أقام الملك للشيعة بإفريقية كما يزعم ابن النحوي(تاريخ ابن خلدون.المصدر السابق، ص153). بنو حماد: وهم شعبة من آل زيري وحماد هو بن بلكين بن زيري أقام دولة دعى بها الى خلافة العبيديين.(تاريخ ابن خلدون. المصدر السابق، ص171). سجلماسة: وهي مدينة قديمة كانت شاهدة على الكثير من أحداث إفريقية، اندثرت هذه المدينة. من بلاد المملكة المغربية، ومكانها الآن مدينة الريساني. مغراوة: وهي إحدى قبائل البربر البتر أخت قبيلة سدراتة من جهة الأم ويعودان الاثنين الى قبيلة مناغة (مفاغة ) التي تعود الى قبيلة لواته وهذه ترجع الى قبيلة لوا الأكبر صنهاجة. (تاريخ المغرب العربي. المصدر السابق، ج1، ص86). وادي السوس: وهي إحدى مناطق المغرب الأقصى. في المملكة المغربية الآن جنوب غرب أغمات لا تطل على البحر ويسكنها بربر الشلوح Chleuh والذين يعتقد انهم بقايا قبائل مصمودة. (تاريخ المغرب العربي. المصدر السابق، ص112). تارودنت: وهي إحدى مناطق بلاد السوس بالمغرب الأقصى. الأدارسة: وهي أولى الدول التي انفصلت عن الخلافة العباسية أسسها بالمغرب الأقصى إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى السبط ابن الإمام علي بن أبى طالب (ع) سنة 169هج وبويع بالخلافة سنة 172 هج واستمرت دولة الأدارسة الى سنة 375 هج، الى ان أزالها الفاطميين. (عصر القيروان. المصدر السابق، ص18). برغواطة: اسم كان يطلق سابقاً على مجموعة من قبائل المصمودة، أهمها البرانس وزواغه ومطماطة ومطغرة وبنو بورغ وبنو واغمر. وقد استقر هؤلاء غربي مراكش في إقليم تامسنا من سلا وآزمور الى آسفي وأنفا. ويعرف بإقليم تامسنا باسم الشاوية. واعتنقت هذه القبائل آراء الخوارج واشتركت في حروبها ضد العرب بزعامة ميسرة السقاء الطنجي. وكان كبيرهم في ذلك الحين هو طريف أبو صالح. بقيت برغواطة مستقلة، وظلت خطراً دائماً على دولة المرابطين التي قيل إنها أجلتهم عن بلادهم. وقد هزمت برغواطة جيش عبد الله بن ياسين الذي قتل في هذه الحرب سنة 450 هج. بعد ذلك بقرن أي سنة 543 هج. نجد عبد المؤمن مؤسس دولة الموحدين يشن الحرب عليهم ويخر حربه الأولى عليهم إلا انه يعاود وينتصر عليهم ، وتلاشت برغواطة من الوجود. (دائرة المعارف الإسلامية. المصدر السابق، ص550). صالح بن طريف : تضاربت الأقاويل في صالح وآراءه. فقد كان صالح ذو علم بين قومه، خلفه والده عليهم. وقد ذكر ان صالح أراد إيجاد دين جديد يكون مقامه بالنسبة للإسلام كمقام الإسلام بالنسبة لليهودية والنصرانية. وتنسب بعض الروايات التفكير في هذا الأمر الى والده طريف. ومهما يكن من شيء فأن صالحا زعم إنه ((صالح المؤمنين)) المذكور في القرآن (سورة التحريم: الآية 4) ... ويقولون انه ولد في برباط بالقرب من شريش Xeres من أعمال الأندلس ومن ثم جاء لقب برباطي الذي حرف الى برغواطي واطلق على اتباعه... اختلفت الآراء حول كيفية موته. (دائرة المعارف الإسلامية. المصدر السابق، ص552). كريفلة : وهي ربوة قريبة على مدينة الرباط بالمغرب تطل على وادي كريفلة أحد فروع وادي ابر الرقراق، ولا يزال قبره لحد الآن يسميه الأهالي سيدي عبد الله مول الغارة. قبيلة جزولة : وتقرأ بفتح الجيم لا بضمها كما يقول ابن خلكان والأصح كزولة بتشديد الزاي وهي إحدى قبائل البربر وهي بطن من اليزدكتن في مراكش الجنوبية. قبيلة المصامدة : وهم ن ولد مصمود بن يونس بربر فهم اكثر قبائل البربر واوفرهم. ومن بطونهم برغواطة وغمارة واهل جبل درن ولم تزل مواطنهم بالمغرب الأقصى ( المملكة المغربية ) منذ الأحقاب المتطاولة وكان من المتقدم فيهم الإسلام وصدره برغواطة ثم صار التقدم بعد ذلك لمصامدة جبال درن الى هذا العهد. (تاريخ ابن خلدون. المصدر السابق، ج6، ص206) قبيلة فازاز : وهم بطن من بطون زناتة. (تاريخ ابن خلدون. المصدر السابق، ج6، ص184) قبائل زناته : ويعودون الى بني يحيى والذين يرجعون الى قبيلة ضريسة وهم بطن من بطون البربر البتر.(تاريخ المغرب العربي. المصدر السابق، ج1، ص86) مكناسة : مدينة بالمغرب في بلاد البربر على البر الأعظم بينها وبين مراكش أربع عشرة مرحلة نحو المشرق وهي مدينتان صغيرتان...وقيل مكناسة حصن بالأندلس من أعمال مردة في الطريق المار من فاس الى سلا على شاطئ البحر.(معجم البلدان، ياقوت الحموي، 5/181) لواته : وهم بطن عظيمة من بطون البربر البتر ينتسبون الى لوا الأصغر بن لوا الأكبر ابن زحيك . يوسف بن تاشفين : وهو أحد ???? المرابطين الذي اصبح القائد الأوحد عليهم خاصة بعد وفاة ابن عمه الأمير أبى بكر بن عمر سنة 480 هج، ويعتبر المؤسس الحقيقي لدولة المرابطين لأنه هو الذي وطد أركانه هذه الدولة وأعطاها كياناً دولياً ثابتاً. (في تاريخ المغرب والأندلس. احمد مختار العبادي. ص305) مراكش : وهو اسم كان يطلق على المملكة المغربية ككل.(تاريخ المغرب العربي. المصدر السابق، ص61) ومعناه على رأي ابن خلكان ( امش مسرعاً ) في لغة المصامدة، لأن موضعها كان مأوى اللصوص وكان المسافرون يقولون لرفاقهم هذه الكلمة فعرف الموضع بها. (هامش في تاريخ المغرب والأندلس، المصدر السابق، ص298)، أما الآن فمراكش تقع في وسط المملكة المغربية لا تطل على الساحل. تلمسان : وهي مدينة بالمغرب تتألف من مدينة قديمة اسمها أقاد ير وأخرى حديثة اسمها تافرزت، يزعم بعضهم إنه البلد الذي قام به الخضر (ع). معجم البلدان. المصدر السابق، ص44) وهي مدينة تقع في الجزء الشمالي الغربي للجزائر في ما يعرف بأطلس التل تحيطها اليابسة. (راجع الأطلس التعليمي. الوطن العربي، ص28). وهران : وهي رابع مدينة في المغرب العربي من حيث الكبر، وهي مدينة تقع في الجزء الشمالي الغربي للجزائر في ما يعرف بأطلس التل وهي مدينة ساحلية. (راجع الأطلس التعليمي. الوطن العربي، ص28). المعتمد بن عباد : هو أبو القاسم محمد بن المعتضد بالله قاضي اشبيلية ويرجع نسبه الى النعمان بن المنذر اللخمي ملك الحيرة. كان صاحب قرطبة واشبيلية، وما والاهما من الأندلس. كان من اكبر ملوك الطوائف واثرهم بلادا وكان يؤدي الضريبة لألفونسو السادس. ملك الإفرنج بالأندلس. فلما ملك الفونسو طليطلة لم يقبل ضريبة ابن عباد طمعاً في أخذ بلاده. أرسل إليه يهدده ويقول له انزل عن الحصون التي بيدك ويكون لك السهل. فضرب المعتمد الرسول وقتل من كان معه.(راجع دائرة المعارف لبطرس البستاني. ص578) اشبيلية : وتسمى بالإسبانية (سفيلا) وترتفع عن سطح البحر 45 قدم وتقع في وادٍ متسع على الضفة اليسرى لنهر الوادي الكبير الذي يفصلها عن ضاحية طريانة. مع ان هذه المدينة تبعد عن البحر مسافة 60 ميل إلا ان لها جميع خصائص الثغور لأن النهر عندها بطيء التيار ويصل المد الى ما بعدها ومناخها دافئ جاف.( راجع دائرة المعارف لبطرس البستاني. ص578) الفونسو السادس : الفونسو...عند العرب الفنش أو الفنس وأذفونش وابن اذفونش. وهو اسم لعدة ملوك ملكوا على إسبانيا والبرتغال ونابلي...الفونسو السادس لقب بالشجاع. ملك قسطيلة ولاون وجليقية. وهو ابن فردينندو الأول. ولد سنة 1030م وجلس بعد وفاة أبيه على تخت مملكة لاون سنة 1056م وتوفي سنة 1109م... تفرغ لمحاربة العرب وكسرهم في عدة مواقع. وسنة 1085م غلبهم على طليطلة وجعلها عاصمة لملكه بعد ان استمرت في حوزتهم 372 سنة. فأذهل انتصاره العرب وتواطئوا على ان ينزعوا منه تلك المدينة فاستغاثوا بالمرابطين من إفريقية فأتوا لنجدتهم. فسار الفونس سنة 1086م الى استرامدورة لملاقاتهم واستولى على كوربا ثم زحف بجيشه على سلطان مراكش فالتقيا في الزلاقة وهي على مسافة أربعة فراسخ من بطليوس...توفي في 30 حزيران. بعد ان ملك 44 سنة.( راجع دائرة المعارف لبطرس البستاني. ص578) قشتالة : وهي إحدى الممالك الإسبانية التي تقع في الشمال والتي كانت في الأصل مجموعة من القلاع المتفرقة التي اتحدت مع بعضها مكونة ما يعرف بإمارة Castilla وقد عرب المسلمون هذه اللفظة الى قشتالة وقشيتلة.(في تاريخ المغرب والأندلس. المصدر السابق، ص75). الجزيرة الخضراء : Algeziras أو Algeciras وقد سميت بإسم Ila Verde المواجهة لها، ويقال ايضاً جزيرة أم حكيم. وهي على جون الجزيرة الخضراء أو جون جبل طارق، وقد استخدمها العرب هي وجبل طارق مرفأ ومرسى ( فقد كانت ممر عبور من والى إفريقيا). (دائرة المعارف الإسلامية. المصدر السابق، ص451) بطليوس : أو Padajoz وهي في وقتنا الحاضر قاعدة الإقليم المعروف بهذا الاسم بين بلاد البرتغال وإقليم قاصرش Caseres وطليطلة وإقليم قرطبة شرقاً واشبيلية و ولية Huelva جنوباً، موقعها من مدريد على مسافة 599 كلم بالسكة الحديد ومن حدود البرتغال على مسافة 7كلم فحسب.(دائرة المعارف الإسلامية. المصدر السابق، ص451) سرقسطة : وهي قاعدة الثغر الأعلى للمسلمين في شمال إسبانيا، وقد قام أهلها بإغلاقها بوجه وآليها سليمان بن الإعرابي وشارلمان ملك فرنسا عندما علموا بنيّة وآليها من تسليمها سنة 878 هج حتى عاد ملك فرنسا من حيث قدم، وتقع الآن في الجزء الشمالي الشرقي للمملكة الإسبانية .(في تاريخ المغرب والأندلس. المصدر السابق، ص103). فحص الزلاقة : أو ما يسمى بالإسباني Sagrajas وهي منطقة في الجنوب الغربي لإسبانيا، جرت فيها معركة فاصلة للمسلمين سنة 479 هج انتصروا فيها بقيادة يوسف بن تاشفين. .(في تاريخ المغرب والأندلس. المصدر السابق، ص309). برشلونة : أطلق هذا الاسم على مدينة برسينو Barclno الأيبيرية القديمة...استولى العرب عليها عام 713 هج أيام موسى بن نصير. وهي حالياً تقع في الساحل الشمالي الشرقي للمملكة الإسبانية مطلة على البحر الأبيض المتوسط.
************************************************** ***************
المصادر:-
بيان في لغة اللاهوت. إبراهيم الكون، ص9991.دار الملتقى للطباعة والنشر، 2001م ،ص9. 2 التوارق عرب الصحراء الكبرى .محمد سعيد الكشاط .ط2 . مركز دراسات وأبحاث شؤون الصحراء، 1989، ص27. 3 المصدر السابق، ص29. 4 تاريخ ابن خلدون. عبد الرحمن بن خلدون ، ج6 ، مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني-بيروت ،1967 ،ص370-371. 5 دائرة المعارف. بطرس البستاني ، ج6 ،دار المعرفة-بيروت ،لبنان ،ص248. 6 البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب. ابن عذاري المراكشي ،ج6 ، دار الثقافة-بيروت،لبنان، ص128. 7 البربر الامازيغ عرب عاربة . عثمان السعدي ،ط2 ،شعبة التثقيف والتعبئة والإعلام- ليبيا ، طرابلس، ص28. 8 المصدر السابق، ص29. 9 الفرق الإسلامية في الشمال الأفريقي. الفرد بل (ترجمة:عبد الرحمن البدوي )، ط3، دار الغرب الإسلامي-بيروت،لبنان، ص44-45. 10 المصدر السابق، ص44. 11 عصر القيروان. أبو القاسم محمد كرّو. عبد الله شريط، دار المغرب العربي-تونس، ص12. 12 حياة القيروان. عبد الرحمن باغي، دار النشر غير معروفة، ص13. 13 موسوعة العالم. وليم لانغر(الترجمة العربية)، ج1، ص25-26. 14 تاريخ ابن خلدون، المصدر السابق، ص177. 15 المصدر السابق، ص 192. 16 المصدر السابق، ص 184-185. 17 الجغرافية البشرية. د حسنين أبو العنين، القاهرة-مصر ، ص143. 18 في تاريخ المغرب والأندلس. احمد مختار العبادي، دار النهضة العربية، بيروت، ص268-269. 19 الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي. المصدر السابق، ص228. 20 ثورات الصحراء الكبرى. إبراهيم الكوني، ط1، دار مكتبة الفكر، ليبيا،1970، ص34. 21 ديوان الإمام علي(ع). مكتبة الإيمان، المنصورة،أمام الجامع الأزهر، ص32. 22 الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي. المصدر السابق، ص83. 23 البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب. المصدر السابق، ص38. 24 التوارق عرب الصحراء الكبرى . المصدر السابق، ص160. 25البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب. المصدر السابق، ص38. 26 في تاريخ المغرب والأندلس. المصدر السابق، ص268. 27 في تاريخ المغرب والأندلس. المصدر السابق، ص270. 28 البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب. المصدر السابق، ج4، ص128. 29 ذكريات مشاهير رجال المغرب(عبد الله ياسين). عبد الله كنون، ط1، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1971، ص10-11. 30 مجلة العربي(عبد الله بن ياسين موحد الصحراء في الغرب الأقصى). عبد الوهاب شكري، العدد227-ديسمبر1981، ص136. 31 في تاريخ المغرب والأندلس. المصدر السابق، ص270. 32 المعجب في تاريخ أخبار المغرب. عبد الواحد المراكشي، ص171. 33 المغرب في وصف إفريقية والمغرب، البكري، نشر دي سيلان، الجزائر، 1911- ص171. 34 الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي. المصدر السابق، ص232-233. 35 المصدر السابق، ص232-233. 36 المصدر السابق، ص233. 37 الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس. علي بن أبي زرع، الرباط، 1973، ص124-125. 38 الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي. المصدر السابق، ص232-233. 39 المصدر السابق، ص234. 40 الروض المعطار في خير الأقطار. محمد عبد المنعم الحميري، در القلم للطباعة، لبنان، 1975، ص46. 41 تاريخ ابن خلدون، المصدر السابق، ج6، ص184. 42 الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس. المصدر السابق، ص134. 43 الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى. احمد الناصري، ج2، الدار البيضاء، ص23. 44 الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي. المصدر السابق، ص236. 45 الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية. المؤلف مجهول، تحقيق سهيل زكار وعبد القادر زمامه، الدار البيضاء، ط1، 1979، ص25-27. 46 الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس. المصدر السابق، ص135. 47 في تاريخ المغرب والأندلس. المصدر السابق، ص304. 48 المصدر السابق، ص306. 49 الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى. المصدر السابق، ص35. 50 الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية. المصدر السابق، ص29-30. 51 في تاريخ المغرب والأندلس. المصدر السابق، ص309. 52 الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى. المصدر السابق، ص37-46. 53وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. أبى العباس ابن خلكان، ج4، تحقيق د.يوسف علي الطويل ود.مريم قاسم الطويل، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت ، لبنان، ص112-130. 54 التوارق عرب الصحراء الكبرى . المصدر السابق، ص168-169. 55 رحلة تجاني. أبو محمد عبد الله، الدار العربية للكتاب، 1981، ص334-335. 56 المغرب في وصف إفريقية والمغرب، المصدر السابق،
منقول للإفاده[/size]
| |
|