| |
المتواجدون الآن ؟ | ككل هناك 92 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 92 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 428 بتاريخ الإثنين 14 أكتوبر 2024 - 5:00
|
sawan |
|
|
| الدم سائل بالغ التعقيد | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: الدم سائل بالغ التعقيد الإثنين 10 أغسطس 2009 - 8:29 | |
| يعمل الدم باستمرار وهو يجري في العروق للمحافظة على الحياة وترميم الأعطال , ولكنه في المقابل كرمز , كان وراء شن الحروب وانقسام المجتمعات . ولكن هناك شيء أكثر عمقاً يتعلق بهذا السائل الثمين , يدفعنا إلى الانخراط في علاقات خاصة معه .
ويتحدث الناطقون بالإنجليزية عما يطلقون عليه اصطلاحاً " الدم السيئ" للدالة على الحقد , وقد كان هذا " الدم السيئ" وراء العديد من المشاعر السلبية وربما أدى إلى أعمال عنف دموية والعائلات تهتم بروابط الدم , وبالنسبة لبعض الأمم يمثل الدم جزءاً من العقد الاجتماعي المبرم مع الحكومة , وهو بالنسبة للبعض الآخر العامل الذي يوقظ الشعور بالوطنية .
ولم يعد " الدم السيئ" الآن يعكس مفهوم الأحاسيس السلبية فالاستخدام المتنامي له ولمخلفاته قادنا إلى تتجير عملية جمعه ومعالجته والآن نجد أن الدم شكل من أشاكل الفن أيضا. وهنا نتساءل : ما هو الدم وكيف يتشكل , وماذا يمكن أن يخبرنا عن أنفسنا وهل هناك بدائل حيوية لهذا السائل العجيب ؟ في الواقع , إن الدور المعقد الذي يلعبه الدم في صحتنا ومجتمعاتنا يعني أنه طالما أخطأنا في فهمه وهو الأمر الذي أدى في بعض الأحيان إلى عواقب تراجيدية . فاليونانيون القدامى , كانوا يعتقدون أن الدم من الأخلاط الأربعة ( الدم والبلغم والصفراء والسوداء ) التي تقرر صحة المرء ومزاجه وكان الأطباء عبر العصور يدمون مرضاهم عبثا على أمل خروج الآلام مع الدم خارج الجسم والآن لا يزال الدم قضية تثير الجدل بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بعدم المساواة من حيث حق وسلامة الحصول عليه من بنوك الدم .
وكان الطبيب اليوناني جالينوس في القرن الثاني الميلادي من أوائل الذين درسوا الدم وقد اشتهر بقيامه بتشريح القرود والخراف والخنازير والماعز , وقد ساد اعتقاد بأن الصحة الجيدة تحتاج إلى توازن سوائل الجسم الأربعة : البلغم والسوداء والصفراء والدم , وبالتالي فإن أي خلل في هذا التوازن يجعل المرء مريضاً .
وذهب جالينوس إلى أبعد من ذلك وربط الخلل في التوازن مع أعضاء محددة من الجسم الأمر الذي مكن الأطباء من تشخيص الأمراض بشكل أفضل وكانت أفكاره قوية لدرجة أنها أصحبت عماد الطب خلال القرون الأربعة عشرة الماضية .
وإلى جانب إيمانهم بأخلاط الجسم الأربعة كان الناس يعتقدون أن الدم يحمل جوهر الكائن الذي يسري فيه , فدم الجرذ يحمل المكر , ودم الأسد يحمل الشجاعة وقد استمرت هذه المعتقدات حتى دخول القرن العشرين وكانت التجارب الأولى في مجال نقل الدم بين الحيوانات والبشر قد دفعت الناس إلى الاعتقاد بأنها تثبت صحة تلك المعتقدات , مشيرة إلى أنه من الممكن تهدئة الشخص المخبل عن طريق نقل دم عجل .
وقد بقيت أفكار جالينوس صامدة حتى قدوم أعمال الباحث الطبي وليام هارفي في القرن السابع عشر فحتى تلك المرحلة , كان الناس يعتقدون أن الدم يجري في الشرايين والأوردة حاملا الأخلاط الأربعة ولكن هارفي أوضح أن الدم يجري عمليا في جميع أنحاء الجسم بواسطة القلب . ولكن الشيء الذي لم يستطع اكتشافه في ذلك الحين ( لعدم توافر المجاهر ) هو أن تلك الشرايين والأوردة كانت متصلة ببعضها عن طريق أوعية شعرية لإكمال الدورة الدموية .
وكان لأبحاث هارفي دور كبير في التشجيع على إجراء جولة جديدة من التجارب تم فيها إدماء الكلاب حتى شفير الموت ومن ثم نقل دم إليها من كلاب أخرى لتستعيد حيويتها على نحو أشبه بالمعجزة بمجرد دخول الدم الجديد نظام الدورة الدموية وتم أيضا خلال تلك التجارب نقل الدم بين أنواع الحيوانات ثم تمثلت الخطوة التالية لذلك بنقل الدم من الحيوان إلى الإنسان .
وفي عام 1667 أعلن جان بانتيست دينيس , أحد أطباء , ملك فرنسا لويس الرابع عشر , عن نجاحه في إجراء عمليات نقل دم من الخراف إلى البشر , ولكن تم حظر هذا الإجراء بعد 10 سنوات من قبل الجمعية الباريسية للأطباء نظرا للتأثيرات التي لحقت بالمرضى ومنها الموت . وقد تطلب الأمر مرور حوالية 100 سنة حتى إجراء أول عملية نقل دم من إنسان إلى إنسان على يد الطبيب الأمريكي فيليب سينج فيزيك من مدينة فيلاديلفيا .
وخلال القرن التالي جرت سلسلة من التجارب كان لها أثر كبير في تحسين مستوى فهم عملية نقل الدم ففي عام 1867 , على سبيل المثال بدأ العالم جوزيف ليستر باستخدام المواد المطهرة للسيطرة على العدوى .
وفي بداية سبعينات القرن التاسع عشر حاول أطباء أمريكيون نقل الدم إلى البشر لتعويض كمية الدم المفقودة ومن ثم قاموا بمحلول ملحي للتغلب على الاستجابات المناعية تجاه الحليب ولكن لم يتم اكتشاف أن دماء جميع البشر ليست متشابهة إلا في عام 1901 من قبل الطبيب الأسترالي كارل لانستاينر , حيث قام بتصينف الدم في ثلاث زمر هي A و B وO وجرت إضافة زمرة رابعة في العالم التالي هي " AB " .
وساعدت الزمر الدموية في تفسير بعض الاستجابات التي ظهرت عند بعض المرضى أثناء خضوعهم لعمليات نقل دم , الأمر الذي مهد الطريق لتطوير استخدامها بالشكل الجيد . لكن كانت هناك مشكلة كبيرة تلخصت في تشكل الخثرات الدموية ولذلك كانت عملية نقل الدم تتم من خلال ربط عروق المتبرع والمريض مباشرة مع أنبوب .www.tartoos.com
وبالإضافة إلى ذلك كان من المستحيل تخزين الدم لمدة طويلة . ومع اكتشاف عقار سيترات الصوديوم المضاد للتخثر بعد عام 1915 تمكن الأطباء من حفظ الدم لمدة طويلة مما أدى إلى إنشاء بنوك الدم . وسرعان ما نزلت هذه البنوك إلى الخدمة في المملكة المتحدة مع انتهاء الحرب العالمية الأولى .
وفي عام 1929 بدأ الصليب الأحمر خدمة نقل الدم البشري وانتشرت بنوك الدم في الولايات المتحدة في أواخر ثلاثينات القرن العشرين بيد أن عمليات التبرع بالدم كانت تحكمها بعض النزعات العنصرية .
ففي الولايات المتحدة كان يتم فصل دم السود عن البيض على سبيل المثال . ولكن مع انتهاء الحرب العالمية الثانية تحررت فكرة التبرع بالدم من النزعات القومية المتعصبة وبدأ الفرنسيون والبريطانيون يتبرعون بالدم بحرية لبنوك الدم غير النفعية معتبرين ذلك جزءا من التفاعل الاجتماعي بين الأفراد والحكومة في حين برزت في الولايات المتحدة بنوك الدم التجارية وبدأ المتبرعون يقبضون ثمن كمية الدم التي تؤخذ منهم .
والواقع كان الدم الموهوب يحمل قيمة أكبر عندما كان إقدام المتبرعين على وهب دمهم نابعاً من وعي اجتماعي كبير بينما كان الدم المدفوع الثمن يأتي من أشخاص يقطنون الأحياء الفقيرة الذين كانت حالتهم الصحية غير مضمونة .
والمعروف أن عمليات معالجة الدم الصناعية يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة , فمعالجة كميات الدم قادت إلى رفع احتمالات انتشار العدوى . والاختبارات التي كان يخضع لها المتبرعون لم تكن قادرة على كشف الأخطار الحديثة العهد آنذاك مثل فيروس " إتش. أي . في " والتهاب الكبد الجيمي مما أدى إلى نتائج مأساوية .www.tartoos.com
ولاشك في أن عمليات التبرع بالدم أنقذت حياة الكثيرين في حين أن المنتجات الثانوية من الدم ساهمت في تطوير علاجات أحدثت نقلة نوعية في حياة العديد من المرضى ومنهم المصابون بالرعاف على سبيل المثال .
: | |
| | | joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: رد: الدم سائل بالغ التعقيد الإثنين 10 أغسطس 2009 - 8:32 | |
| قطرة واحدة فقط :
ينفتح الباب المتحرك وتلج ثلة من أفراد الطاقم الطبي تدفع بجمالة المريض بسرعة باتجاه غرفة الطوارئ ومن ثم يصرخ أحد الأطباء طالبا من إحدى الممرضات أن تأخذ عينة من دم المريض لفحصها ومن ثم تهرع الممرضة إلى المختبر , هذا المشهد يتكرر باستمرار في المستشفيات , ولكن ما حجم المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها الأطباء من خلال اختبار الدم أو ما الذي يمكن أن تطلعنا عليه حقنة من الدم بشأن صحتنا أو بشأن مستقبلنا كآباء أو كمتبرعين
في الواقع , يلعب الدم دوراً مهماً في جميع العمليات التي تجري داخل الجسم بدءاً من ضبط درجة الحرارة وانتهاء بمكافحة الأمراض . ولعل الأمر الأكثر أهمية الذي يطلعنا عليه اختبار الدم هو معرفة زمرة الدم التي تعتبر مسألة أساسية في حالات الطوارئ فسائقوا سيارات السباق على سبيل المثال يحملون اسم زمرة دمهم على خوذاتهم من أجل الاستفادة من تلك الدقائق الحرجة عند وقوع الحوادث .
وتدل زمرة الدم إلى المنطقة التي ينحدر منها الشخص على اعتبار أن كل زمرة يمكن أن تكون قد انتشرت في مناطق معينة . غالبا ما يلجأ مرضى السكري لإجراء اختبار دم بشكل منتظم لقياس مستوى الجلوكوز في الدم . وقد يطلب الطبيب عموماً , إجراء اختبار دم متكامل لتشخيص عدد من الحالات الصحية . ويشمل الهدف من تلك الاختبارات معرفة عدد الكريات البيضاء والحمراء والصفيحات الدموية وبالتالي فإن النتائج يمكن أن توضح مجموعة متنوعة من العدوى تبعاً لأي نوع من الخلايا البيضاء يمتلك القيمة غير الطبيعية ومن خلال اختبار الدم العام , يستطيع الأطباء تحديد سبب فقر الدم وكشف مشكلة نقص الحديد ومشاكل أخرى في نقي العظام والطحال والرئتين والأمعاء , وعلى نحو مشابه فإن مراقبة عدد الصفيحات الدموية في عينة الدم يمكن أن تكون مؤشرا مفيدا عن بروز مشكلة تتعلق بعملية التخثر .
نوبة قلبية أم خناق صدري ؟
وهناك اختبار دم مفيد جدا في الحالات الطارئة ويمكن من خلاله معرفة ماإذا كان ما يتعرض له المريض نوبة قلبية أو مجرد خناق صدري , فكلما كان تحديد الإصابة بالنوبة القلبية سريعاً كلما كان العلاج أكثر فعالية .
وهذا النوع من الاختبارات هدفه رصد أنزيم يتم إفرازه في الدم من قبل خلايا قلبية مختصرة ومن خلال مستوى الأنزيم يستطيع الأطباء تحديد مستوى الضرر الذي لحق بالقلب , ومعرفة هذا المستوى يساعد الطبيب في التمييز بين النوبة والخناق .
وهناك أسلوب جديد لتشخيص السرطان يقوم على دور الدم كآلية نقل لرسل كيميائية فقد تم تطوير اختبار يزعم أصحابه أن باستطاعته رصد 13 نوعا مختلفا من السرطانات دفعة واحدة وتطلق شركة " ALM " في ولاية كاليفورينا على الاختبار الجديد اسم " DR 70" وتقول إنه يستطيع رصد سرطان الرئة والقولون والثدي والمعدة والكبد والمستقيم والمبيض والمريء والبنكرياس وأنواع أخرى أيضاً , وتتخلص آلية عمل هذا الاختبار في تحديد مستوى مادة كيميائية تسمى " DR 70 "( مادة تظهر بسبب وجود ورم ) في الدم .
وهناك اختبار آخر يمكن من خلاله تشخيص مرض خطير وذلك عن طريق معرفة شكل كريات الدم الحمراء فالأشخاص الذين يعانون من فقر الدم المنجلي ( وهو مرض ينتقل وراثيا ويتمثل في نوع غير طبيعي من خضاب الدم يدفع الكريات الحمراء إلى الانثناء فتصبح هلالية الشكل ) يمتلكون خلايا دم حمراء منجلية الشكل يمكن رؤيتها بوضوح بالمجهر وهذه الخلايا المنجلية تجد صعوبة في الانتقال في نظام الدورة الدموية وخصوصا في الأطراف , وتشمل أعراض هذا المرض فقر الدم والحمى وضيق وألم حاد في البطن والعظم والعضلات ويقول الخبراء إن الجينة المسؤولة عن هذا الخضاب غير الطبيعي تنتشر في الحزام العريض حول خط الاستواء في أفريقيا وفي أمريكا وتشير التقديرات إلى أن واحد من كل 12شخصاً من السود يمتلكون الجينة وإذا ما كان الأبوان يحملان الجينة , فإن نسبة الإصابة بين الأطفال تصل إلى واحد من كل أربعة . وعلى الرغم من أن للجينة تأثيرا مضرا , إلا أن الخبراء يعتقدون أنها ظهرت في المناطق الاستوائية لأنها أيضا تحمي من الإصابة بالملاريا . فعندما تدخل طفيليات الملاريا الى الكريات الحمراء للمريض , فإن هذه الأخيرة تلتصق بجدران الوعاء الدموي وتفقد أكسجينها ويصبح شكلها منجليا . وبعد ذلك تموت هذه الخلايا وباستطاعة الخبراء الآن رصد فقر الدم المنجلي في الجنين من خلال إجراء اختبار للسائل الذي يحيط به في الرحم .
واختبارات الدم تعكس صحة العظام من خلال تحديد مستويات المعادن الحيوية , فمن خلالها يمكن معرفة مستوى سلامة الكليتين ومخاطر الإصابة بأمراض القلب ( عن طريق مراقبة مستوى الكوليسترول ) ومعرفة مستوى أداء الكبد والغدة الدرقية . والدم يحمل أيضا مادتنا الوراثية في حمضه النووي .
وعليه بإمكاننا الآن أن نفهم السبب الذي يكمن وراء استعجال الممرضات من قبل أفراد الطاقم الطبي وهم يدفعون نقالة المريض نحو قسم العناية الطارئة في المستشفيات .
بدائل اصطناعية :
وتستطيع كائنات حية كقنديل البحر أن تمتص الهواء التي تحتاج إليه من العناصر الغذائية الموجودة في مياه البحر وعليه لم تكن تحتاج إلى سائل ينقل الأكسجين إلى أنحاء أجسامها , ولكن الكائنات المعقدة تحتاج إلى الدم للقيام بتلك العملية . فكريات الدم في الجسم البشري تعالج مسألة نقل الأكسجين وطرح ثاني أكسيد الكربون , في حين أن الكريات البيضاء تهتم بمكافحة الأمراض بينما تقوم الصفيحات الدموية بإصلاح الأضرار, وأما البلازما فتلعب دور الوسط الناقل ويتجلى تعقيد الدم في الأدوار التي يقوم بها منها نقل العناصر الغذائية وتنظيم درجة الحرارة إلى العمل بمثابة مسار لتوزيع الهرمونات وبالتالي فإن ابتكار دم بديل كامل مهمة لا بد أن تكون شاقة
وهنا يبرز السؤال التالي : لماذا نحن بحاجة إلى ابتكار سائل بديل ؟ والواقع أن الأسباب عديدة وتشمل الحاجة المتنامية لكميات الدم مع تزايد نسبة السكان المعمرين : صحيح أن التطورات الطبية تعمل الآن على مكافحة عدد أكبر من الأمراض غير أن العديد من الإجراءات الجديدة مثل علاجات السرطان الجديد تستخدم كميات كبيرة من الدم . ناهيك عن أن الباحثين يعملون باستمرار على علاجات جديدة تعتمد على الدم ومكوناته ويضاف إلى ذلك اللاتوازن في استخدام الدم في العالم . فعلى الرغم من الجهود التي تذلها منظمات مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر , لا يزال الغرب يستهلك نصيبا غير منصف من المخزون العالمي وعليه فإن ذلك يستوجب زيادة كبيرة في موارد الدم في العالم . | |
| | | joud المراقب العام
عدد الرسائل : 5124 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
| موضوع: رد: الدم سائل بالغ التعقيد الإثنين 10 أغسطس 2009 - 8:35 | |
| ضريبة السلامة :
ومن المعروف أن الدم لا يحافظ على سلامته دائما ويمكن ان يصبح مصدر للإصابة بالعدوى . وعلى الرغم من سلامة الدم تحتل أهمية كبرى إلا أن إجراء المجموعة الكاملة من اختبارات الدم التي تهدف إلى الحماية الكاملة من اختبارات الدم التي تهدف إلى الحماية من جميع المخاطر المحتملة , عملية باهظة التكلفة . وليس هناك أي مخاطر يحمي المخزون من عدوى غير مكتشفة يمكن أن تنتقل وتكون قاتلة كما حدث بالنسبة لفيروس " HEF " ( المسبب للإيدز) في ثمانينات القرن العشرين وكما حدث بعد ذلك بالنسبة لالتهاب الكبد الجيمي . وتقول المصادر , إن %10-5 من حالات الإصابة بفيروس " HEF " كانت نتيجة الدم الملوث والمنتوجات المشتقة منه . ويعاقد الخبراء أن عمليات نقل الدم غير الآمن تقف وارء إصابة ما يتراوح بين 8 ملايين إلى 16 مليون شخص بالتهاب الكبد الوبائي سنوياً, وما بين 2.3 مليون إلى 5 ملايين إصابة بفيروس التهاب الكبد الجيمي وحوالي 160 ألف إصابة بفيروس الإيدز . وعليه فإن إيجاد بديل للدم يحافظ على سلامته وخلوه من العدوى ويتسم بالاستقرار يمكن أن ينقذ حياة العديد من البشر . والواقع أن أهم أجزاء الدم التي يتم استبدالها هي البلازما التي تمثل الناقل الحيوي لجميع أنواع الخلايا الأخرى ويستطيع الإنسان البقاء على قيد الحياة حتى لو خسر %70 من حجم البلازما , ولكن خسارة %30 فقط من حجم الدم الكلي الذي تشكل البلازما الجزء الأكبر منه سوف يؤدي إلى صدمة لا يمكن إصلاحها ذلك لأن الأوعية الدموية تنقل الدم تحت الضغط , فإذا ما انخفض حجم الدم بشكل دراماتيكي ستنهار الأوعية وتمنع وصول الدم إلى الأعضاء الحيوية . لذلك فإن البدائل التي تعوض الخسارة في الحجم مثل المحاليل الملحية لها أهمية بالغة
وتتلخص الخطوة الثانية , بعد حل مسألة تعويض القص في الحجم في إيجاد طريقة لنقل الأكسجين إلى كافة أنحاء الجسم وطرح ثاني أكسيد الكربون . وكريات الدم الحمراء في الجسم البشري تنقل جزيء الهيموجلوبين الذي يمتص الأكسجين بكفاءة عالية , ولكن هذه الكريات التي تعتبر المكون الأكثر حساسية من مكونات الدم هي أيضا الأسرع في التعرض للتلف ولذلك فإنها تحتاج إلى بديل دقيق لتجنب إثارة الأجسام المضادة وعليه فإن إيجاد بديل عام للكريات الحمراء سيكون ذا فائدة عظيمة .
وتتمثل أبسط الأفكار الرامية إلى تحسين مستوى الاستفادة من الدم في أسلوب يسمى " تمويه الأنتيجين " ويتلخص هذا الأسلوب في إخفاء الانتيجينات التي تحدد نوع الكرية وزمرتها وتجعل نقل الدم مختلف الزمرات خطيراً . ففي عملية " تمويه الأنتيجين " يتم تغليف سطح الكرية الحمراء التي يتنأ منها الانتيجينات , بالبوليمر الأمر الذي يؤدي إلى كبح نشاط الأجسام المضادة التي تتفاعل معها ولكنها لا تحرم الكرية الحمراء من قدرتها على امتصاص الأكسجين . ولا يزال هذا الأسلوب قيد التطوير
أبحاث الهيموجلوبين :
بدأت الدراسات الرامية إلى إيجاد بديل للهيموجلوبين , تستقطب اهتماما كبيرا وحيث أن كريات الدم الحمراء سريعة العطب , يقوم الجسم باستمرار بتجديدها وهناك بعض الأساليب العلاجية ترتكز على " جسر" قصير الأجل لمساعدة المرضى في الوقت الذي يقوم فيه أجسام بتوليد الكريات الحمراء . وأما بالنسبة لإيجاد بديل طويل الأمد للكريات الحمراء فيبدو في الوقت الحاضر بعيد المنال .
وتنقسم الدراسات الأساسية إلى فرعين رئيسين هما " نواقل الأكسجين المعتمدة على الهيموجلوبين " ( HP أو . C ) و " مستحلبات برفلوروكربون " ( برفلوروكربون هي كبربوهيدرات كاملة الفلورة ) . وتقوم نواقل الأكسجين على إدخال محلول من الهيموجلوبين مأخوذة من مصادر طبيعية أو اصطناعية مباشرة إلى الدم والمعروف أن بمثابة ناقل الأكسجين ولكن دم الإنسان مملوء بالكريات الدموية التي تحميه من التفاعل مع المواد الكيمائية الأخرى وفي المقابل يفتقر الهيموجلوبين الاصطناعي إلى هذه الحماية ولذلك يجب أن يتم تعديله بحيث يصبح متمتعاً بها وبالتالي يصبح قادرا على أداء مهمته بينما يمنع حدوث أضرار أو تأثيرات سامة .
وأما أسلوب البرفلوركربون فيقوم على حقيقة أن الأكسجين وثاني أكسيد الكربون ينحلان بشكل جيد في هذه المحاليل . وقد أجريت تجارب على مستحلبات البرفلوركربون كطريقة لمساعدة الخدج الذين لم يكتمل نمو رئاتهم بعد على التنفس , حيث يتم إدخال السائل إلى الرئتين لفتحهمها بينما يقوم السائل أيضا بنقل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون .
ولا يزال البحث عن بديل للدم مستمرا غير أن أحدا لم يزعم بقدرته على تطوير سائل يقوم بالوظائف المعقدة للدم الطبيعي | |
| | | | الدم سائل بالغ التعقيد | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |