تعتبر التطعيمات أنجع الطرق لمحاربة الإصابة بالأمراض المعدية. والتطعيم، عبارة عن محلول يحتوي على الفيروس المسبب للمرض، لكنه عادة ما يكون ميتا أو ضعيفا بشكل لا يمكنه من التسبب بالمرض بشكل فعلي. هذا الأمر "يستفز" جهاز المناعة في الجسم فيقوم بإنتاج المضادات لهذا الفيروس. وقد نجحت عمليات التطعيم الواسعة بالتقليل بشكل كبير من حالات الإصابة بالأمراض التي أوقعت أعدادا كبيرة من الضحايا في السابق.
من الأمراض التي استطاعت التطعيمات القضاء عليها بشكل تام في العقود الماضية، مرض الجدري ومرض البوليو (شلل الأطفال)، كما استطاعت التطعيمات أن تقلل من نسبة الإصابة بمرض التيتانوس إلى حد كبير جعله مرضا نادر الوجود في العالم. بالإضافة إلى عدد كبير من الأمراض الأخرى.
ورغم أن غالبية التطعيمات تعطى للإنسان في سنوات حياته الأولى، إلا أن نجاعة هذه التطعيمات تبدأ بالأفول مع مرور الوقت، مما يستدعي إعادة تجديدها من خلال إعطاء وجبة إضافية منها. كما أن هنالك عدد من التطعيمات المخصصة لفئات عمرية معينة عادة ما تكون من البالغين.
في القائمة التالية، سنعرض مجمعة من أهم التطعيمات التي تعطى بشكل عان للبالغين فوق الـ18 عام:
• الكزاز/ الدفتيريا/ السعال الديكي: وهو التطعيم "المثالي" الذي يعطى للأولاد، إلا أن جرعة إضافية مقوية ضد السعال الديكي فقط هي أمر ضروري بعد عدة سنوات. ومن ثم يصبح بالإمكان إعادة تلقي هذا التطعيم (التطعيم الكامل) مرة كل عشر سنوات. أما التطعيم ضد السعال الديكي فهو مفيد بشكل خاص للنساء في مرحلة ما بعد الولادة، كما أنه موصى به للأشخاص الذين يتعاملون مع الأولاد تحت عمر السنة لمنع نقل المرض لهؤلاء الأطفال
.
• HPV: ينتقل فيروس الـHPV من خلال العملية الجنسية، وهو يسبب الإصابة بسرطان عنق الرحم. ويفضل إعطاء هذا التطعيم للشابات والسيدات في عمر 11 إلى 26 عام. وهو يعطى عادة على ثلاث جرعات، بحيث تعطى الجرعة الثانية بعد الجرعة الأولى بشهرين، بينما تعطى الجرعة الثالثة بعد مرور ستة أشهر على إعطاء الأولى.
• الجدري: يفضل إعطاء التطعيم ضد الجدري للبالغين الذين لم يصابوا بالمرض خلال طفولتهم، ومن الممكن بواسطة فحص دم بسيط اكتشاف إذا ما تلقى الشخص هذا التطعيم من قبل أم لا، في حالة عدم التأكد. وعادة ما يعطى هذا التطعيم على جرعتين بفارق زمني قدره أربعة أسابيع على الأقل بين الجرعة والأخرى. ومن الأفضل إعطاؤه للأشخاص القريبين من آخرين معرضين للإصابة بالأمراض الخطيرة مثل السرطان، أو ذوي جهاز مناعة ضعيف. ونظرا لكون هذا التطعيم سائلا يحوي بداخله فيروس المرض بشكل مضعـّف فإنه لا يصح إعطاؤه للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو للنساء الحوامل.
• القوباء المنطقية (Zostavax): وهي عادة ما تصيب الكبار في السن فوق الستين عاما والذين أصيبوا في طفولتهم بالجدري. وتعتبر مرضا جلديا يسبب آلاما شديدة لفترة عدة أشهر. وهو ما يميز هذا التطعيم، إذ أنه تطعيم ضد فيروس كان الجسم قد أصيب به من قبل. يعطى هذا التطعيم على جرعة واحدة للأشخاص فوق سن الستين.
• النكاف/ الحصبة الألمانية/ والحصبة: مواليد الأعوام 1957 حتى 1978 (شامل) يحتاجون إلى جرعة تقوية من هذا التطعيم. ولكن نظرا لكونه تطعيما حياً مضعـّفا فإنه لا يجب إعطاؤه لضعيفي المناعة أو للحوامل. ولكنه محبذ أن يعطي للنساء خلال فترة الخصوبة (دون الحمل) خاصة لمن ليس لديهن مضادات الحصبة الألمانية للحيلولة دون الإصابة بالمرض والتأثير على الجنين خلال الحمل.
• الرشح (الأنفلونزا): وهو تطعيم موسمي يوصى بإعطائه لأبناء الخمسين عاما وما فوق. كما يجب إعطاؤه للمرضى المزمنين، الحوامل وكل المحيطين بهؤلاء. أما من لم يتجاوزا الخمسين عاما بعد ولا يعانون من الأمراض المزمنة، فبإمكانهم تلقي تطعيما حيا مضعـّفا من خلال رشه بالأنف.
• الالتهاب الرئوي (Pneumovax): وهو تطعيم ضد أكثر مسببات الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا انتشارا لدى البالغين. وهو مخصص لأبناء ما فوق 65 عاما ولمن يعانون من أمراض القلب والرئتين بشكل مزمن، السكري، الكلى، الكبد، وضعف المناعة. يعطى التطعيم على جرعة واحدة ولدى أصحاب جهاز المناعة الضعيف، من المفضل أخذ جرعة ثانية بعد خمسة أعوام.
• اليرقان من النوع A: يفضل إعطاء هذا التطعيم لفئة الأشخاص المعرضين للإصابة، كمرضى الكبد، والمسافرين لبلاد ينتشر فيها الفيروس أو للمثليين جنسيا. وعادة ما يعطى هذا التطعيم بجرعتين بفارق زمني يمتد ما بين 6 إلى 12 شهرا بينهما.
• اليرقان من النوع B: وينصح بإعطائه لمرضى الكبد، الإيدز (HIV)، مرضى الكلى من المحتاجين للدياليزا وللعاملين في الخدمات الصحية. وبما أن الفيروس المسبب لهذا المرض ينتقل خلال العملية الجنسية أيضا، فأنه من المفضل إعطاؤه للمعرضين لمخاطر الأمراض الجنسية أيضا. يعطى هذا التطعيم على ثلاث جرعات، الجرعة الثانية تعطى بعد الأولى بشهر واحد، بينما تعطى الثالثة بعد مرور ستة أشهر من الجرعة الأولى. ومن الممكن تلقي تطعيما واحدا ضد نوعي اليرقان A و B.
• التهاب السحايا: يعطى للطلاب القاطنين في المسكن الطلابية، أو لمن أجروا عمليات استئصال للطحال والمسافرين لمناطق مركز إفريقيا. كما يوصى
المتجهون إلى مكة لأداء فريضة الحج بتلقي هذا التطعيم. ويبقى هذا التطعيم فعالا لمدة خمس سنوات.
من الجدير ذكره بأن التطعيمات المذكورة أعلاه يمكن تلقيها بغالبيتها في مختلف صناديق المرضى في البلاد بعد الحصول على توجيه من الطبيب المعالج.