عدد الرسائل : 5124 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 نقاط : 9600
موضوع: تحميل رواية جاك المؤمن بالقدر لــديدرو الخميس 22 سبتمبر 2011 - 9:52
(جاك المؤمن بالقدر)
رواية مشاكسة بجدارة كتبها الفيلسوف الفرنسي "ديدرو" عام 1771.. ترجمها إلى العربية للمرة الأولى الكاتب السوري "عبود كاسوحة" في العام 2000 .. وقد صدرت عن دار الحوار للنشر والتوزيع . كتبت في القرن 18 أي في بدايات تبلور الرواية كنوع أدبي مستقل، عندما تنبه القصاص إلى قدرات هذا الساكن المهمش بدأت تقنية جديدة تهز جمود الهيكل في القصة؛ تلك هي تقنية التلاعب بموقع الراوي. في روايته (جاك المؤمن بالقدر) يقود "ديدرو" بطلي روايته إلى قصر مترامي الأطراف، يقرأ المرء في أعلى واجهته: لستُ ملكاً لأحد وأنا ملك للجميع. أنت كنت هنا من قبل أن تدخل، وسوف تظل هنا من بعد أن تخرج... برأيكم إلام يرمز ذلك القصر؟ وفي الرواية كذلك عبارة تقول: "اجعَل أنينكَ عنيفاً ليكونَ أقصَر". هذه عبارة قريبة إلى النفس تبوح بالمكتوم ولا تخفيه.. ولا ترى فائدة في النسيان و التجاهل أو الإخفاء.. بل البوح هو العلاج..
كتب احدهم عن الروايه ::
" أعمل معروفا ولاتصف لي تفاصيل البيت ولا من أستدعي الطبيب ولا أريد أن أعرف شيئا عن مسيرة التئام الجرح.. تخطي كل هذا وقل أن ركبتك قد شفيت وأنك الآن في حالة حب!" في مفتتح رواية جاك القدري نلتقي البطلين في منتصف رحلة ولا ندري من أين جاءا ولا إلى أين هما ذاهبان .. فهما موجودان في زمن لا نهائي بلا بداية ولا نهاية وفي مكان ليس له تخوم أو حدود .. إنهما في أوروبا التي لا نهاية لمستقبلها ..! بعد ديدرو بنصف قرن .. ومع بلزاك اختفى الأفق البعيد الذي يلوح كمنظر طبيعي خلف أرتال من هذه التركيبات الحديثة : كالنظم الاجتماعية ، الشرطة ، القانون ،عالم المال والجريمة والجيش والدولة ففي عالم بلزاك لم يعد الزمن يتسكع بحبور أو يتمطى بسعادة كما لدى سرفانتيس و ديدرو لقد انطلق في عربة قطار هو التاريخ وهو قطار سهل الركوب وإن كانت مغادرته صعبة .. يفتن جاك القدري خطيبة صديقه ويسكر من السعادة، لكن اباه يضربه وتمر كتيبة عسكر فيلتحق بها ويتلقى رصاصة في ركبته عند أول معركة تجعله يعرج حتى موته. يقول كونديرا عن هذه الحادثة: كان يظن انه يبدأ مغامرة غرامية في حين انه كان يتقدم في الواقع نحو عاهته، ومن ثم فانه لم يستطع ابدا ان يتعرف ذاته في فعله، ان الطابع المعقد للفعل هو احد اكتشافات الرواية الكبرى، ها هنا تأتي اللحظة التي يتوجب فيها على الرواية في بحثها عن الأنا ان تهمل عالم الفعل المرئي لتعكف على اللا مرئي في الحياة الداخلية. هل كان خادم ديدرو يقصد بكتاب الأقدار هذا المصير الوجودي الذي ينتظرنا في بدء الحياة والذي لاينص الا علي قدرية وحتمية الاختيار! ولكن. كيف يكون الانسان حرا في الأختيار وهو الذي تحكمه معطيات. الكثير منها ثابت لايتغير؟ ديدرو في كتابه القدري لايتناول أيا من هذه التفسيرات فهو ببساطة لايجبر الأنسان ولايخيره! ولكنه فقط يوضح له طبيعة المأزق وكيفية التعامل معه.. كتاب القدر الديدروي هو كتاب عن العلاقة بين 'الزمن والأحتمالية'. الكل * تبعا لديدرو * موجود داخل الزمن ومحكوم أيضا به ولكن زمن كل واحد يختلف عن زمن الاخر لأن الزمن بغض النظر عن محدوديته مملوء بكم هائل من الأحتمالات مثله مثل عروس المتروشكا.. أي أن الأنسان يملك مصير الاختيار ولكنه يمارس هذا الاختيار من خلال وجوده نفسه الذي لا خيار له فيه! لأن شهادة ميلاده ماهي الا جواز مرور لعدد لا نهائي من الأحتمالات الممكنة والأختيار هما هو اختيار صور التعبير عن هذا الوجود الجبري. وبهذا تصبح عملية تقييم العمر الأنساني عملية حسابية تساوي مجموع مدة الأقامة في الدنيا مضافا اليها عدد الاحتمالات التي نجح الأنسان في أكتشافها وجعل منها أحتمالات ممكنه! كتاب القدر الديدروي.. كتاب فلسفي عميق لايعني الاستسلام والخضوع لسببية جبرية منصوص عليها ولكنه يعني الحرية غير المحدودة في كتابه النص.. نص الحياة كل تبعا لبراعته ومثابرته واصراره علي أكتشاف أكبر عدد ممكن من الأحتمالات المخبأة في زمن أقامته المحدود [/size][/size]