لا ينام الليل من كابد الأوجاع ، ولا يعرف السكون من طال بالليل سفره
تمر بي ساعات الليل كانها أياما
أرى نفسي هائما حائرا ، بين أن أخطوا إلي الأمام وبين أن أقف مترنحاً غير متماسك لا إلي نفسي استندت ولا الي غيري لجأت
العمر يمضي ، وساعات الأيام تتناقص ، والدهر يُفني كل حي
وأنا تأخذني ذكرياتي لا أعلم ربما ذات اليمين وربما ذات الشمال
وكأنها وقفتْ علي أعتاب تلك الأيام دون حراك
السهر أتعب جسدي وأنهكه ، وقوتي صارت بنظري محل شك
استيقظ من غفوتي استيقاظ من ملأ النوم عيونه وجفونه
أراقب السماء وأشاهد الطير يطير مسبحا ذاكرا ، لمن جعله بين بسط لجناحيه وقبض
وأنا تأخذني خواطري دون أن أعي بأن الله سبب الأسباب وقضاها
ليس كفرا ورب من خلق البيت ، ولكن هو طول الأمل
اسألةٌ تدور بداخلي ، أعرف جوابها ولكني أتحاشاها
هل يفني المرء حياته لأجل حبيب لم يكتب الله ان يكونا معا
هل يجازي الله نفساً أغلقت ابواب الحياة علي صاحبها
هل صرنا نتعامي عن أشد الجراح لندقق في جراح الحب وآهاته
الناس يقتلون تحت ظلال السيوف ، وربما تحت ذاك الوهج الأصفر ما يطلقون عليه الفسفور الأصفر ، وهم سعداء بقضاء من خلقهم
وأرواحهم ترتقي سلم المجد ، وأجسادهم تشيع كأنها مراسم الفرح
ومثلي لا زال واقفا علي الأطلال يذاكر الماضي
الهذا خُلقت
ويحي من ذكرياتي
يا نفسي إن الله حكيم وعادل
إن اراد لشئ قال له كن بأمره صار وكان
فمن اتقي الله جزاه وأعطاه ، ومن سأل الله ان يجيره في مصيبته أبدله خير مما كان
فكوني يا نفسي بالله مؤمنه
وبقضائه صابره ولا تجزعي اذا نابتك الأيام بليلها
فمهما طال ليل إلا والصباح بعده . .