التقتا عند بوابة الثانوية، وكلتاهما خرجت توا من آخر حصة في ذلك اليوم الطويل أخذت بيدها، وابتعدت بها بعيدا عن تجمهر البنات أمام البوابة، ثم أخرجت من حقيبتها ظرفا فيه بعض الصور الأولى: شوفي ما أحلاهم الثانية: واي.. واي هذا يشبه آل باتشينو الأولى: أجل ما شفتي هذا اللي يشبه نوم كروز الثانية: تبين الصراحة.. مافي أحلى من اللي واريتينياه في المرة الأولى
الأولى: أيهو؟ الثانية: اللي شفتيه طالع من المعهد الصحي، ويشبه بعضلاته سلفستر ستالوني الثانية: إلا باقولك.. من أين تأتين بهذه الصور؟ الأولى: بسيطة.. أكلمهم بالتلفون، وأطلب منهم يعطوني صورهم الثانية: ماتخافين من أبوك وأمك؟ الأولى: أيش عرفهم عني.. أقفل الباب علي، واتصل في اللي أريده.. خذي بعض الأرقام وجربي حظك ذهبت الثانية إلى البيت والشيطان يزين لها محاكاة صاحبتها الأولى.. ويقول لها ((هل هي أجمل منك؟)) أم أشطر منك؟، أثبتي لها أنك أشطر وأقوى منها بصيد الشباب ردت على نفسها وكأنها ترد على الشيطان ((لكنني لم أجرب ذلك من قبل؟)) فرد عليها الشيطان.. كلهن لم يجربن من قبل، فلا تكوني شاذة بين البنات؟ وصلت البيت.. وانتظرت حتى أرخى الليل ستاره، وانتظرت حتى نام من في البيت، ولأول مرة في حياتها تضع اصبعها على أزرار الهاتف، لتتصل بغريب، ضغطت على الأزرار بعد تردد، وهو يقول: ألو ألو ألو.. وهي صامتة، وقبل أن تتفوه بكلمة واحدة، وإذا بها تتفاجئ بأختها الصغيرة ذات الست سنوات تقف على بابها، وهي تقول لها: لماذا سهرانة؟ أغلقت الهاتف وردت: وانتي ليش مانمتي؟ قالت الصغيرة: ما جاني نوم.. بودي أقول لك قصة قالها لي أبوي البارحة الكبيرة: قولي الصغيرة: في مدرس في مدرسة طلب من جميع التلاميذ أن يذبحوا دجاجة أو حمامة، دون أن يراهم أحد، ويأتوا بها بالغد.. وفي الصباح جاء جميع التلاميذ وكل بيده دجاجة أو حمامة مذبوحة ماعدا تلميذا واحدا سأله الأستاذ: لماذا لم تأتي بالدجاجة أو الحمامة المذبوحة كما طلبت منكم بالأمس؟ قال التلميذ وهو يحبس الدمعة في عينه: يا أستاذ حاولت أن أبحث عن مكان لا يراني فيه أحد، فلم أجد، فما استطعت أن أذبح الحمامة الأستاذ: ومن هذا الذي يراك في كل مكان التلميذ: إنه الله يا أستاذ، ما استطعت أن أختبئ منه صاح الأستاذ في التلاميذ أن يصفقوا لهذا التلميذ لأنه هو الوحيد الذي نجح في هذه المسابقة الصغيرة.. هل صحيح يا أختي بأن الله يرانا في كل مكان؟ الكبيرة وهي تضم أختها الصغيرة إلى صدرها وهي تبكي: نعم.. نعم.. نعم.. إنه يرانا في كل مكان وفي كل وقت.. اللهم سامحني واغفر لي، وجنبني شياطين الإنس والجن، وأعاهدك على التوبة النصوح