سيدي بو سعيد المدينه التونسيه الساحره

فمن هو سيدي أبو سعيد ؟



ضريح سيدي بوسعيد و تتلمذ أبو سعيد الباجي على يد صوفي كبير اسمه"أبو مدين" عاش طويلا في تونس وقد استقر على البرزخ الجبلي لأسباب دينية وحربية،إذ التحق بالجنود الذين كانوا يراقبون الساحل ويدافعون عن الإسلام ضد حملات المشركين.
وفضلا عن ذلك وهب أبو سعيد نفسه للتأمل والتمارين الروحية. فعندما ينهي دوره في المراقبة كان يتفرغ للصلاة ويقدم دروسا لتلاميذه الكثيرين ومن بينهم أبو الحسن الشاذلي (سيدي بلحسن) وينظم اجتماعات تثار فيها مناقشات في علوم الدين.
لقد بقي برزخ جبل المنار خاليا من الناس لمدة طويلة، بيد أن أبا سعيد أعطاه مكانة متميّزة في أعين المجموعة المتدينة. وبعد وفاته استمرت القرية في اجتذاب كل من كانت له استعدادات للسعي وراء التأمل . ومن ثم وجد عديد المتزهدين ملجأ هناك مثل سيدي الظريف وسيدي بو فارس وسيدي الشبعان ...
ولقد كان لا بد من انتظار بداية القرن الثامن عشر ليبادر حسين باي ببناء جامع الزاوية الذي يشمل ضريح أبي سعيد.
و قد بنى محمود باي (1824-1814) مسكنا بالقرب من مسجد الزاوية (أصبح فيما بعد دار ثامر), ومنذ ذلك الوقت شيدت عائلات عديدة وخاصة السكّان "البَلْدِيّة" من مدينة تونس منازل على التل وحول مقام سيدي أبي سعيد لقضاء الصيف فيها, وبذلك أصبح التل مكانا للاصطياف حيث يقضي الناس عطلة الصيف والاستفادة من طيب المناخ والعيش والتسلية في جو من الورع الديني إذ كانت تقام احتفالات صوفية من أهمها "الخرجة".
وفي بداية القرن العشرين أصبحت قرية سيدي بو سعيد المكان المفضـل للفنـانيـن


[]والمثقفين الذين سحرتهم القرية وجوّها. لقد اختارها الفنانون و رجال الفكر مقرا لسكناهم ثم تبعهم الكتاب والمهندسون والفنانون التشكيليون والسينمائيون وغيرهم.لقد برزت شخصية كان لها ارتباط وثيق بمصير القرية ألا وهي البارون رودولف دي إرلنجرRodolphe d'Erlanger، المصرفي الإنجليـزي المنحدر مـن أصـل ألماني. وقد كان مغرما بالموسيقى وصاحب ذوق رفيع إضافة لذلك كان رساما موهوبا جاء إلى القرية لأول مرة في بداية القرن العشرين، شدّه جمال الموقع فقرّر الإقامة فيه، وبنى لذلك قصره الذي سماه النجمة الزهراء ذو الهندسة الشرقية أساسا.
وبوصفه عالم موسيقي بارز قام ببحث حول الموسيقى العربية، وكان وراء مرسوم ملكي أصدره الباي بتاريخ 6 أوت 1915 يحمي القرية وكان هو الذي دفع إلى اعتماد اللونين الأبيض والأزرق في قرية سيدي بو سعيد.



]قرية سيدي بو سعيد هي في الآن ذاته:
مكـان تــلاقي
تعد قرية سيدي بو سعيد مصدر إلهام للفنانين في كل الاختصاصات والآفاق وقد أصبحت مع مر الزمن مكان تلاقي الفنانين ورجال الفكر والشباب الذين يشعرون بنفس المتعة ونفس أحاسيس الفرح والهدوء والسعادة والحب.
موقع طبيعــي
هوموقع طبيعي متميز ذو مناظر خلابة من أروع ما يوجد في العالم وهو مدرج في قائمة التراث العالمي الذي تعده منظمة اليونسكو في إطار موقع قرطاج – سيدي بو سعيد.
أسلوب معمــاري
تتميز بأسلوب معماري أصلي وخصوصي بلونيها الأبيض والأزرق وأبوابها التي تزينها المسامير السوداء وشبابيكها ذات المشابك المقوسة ومشربياتها كل هذا يجعل من سيدي بو سعيد موقعا تاريخيا محميا.
ثراء ثقـــافي
تمثل قرية سيدي بو سعيد مجموعة من الثراء الثقافي والفني باحتفالاتها الصوفية وسهرات المالوف وعيد الموسيقى السنوي وتقاليده في فن الرسم ومن ثم إقامة عديد ورشات الرسم لأشهر الرسامين ووجود ما لا يقل عن أربعة أروقة فنون.
قطب سياحــــي
تعد قرية سيدي بو سعيد قطبا سياحيا هاما وهي أحد المواقع التي يفد عليها الزوار في المنطقة المتوسطية.
الإدارة
تؤمن البلدية تسيير وإدارة القرية عن طريق مجلس نيابي يتم إنتخاب رئيسه ومستشاريه العشرة و ذلك لمدة 5 سنوات. وتقع البلدية في منطقة معتمدية قرطاج التي ترجع بدورها إلى ولاية تونس.

تصنيف موقع سيدي بو سعيد
صنفت قرية سيدي بو سعيد كموقع تاريخي تابع للتراث الوطني عملا بالمرسوم عدد 1246 لسنة 1985 المؤرخ في 7 أكتوبر 1985 .
ينص مخطط التصنيف للموقع على ثلاث مناطق محددة في مخطط التهيئة الترابية التابع للبلدية وحددت هذه المناطق كما يلي:
المنطقة I : منطقة أثرية
المنطقة II : منطقة تاريخية تضم قرية سيدي بو سعيد من صنف "مدينة" والمعالم التاريخية.
المنطقة III : منطقة خضراء مسماة منطقة محمية محيطة بقرية سيدي بو سعيد القديمة.