تداول عدد كبير جدا من سكان مدينة بنغازي وضواحيها شائعة كاذبة مفادها ورود مكالمات هاتفية لأرقام دولية معينة عبر شركة ليبيانا للهاتف المحمول، يصاب إثرها متلقي الاتصال بصدمة كهربائية في الرأس وغياب كامل عن الوعي يؤدي إلى الموت المفاجئ.
وقد ذهب هؤلاء المواطنين في تصديقهم لهذه الشائعة الكاذبة إلى درجة بعيدة المدى.مؤكدين أن أي شخص يرد على هاتفه المحمول سيصاب بصداع شديد وظهور الدُّمّل في رأسه،وأعلنوا أنهم لن يردوا على هواتفهم المحمولة مخافة إصابتهم بالإغماء أو الموت.
وأكد عدد منهم - بإصرار شديد على ترويج هذه الشائعة - أن هناك ما يتراوح بين العشرة إلى الأربع عشرة جثة موجودة في ثلاجة الموتى بمستشفى الجلاء تُوفّي أصحابُها بعد تلقيهم اتصالات هاتفية عبر هواتفهم النقالة.محذرين في الوقت نفسه من استعمال الهاتف النقال، ما تسبب في حالة شديدة من الذعر والخوف الشديدين بين أوساط العائلات والمواطنين في المدينتين.
نفي مؤكد
من جهته نفى أحد الأطباء المناوبين بمستشفى الجلاء ليلة البارحة بشدة دخول أي حالات مصابة بإغماءٍ أو فقدانٍ للوعي للمستشفى. مؤكدا أن ما يتناقله الناس في الشارع هو محض إشاعة كاذبة وغير حقيقية، أريد من ورائها إثارة الرأي العام والبلبلة ونشر الهلع بين الناس في مدينة بنغازي.
واستغرب في حديثه قيام بعض المواطنين بتصديق هذه الشائعات التي قال إنها'لا صحة لها'، والتي جعلت الكثير من الشباب بالمدينة يقف متجمعاً أمام المستشفى في منظر غير لائق.
وكان عدد كبير من الشباب بمدينة بنغازي وقفوا ليلة البارحة أمام مستشفى الجلاء. منتظرين خروج ما أسموه'حالات مصابة بدوخان وصداع شديد في الرأس بعد تلقيها اتصالات هاتفية عبر الهاتف المحمول'.
شائعة مماثلة في إجدابيا
من جهتها أكدت مصادر إذاعية بإذاعة إجدابيا المحلية أن هواتف الإذاعة تلقت طيلة يوم أمس كما كبيرا جدا من الاتصالات من مواطني المدينة الذين كانوا في حالة شديدة من الخوف والهلع ما جعل إدارة الإذاعة تسارع إلى تكذيب الخبر في النشرة المحلية وتحذير الناس من الانسياق وراءه.
وقررت إدارة الإذاعة عقد ندوة علمية صباح هذا اليوم الأحد يتحدث فيها عدد من المتخصصين عن هذه الشائعة وأثرها السلبي على المجتمع.
نصب واحتيال
كما أكد عدد كبير من المواطنين في اجدابيا استقبالهم مكالمات دولية تبين فيما بعد أنها تهدف إلى ابتزازهم ماليا، حيث قالوا إن شخصا مجهولا يتصل بهم يتكلم العربية الفصحى، ويقول إن اسمه الشيخ'مهند'ويطلب منهم القيام ببعض الأشياء ثم الاتصال به بعد أيام بعد إيهامهم أنه رأى أرقام هواتفهم في المنام.
وقالوا إن من يسمى(الشيخ مهند) يَعِدُ متلقي الاتصال بحصوله على كنز وأموال كثيرة بشرط ذبحه بقرة عند مكان ما أو توزيعه تمرا على الناس أو إطعامه عددا من الفقراء شريطة القيام بتحويل مبلغ مالي معين إلى حساب جهة معينة خارج ليبيا.
عدوى متنقلة
يذكر أن تقريرا صُحُفيا بموقع إيلاف الالكتروني تحدث في اليومين الماضيين عن شائعة راجت في'السودان'تحدثت هي الأخرى عن موت بعض مستخدمي الهاتف المحمول نتيجة تلقيهم مكالمات من أرقام غريبة.
وقال هذا التقرير إن هذه الشائعات تروّج لوصول مكالمات هاتفية إلى المواطنين من أرقام غريبة وغير مألوفة تؤدي في حال الرد عليها إلى موت متلقي الاتصال على الفور، نتيجة إصابته بصعقة كهربائية.
ورغم غرابة هذه الشائعة ونفيها كليا من الجهات المختصة في السودان وكذلك استحالة حدوثها علميا إلا أنها تواصل انتشارها بسرعة، الأمر الذي جعل من الهاتف الخلوي بمثابة 'الصديق المرعب' للسودانيين.
رأي علمي
يشار إلى أن علماء الاجتماع يرون أن انتشار الشائعات الكاذبة في المجتمعات العربية راجع إلى عدم استقرارها من النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية، بالإضافة إلى'التحديات المعيشية التي تواجه مواطني هذه الدول ما يجعلهم يسارعون إلى تصديق ما يشاع من الأخبار الكاذبة في مجتمعاتهم'.